أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي، بالولاء، الخراساني البغدادي، أبو عبيد: من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقه. من أهل هراة. ولد وتعلم بها. وكان مؤدبا. ورحل إلى بغداد، فولي القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة. ورحل إلى مصر سنة 213 وإلى بغداد، فسمع الناس من كتبه. وحج، فتوفي بمكة. وكان منقطعا للأمير عبد الله بن طاهر، كلما ألف كتابا أهداه إليه، وأجرى له عشرة آلاف درهم. من كتبه (الغريب المصنف -خ) مجلدان، في غريب الحديث، ألفه في نحو أربعين سنة، وهو أول من صنف في هذا الفن، و (الطهور -خ) في الحديث، و (الأجناس من كلام العرب - خ) و (أدب القاضي) و (فضائل القرآن - خ) و (الأمثال - ط) و (المذكر والمؤنث) و (المقصور والممدود) في القراآت، و (الأموال -ط) و (الأحداث) و (النسب) قال عبد الله بن طاهر: علماء الإسلام أربعة: عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، والقاسم ابن سلام في زمانه. وقال الجاحظ: ’’لم يكتب الناس أصح من كتبه، ولا أكثر فائدة’’. وقال أبو الطيب اللغوي: أبو عبيد مصنف حسن التأليف إلا انه قليل الرواية، أما كتابه (الغريب المصنف) فانه اعتمد فيه على كتاب عمله رجل من بني هاشم، واما كتابه في (غريب الحديث) فاعتمد فيه على كتاب معمر بن المثنى، وكذلك كتابه في (غريب القرآن) منتزع من كتابه معمر.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 176

أبو عبيد القاسم بن سلام - بتشديد اللام - أبو عبيد: كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة. اشتغل أبو عبيد بالحديث والأدب والفقه، وكان ذا دين وسيرة جميلة، ومذهب حسن وفضل بارع.
قال إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح، يحسن كل شيء. وولي القضاء بمدينة طرسوس ثمان عشرة سنة، وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
قرأ القرآن على الكسائي وغيره، وسمع إسماعيل بن عياش وإسماعيل بن جعفر وهشيم بن بشير وشريك بن عبد الله، وهو أكبر شيخ له، وعبد الله بن المبارك وأبا بكر ابن عياش وجرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وعباد بن عباد وعباد بن العوام وخلقا آخرهم موتا هشام بن عمار.
قال إسحاق بن راهويه: إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا.
وقال ابن حنبل: أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا.
وقال أبو داود: ثقة مأمون. وقال الدارقطني: ثقة إمام جبل، وأضعف كتبه كتاب الأموال يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا وخمسون أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيجيء بحديث حديثين يجمعهما من حديث الشام ويتكلم في ألفاظهما.
وليس له كتاب مثل غريب المصنف. وكتاب غريب الحديث أول من عمله أبو عبيد وقطرب والأخفش والنضر، ولم يأتوا بالأسانيد.
وعمل أبو عدنان البصري كتابا أتى فيه بالأسانيد.
وصنف المسند على حدته، وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته، وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث والفقه واللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه.
وكذلك كتابه في معاني القرآن: فعل ما فعله في غريب الحديث، جمع كتب القوم فذكر ما فيها. وأما الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر ذلك.
وكان أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر، فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فبعثه، فجاء إليه فوصله بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها وقال: أنا عند رجل لم يحوجني إلى صلة غيره.
فلما عاد إلى ابن طاهر أعطاه ثلاثين ألف دينار، فقال: قد قبلتها أيها الأمير، ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرك، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا وأوجه بها إلى الثغور، ليكون الثواب متوفرا على الأمير.
وقال أبو عبيد: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام، فما رأيت قوما أوسخ ولا أضعف حجة من الرافضة ولا أحمق منهم.
وحكى عنه البخاري في أفعال العباد، وأبو داود في كتاب الزكاة وغيره في تفسير أسنان الإبل، وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين بمكة، وقيل بالمدينة، ومولده سنة أربع وخمسين ومائة.
وذكر أنه لما قضى حجه وعزم على الانصراف اكترى إلى العراق، فرأى في الليلة التي عزم فيها على الانصراف النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو جالس وعلى رأسه قوم يحجبونه، وناس يدخلون ويسلمون عليه ويصافحونه، وكلما دنا ليدخل منع، فقال: لم لا تخلون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: والله لا تدخل إليه ولا تسلم عليه وأنت خارج غدا إلى العراق. فقال لهم: إني لا أخرج إذن، فأخذوا عهده، وخلوا بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل وسلم عليه وصافحه وأصبح ففسخ الكري وسكن بمكة ولم يزل بها إلى أن مات.
ولما وضع كتاب غريب الحديث عرضه على عبد الله بن طاهر فاستحسنه وقال: إن عقلا بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب حقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش، وأجرى له كل شهر عشرة آلاف درهم.
وقال الهلال بن العلاء الرقي: من الله تعالى على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بالشافعي تفقه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأحمد بن حنبل ثبت في المحنة ولولا ذلك لكفر الناس، وبيحيى بن معين نفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي عبيد القاسم بن سلام فسر غريب الحديث، ولولا ذلك لاقتسم الناس الخطأ.
وقال عبد الله بن طاهر: علماء الإسلام أربعة: عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معين في زمانه، وأبو عبيد القاسم بن سلام في زمانه.
