الشاطبي القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني، أبو محمد الشاطبي: امام القراء. كان ضريرا. ولد بشاطبة(في الأندلس) وتوفي بمصر. وهو صاحب ’’حرز الأماني -ط’’ قصيدة في القراآت تعرف بالشاطبية. وكان عالما بالحديث والتفسير واللغة، قال ابن خلكان: كان إذا قرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ، تصحح النسخ من حفظه. والرعيني نسبة إلى ذي رعين أحد أقيال اليمن.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 180

الشاطبي المقرئ المشهور اسمه القاسم بن فيره، وابنه اسمه محمد بن القاسم.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

الشاطبي المقرئ الشافعي القاسم بن فيره - بكسر الفاء وسكون الياء آخر الحروف وتشديد الراء وضمها - وهو من لغة اللطيني من أعاجم الأندلس، ومعناه الحديد، ابن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني - بضم الراء وفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها نون - الشاطبي المقرئ الضرير أحد الأعلام:
ذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية، سمع من السلفي وغيره، وكان إماما علامة نبيلا محققا ذكيا واسع المحفوظ كثير الفنون بارعا في القراءات وعللها حافظا للحديث كثير العناية أستاذا في العربية، وقصيدتاه في القراءات والرسم تدل على تبحره، وقد سارت بهما الركبان، وخضع لهما فحول الشعراء.
وكان زاهدا عابدا قانتا مهيبا.استوطن القاهرة وتصدر للإقراء بالمدرسة الفاضلية وانتفع به الخلق.
وكان يقول عن قصيدته في القراءات: لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله عز وجل بها لأنني نظمتها مخلصا لله تعالى.
ونظم قصيدة دالية في خمسمائة بيت من حفظها أحاط علما بكتاب التمهيد لابن عبد البر.
وكان الشاطبي رحمه الله تعالى عالما بالقرآن قراءة وتفسيرا، وبالحديث مبرزا فيه، وكان إذا قرئ عليه البخاري والموطأ يصحح النسخ من حفظه، ويملي النكت على الموطأ في المواضع المحتاج إليها. وكان أوحد في النحو واللغة، عارفا بالتعبير حسن المقاصد مخلصا في ما يقول ويفعل، قرأ بالروايات على عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أبي العاص النفزي المغربي وأبي الحسن علي بن محمد بن هذيل الأندلسي، وكان لا ينطق إلا بما تدعو الضرورة إليه، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع واستكانة.
وكان يعتل العلة الشديدة فلا يشتكي ولا يتأوه، وإذا سئل عن حاله قال: العافية، لا يزيد على ذلك.
قال السخاوي، قال لي يوما: جرت بيني وبين الشيطان مخاطبة، فقال: فعلت كذا فسأهلك فقلت: والله ما أبالي بك. وقال لي يوما: كنت في طريق وتخلف عني من كان معي وأنا على الدابة وأقبل اثنان فسبني أحدهما سبا قبيحا، فأقبلت على الاستعاذة، وبقي كذلك ما شاء الله، ثم قال له الآخر: دعه، وفي تلك الحال لحقني من كان معي فأخبرته بذلك، فطلب يمينا وشمالا فلم يجد أحدا.
وكان رحمه الله يعذل أصحابه في السر على أشياء لا يعلمها إلا الله عز وجل.
وكان يجلس إليه من لا يعرفه فلا يرتاب به أنه مبصر لذكائه، لا يظهر منه ما يدل على العمى ومولده سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، ومات سنة تسعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة الفاضل بسارية مصر، قال ياقوت: بعد أن أضر، ومن شعره:

ومنه:
وقال بعضهم في قصيدته في القراءات:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

القاسم بن فيره بن أبي القاسم أبو محمد الرعيني ثم الشاطبي المقرئ: كان فاضلا في النحو والقراءة وعلم التفسير، له لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نظم قصيدة من خمسمائة بيت في كتاب التمهيد لابن عبد البر، وكان شعره عقدا صعبا لا يكاد يفهم، من ذلك قوله:

وهي قصيدة طويلة.
وله:
وله قصيدة نظم فيها «المقنع» لأبي عمرو الداني في خط المصحف.
وكان رجلا صالحا صدوقا في القول مجدا في الفعل، ظهرت عليه كرامات الصالحين كسماع الأذان بجامع مصر وقت الزوال من غير مؤذن ولا يسمع ذلك إلا عباد الله الصالحون. وكان يعذل أصحابه على أشياء لم يطلعوه عليها، وكان مولده في سنة
ثمان وثلاثين وخمسمائة. ومات رحمه الله يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة البيساني بسارية مصر بعد أن أضر.
أخذ القراءة عن الشيخين الإمامين أبي الحسن علي بن هذيل وأبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفري .
قال الشيخ الإمام علم الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي تلميذه وشارح قصيدته، وقد وصف دينه وورعه وصلاحه، ثم قال: وذكرت له يوما جامع مصر وقلت له: قد قيل إن الأذان يسمع فيه من غير المؤذنين ولا يدرى ما هو، فقال: قد سمعته مرارا لا أحصيها عند الزوال.
وقال لي يوما: جرت بيني وبين الشيطان مخاطبة فقال: فعلت كذا فسأهلكك، فقلت له: والله ما أبالي بك.
وقال لي يوما: كنت في طريق وتخلف عني من كان معي وأنا على الدابة وأقبل اثنان فسبني أحدهما سبا قبيحا، فأقبلت على الاستعاذة، وبقي كذلك ما شاء الله، ثم قال له الآخر: دعه. وفي تلك الحال لحقني من كان معي فأخبرته بذلك فطلب يمينا وشمالا فلم يجد أحدا.
وكان رحمه الله يعذل أصحابه في السر على أشياء لا يعلمها منهم إلا الله عزوجل، وكان يجلس إليه من لا يعرفه فلا يرتاب به أنه يبصر لأنه لذكائه، لا يظهر منه ما يظهر من الأعمى في حركاته.

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 2216

الشاطبي الشيخ الإمام، العالم العامل، القدوة، سيد القراء، أبو محمد، وأبو القاسم القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني، الأندلسي، الشاطبي، الضرير، ناظم ’’الشاطبية’’ و’’الرائية’’.
من كناه أبا القاسم كالسخاوي وغيره، لم يجعل له اسما سواها. والأكثرون على أنه أبو محمد القاسم.
وذكره أبو عمرو بن الصلاح في ’’طبقات الشافعية’’.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة.
وتلا ببلده بالسبع على أبي عبد الله بن أبي العاص النفري، ورحل إلى بلنسية، فقرأ القراءات على أبي الحسن بن هذيل، وعرض عليه ’’التيسير’’، وسمع منه الكتب، ومن أبي الحسن ابن النعمة، وأبي عبد الله ابن سعادة، وأبي محمد بن عاشر، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم، وعليم بن عبد العزيز. وارتحل للحج، فسمع من أبي طاهر السلفي، وغيره.
وكان يتوقد ذكاء. له الباع الأطول في فن القراءات والرسم والنحو والفقه والحديث، وله النظم الرائق، مع الورع والتقوى والتأله والوقار.
استوطن مصر، وتصدر، وشاع ذكره.
حدث عنه: أبو الحسن بن خيرة، ومحمد بن يحيى الجنجالي، وأبو بكر بن وضاح، وأبو الحسن علي بن الجميزي، وأبو محمد بن عبد الوارث قارئ مصحف الذهب.
وقرأ عليه بالسبع: أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسي، وعبد الرحمن بن سعيد الشافعي، وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي، وأبو الحسن السخاوي، والزين أبو عبد الله الكردي، والسديد عيسى بن مكي، والكمال علي بن شجاع، وآخرون.
قال أبو شامة: أخبرنا السخاوي: أن سبب انتقال الشاطبي من بلده أنه أريد على الخطابة، فاحتج بالحج، وترك بلده، ولم يعد إليه تورعا مما كانوا يلزمون الخطباء من ذكرهم الأمراء بأوصاف لم يرها سائغة، وصبر على فقر شديد، وسمع من السلفي، فطلبه القاضي الفاضل للإقراء بمدرسته، فأجاب على شروط، وزار بيت المقدس سنة سبع وثمانين وخمس مائة.
قال السخاوي: أقطع بأنه كان مكاشفا، وأنه سأل الله كف حاله.
قال الأبار: تصدر بمصر، فعظم شأنه، وبعد صيته، انتهت إليه رياسة الإقراء، وتوفي بمصر في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمس مائة.
قلت: وله أولاد رووا عنه منهم أبو عبد الله محمد.
أخبرنا أبو الحسين الحافظ ببعلبك، أخبرنا علي بن هبة الله، أخبرنا الشاطبي، أخبرنا ابن هذيل بحديث ذكرته في ’’التاريخ الكبير’’.
وجاء عنه قال: لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله، لأنني نظمتها لله.
وله قصيدة دالية نحو خمس مائة بيت، من قرأها، أحاط علما بـ’’التمهيد’’ لابن عبد البر.
وكان إذا قرئ عليه ’’الموطأ’’، و’’الصحيحان’’، يصحح النسخ من حفظه، حتى كان يقال: إنه يحفظ وقر بعير من العلوم.
قال ابن خلكان: قيل: اسمه وكنيته واحد، ولكن وجدت إجازات أشياخه له: أبو محمد القاسم. وكان نزيل القاضي الفاضل فرتبه بمدرسته لإقراء القرآن، ولإقراء النحو واللغة، وكان يتجنب فضول الكلام، ولا ينطق إلا لضرورة، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 401

