علم الدين البرزالي القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي ثم الدمشقي، أبو محمد، علم الدين: محدث مؤرخ. أصله من اشبيلية، ومولده بدمشق. زار مصر والحجاز. وألف كتابا في ’’ التاريخ - خ’’ جعله صلة لتاريخ أبي شامة، وبلغ به إلى سنة 738 هـ. ورتب أسماء من سمع منهم، ومن أجازوه في رحلاته، وهم نحو ثلاثة آلاف، وجمع تراجمهم في كتابين ’’ مطول’’ و’’مختصر-خ’’ وله ’’ الوفيات -خ’’ و’’ الشروط-خ) و (ثلاثيات من مسند أحمد -خ’’ و’’مختصر المئة السابعة -خ’’ و’’ العوالي المسندة -خ’’ و’’ مجاميع) و (تعاليق’’ كثيرة. وكان فاضلا في علمه وأخلاقه، حلو المحاضرة. تولى مشيخة النورية ومشيخة دار الحديث بدمشق، ووقف كتبه، وعقارا جيدا على الصدقات، وتوفي محرما في خليص (بين الحرمين) ونسبته إلى ’’برزالة’’ من بطون البربر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 182
الشيخ علم الدين البرزالي القاسم بن محمد بن يوسف.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
الشيخ علم الدين البرزالي القاسم بن محمد بن يوسف الشيخ الإمام الحافظ المحدث المؤرخ علم الدين أبو محمد ابن العدل بهاء الدين ابن الحافظ زكي الدين البرزالي الإشبيلي ثم الدمشقي الشافعي: ولد في جمادى الأولى سنة خمس وستين وستمائة، وحفظ القرآن والتنبيه ومقدمة في صغره، وسمع سنة ثلاث وسبعين من أبيه ومن القاضي عز الدين الصائغ.
ولما سمع الصحيح من الإربلي بعثه والده فسمعه سنة سبع. وأحب طلب الحديث ونسخ الأجزاء ودار على الشيوخ، وسمع من ابن أبي الخير وابن أبي عمر وابن علان وابن شيبان وغيرهم والمقداد والفخر، وجد في الطلب، وذهب إلى بعلبك، وارتحل إلى حلب سنة خمس وثمانين، ومنها ارتحل إلى مصر وأكثر عن العز الحراني وطبقته، وكتب بخطه الصحيح المليح كثيرا، وخرج لنفسه والشيوخ شيئا كثيرا.
وجلس في شبيبته مدة مع أعيان الشهود، وتقدم في معرفة الشروط، ثم اقتصر على جهات تقوم به. وروت من أبيه جملة، وحصل كتبا جيدة وأجزاء في أربع خزائن، وبلغ ثبته أربعا وعشرين مجلدا، وأثبت فيه من كان يسمع منه.
وله تاريخ بدأ فيه من عام مولده الذي توفي فيه الإمام أبو شامة فجعله صلة لتاريخ أبي شامة في خمس مجلدات أو أكثر. وله مجاميع وتعاليق كثيرة، وعمل في فن الرواية عملا قل من بلغ إليه.
وبلغ عدد مشايخه بالسماع أزيد من ألفين، وبالإجازة أكثر من ألف، رتب كل ذلك وترجمهم في مسودات متقنة. وكان رأسا في صدق اللهجة والأمانة، صاحب سنة واتباع ولزوم الفرائض، خيرا متواضعا حسن البشر عديم الشر، فصيح القراءة مع عدم اللحن والدمج، قرأ ما لا يوصف كثرة وروى، وكان عالما بالأسماء والألفاظ، وكان فيه حلم وصبر وتودد، لا يتكثر بفضائله ولا ينتقص بفاضل بل يوفيه فوق حقه، يلاطف الناس وله ود في القلوب وحب في الصدور، واحتسب عدة أولاد منهم: محمد تلا بالسبع وحفظ كتبا، وعاش ثماني عشرة سنة، ومنهم: فاطمة عاشت نيفا وعشرين سنة، وكتبت صحيح البخاري وأحكام مجد الدين وأشياء.
وللشيخ علم الدين إجازات عالية عام مولده من ابن عبد الدائم وإسماعيل بن عزون والنجيب وابن علاق، وحدث في أيام شيخه ابن البخاري.
وكان حلو المحاضرة قوي المذاكرة، عارفا بالرجال لا سيما أهل زمانه وشيوخهم، لم يخلف بعده مثله في الطلب وعمله.
حج سنة ثمان وثمانين وأخذ عن مشيخة الحرمين وخرج أربعين بلدية، ثم حج أربعا بعد ذلك. وكان باذلا لكتبه وأجزائه سمحا في كل أموره متصدقا.
قال الشيخ شمس الدين: وهو الذي حبب إلي طلب الحديث فقال: خطك يشبه خط المحدثين، فأثر قوله في وسمعت وتخرجت به في أشياء، انتهى.