ثم قال يرثيه:

وله من الكتب: كتاب غريب الحديث. كتاب غريب القرآن. كتاب معاني القرآن. كتاب الشعراء. كتاب المقصور والممدود. كتاب القراءات. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب الأموال. كتاب النسب. كتاب الأحداث. كتاب الأمثال السائرة. كتاب عدد آي القرآن. كتاب أدب القاضي. كتاب الناسخ والمنسوخ. كتاب الأيمان والنذور. كتاب الحيض. كتاب فضائل القرآن. كتاب الحجر والتفليس. كتاب الطهارة، وله غير ذلك من الكتب الفقهية.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

القاسم بن سلام أبو عبيد: كان أبوه روميا مملوكا لرجل من أهل هراة، وكان أبو عبيد إمام أهل عصره في كل فن من العلم، وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك ولم يزل معه ومع ولده. ومات سنة ثلاث عشرين ومائتين أو أربع وعشرين أيام المعتصم بمكة، وكان قصدها مجاورا في سنة أربع عشرة ومائتين، وأقام بها حتى مات عن سبع وستين سنة. وأخذ أبو عبيد عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة معمر بن المثنى والأصمعي وأبي محمد اليزيدي وغيرهم من البصريين، وأخذ عن ابن الأعرابي وأبي زياد الكلابي ويحيى بن سعيد الأموي وأبي عمرو الشيباني والفراء والكسائي من الكوفيين، وروى الناس من كتبه المصنفة نيفا وعشرين كتابا في القرآن والفقه واللغة والحديث.
وقال أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي في «كتاب مراتب النحويين»: وأما أبو عبيد القاسم بن سلام فإنه مصنف حسن التأليف، إلا أنه قليل الرواية يقتطعه عن اللغة علوم افتن فيها، وأما كتابه المترجم بالغريب المصنف فإنه اعتمد فيه على كتاب عمله رجل من بني هاشم جمعه لنفسه، وأخذ كتب الأصمعي فبوب ما فيها وأضاف إليه شيئا من علم أبي زيد الأنصاري وروايات عن الكوفيين؛ وأما كتابه في غريب
الحديث فإنه اعتمد فيه على كتاب أبي عبيدة في غريب الحديث، وكذلك كتابه في غريب القرآن منتزع من كتاب أبي عبيدة، وكان مع هذا ثقة ورعا لا بأس به ولا بعلمه، ولعله سمع من أبي زيد شيئا، وقد أخذت عليه مواضع في «غريب المصنف». وكان ناقص العلم بالإعراب. وروي أنه قال: عملت كتاب «غريب المصنف» في ثلاثين سنة، وجئت به إلى عبد الله بن طاهر فأمر لي بألف دينار.
وذكره الجاحظ في «كتاب المعلمين» وقال: كان مؤدبا لم يكتب الناس أصح من كتبه ولا أكثر فائدة، وبلغنا أنه إذا ألف كتابا حمله إلى عبد الله بن طاهر فيعطيه مالا خطيرا، فلما صنف «غريب الحديث» أهداه إليه فقال: إن عقلا بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب لحقيق إلا يحوج إلى طلب معاش، وأجرى له في كل شهر عشرة آلاف درهم. وسمعه منه يحيى بن معين، وكان دينا ورعا جوادا. وسير أبو دلف القاسم بن عيسى إلى عبد الله بن طاهر يستهدي منه أبا عبيد مدة شهرين فأنفذه، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها وقال: أنا في جنبة رجل لا يحوجني إلى غيره، فلما عاد أمر له ابن طاهر بثلاثين ألف دينار فاشترى بها سلاحا وجعله للثغر. وخرج إلى مكة مجاورا في سنة أربع عشرة ومائتين فأقام بها إلى أن مات في الوقت المقدم ذكره.
وقال إسحاق بن راهويه: يحب الله الحق، أبو عبيد أعلم مني ومن أحمد بن حنبل ومن محمد بن إدريس الشافعي. قال: ولم يكن عنده ذاك البيان إلا أنه إذا وضع وضح .
ولما قدم أبو عبيد مكة وقضى حجه أراد الانصراف، فاكترى إلى العراق ليخرج في صبيحة غد، قال أبو عبيد: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وهو جالس على فراشه وقوم يحجبونه والناس يدخلون إليه ويسلمون عليه ويصافحونه، قال: فلما دنوت لأدخل مع الناس منعت، فقلت لهم: لم لا تخلون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: أي والله لا تدخل إليه ولا تسلم عليه وأنت خارج غدا إلى العراق، فقلت لهم: فإني لا أخرج إذن، فاخذوا عهدي ثم خلوا بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت وسلمت
وصافحت، فلما أصبح فاسخ كريه وسكن مكة حتى مات بها ودفن في دور جعفر.
وقال عبد الله ابن طاهر: علماء الإسلام أربعة عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، وأبو عبيد القاسم بن سلام في زمانه، ثم قال يرثيه:

استار أي أربعة.
وحدث أبو بكر الزبيدي قال، قال علي بن عبد العزيز، قال عبد الرحمن اللحنة صاحب أبي عبيد قال: قيل لأبي عبيد وقد اجتاز على دار رجل من أهل الحديث كان يكتب عنه الناس وكان يزن بشر: إن صاحب هذه الدار يقول: أخطأ أبو عبيد في مائتي حرف من «المصنف» فقال أبو عبيد (ولم يقع في الرجل بشيء مما كان يعرف به): في «المصنف» مائة ألف حرف فلو لم أخطئ في كل ألف حرف إلا حرفين ما هذا بكثير مما استدرك علينا، ولعل صاحبنا هذا لو بدا لنا فناظرناه في هاتين المائتين بزعمه لوجدنا لها مخرجا.