قاسم بن فيرة بن أبي القاسم: خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير المقرئ يكنى أبا محمد صاحب القصيدة التي سماها: حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا ولقد أبدع فيها أكمل الإبداع وهي عمدة قراء أهل هذا الزمان في نقلهم فقل من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها. وهي مشتملة على رموز عجيبة وإشارات خفية لطيفة وما أظنه سبق إلى أسلوبها.
وقد روي عنه أنه كان يقول: لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله عز وجل لأنني نظمتها لله عز وجل مخلصا في ذلك. ونظم قصيدة دالية في خمسمائة بيت من حفظها أحاط علما بكتاب التمهيد لابن عبد البر. وكان عالما بكتاب الله تعالى قراءة وتفسيرا وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مبرزا فيه وكان إذا قرأ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ يصحح النسخ من حفظه ويملي النكت على المواضع المحتاج إليها.
وكان أوحد أهل زمانه في علم النحو واللغة عارفا بعلم الرؤيا حسن المقاصد مخلصا فيما يقول ويفعل. قرأ القرآن العظيم بالروايات على أبي عبد الله: محمد بن علي بن أبي العاص النفزي المقرئ وأبي الحسن: علي بن هذيل الأندلسي وسمع الحديث من أبي عبد الله بن سعادة وأبي عبد الله: محمد بن عبد الرحيم الخزرجي يعرف بابن الفرس وغيرهم وانتفع به خلق كثير.
وكان يجتنب فضول الكلام لا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه الضرورة ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع واستكانة. وكانت ولادته في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ودخل مصر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وكان يقول - عند دخوله إليها - إنه يحفظ وقر بعير من العلوم. توفي يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الأخيرة سنة تسعين وخمسمائة ودفن بالقرافة الصغرى في تربة القاضي الفاضل.
وفيره بكسر الفاء وسكون الياء المثناة من تحت وتشديد الراء وضمها وهو بلغة الرطانة من أعاجم الأندلس ومعناه بالعربي الحديد.
والرعيني: نسبة إلى ذي رعين وهو أحد أقيال اليمن ونسب إليه خلق كثير.
والشاطبي: نسبة إلى شاطبة وهي مدينة كبيرة خرج منها جماعة من العلماء استولى عليها الإفرنج في العشر الأواخر من رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة.
وقيل اسم الشيخ المذكور: أبا القاسم وكنيته هي اسمه لكن
وجدت إجازات أشياخه أبو محمد القاسم كما ذكرت أول الترجمة.

  • دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 149

القاسم بن فيره بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الأندلسي الشيخ أبو القاسم الشاطبي المقرئ الضرير ويكنى أيضا أبا محمد ومنهم من جعل كنيته أبا القاسم ولم يجعل له اسما سواها
كذلك نقل أبو الحسن السخاوي والصحيح أن اسمه القاسم وله كنيتان أبو محمد وأبو القاسم
ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وقرأ القرآات بشاطبة على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي المعروف بابن اللاية وارتحل إلى بلنسية فقرأ القراآت وعرض التفسير حفظا على أبي الحسن بن هذيل وسمع منه ومن أبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن سعادة وجماعة وارتحل ليحج فسمع من السلفي وغيره
روى عنه أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي وأبو بكر بن وضاح وجماعة آخرهم أبو محمد عبد الله بن عبد الوارث المعروف بابن فار اللبن
وقرأ عليه القرآات جماعات فإنه تصدر للإقراء بمصر وعظم شأنه وبعد صيته وانتهت إليه رياسة الإقراء وقصد من البلاد وألف القصيدة المباركة المشهورة المسماة بحرز الأماني
وكان ذكي القريحة قوي الحافظة واسع المحفوظ كثير الفنون فقيها مقرئا محدثا نحويا زاهدا عابدا ناسكا يتوقد ذكاء وكان تصدر للإقراء بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة
قال السخاوي أقطع بأنه كان مكاشفا وأنه سأل الله كتمان حاله ما كان أحد يعلم أي شيء هو
ومن شعره

توفي في ثامن عشرى جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة عن اثنتين وخمسين سنة وخلف بنتا وابنا عمر بعده