ولي دار الحديث مقرئا فيها، وقراءة الظاهرية سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وحضر المدارس وتفقه به الشيخ تاج الدين عبد الرحمن وصحبه وأكثر عنه وسافر معه، وجود القراءة على رضي الدين ابن دبوقا، وتفرد ببعض مروياته.
ثم تولى مشيخة دار الحديث النورية ومشيخة النفيسية، ووقف كتبه وعقارا جيدا على الصدقات.
وقرأت عليه بالرواحية قصيدة لابن إسرائيل يرويها عن المصنف سماعا، وهي مديح في رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها:
#غنها باسم من إليه سراها
وقرأت عليه قصيدتين ميمية أولها:
#هي المنازل فانزل يمنة العلم
ودالية أولها:
#قلب يقوم به الغرام ويقعد
مديح في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نظم الضياء أبي الحسن علي بن محمد بن يوسف الخزرجي، رواهما لي سماعا من المصنف بالإسكندرية.
وسمعت عليه وعلى الشيخ الحافظ جمال الدين المزي جزء الأربعين العوالي من المصافحات والموافقات والأبدال، تخريج ابن جعوان للقاضي ضياء الدين دانيال، وقرأت عليه ذلك.
وكان دائم البشر لي حسن الود، وقرأ علي قطعة جيدة من شعري.
وتوفي بخليص محرما بكرة الأحد الرابع من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة ونصف، وتأسف الناس عليه.
قال فيه يمدحه المحدث علي بن بلبان الكركي:
علقت هذا الجزء مني خدمة | للسيد ابن السيد المفضال |
علم الهدى من حاز كل فضيلة | القاسم بن محمد البرزالي |
رب الرواية والدراية والفصا | حة والسماحة والمحل العالي |
لا ترجون من الزمان بمثله | إن الزمان بمثله لمغالي |
سل عنه تاج الدين يخبر فضله | لما أتى بجواهر ولآلي |
وأتى بكل بديعة وغريبة | وفضيلة كالوابل الهطال |
لله در موافقات بثها | من لفظه تزهو مع الأبدال |
فاق الأكابر مع حداثة سنه | وسما إلى شأو العلى لمعالي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
البرزالي الشيخ علم الدين القاسم بن محمد بن يوسف، وبهاء الدين محمد بن يوسف بن محمد.
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 686
القاسم بن محمد بن يوسف شيخنا الإمام الحافظ المحدث المؤرخ علم الدين أبو محمد ابن العدل بهاء الدين ابن الحافظ زكي الدين البرزالي -بكسر الباء الموحدة، وسكون الراء وبعدها الزاي، وألف ولام- الإشبيلي ثم الدمشقي الشافعي.
حفظ القرآن العظيم ثم التنبيه ومقدمة . . في صغره، وسمع سنة ثلاث وسبعين وست مئة من أبيه، ومن القاضي عز الدين بن الصائغ.
ولما سمع ’’صحيح البخاري’’ على الإربلي بعثه والده فسمعه سنة سبع، وأحب طلب الحديث ونسخ الأجزاء، ودار على الشيوخ، وسمع من ابن أبي الخير، وابن أبي عمر، وابن علان، وابن شيبان، والمقداد، والفخر، وغيرهم. وجد في الطلب وذهب إلى بعلبك، وارتحل إلى حلب سنة خمس وثمانين، ومنها ارتحل إلى مصر، وأكثر عن العز الحراني وطبقته.
وكتب بخطه كثيرا وخرج لنفسه ولغيره كثيرا، وجلس في شبيبته مع العدول الأعيان مدة. وتقدم في معرفة الشروط. ثم إنه اقتصر على جهات تقوم به، وحصل كتبا جيدة، وأجزاء في أربع خزائن، وبلغ عدد مشايخه بالسماع أزيد من ألفين، وبالإجازة أكثر من ألف، رتب كل ذلك وترجمهم في مسودات متقنة.
وكان -رحمه الله تعالى- رأسا في صدقه، بارعا في خدمه، أمينا صاحب سنة واتباع، ولزوم فرائض ومجانبة الابتداع، متواصعا مع أصحابه ومن عداهم، حريصا على نفع الطلبة وتحصيل هداهم، حسن البشر دائمه، صحيح الود حافظ السر كاتمه، ليس فيه شر، ولا له على خيانة مقر، فصيح القراءة عدم اللحن والدمج، ظاهر الوضاءه، لا يتكثر بما يعرف من العلوم، ولا يتنقص بفضائل غيره، بل يوفيه فوق حقه المعلوم.
وكان عالما بالأسماء والألفاظ، وتراجم الرواة والحفاظ، وخطه كالوشي اليماني، أو رونق الهنداوني، لم يخلف بعده في الطلب وعمله مثله، ولا جاء من وافق شكله شكله.