وحدث عن عباس الخياط قال: كنت مع أبي عبيد فاجتاز بدار إسحاق الموصلي فقال: ما أكثر علمه بالحديث والفقه والشعر مع عنايته بالعلوم، فقلت له: إنه يذكرك بضد هذا، قال: وما ذاك؟ قلت: إنه يزعم أنك صحفت في «المصنف» نيفا وعشرين حرفا، فقال: ما هذا بكثير، في الكتاب عشرة آلاف حرف مسموعة يغلط فيها بهذا اليسير، لعلي لو ناظرت فيها لا حتججت عنها، ولم يذكر إسحاق إلا بخير.
قال الزبيدي: ولما اختلفت هاتان الروايتان في العدد امتحنت ذلك في المصنف فوجدت فيه سبعة عشر ألف حرف وتسعمائة وسبعين حرفا.
وحدث موسى بن نجيح السلمي قال: جاء رجل إلى أبي عبيد القاسم بن سلام فسأله عن الرباب فقال: هو الذي يتدلى دون السحاب، وأنشد لعبد الرحمن بن حسان:
فقال: لم أرد هذا، فقال الرباب اسم امرأة، وأنشد:
فقال: لم أرد هذا أيضا، فقال: عساك أردت قول الشاعر:
فقال: هذا أردت، فقال: من أين أنت؟ قال: من البصرة، قال: على أي شيء جئت، على الظهر أو في الماء؟ قال: في الماء. قال: كم أعطيت الملاح؟
قال: أربعة دراهم، قال: اذهب استرجع منه ما أعطيته وقل: لم تحمل شيئا فعلام تأخذ مني الأجرة؟
قال محمد بن إسحاق النديم: ولأبي عبيد من التصانيف: كتاب غريب المصنف. كتاب غريب الحديث. كتاب غريب القرآن. كتاب معاني القرآن. كتاب الشعراء. كتاب المقصور والممدود. كتاب القراءات. كتاب المذكر والمؤنث.
كتاب الأموال. كتاب النسب. كتاب الأحداث. كتاب الأمثال السائرة. كتاب عدد آي القرآن. كتاب أدب القاضي. كتاب الناسخ والمنسوخ. كتاب الأيمان والنذور.
كتاب الحيض. كتاب فضائل القرآن. كتاب الحجر والتفليس. كتاب الطهارة، وله غير ذلك من الكتب الفقهية.
قال علي بن محمد بن وهب المسعري عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال.
سمعته يقول: هذا الكتاب يعني «غريب المصنف» أحب إلي من عشرة آلاف دينار، فاستفهمته ثلاث مرات فقال: نعم هو أحب إلي من عشرة آلاف دينار.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: قدم طاهر بن عبد الله بن طاهر من خراسان وهو حدث في حياة أبيه يريد الحج، فنزل في دار إسحاق بن إبراهيم، فوجه إسحاق إلى العلماء فأحضرهم ليراهم طاهر ويقرأ عليهم، فحضر أصحاب الحديث والفقه، وأحضر ابن الأعرابي وأبو نصر صاحب الأصمعي، ووجه إلى أبي عبيد القاسم بن سلام في الحضور فأبى أن يحضر وقال: العلم يقصد، فغضب إسحاق من قوله
ورسالته. وكان عبد الله بن طاهر يجري له في الشهر ألفي درهم، فقطع إسحاق عنه الرزق وكتب إلى عبد الله بالخبر، فكتب إليه عبد الله: قد صدق أبو عبيد في قوله وقد أضعفت له الرزق من أجل فعله، فأعطه فائته وأدر عليه بعد ذلك ما يستحقه.

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 2198

أبو عبيد الإمام، الحافظ المجتهد، ذو الفنون أبو عبيد القاسم بن سلام بن عبد الله.
كان أبوه سلام مملوكا روميا لرجل هروي. يروى: أنه خرج يوما، وولده أبو عبيد مع ابن أستاذه في المكتب فقال للمعلم: علمي القاسم فإنها كيسة.
مولد أبي عبيد: سنة سبع وخمسين ومائة.
وسمع: إسماعيل بن جعفر، وشريك بن عبد الله وهشيما وإسماعيل بن عياش، وسفيان بن عيينة وأبا بكر بن عياش وعبد الله بن المبارك، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وعبيد الله الأشجعي وغندرا وحفص بن غياث، ووكيعا وعبد الله بن إدريس وعباد بن عباد، ومروان بن معاوية وعباد بن العوام، وجرير بن عبد الحميد وأبا معاوية الضرير، ويحيى القطان وإسحاق الأزرق وابن مهدي، ويزيد بن هارون، وخلقا كثيرا إلى أن ينزل إلى رفيقه: هشام بن عمار ونحوه.
وقرأ القرآن على: أبي الحسن الكسائي وإسماعيل بن جعفر وشجاع بن أبي نصر البلخي. وسمع الحروف من طائفة.
وأخذ اللغة عن: أبي عبيدة وأبي زيد وجماعة.
وصنف التصانيف المونقة التي سارت بها الركبان، وله مصنف في القراءات لم أره، وهو من أئمة الاجتهاد له: كتاب الأموال في مجلد كبير سمعناه بالاتصال، وكتاب الغريب مروي أيضا وكتاب فضائل القرآن، وقع لنا وكتاب الطهور وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب المواعظ وكتاب الغريب المصنف في علم اللسان وغير ذلك، وله بضعة وعشرون كتابا.
حدث عنه: نصر بن داود وأبو بكر الصاغاني، وأحمد بن يوسف التغلبي، والحسن بن مكرم، وأبو بكر بن أبي الدنيا والحارث بن أبي أسامة، وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن يحيى المروزي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وعباس الدوري وأحمد بن يحيى البلاذري وآخرون.
