قانصوه الغوري قانصوة بن عبد الله الظاهري (نسبة إلى الظاهر خشقدم) الاشرفي (نسبة إلى الاشرف قايتباي) الغوري ابو النصر سيف الدين الملقب بالملك الاشرف:سلطان مصر، جركسي الاصل، مستعرب خدم السلاطين وولي حجابة الحجاب بحلب ثم بويع بالسلطنة بقلعة الجبل (في القاهرة) سنة 905هـ ، و بنى الاثار الكثيرة و كان ملما بالموسيقى و الادب، شجاعا فطنا داهية له(ديوان شعر –خ) و ليس بشاعر، وللسيوطي شرح على بعض موشحاته سماه(النفح الظريف على الموشح الشريف) و قصده السلطان سليم العثماني بعسكر جرار، فقاتله قانصوه في (مرج دابق) على مقربة من حلب و انهزم عسكر قانصوه فاغمي عليه وهو على فرسه فمات قهرا و ضاعت جثته تحت سنابك الخيل – في رواية ابن اياس – و يقول العبيدي: (ان الامير علان وهو من رجال الغوري الذين ثبتوا في المعركة لما راى الغوري قد وقع على الارض، امر عبدا من عبيده فقطع راسه و القاه في جب مخافة ان يقتله الععدو و يطوف براسه بلاد الروم.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 187
قانصوه الغوري قانصوه الغوري: قانصوه بن عبد الله الجركسي السلطان الملك الأشرف، المشهور بالغوري، وسماه ابن طولون جندب، وجعل قانصوه لقبا له قال: والغوري نسبة إلى طبقة الغور قال ابن الحنبلي: إحدى الطبقات التي كانت بمصر مدة تعليم المؤدبين. قال ابن طولون: كان يذكر أن مولده في حدود الخمسين وثمانمئة ترقى في المناصب حتى صار نائب طرسوس، فانتزعها منه جماعة السلطان أبي يزيد بن عثمان، فهرب منها، وعاد إلى حلب، فلما انتصر عسكر مصر على الأروام عاد إلى طرسوس مرة ثانية، ثم أخذها الأروام مع ما والاها، فهرب منها أيضا إلى حلب، ثم نصر عسكر مصر ثانيا، فعاد إليها مرة ثالثة، ثم أعطي نيابة مطلبه، فلما مات الملك الأشرف قايتباي رجع إلى مصر، ووقعت له أمور في دولة الملك الناصر ابن قايتباي، ثم أعطاه تقدمة ألف، ثم في دولة جان بلاط أعطاه رأس نوبة النوب، ثم توجه صاحب الترجمة صحبة العسكر المصري إلى الشام بسبب عصيان قصروه نائبها، فخامر أمير العسكر طومان باي، واتفق مع قصروه على أن يكون سلطانا، وأمسكوا جماعة من الأمراء، وجعل صاحب الترجمة دوادارا كبيرا، ثم توجهوا إلى الديار المصرية، وحاصروا الأشرف جان بلاط، ثم أمسكوه، وتولى السلطنة طومان باي واستمر صاحب الترجمة دوادارا إلى أن وقع بينه وبين طومان باي، فاتفق مع العسكر على أن يركبوا عليه، واختفى هو في حيلة، فهرب السلطان طومان باي ليلة الجمعة مستهل شوال سنة ست وتسعمئة، فتولى السلطنة بعده صاحب الترجمة في يوم عيد الفطر، ولما تسلطن أخذ يتتبع رؤوس الأمراء، وذوي الشوكة، فيقتلهم شيئا شيئا، ثم فشا ظلمه ومصادرته للناس في أموالهم حتى صار شيخ الإسلام زكريا يعرض بظلمه في الخطبة، وهو تحت منبره يسمع، ولم يتعظ حتى حصل منه أذية بالغة للبرهان بن أبي شريف عالم مصر يومئذ، ومفيدها بسبب الرجل الذي رمي بالزنا، فأقر بالتهديد والضرب، ثم أنكر، فأفتى ابن أبي شريف بعصمة دمه، وعدم رجمه، فغضب عليه الغوري بسبب ذلك، وعزله من مدرسته التي