ولم يزل على حاله إلى أن حج سنة تسع وثلاثين وسبع مئة، فتوفي بخليص محرما بكرة الأحد رابع ذي الحجة عن أربع وسبعين سنة ونصف، وتأسف الناس عليه.
وكان -رحمه الله تعالى- لدمشق به في الحديث جمال، بلغ ثبته أربعا وعشرين مجلدا، وأثبت فيه من كان يسمع معه، وله ’’تاريخ’’ بدأ فيه من عام مولده الذي توفي فيه الإمام أبو شامة، فجعله صلة لتاريخ أبي شامة في ثماني مجلدات، وله مجاميع وتعاليق كثيرة، وعمل كثير في الرواية، قل من وصل إليه، وخرج أربعين بلدية، وحج سنة ثمان وثمانين وأخذ عن مشيخة الحرمين. وحج غير مرة، وكان باذلا لكتبه لا يمنعها من سأله شيئا منها، سمحا في كل أموره، مؤثرا متصدقا، وله إجازات عالية عام مولده من ابن عبد الدائم وإسماعيل بن عزون والنجيب وابن علاق، وحدث في أيام شيخه ابن البخاري.
ولي دار الحديث مقرئا فيها، وقراءة الظاهرية سنة ثلاث عشرة وسبع مئة، وحضر المدارس، وتفقه بالشيخ تاج الدين عبد الرحمن الفزاري، وصحبه، وأكثر عنه، وسافر معه، وجود القراءة على رضي الدين بن دبوقا، وتفرد ببعض مروياته. ثم تولى مشيخة دار الحديث النورية، ومشيخة النفيسية، ووقف كتبه وعقارا جيدا على الصدقات.
وقرأت أنا عليه بالرواحية قصيدة لابن إسرائيل يرويها عن المصنف سماعا، وهي في مديح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها:
#غنها باسم من إليه سراها
وقرأت أيضا عليه قصيدتين ميمية، أولها:
#هي المنازل فانزل يمنة العلم
ودالية أولها:
#قلب يقوم به الغرام ويقعد
في مديح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نظم الضياء أبي الحسن علي بن محمد بن يوسف الخزرجي رواهما لي سماعا عن المصنف بالإسكندرية.
وسمعت عليه وعلى الحافظ جمال الدين المزي ’’جزء الأربعين العوالي، من المصافحات والموافقات والأبدال’’، تخريج ابن جعوان للقاضي دانيال. وقرأت عليه غير ذلك، وقرأ هو علي قطعة من شعري.
وكان دائم البشر لي جميل الود، وكان من عقله الوافر وفضله السافر أنه يصحب المتعاديين، وكل منهما يعتقد صحة وده، ويبث سره إليه.
وكان العلامة تقي الدين بن تيمية يوده ويصحبه، والشيخ العلامة كمال الدين بن الزملكاني يصحبه ويوده ويثني عليه.
وقال القاضي شهاب الدين بن فضل الله يرثيه:
تراهم بالذي ألقاه قد علموا | شط المزار، وبان البان والعلم |
لهفي عليهم وقد شدوا ركائبهم | عن الديار ولا يثني بهم ندم |
قد كان يدنيهم طيف ألم بنا | فالآن لا الطيف يدنيهم ولا الحلم |
الله أكبر كم أجرى فراقهم | دمعا، وعاد بمن لا عاد وهو دم |
أموا الحجاز فما سارت مطيتهم | حتى استقلت دموعا قدمت لهم |
وأحرموا لطواف البيت لا حرموا | من لذة العيش طول الدهر لا حرموا |
زاروا النبي وساروا نحو موقفهم | حتى إذا فارقوا مطلوبهم جثموا |
يا سائرين إلى أرض الحجاز لقد | خلفتم في حشاي النار تضطرم |
هل منشد فيكم أو ناشد طلبا | أضللته وادلهمت بعده الظلم |
قد كان في قاسم من غيره عوض | فاليوم لا قاسم فينا ولا قسم |
من لو أتى مكة مالت أباطحها | به سرورا، وجادت أفقها الديم |
هذا الذي يشد المختار هجرته | والبيت يعرفه والحل والحرم |
أقسمت منذ زمان ما رأى هجرته | لقاسم شبها في الأرض لو قسموا |
هذا الذي يشد المختار هجرته | والبيت يعرفه والحل والحرم |
ما كان ينكره ركن الحطيم له | لو أخر العمر حتى جاء يستسلم |
له إليه وفادات تقر بها | جبال مكة والبطحاء والأكم |
محدث الشام صدقا بل مؤرخه | جرى بهذا وذا فيما مضى القلم |
يا طالب العلم في الفنين مجتهدا | في ذا وهذا ينادى المفرد العلم |
يروي حديث العوالي عن براعته | وماله طاعن فيها ومتهم |
قد كان يدأب في نفع الأنام ولا | يرده ضجر منه ولا سأم |
وحقق النقد حتى بان بهرجه | وصحح النقل حتى ما به سقم |
وعرف الناس كيف الطرق أجمعها | إلى النبي فما حاروا ولا وهموا |
وعرف الناس في التاريخ ما جهلوا | وبعض ما جهلوا أضعاف ما علموا |
يريك تاريخه مهما أردت به | كأن تاريخه الآفاق والأمم |
ما فاته فيه ذو ذكر أخل به | ولو يروم لعادت عاد أو إرام |
إذا نشرت له جزءا لتقرأه | تظل تنشر أقواما وهم رمم |
يا أيها الموت مهلا في تفرقنا | شتت شمل المعالي وهو منتظم |
تجد فينا وتسعى في تطلبنا | اصبر سنأتيك لا تسعى بنا قدم |
قد ظفرت بفرد لا مثيل له | وإن أردت له مثلا فأين هم |
يا ذاهبا ما لنا إلا تذكره | آها عليك وآه كلها ألم |