قال ابن سعد: كان أبو عبيد مؤدبا صاحب نحو، وعربية وطلب للحديث، والفقه ولي قضاء طرسوس أيام الأمير ثابت بن نصر الخزاعي، ولم يزل معه ومع ولده، وقدم بغداد ففسر بها غريب الحديث، وصنف كتبا وحدث، وحج فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين.
وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: قدم أبو عبيد مصر مع يحيى بن معين سنة ثلاث عشرة، ومائتين وكتب بها.
وقال علي بن عبد العزيز: ولد بهراة، وكان أبوه عبدا لبعض أهلها. وكان يتولى الأزد.
قال عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي: ومن علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين، ورواة اللغة والغريب عن البصريين والعلماء بالقراءات، ومن جمع صنوفا من العلم وصنف الكتب في كل فن: أبو عبيد، وكان مؤدبا لأهل هرثمة وصار في ناحية عبد الله بن طاهر، وكان ذا فضل ودين وستر ومذهب حسن. روى عن: أبي زيد وأبي عبيدة والأصمعي واليزيدي وغيرهم من البصريين، وروى عن: ابن الأعرابي، وأبي زياد الكلابي والأموي وأبي عمرو الشيباني والأحمر.
نقل الخطيب في تاريخه وغيره: أن طاهر بن الحسين حين سار إلى خراسان نزل بمرو فطلب رجلا يحدثه ليلة فقيل: ما ههنا إلا رجل مؤدب فأدخلوا عليه أبا عبيد فوجده أعلم الناس بأيام الناس، والنحو واللغة والفقه فقال له: من المظالم تركك أنت بهذه البلدة فأعطاه ألف دينار، وقال له: أنا متوجه إلى حرب، وليس أحب استصحابك شفقا عليك فأنفق هذه إلى أن أعود إليك فألف أبو عبيد غريب المصنف، وعاد طاهر بن الحسين من ثغر خراسان فحمل معه أبا عبيد إلى سر من رأى وكان أبو عبيد ثقة دينا ورعا كبير الشأن.
قال ابن درستويه: ولأبي عبيد كتب لم يروها قد رأيتها في ميراث بعض الطاهرية تباع كثيرة في أصناف الفقه كله وبلغنا: أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى ابن طاهر فيحمل إليه مالا خطيرا، وذكر فصلا إلى أن قال: والغريب المصنف من أجل كتبه في اللغة احتذى فيه كتاب النضر بن شميل المسمى بكتاب الصفات بدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس ثم بالإبل وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود.
قال: ومنها كتابه في الأمثال أحسن تأليفه، وكتاب غريب الحديث ذكره بأسانيده فرغب فيه أهل الحديث، وكذلك كتابه في معاني القرآن حدث بنصفه ومات.
وله كتب في الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر ذلك، وأتى بشواهده وجمعه من رواياته وحسنها باللغة والنحو وله في القراءات كتاب جيد ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله، وكتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده.
أنبأنا ابن علان أخبرنا الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا الخطيب أخبرنا أبو العلاء القاضي أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، أخبرنا أبو علي النحوي حدثنا الفسطاطي قال: كان أبو عبيد مع ابن طاهر فوجه إليه أبو دلف بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها وقال:
أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره، ولا آخذ ما علي فيه نقص فلما عاد ابن طاهر، وصله بثلاثين ألف دينار فقال له: أيها الأمير! قد قبلتها، ولكن قد أغنيتني بمعروفك، وبرك عنها وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا، وخيلا وأوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير ففعل.
قال عبيد الله بن عبد الرحمن السكري: قال أحمد بن يوسف إما سمعته منه، أو حدثت به عنه قال: لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرض على عبد الله بن طاهر فاستحسنه، وقال: إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش. فأجرى له عشرة آلاف درهم في الشهر.
كذا في هذه الرواية: عشرة آلاف درهم.
وروي غيره بمعناه عن الحارث بن أبي أسامة قال: حمل غريب أبي عبيد إلى ابن طاهر فقال: هذا رجل عاقل، وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يجري عليه في كل شهر خمس مائة درهم. فلما مات ابن طاهر أجرى عليه إسحاق من ماله ذلك، فلما مات أبو عبيد بمكة أجراها على ولده.
وذكر وفاة ابن طاهر هنا وهم؛ لأنه عاش مدة بعد أبي عبيد.
وعن أبي عبيد أنه كان يقول: كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال فأضعها في الكتاب فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة، وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر خمسة أشهر فيقول: قد أقمت الكثير.
وقيل: إن أول من سمع الغريب من أبي عبيد: يحيى بن معين.
الطبراني: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرا.
ووى ابن الأنباري عن موسى بن محمد أنه سمع عبد الله بن أحمد يقول: كتب أبي غريب الحديث الذي ألفه أبو عبيد أولا.
قال عبد الله بن محمد بن سيار: سمعت ابن عرعرة يقول: كان طاهر بن عبد الله ببغداد فطمع في أن يسمع من أبي عبيد وطمع أن يأتيه في منزله، فلم يفعل أبو عبيد حتى كان هو يأتيه فقدم علي بن المديني وعباس العبنري، فأرادا أن يسمعا غريب الحديث، فكان يحمل كل يوم كتابه ويأتيهما في منزلهما، فيحدثهما فيه.