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 7- ص: 270

القاسم بن فيرة. بكسر الفاء وسكون الياء المثناة من تحت وتشديد الراء وضمها، وهو بلغة الرطانة من أعاجم الأندلس، ومعناه بالعربي الحديد- ابن أبي القاسم خلف بن أحمد الإمام أبو
محمد وأبو القاسم الرعيني الشاطبي المقرئ الضرير، أحد الأعلام.
ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة، وقرأ بها القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي المعروف بابن اللايه الشاطبي، ثم ارتحل إلى بلنسية، فعرض بها القراءات، وكتابه «التيسير» من حفظه، علي أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل، وسمع الحديث منه ومن أبي الحسن بن النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد ابن عاشر، وأبي عبد الله بن حميد، وارتحل ليحج، فسمع من أبي طاهر السلفي وغيره.
واستوطن القاهرة، واشتهر اسمه، وبعد صيته، وقصده الطلبة من النواحي.
وكان إماما علامة ذكيا، كثير الفنون، منقطع القرين، رأسا في القراءات والتفسير، حافظا للحديث، بصيرا بالعربية واللغة، واسع العلم، وقد سارت الركبان بقصيدتيه حرز الأماني وعقيلة أتراب الفضائل اللتين في القراءة والرسم، وحفظهما خلق لا يحصون، وخضع لهما فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء، ولقد أبدع وأوجز، وسهل الصعب. ونظم قصيدة دالية في خمسمائة بيت من حفظها أحاط علما بكتاب «التمهيد» لابن عبد البر.
روى عنه أبو الحسن بن خيرة، ووصفه من قوة الحفظ بأمر معجب، وقرأ عليه بالروايات عدد كثير، منهم: أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي، وأبو عبد الله الكردي، وأبو الحسن علي بن محمد السخاوي، والسديد عيسى بن أبي الحرم العامري، والكمال علي بن شجاع الضرير.
وحدث عنه محمد بن يحيى الجنجالي، وبهاء الدين بن هبة الله الجميزي، وآخر من روى عنه الشاطبية أبو محمد عبد الوارث المعروف با بن فار اللبن، وهو آخر أصحابه موتا.
قال أبو عبد الله الأبار في «تاريخه»: تصدر الإقراء بمصر فعظم شأنه وبعد صيته وانتهت إليه الرئاسة في الإقراء.
وقال: أحد الأعلام، والمحتذى بمعجزة شاطبيته على علماء الاسلام، والفرد بلا نظير على كثرة الأنام، ولا شبيه يطمع أن يرى مثله حتى ولا في المنام، المبصر قلبه، لأن القرآن نوره، والإيمان مشكاة فهمه إذا اشتبهت أموره، الذي قل من لا استقى من بحره، أو اغترف غرفة بيده من نهره، أو جاء بعده من القراء مجيد؛ إلا وقصيدته حرز الأماني تميمة معلقة في نحره.
وكان رحمه الله موصوفا بالزهد والعبادة والانقطاع، وتصدر للإقراء بالمدرسة الفاضلية من القاهرة، وكان يجتنب فضول الكلام، لا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه الضرورة. ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة، وفي هيئة حسنة وتخشع واستكانة.
وكان يجلس إليه من لا يعرفه فلا يشك أنه يبصر، لأنه لذكائه لا يظهر منه ما يظهر من الأعمى في حركاته، وظهرت عليه كرامات الصالحين، كسماع الآذان في وقت الزوال بجامع مصر من غير مؤذن، ولا يسمع ذلك إلا الصالحون، وكان يعذل أصحابه على أشياء لم يطلعوه عليها، وكان يعتل العلة الشديدة فلا يشتكي ولا يتأوه.
وتوفي رحمه الله يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، ودفن بالقرافة الصغرى في تربة القاضي الفاضل، وقبره يزار، ويرجى استجابة الدعاء عنده.
قال السخاوي: أقطع بأنه كان مكاشفا، وأنه سأل الله كتمان حاله، ما كان أحد يعلم أي شيء هو.
ومن شعره:

وله:

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 43

وفيره: اسم أعجمي، يقال تفسيره: حديد.

كان أحد القراء المجودين، والعلماء المشهورين، والصلحاء الورعين، صنف هذه القصيدة التي لم يسبق إلى مثلها، ولم يلحق بما يقاربها، وقرأ عليه الأعيان والأكابر، ولم يكن بمصر في زمنه مثله في تعدد فنونه وكثرة محفوظه.

ولد أواخر سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في جمادى الآخر سنة تسعين وخمس مئة، وقيل: توفي وهو ابن خمس وخمسين سنة رحمه الله.

ألحقه النووي.

  • دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 665

قاسم بن فيرة أبو القاسم الشاطبى الأندلسى الرعينى الضرير.
صاحب القصائد، مات سنة تسعين وخمسمائة وقد جاوز الخمسين، وصلى عليه العراقى شارح الهذب، ذكره النووى في طبقاته وفيرة اسم أعجمى يقال تفسيره حديد، قلت: وقرأ بالروايات على أبي عبد اللَّه محمد بن علي بن محمد بن أبي العاص السفرى أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل الأندلسى. وسمع الحديث من جماعة منهم أبو عبد اللَّه محمد بن يوسف بن سعادة، وكان يقرأ عليه الصحيحين والموطأ.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

الشاطبى قاسم بن فيرة.
تقدم في الرابعة بعد العشرين.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1