جادت عليك من الغفران بارقة | عراء يضك فيها البارد الشيم |
تروي ثراك وتسقى من جوانبه | إلى جوانب حزوى البان والسلم |
وحل أرض خليص كل ريح صبا | بنشرها تبعث الأردان واللمم |
وخيمت دون عسفان لها سحب | تسقى بأنوائها السكان والخيم |
لهفي عليك لتحرير بلغت به | ما ليس تبلغه أو بعض الهمم |
ما الحافظ السلفي الطهر إن ذكرت | أسلافك العز والآثار والكرم |
قطعت عمرك في فرض وفي سنن | هذي الغنيمة والأعمار تغتنم |
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 49
القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالى علم الدين أن بهاء الدين الدمشقي الحافظ ولد في جمادى الأولى سنة 665 واجاز له ابن عبد الدائم وابن عزون والنجيب وابن علاق وغيرهم واسمع صغيرا في سنة 73 من أبيه والقاضي عز الدين ابن الصائغ ثم أحب الطلب وسمع بنفسه ودار على الشيوخ وأكثر عن ابن أبي الخير والمسلم بن علان وابن شيبان والفخر والمقداد القيسي ورحل إلى حلب وبعلبك ومصر والحرمين وغيرها وخرج لنفسه أربعين بلدية ونقل ابن كثير أن ابن تيمية كان يقول نقل البرزالي نقر في حجر وخرج لنفسه ولغيره وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري وجود القراآت على الرضى ابن دبوقا وتقدم في معرفة الشروط وولى تدريس الحديث بالنورية والنفيسية وكتب الخط الجيد وبلغ عدد مشايخه بالسماع ألفي نفس وبالإجازة أكثر من ألف وجمعهم في معجم حافل قال فيه الذهبي
إن رمت تفتيش الخزائن كلها | وظهور أجزاء بدت وعوالي |
ونعوت أشياخ الوجود وما رووا | طالع أو اسمع معجم البرزالي |
يا طالبا نعت الشيوخ وما رووا | ورأوا على التفصيل والإجمال |
دار الحديث انزل تجد ما تبتغي | لك بارزا في معجم البرزالي |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0
القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد البرزالي علم الدين أبو محمد الإشبيلي الحافظ الكبير المؤرخ أحد الأربعة الذين لا خامس لهم في هذه الصناعة
ذكره الشيخ شهاب الدين بن فضل الله في المسالك فقال ممن ولدته دمشق والفحل فحل معرق وأوجدته الأيام فسطع ضوؤها المشرق وتمخضت منه الليالي عن واحدها واحد أهل المشرق ومشى فيها على طريق واحد ما تغير عن سلوكها ولا تقهقر في سلوكها
انتهى
قلت مولده في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستمائة
وسمع سنة ثلاث وسبعين وستمائة وهلم جرا فجمع معجمه العدد الكثير والجم الغفير منهم أبوه وأحمد بن أبي الخير وابن البخاري وابن علان والقاسم الأربلي وابن الدرجي ومن يطول ذكرهم
وكان مفيد جماعة المحدثين على الحقيقة
ولما ورد الوالد إلى الشام في سنة ست وسبعمائة كان هو القائم بتسميعه على المشايخ واستقرت بينهما صحبة فلما عاد الوالد إلى الشام في سنة تسع وثلاثين في رجب قاضيا لازمه الشيخ علم الدين إلى أوان الحج فحج ومات محرما في خليص في رابع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة
أنشدنا القاضي شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله إذنا قصيدته التي رثاه بها ومنها
قد كان في قاسم من غيره عوض | فاليوم لا قاسم فينا ولا قسم |
من لو أتى مكة مالت أباطحها | به سرورا وجادت أفقها الديم |
أقسمت منذ زمان ما رأى أحد | لقاسم شبها في الأرض لو قسموا |
هذا الذي يشكر المختار هجرته | والبيت يعرفه والحل والحرم |
ما كان ينكره رمي الحطيم به | لو أخر العمر حتى جاء يستلم |
له إليه وفادات تقر بها | جبال مكة والبطحاء والأكم |
محدث الشام صدقا بل مؤرخه | جرى بهذا وذا فيما مضى القلم |
يا طالب العلم في الفنين مجتهدا | في ذا وهذا ينادى المفرد العلم |
وحقق النقد حتى بان بهرجه | وصحح النقل حتى ما به سقم |
وعرف الناس كيف الطرق أجمعها | إلى النبي فما حاروا ولا وهموا |
وعلم الخلق في التاريخ ما جهلوا | وبعض ما جهولا أضعاف ما علموا |
يريك تاريخه مهما أدت به | كأن تاريخه الآفاق والأمم |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 10- ص: 381
القاسم ابن شيخنا الإمام العدل الكبير الورع بهاء الدين أبي الفضل محمد بن يوسف بن محمد، الإمام الحافظ المتقن الصادق الحجة مفيدنا ومعلمنا ورفيقنا محدث الشام مؤرخ العصر علم الدين أبو محمد البرزالي الإشبيلي الأصل الدمشقي الشافعي ولد سنة خمس وستين وست مائة.