قال جعفر بن محمد بن علي بن المديني: سمعت أبي يقول: خرج أبي إلى أحمد بن حنبل يعوده، وأنا معه فدخل إليه، وعنده يحيى بن معين، وجماعة فدخل أبو عبيد فقال له يحيى: اقرأ علينا كتابك الذي عملته للمأمون غريب الحديث فقال: هاتوه فجاؤوا بالكتاب فأخذه أبو عبيد فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد، ويدع تفسير الغريب فقال أبي: دعنا من الإسناد نحن أحذق بها منك فقال: يحيى بن معين لأبي: دعه يقرأ على الوجه فإن ابنك معك، ونحن نحتاج أن نسمعه على الوجه. فقال أبو عبيد: ما قرأته إلا على المأمون فإن أحببتم أن تقرؤوه فاقرؤوه. فقال له ابن المديني: إن قرأته علينا، وإلا لا حاجة لنا فيه.
ولم يعرف أبو عبيد علي بن المديني فقال ليحيى: من هذا؟ فقال: هذا علي بن المديني.
فالتزمه، وقرأه علينا فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول: حدثنا، وغير ذلك فلا يقول.
رواها: إبراهيم بن علي الهجيمي عن جعفر.
قال أبو بكر بن الأنباري: كان أبو عبيد رحمه الله يقسم الليل أثلاثا فيصلي ثلثه، وينام ثلثه ويصنف الكتب ثلثه.
قال عبد الله بن أبي مقاتل البلخي عن أبي عبيد: دخلت البصرة لأسمع من حماد بن زيد فقدمت فإذا هو قد مات فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بن مهدي فقال: مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى الله وقال أبو حامد الصاغاني: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة: أتيت يحيى القطان، وهو يقول: أبو بكر وعمر فقلت: معي شاهدان من أهل بدر يشهدان أن عثمان أفضل من علي قال: من؟ قلت: أنت حدثتنا عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: خطبنا ابن مسعود فقال: أمرنا خير من بقي، ولم نأل قال: ومن الآخر؟ قلت: الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن المسور قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: شاورت المهاجرين الأولين، وأمراء الأجناد وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم أر أحدا يعدل بعثمان قال: فترك يحيى قوله وقال: أبو بكر وعمر وعثمان.
قال: وأتيت عبد الله الخريبي فإذا بيته بيت خمار فقلت: ما هذا؟ قال: ما اختلف فيه أولنا ولا آخرنا قلت: اختلف فيه أولكم وآخركم قال: من؟ قلت: أيوب السختياني عن محمد عن عبيدة قال: اختلف علي في الأشربة فما لي شراب منذ عشرين سنة إلا عسل أو لبن أو ماء قال: ومن آخرنا؟ قلت: عبد الله بن إدريس قال: فأخرج كل ما في منزله فأهراقه.
أبو عبيد قال: سمعني ابن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ فقال لي: يا أبا عبيد مهما فاتك من العلم، فلا يفوتنك من العمل.
الحاكم: سمعت أبا الحسن الكارزي سمعت علي بن عبد العزيز سمعت أبا عبيد يقول: المتبع السنة كالقابض على الجمر هو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله.
وعن أبي عبيد قال: مثل الألفاظ الشريفة، والمعاني الظريفة مثل القلائد اللائحة في الترائب الواضحة.
قال عباس الدوري: سمعت أبا عبيد يقول: إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس، ويمشي في الظل.
وبإسنادي إلى الخطيب: أخبرنا أحمد بن علي البادا أخبرنا عبد الله بن جعفر الزبيبي، حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي سمعت الهلال بن العلاء الرقي يقول: من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بالشافعي تفقه بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبأحمد ثبت في المحنة لولا ذلك كفر الناس، وبيحيى بن معين نفى الكذب عن الحديث، وبأبي عبيد فسر الغريب من الحديث، ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة عن الشافعي، وأحمد إسحاق وأبي عبيد فقال: أما أفقههم فالشافعي لكنه قليل الحديث، وأما أورعهم: فأحمد وأما أحفظهم: فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد.
قال الحسن بن سفيان: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أبو عبيد: أوسعنا علما وأكثرنا أدبا وأجمعنا جمعا إنا نحتاج إليه ولا يحتاج إلينا سمعها الحاكم من أبي الوليد الفقيه: سمعت الحسن.
وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحق يحبه الله -عز وجل- أبو عبيد القاسم بن سلام أفقه مني وأعلم مني.
الخطيب في تاريخه: حدثني مسعود بن ناصر أخبرنا علي بن بشرى، حدثنا محمد بن الحسين الآبري سمعت ابن خزيمة: سمعت أحمد بن نصر المقرىء يقول: قال إسحاق: إن الله لا يستحيي من الحق: أبو عبيد أعلم مني ومن ابن حنبل والشافعي.
قال أبو العباس ثعلب: لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيد فاضلا في دينه وفي علمه ربانيا، مفننا في أصناف علوم الإسلام من القرآن والفقه والعربية والأخبار حسن الرواية صحيح النقل لا أعلم أحدا طعن عليه في شيء من أمره ودينه.
وبلغنا عن عبد الله بن طاهر أمير خراسان قال: الناس أربعة: ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه وأبو عبيد في زمانه.
قال إبراهيم بن محمد النساج: سمعت إبراهيم الحربي يقول: أدركت ثلاثة تعجز النساء أن يلدن مثلهم: رأيت أبا عبيد ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح، ورأيت بشر بن الحارث ما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد بن حنبل فرأيت كأن الله قد جمع له علم الأولين فمن كل صنف يقول ما شاء، ويمسك ما شاء.
قال مكرم بن أحمد: قال إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شيء إلا الحديث صناعة أحمد ويحيى.
