القاسم بن عبيد الله القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الحارثي: وزير، من الكتاب الشعراء. له غزل رقيق. استوزره المعتضد العباسي، بعد أبيه عبيد الله، سنة 288 هـ. ولما مات المعتضد (289) قام القاسم بأعباء الخلافة وعقد البيعة للمكتفي في غيبته بالرقة. ووزر له.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 177
القاسم بن عبيد الله ابن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي، الوزير.
ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير الكبير عبيد الله، في سنة ثمان وثمانين، وظهرت شهامته، وزاد تمكنه، فلما مات المعتضد في سنة تسع وثمانين ومائتين، قام القاسم بأعباء الخلافة، وعقد البيعة للمكتفي، وكان ظلوما عاتيا، يدخله من أملاكه في العام سبع مائة ألف دينار، وإنما تقدم بخدمته للمكتفي، وكان سفاكا للدماء، أباد جماعة، ولما مات شمت الناس بموته.
وقال النوفلي: كنت أبغضه لكفره، ولمكروه نالني منه.
قال ابن النجار: أخذ البيعة للمكتفي، وكان غائبا بالرقة، وضبط له الخزائن، فلقبه ولي الدولة، وزوج ولده بابنة القاسم على مائة ألف دينار. ثم قال ابن النجار: كان جوادا ممدحا، إلا أنه كان زنديقا، وكان مؤدبه أبو إسحاق الزجاج، فنال في دولته مالا جزيلا من الرشوة، فحصل أربعين ألف دينار.
هلك القاسم عن ثلاث وثلاثين سنة، لا رحمه الله.
قال الصولي: حدثنا شادي المغني، قال: كنت عند القاسم وهو يشرب، فقرأ عليه ابن فراس من عهد أردشير، فأعجبه، فقال له ابن فراس: هذا والله -وأومأ إلي- أحسن من بقرة هؤلاء وآل عمرانهم. وجعلا يتضاحكان.
قال الصولي: وأخبرنا ابن عبدون: حدثني الوزير عباس بن الحسن، قال: كنت عند القاسم بن عبيد الله فقرأ قارئ: {كنتم خير أمة أخرجت}، فقال ابن فراس: بنقصان ياء، فوثبت فزعا، فردني القاسم وغمزه، فسكت.
الصولي: أخبرنا علي بن العباس النوبختي، قال: انصرف ابن الرومي الشاعر من عند
القاسم بن عبيد الله، فقال لي: ما رأيت مثل حجة أوردها اليوم الوزير في قدم العالم، وذكر أبياتا.
قلت: هذه أمور مؤذنة بشقاوة هذا المعثر، نسأل الله خاتمة خير.
مات هذا في ذي القعدة، سنة إحدى وتسعين ومائتين، ووزر بعده العباس بن الحسن، الذي قتل مع ابن المعتز.
وقال شاعر:
شربنا عشية مات الوزير | سرورا ونشرب في ثالثه |
فلا رحم الله تلك العظام | ولا بارك الله في وارثه |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 13
القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب
أديب شاعر أنشد الفتح من شعره في جارية له اسمها متيم:
أيها الناس فاعلموا تيمتني متيم | من رأى مثل لحظها يا خليلي فيسلم |
صب غدا كاسم المحب فؤاده | ألف السهاد وطار عنه رقاده |
عبث الفراق بحسمه فإذا به | وبراه طول نزوحه وبعاده |
لولا تردد صوته بأنينه | لم يدر موضع جسمه عواده |
وهذا يشبه ما قدمناه من قول القاسم بن عبيد الله آنفاً، ومن شعره أيضاً مما كتب به إلى | . |
وصاحب مذ نأى يدينه | لي كلفي عنه واحربا |
ما إن يرى سلم.. لدر من شريف | إلا وقلبك قد أضحى حربا |
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1