وأجاز له ابن عبد الدائم، والنجيب، وابن عمرون وابن علان، وخلق كثير.
وسمع في سنة ثلاث وسبعين وست مائة، وهلم جرا وإلى اليوم من أبيه فأكثر عنه ومن الشيخ شمس الدين، وابن علان، وأحمد بن أبي الخير، والقاسم الإربلي، والعز الحراني، والفخر علي، وابن شيبان، وابن الصابوني، وابن الدرجي، وعدة من أصحاب حنبل، وابن طبرزد، والكندي، ثم على عدة من أصحاب ابن ملاعب، وابن البن، وابن أبي لقمة، ثم على خلق من أصحاب ابن صباح، وابن الزبيدي، وابن باقا، ثم على خلق من أصحاب أصحاب السلفي، وابن عساكر، ثم على الجم الغفير من أصحاب أصحاب البوصيري، وابن كليب، والخشوعي، ثم على خلق من أقرانه، ومن الفضلاء، والشعراء بالحرمين، ومصر، ودمشق، والقدس، وحلب، وحماة، والإسكندرية، وعدة مدائن.
فمشيخته بالإجازة، والسماع فوق الثلاثة آلاف، وكتبه وأجزاؤه الصحيحة في عدة أماكن، وهي مبذولة للطلبة، وقراءته المليحة الفصيحة مبذولة لمن قصده، وتواضعه وبشره لا مبذول لكل غني وفقير، فالله يلهمه رشده ويمد في عمره.
سمعت منه في سنة أربع وتسعين وست مائة.
توفي بخليص في ثالث ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبع مائة.
كتب إلي المسلم بن محمد، وعلي بن أحمد، وحدثني عنهما الحافظان القاسم بن محمد، ويوسف بن عبد الرحمن، أن حنبل بن عبد الله أخبرهم، أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا حسن بن علي، أنا أحمد بن مالك، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا سعيد، عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن مرقع، عن صفوان بن أمية، أن رجلا سرق برده فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطعه فقال: يا رسول الله، قد تجاوزت عنه، قال: «فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب».
فقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه النسائي، عن عبد الله فوافقناه بعلو، وخالف الأوزاعي سعدا فرواه، عن عطاء، مرسلا.
ورواه سماك بن حرب، عن حميد ابن أخت صفوان، عن خاله.
هكذا رواه أسباط بن نصر، عن سماك.
ورواه زائدة، عنه فقال: عن جعيد بن حجر، قال: نام صفوان.
ورواه حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن صفوان، ورواه عبد الملك بن أبي بشير، عن عكرمة، عن صفوان، ورواه ابن ماجه، عن ابن أبي شيبة، عن شبابة، عن مالك، عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان، عن أبيه، والصواب ما في الموطأ، عن الزهري، عن صفوان، عن عبد الله بن صفوان
مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 115
القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس بن أبي القاسم الإشبيلي الأصل الدمشقي المولد والدار البرزالي الشافعي، الشيخ الإمام الحافظ علم الدين أبو محمد بن أبي الفضل بن أبي المحاسن بن أبي عبد الله. أول سماعه من والده، وقاضي القضاة عز الدين محمد بن عبد القادر ابن الصائغ في سنة ثلاث وسبعين وست مئة، ثم سمع بنفسه سنة سبع وسبعين وست مئة وبعدها من أحمد بن أبي الخير، والقاسم بن أبي بكر الإربلي، والمسلم بن علان، والشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وأحمد ابن الحموي، وابن شيبان، وابن العسقلاني، والكمال عبد الرحيم، وابن البخاري، وعمر بن أبي عصرون، ومحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وابن الدرجي، والمقداد، والعامري، وابن الصابوني، وابن الواسطي، وابن الزين، وزينب بنت مكي، وصفية بنت مسعود، وزينب بنت العلم، وفاطمة بنت علي ابن عساكر، وست العرب بنت يحيى بن قايماز، وجماعة، ورحل إلى مصر فسمع بها من العز الحراني، وابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وغيرهم، وبالإسكندرية من محمد بن عبد الخالق بن طرخان وغيره، وأجاز له جماعة من أصحاب الخشوعي، وغيره، وحدث.