جددها بالقاهرة وصلب الرجل على باب شيخ الإسلام ابن أبي شريف حتى جزع الناس له، واستعظموا هذا الأمر الشنيع مع مثله، واستمر في منزله لا يخرج منه، والناس يقصدونه في أنواع العلوم إلى أن أزعج الله تعالى الغوري، فأمر العسكر بالتجهيز لحلب، وأشاع أنه يريد الإصلاح بين ملك الروم، وملك شاه إسماعيل الصوفي الخارجي، ثم سافر من تخت ملكه في عاشر ربيع الثاني سنة اثنتين وعشرين وتسعمئة، وصحبته الخليفة المتوكل على الله أبو عبد الله محمد العباسي، وقضاة الشرع الأربعة وغيرهم من العلماء، ومشايخ، وستة عشر أميرا مقدما، فلما دخل غزة شكا إليه أهل القدس ظلم نائبه وغيره، فأهانهم بالطرد والضرب، ثم دخل دمشق في موكب عظيم، ونائب الشام حامل القبة والطير على رأسه على عادة الملوك المتقدمين، ونزل بالمصطبة بوطأة برزة، وشكا إليه أهل حمص وغيرهم ظلم نوابهم، فلم يشكهم، وأقام سبعة أيام، ولم يحضر جمعة ولا جماعة، وتوجه إلى حلب ومعه نواب الشام، وحمص، وحماة، وطرابلس وغيرهم من الأمراء، ولم يقر بحمص ولا زار بها سيدي خالد بن الوليد - رضي الله تعالى عنه - مع أن الطاغية تيمورلنك دخلها لزيارته، وجعل أهلها في غفارته، وعند وصوله إلى حلب جاءه قاصدان من ملك الروم أحدهما قاضي العساكر الروم إيلية ركن الدين بن زيرك، والثاني الأمير قراجا باشا، وأخبراه بوصول ملكهم إلى القيسارية متوجها لقتال الصوفي، فخلع عليهما وأكرمهما، وذكر لهما ما يريد من الإصلاح بين السلطان سليم وشاه إسماعيل، وأرسل بذلك إلى السلطان سليم قاصدا يقال له: الأمير مغلباي الدوادار، فلما وصل إليه قبض عليه حتى وصل إليه قاصداه، فحلق لحيته، وأخذ جميع ما كان معه من متاع، وقال له: قل لأستاذك هذا خارجي وأنت مثله، وأنا أقاتلك قبله، والميعاد بيننا وبينك في مرج دابق، ثم سافر خلفه، وصار يأخذ كل بلد يدخله من أعمال ملك الغوري، فلما بلغ الغوري ذلك من قاصده ومن غيره خرج من حلب في نحو ثلاثين ألفا، وترك ولده في قلعتها، وكان خروجه منها يوم الثلاثاء عشري رجب بعد إقامته بها شهرين، وقد كان الغوري في أول الأمر مصمما على مباينة شاه إسماعيل حتى وقع في قلبه رعبه بسبب أن شاه إسماعيل كان قد قتل صاحب هراة، وولده قبرخان، فبعث برأس الأب إلى ملك الروم السلطان سليم، وبرأس الابن إلى الغوري، وكتب إلى الأول رسالة مطلعها:
نحن أناس قد غدا شأننا | حب علي أبي طالب |
يعيبنا الناس على حبه | فلعنة الله على العائب |
السيف والخنجر ريحاننا | أف على النرجس والآس |
وشربنا من دم أعدائنا | وكأسنا جمجمة الرأس |
ما عيبكم هذا، ولكنه | بغض الذي لقب بالصاحب |
وكذبكم عنه وعن بنته | فلعنة الله على الكاذب |
السيف والخنجر قد قصرا | عن عزمنا في شدة الباس |
لو لم ينازع حلمنا بأسنا | أفنيت سلطا سائر الناس |
جاءته من قبل المنون إشارة | فهوى صريعا لليدين وللفم |
ورمى بمحكم درعه وبرمحه | وامتد ملقى كالفنيق الأعظم |
لايستجيب لصارخ إن يدعه | أبدا ولا يرجى لخطب معظم |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1977) , ج: 1- ص: 295