وكان أبو عبيد يؤدب غلاما في شارع بشر، ثم اتصل بثابت بن نصر الخزاعي يؤدب ولده ثم ولي ثابت طرسوس ثماني عشرة سنة، فولى أبا عبيد قضاء طرسوس ثماني عشرة سنة فاشتغل عن كتابة الحديث.
كتب في حداثته عن هشيم، وغيره فلما صنف احتاج إلى أن يكتب عن يحيى بن صالح وهشام بن عمار.
وأضعف كتبه كتاب الأموال يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا، وخمسون أصلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيجيء بحديث حديثين يجمعهما من حديث الشام، ويتكلم في ألفاظهما، وليس له كتاب كـ’’غريب المصنف’’.
وانصرف يوما من الصلاة، فمر بدارإسحاق الموصلي فقالوا له: يا أبا عبيد صاحب هذه الدار يقول: إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ فقال: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير!، ولعل إسحاق عنده رواية وعندنا رواية فلم يعلم فخطأنا والروايتان صواب، ولعله أخطأ في حروف وأخطأنا في حروف فيبقى الخطأ يسيرا.
وكتاب غريب الحديث فيه أقل من مائتي حرف: سمعت، والباقي قال: الأصمعي، وقال أبو عمرو، وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها أتي فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنى.
قال الخطيب فيما أنبأنا ابن علان، أخبرنا الكندي عن الشيباني عنه حدثني العلاء بن أبي المغيرة أخبرنا علي بن بقاء أخبرنا عبد الغني الحافظ، قال: في كتاب الطهارة لأبي عبيد حديثان ما حدث بهما غير أبي عبيد، ولا عنه سوى محمد بن يحيى المروزي:
أحدهما: حديث شعبة عن عمرو بن أبي وهب.
والآخر: عبيد الله بن عمر عن المقبري حدث به القطان عن عبيد الله، ورواه الناس عن القطان عن ابن عجلان.
محمد بن يحيى: حدثنا أبو عبيد أخبرنا حجاج عن شعبة عن عمرو بن أبي وهب الخزاعي عن موسى بن ثروان، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن عائشة قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ يخلل لحيته.
إبراهيم بن أحمد المستملي: حدثنا عبد الله بن محمد بن طرخان: سمعت محمد بن عقيل: سمعت حمدان بن سهل يقول: سألت يحيى بن معين عن الكتبة عن أبي عبيد فقال وتبسم: مثلي يسأل عن أبي عبيد؟! أبو عبيد يسأل عن الناس لقد كنت عند الأصمعي يوما إذ أقبل أبو عبيد فشق إليه بصره حتى اقترب منه، فقال: أترون هذا المقبل؟ قالوا: نعم قال: لن تضيع الدنيا أو الناس ما حيي هذا.
روى عبد الخالق بن منصور عن ابن معين قال: أبو عبيد ثقة.
وقال عباس بن محمد عن أحمد بن حنبل أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا.
وقال أبو داود: أبو عبيد: ثقة مأمون.
وقال أبو قدامة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو عبيد أستاذ.
وقال الدارقطني: ثقة إمام جبل.
وقال الحاكم: كان ابن قتيبة يتعاطى التقدم في علوم كثيرة، ولم يرضه أهل علم منها، وإنما الإمام المقبول عند الكل أبو عبيد.
قال عباس الدوري: سمعت أبا عبيد يقول: عاشرت الناس، وكلمت أهل الكلام فما
رأيت قوما أوسخ وسخا ولا أضعف حجة من، ولا أحمق منهم ولقد وليت قضاء الثغر فنفيت ثلاثة جهميين وجهميا.
وقيل: كان أبو عبيد أحمر الرأس واللحية بالخضاب، وكان مهيبا وقورا.
قال الزبيدي: عددت حروف غريب المصنف، فوجدته سبعة عشر ألفا وتسع مائة وسبعين حرفا.
قلت: يريد بالحرف اللفظة اللغوية.
أخبرنا أبو محمد بن علوان أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرنا عبد المغيث بن زهير حدثنا أحمد بن عبيد الله حدثنا محمد بن علي العشاري، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني أخبرنا محمد بن مخلد، أخبرنا العباس الدوري سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر الباب الذي يروى فيه الرؤية والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا وأين كان ربنا فقال: هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث، والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها ولكن إذا قيل: كيف يضحك؟ وكيف وضع قدمه؟ قلنا: لا نفسر هذا، ولا سمعنا أحدا يفسره.
قلت: قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم وما أبقوا ممكنا، وآيات
الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلا، وهي أهم الدين فلو كان تأويلها سائغا، أو حتما لبادروا إليه فعلم قطعا أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق لا تفسير لها غير ذلك فنؤمن بذلك، ونسكت اقتداء بالسلف معتقدين أنها صفات لله تعالى استأثر الله بعلم حقائقها، وأنهما لا تشبه صفات المخلوقين كما أن ذاته المقدسة لا تماثل ذوات المخلوقين، فالكتاب والسنة نطق بها والرسول -صلى الله عليه وسلم- بلغ وما تعرض لتأويل مع كون الباري قال: {لتبين للناس ما نزل إليهم}، فعلينا الإيمان والتسليم للنصوص والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
قال عبدان بن محمد المروزي: أخبرنا أبو سعيد الضرير قال: كنت عند الأمير عبد الله بن طاهر فورد عليه نهي أبي عبيد فأنشأ يقول:

ذكر أبا عبيد: أبو عمرو الداني في طبقات القراء فقال: أخذ القراءة عرضا، وسماعا عن الكسائي، وعن شجاع وعن إسماعيل بن جعفر، وعن حجاج بن محمد وأبي مسهر إلى أن قال: وهو إمام أهل دهره في جميع العلوم ثقة مأمون صاحب سنة روى عنه القراءات: وراقه أحمد بن إبراهيم وأحمد بن يوسف وعلي بن عبد العزيز، ونصر بن داود وثابت بن أبي ثابت.