سمع منه الحافظ شمس الدين الذهبي، وقال: حفظ القرآن، و ’’التنبيه’’، و ’’مقدمة’’ في صغره، وأحب طلب الحديث، ونسخ أجزاء، ودار على الشيوخ، وجد في الطلب، ورحل إلى بعلبك، ثم ارتحل إلى حلب سنة خمس وثمانين وست مئة، وفيها ارتحل إلى مصر، وكتب بخطه الصحيح المليح كثيرا، وخرج لنفسه وللشيوخ شيئا كثيرا، وجلس في شبيبته مدة مع أعيان الشهود، وتقدم في الشروط، ثم اقتصر على جهات تقوم به، وورث من أبيه جملة، وحصل كتبا جيدة، وأجزاء في أربع خزائن، وبلغ ثبته بضعة وعشرين مجلدا، وأثبت فيه من كان يسمع معه، وله تاريخ بدأ فيه من عام مولده الذي توفي فيه الإمام أبو شامة، فجعله صلة لتاريخ أبي شامة في خمس مجلدات أو أكثر، وله مجاميع
مفيدة كثيرة وتعاليق، وعمل في فن الرواية قل من بلغ إليه، بلغ عدد مشايخه بالسماع أزيد من ألفين، وبالإجازة أكثر من ألف، رتب ذلك كله وترجمهم في مسودات متقنة، وكان رأسا في صدق اللهجة والأمانة، صاحب سنة واتباع ولزوم للفرائض، خيرا متواضعا، حسن البشر، عديم الشر، فصيح القراءة، قوي الدربة، عالما بالأسماء والألفاظ، سريع السرد مع عدم اللحن والدمج، قرأ ما لا يوصف كثرة، وروى من ذلك جملة وافرة، وكان حليما، صبورا، متوددا، لا يتكثر بفضائله، ولا ينتقص بفاضل، بل يوفيه فوق حقه، ويلاطف الناس، وله ود في القلوب، وحب في الصدور، احتسب عدة أولاد درجوا، وحدث في أيام شيخه ابن البخاري. انتهى كلامه.
مولده في ليلة عاشر جمادى الأولى سنة خمس وستين وست مئة بدمشق، وتوفي بكرة الأحد رابع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبع مئة بخليص بالقرب من مكة شرفها الله تعالى، ودفن بخليص رحمه الله تعالى.
أجاز لنا في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ مؤرخ الشام أبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد الإشبيلي الشافعي في كتابه والإمام الحافظ شيخ الحفاظ والإسلام أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف الكلبي سماعا عليه، قالا: أخبرنا الشيخان أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ابن البخاري وأبو المرهف المقداد بن أبي القاسم هبة الله بن المقداد القيسي سماعا عليهما، وقال الكلبي أيضا: أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي وأبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن أبي عصرون التميمي، قال المقداد: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الكرم نصر بن المبارك ابن البناء قراءة عليه وأنا أسمع، وقال الثلاثة الباقون: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب قراءة عليه ونحن نسمع، قالا: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم ابن أبي سهل الكروخي قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيوخ الثلاثة: أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الترياقي، قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل المحبوبي، قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم ابن كثير الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ’’يا جابر مالي أراك منكسرا؟’’، فقلت: يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالا ودينا، قال: ’’أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟’’ قال: بلى يا رسول الله، قال: ’’ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا وقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب جل وعلا: إنه قد سبق مني أنهم لا يرجعون’’، قال: وأنزلت هذه الآية {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} الآية.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
أخرجه ابن ماجه في السنة عن إبراهيم بن المنذر ويحيى بن حبيب؛ كلاهما عن موسى بن إبراهيم، به، فوقع لنا موافقة له وبدلا.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أقبية ولم يعط مخرمة شيئا، فقال مخرمة: يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلقت معه، قال: ادخل فادعه لي، فدعوته له فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء منها، فقال: ’’خبأت لك هذا’’ قال: فنظر إليه، فقال: ’’رضي مخرمة’’.
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي جميعا عن قتيبة به، فوقع لنا موافقة لهم. وأخرجه البخاري ومسلم أيضا عن زياد بن يحيى الحساني، عن حاتم بن وردان، عن أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة به، فوقع لنا عاليا.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمه غاب عن قتال بدر، فقال: غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين لئن الله أشهدني قتالا للمشركين ليرين الله كيف أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعني المشركين، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني أصحابه، ثم تقدم فلقيه سعد فقال: يا أخي ما فعلت فأنا معه، فلم أستطع أن أصنع ما صنع، فوجد فيه بضعا وثمانين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم، وكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} قال يزيد: يعني الآية.
أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز بن أسد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس، به، فوقع لنا عاليا.
وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح’’ رضي الله عنهم.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سهيل.
أخرجه النسائي عن أبي قدامة، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد العزيز بن محمد به، فوقع لنا عاليا.
وأخبرنا الإمام الحافظ أبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف الدمشقي الشافعي فيما أذن لنا في الرواية عنه، قال: أخبرنا شيخ الإسلام شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرتنا ست الكتبة نعمة بنت علي بن يحيى بن علي بن محمد ابن الطراح المدير قراءة عليها وأنا حاضر في الخامسة، قالت: أخبرنا جدي أبو محمد يحيى بن علي بن محمد ابن الطراح قراءة عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الخطيب إجازة، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قال: أخبرنا ابن وهب (ح) قال الخطيب: وأخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة واللفظ له، قال: حدثنا أبو روق الهزاني، قال: حدثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني يحيى بن سلام، عن عثمان بن مقسم، عن المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه’’.
المقبري اسمه سعيد بن أبي سعيد، واسم أبي سعيد كيسان المديني مولى بني ليث.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا الفيريابي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت بجالة، قال: لم يكن عمر أخذ من المجوس الجزية حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر’’.
أخرجه البخاري في الجزية عن علي بن عبد الله. وأخرجه أبو داود في الخراج عن مسدد. وأخرجه الترمذي في السير عن ابن أبي عمر. وأخرجه النسائي فيه عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه؛ أربعتهم عن سفيان، به، فوقع لنا بدلا. وأخرجه الترمذي أيضا في السير عن أحمد بن منيع، عن أبي معاوية، عن حجاج، عن عمرو بن دينار، به، فوقع لنا عاليا.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال: أخبرنا عبد الله بن موسى السلامي فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: سمعت عمار بن علي اللوري يقول: سمعت أحمد بن النضر الهلالي، قال: سمعت أبي يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر إلى صبي دخل المسجد وكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه، فقال سفيان: كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم، ثم قال لي: يا نضر لو رأيتني ولي عشر سنين، طولي خمسة أشبار، ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، ثيابي صغار، وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، أختلف إلى علماء الأمصار، مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة، ومقلمتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا: أوسعوا للشيخ الصغير، قال: ثم تبسم ابن عيينة وضحك، قال أحمد: وتبسم أبي وضحك، قال عمار: وتبسم أحمد وضحك، قال أبو الحسن السلامي: وتبسم عمار وضحك، قال القاضي أبو العلاء: وتبسم السلامي وضحك، قال الخطيب: وتبسم أبو العلاء وضحك.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، قال: حدثني علي بن الحسن النجار، قال: حدثنا الصاغاني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: رأيت ابن أربع سنين قد حمل إلى المأمون قد قرأ القرآن ونظر في الرأي، غير أنه إذا جاع يبكي.
وبه إلى الخطيب، قال: سمعت القاضي أبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني يقول: حفظت القرآن ولي خمس سنين، وحملت إلى أبي بكر المقرئ لأسمع منه ولي أربع سنين، فقال بعض الحاضرين: لا تسمعوا له فيما قرئ فإنه صغير، فقال لي ابن المقرئ: اقرأ سورة الكافرين، فقرأتها، فقال: اقرأ سورة التكوير، فقرأتها، فقال لي غيره: اقرأ سورة والمرسلات، فقرأتها ولم أغلط فيها، فقال ابن المقرئ: سمعوا له والعهدة علي، ثم قال: سمعت أبا صالح صاحب أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول: أتعجب من إنسان يقرأ سورة المرسلات عن ظهر قلبه ولا يغلط فيها.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي أبو الفضل الصيرفي وحمدان بن سلمان بن حمدان أبو القاسم الطحان، قالا: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الفضل بن زياد، قال: حدثنا شيبان، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، قال: شهد رجل عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشهادة. فقال له: لست أعرفك، ولا يضرك أن لا أعرفك، ائت بمن يعرفك، فقال رجل من القوم: أنا أعرفه، قال: بأي شيء تعرفه؟ قال: بالعدالة والفضل، قال: فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره
ومدخله ومخرجه؟ قال: لا، قال: فمعاملك بالدينار والدرهم اللذين بهما يستدل على الورع؟ قال: لا، قال: فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا، قال: لست تعرفه، ثم قال للرجل: ائت بمن يعرفك.