قال البخاري وغيره: مات سنة أربع وعشرين ومائتين بمكة.
قال الخطيب: وبلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة رحمه الله.
ولم يتفق وقوع رواية لأبي عبيد في الكتب الستة لكن نقل عنه أبو داود شيئا في تفسير أسنان الإبل في الزكاة، وحكى أيضا عنه البخاري في كتاب أفعال العباد.
أخبرنا أبو بكر محفوظ بن معتوق البزار سنة اثنتين وتسعين وست مائة، أخبرنا عبد اللطيف بن محمد ’’ح’’. وأخبرنا أحمد بن إسحاق الغرافي أخبرنا عبد العزيز بن باقا قالا: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد أخبرنا محمد بن الحسين المقومي حضورا، أخبرنا الزبير بن محمد الأسدي أخبرنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني، أخبرنا علي بن عبد العزيز،
أخبرنا أبو عبيد أخبرنا هشيم، أخبرنا منصور عن ابن سيرين عن ابن عمر: عن عمر أنه سجد في الحج سجدتين، وقال: إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين.
وبه: حدثنا أبو عبيد حدثنا ابن أبي زائدة، عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن علي قال: لما كان يوم الأحزاب شغلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة العصر فصلاها بين صلاتي العشاء فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ’’شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا’’.
وبه: حدثنا أبو عبيد حدثنا ابن أبي زائدة، ويزيد عن هشام عن ابن سيرين، عن عبيدة عن علي مثل ذلك.
أخبرنا أبو سعيد سنقر بن عبد الله الزيني بحلب، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ’’ح’’.
وأخبرنا أبو جعفر بن علي السلمي أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الفقيه سنة ثلاث، وعشرين وست مائة قالا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة أخبرنا طراد بن محمد أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي سنة اثنتي عشرة، وأربع مائة أخبرنا حامد بن محمد الهروي حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو عبيد حدثنا عباد بن عباد، أخبرنا أبو جمرة عن ابن عباس قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله؟ إنا هذا الحي من ربيعة، وقد حالت بيننا، وبينك كفار مضر فلا نخلص إليك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر نعمل به، وندعو إليه من وراءنا. فقال: ’’آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله ثم فسرها لهم، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء، والحنتم، والنقير والمقير’’. متفق عليه.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 8- ص: 500

القاسم بن سلام بتشديد اللام الإمام الجليل أبو عبيد الأديب الفقيه المحدث صاحب التصانيف الكثيرة في القراءات والفقه واللغة والشعر
قرأ القرآن على الكسائى وإسماعيل بن جعفر وشجاع بن أبي نصر
وسمع الحديث من إسماعيل بن عياش وإسماعيل بن جعفر وهشيم بن بشير وشريك بن عبد الله وهو أكبر شيوخه وعبد الله بن المبارك وأبى بكر بن عياش وجرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وخلائق آخرهم موتا هشام ابن عمار
روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى ووكيع وأبو بكر بن أبي الدنيا وعباس الدورى والحارث بن أبي أسامة وعلى بن عبد العزيز البغوى وأحمد بن يحيى البلاذرى الكاتب وآخرون
وتفقه على الشافعي رضى الله عنه وتناظر معه في القرء هل هو حيض أو طهر إلى أن رجع كل منهما إلى ما قاله الآخر كما سنشرح ذلك
ولد بهراة وكان أبوه فيما يذكر عبدا لبعض أهلها وتنقلت به البلاد وولى قضاء طرسوس ثم حج بالآخرة فتوفى بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين
قال إسحاق بن راهويه الحق يحب لله أبو عبيد أفقه منى وأعلم منى أبو عبيد أوسعنا علما وأكثرنا أدبا إنا نحتاج إلى أبى عبيد وأبو عبيد لا يحتاج إلينا
قال الحاكم هو الإمام المقبول عند الكل
وقال أبو بكر الأنبارى وكان أبو عبيد قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء ثلثا ينام وثلثا يصلى وثلثا يطالع الكتب
وقال محمد بن سعد كان أبو عبيد مؤدبا صاحب نحو وعربية وطلب الحديث والفقه وولى قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك ولم يزل معه ومع ولده وقدم بغداد ففسر بها غريب الحديث وصنف كتبا وحدث وحج فتوفى بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين
وقال عباس الدوري سمعت أحمد بن حنبل يقول أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا
وقال أبو قدامة سمعت أحمد يقول أبو عبيد أستاذ
وقال حمدان بن سهل سألت يحيى بن معين عن أبى عبيد فقال مثلى يسأل عن أبى عبيد أبو عبيد يسأل عن الناس
وقال أبو داود ثقة مأمون
قال الدارقطنى ثقة إمام جبل