وبه إلى الخطيب، قال: أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري، قال: حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن المغلس، قال: حدثنا أبو همام، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا مصاد بن عقبة البصري، قال: حدثني جليس لقتادة، قال: أثنى رجل على رجل عند عمر بن الخطاب، فقال له عمر: هل صحبته في سفر قط؟ قال: لا، قال: هل ائتمنته على أمانة قط؟ قال: لا، قال: هل كانت بينك وبينه مداراة في حق؟ قال: لا، قال: اسكت فلا أرى لك به علما، أظنك والله رأيته في المسجد يخفض رأسه ويرفعه.
وبه إلى الخطيب، قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ في المذاكرة، قال: حدثني محمد بن المظفر، قال: سمعت قاسم بن زكريا المطرز يقول: وردت الكوفة فكتبت عن شيوخها كلهم غير عباد بن يعقوب، فلما فرغت ممن سواه دخلت عليه، وكان يمتحن من يسمع منه، فقال لي: من حفر البحر؟ فقلت: الله خلق البحر، فقال: هو كذاك ولكن من حفره، فقلت: يذكر الشيخ، فقال: حفره علي بن أبي طالب، ثم قال: ومن أجراه، فقلت: الله مجري الأنهار ومنبع العيون، فقال: هو كذاك ولكن من أجرى البحر، فقلت يفيدني الشيخ، فقال: أجراه الحسين بن علي. قال: وكان عباد مكفوفا ورأيت في داره سيفا معلقا وحجفة فقلت: أيها الشيخ لمن هذا السيف؟ فقال لي: هذا أعددته لأقاتل به مع المهدي، قال: فلما فرغت من سماع ما أردت أن أسمعه منه، وعزمت
على الخروج عن البلد دخلت عليه فسألني كما كان يسألني وقال: من حفر البحر، فقلت حفره معاوية وأجراه عمرو بن العاص ثم وثبت من بين يديه وجعلت أعدو، وجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه، أو كما قال.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 2004) , ج: 1- ص: 319
القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي علم الدين بن بهاء الدين الدمشقي الحافظ
ولد في جمادى الأولى سنة 665 خمس وستين وست مائة وأجاز له ابن عبد الدائم وابن علان وغيرهما ثم أمعن في الطلب ودار على الشيوخ ورحل إلى حلب وبعلبك ومصر والحرمين وغيرهما وأخذ عن حفاظ هذه الجهات وخرج لنفسه أربعين بلدية وكان ابن تيمية يقول نقد البرزالي نقرفى حجر وولى تدريس الحديث بمواضع وألف تاريخا بدأ فيه من عام مولده وهي السنة التي مات فيها أبوشامة فجعله ذيلاً على تاريخ أبي شامة وجمع لنفسه ثبتاً في بضع وعشرين مجلداً قال الذهبي إنه كان رأسا في صدق اللهجة والأمانة صاحب سنة واتباع ولزوم للفرائض وأثنى عليه كثيراً حتى قال وهو الذي حبب إلى طلب الحديث فإنه رأى خطي فقال خطك يشبه خط المحدثين فاثر قوله في وسمعت منه وتخرجت به قال الصفدي كان يصحب الخصمين وكل منهما راض لصحبته واثق به حتى كان كل واحد من ابن تيمية وابن الزملكاني يذيع سره في الآخر إليه وثوقاً به وسعى في صلاح ذات بينهما ومدحه الذهبي فقال
إن رمت تفتيش الخزائن كلها | وظهور أجزاء بدت وعوالي |
وتفوق أشياخ الوجود ومارووا | طالع أو اسمع معجم البرزالي |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 51
البرزالي
الإمام الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر علم الدين أبو محمد القاسم بن البهاء محمد بن يوسف ابن الحافظ زكي الدين محمد بن يوسف الدمشقي
ولد في جمادى الأولى سنة خمس وستين وستمائة وسمع كثيرا ورحل وأمعن في طلب الحديث مع الإتقان والفضيلة وخرج لنفسه
معجما في سبع مجلدات عن أكثر من ثلاث آلاف شيخ وفيه يقول الذهبي:
#إن رمت تفتيش الخزائن كلها
وظهور أجزاء بدت وعوالي | ونعوت أشياخ الوجود وما رووا |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 526
القاسم بن محمد بن يوسف البرزالي.
الفقيه المحدث، الراوية، علم الدين أبو محمد الإشبيلي، الدمشقي سمع جده لأمه علم الدين الأزرقي.
قال ابن جابر: ذكر لي أن شيوخه نحو الثلاثة آلاف: منهم بالسماع، ومنهم بالإجازة؛ قال: قرأت عليه يسيرا، وسمعت بلفظه، وأجازني إجازة عامة، وقيد عنى، واستجازني فأجزته - على المتعارف في ذلك، ولم يذكر وفاته في مشيخته.
توفي سنة [739].
دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 3- ص: 0