وقال الحافظ عبد الغنى بن سعيد في كتاب الطهارة لأبى عبيد حديثان ما حدث بهما غيره ولا حدث بهما عنه غير محمد بن يحيى المروزى
أحدهما حديث شعبة عن عمرو بن أبي وهب
والآخر حديث عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبرى حدث به عن يحيى القطان عن عبيد الله وحدث به الناس عن يحيى عن ابن عجلان
وقال ثعلب لو كان أبو عبيد في بنى إسرائيل لكان عجبا
وقال القاضى أبو العلاء الواسطى أخبرنا محمد بن جعفر التميمى حدثنا أبو على النحوى حدثنا الفسطاطى قال كان أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدة شهرين فأنفذه إليه فأقام شهرين فلما أراد الانصراف وصله بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها وقال أنا في جنة رجل لم يحوجنى إلى صلة غيره فلما عاد إلى ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار فقال أيها الأمير قد قبلتها ولكن قد أغنيتنى بمعروفك وبرك وقد رأيت أن أشترى بها سلاحا وخيلا وأوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير ففعل
قيل وكان أبو عبيد إذا صنف كتابا أهداه إلى عبد الله بن طاهر فيحمل إليه مالا خطيرا استحسانا لذلك
وقال عبد الله بن طاهر الأئمة للناس أربعة ابن عباس في زمانه والشعبى في زمانه والقاسم بن معن في زمانه وأبو عبيد في زمانه
وقال عبدان بن محمد المروزى حدثنا أبو سعيد الضرير قال كنت عند عبد الله بن طاهر فورد عليه نعى أبى عبيد فأنشأ يقول

ومن الفوائد عنه
حكى الأزهرى في التهذيب عن أبى عبيد القاسم بن سلام في قوله صلى الله عليه وسلم (لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم) أن المراد بهذا القسم قوله تعالى {وإن منكم إلا واردها} فإذا مر بها متجاوزا لها فقد أبر الله قسمه
ثم اعترضه الأزهرى بأنه لا قسم في قوله {وإن منكم إلا واردها} فكيف يكون له تحلة قال ولكن معنى قوله إلا تحلة القسم إلا التعزيز الذى لا ينداه منه مكروه وأصله من قول العرب ضربته تحليلا وضربته تعزيرا أى لم أبالغ في ضربه وأصله من تحليل اليمين وهو أن يحلف الرجل ثم يستثنى استثناء متصلا باليمين يقال آلى فلان ألية لم يتحلل أى لم يستثن ثم جعل ذلك مثلا لكل شئ قل وقته
ومنه قول الشاعر
#نجائب وقعهن الأرض تحليل أى قليل هين يسير
ويقال للرجل إذا أمعن في وعيد أو أفرط في قول حلا أبا فلان أى تحلل في يمينك جعله في وعيده كحالف فأمره بالاستثناء
قلت وهو اعتراض عجيب فإن القسم مقدر في قوله {وإن منكم} لأن القسم عند النحاة يتلقى بالنفى والإثبات والتقدير والله إن منكم إلا واردها أو أقسم إن منكم إلا واردها
يدل عليه شيئان
أحدهما قوله تعالى بعد ذلك {كان على ربك حتما مقضيا} قال الحسن وقتادة قسما واجبا وروى عن ابن مسعود
والثانى هذا الحديث فقد فهم المصطفى صلى الله عليه وسلم القسم منه وقول الأزهرى وأصله من قولهم ضربته تحليلا إلى قوله جعله في وعيده كحالف مما يدل على ما ذكرناه فإنه لو لم يقدر أنه حالف ما صح شئ مما ذكرنا
ذهب أبو عبيد إلى أن من طلقت في طهر وجامعها فيه زوجها لا تنقضى عدتها إلا بالطعن في الحيضة الرابعة وجعله الجيلى في شرح التنبيه مذهبنا وهو خلاف نص المختصر وتصريح الأصحاب
قال ابن الرفعة ولعل الجيلى اعتقد أبا عبيد من أصحابنا فاقتصر على حكاية مذهبه
قلت هذا كلام عجيب أبو عبيد لا ريب في أنه من أصحابنا ولكن ذلك لا يسوغ حكاية قوله مذهبا لنا مع تصريح المذهب بخلافه
قال أبو عبيد في قول الشاعر
الذى هنا لا صلة لها والمعنى إن أدع ذكر النساء لا أدع ذكر الرجال
قلت هذا البيت للكميت وهو شاهد ذكر الموصول بغير صلة لقرينة
قال أبو عبيد في معنى قول الشماخ
إن فيهما تقديما وتأخيرا والتقدير في الأول وماء كالورق اللجين عليه الطير واللجين الذى قد ضرب حتى تلجن والتقدير في الثانى مقام الذئب اللعين كالرجل انتهى
ذكره في كتابه في معانى الشعر
قلت فجعل ورقه كالورق صفة لماء فيكون قد فصل بين الموصوف والصفة بمتعلق رب المحذوفة وهو قوله وردت وعليه الطير جملة وهى صفة ثانية مؤخرة عن الصفة الواقعة ظرفا وهكذا أصل الكلام
ويجوز أن يكون الماء موصوفا بثلاث صفات هاتين الصفتين وقوله قد وردت ويكون متعلق رب إنما هو قوله ذعرت به القطا ولا يأبى هذا الوجه قول أبى عبيد ويكون إنما قدر قوله كالورق مقدما ليعلمك أنه من صلة ماء لأن ما قبله غير صفة
وقوله حتى تلجن أى حتى تلزج ومنه قولهم لجنت الخطمى ونحوه إذا ضربته ليثخن وتلجن رأسه إذا لم ينق وسخه
واللجين الخبط عن ابن السكيت وهو ما سقط من الورق عند الخبط وأنشد عليه البيت
والذعر الفزع يقال ذعرته أذعره ذعرا أفزعته والذعر بالضم الاسم وقوله مقام محمول على أنه صلة أى ونفيت عنه الذئب وهو أحد القولين في قوله سبحانه {ولمن خاف مقام ربه جنتان}
وقوله اللعين لا يتعين أن يكون صفة للذئب كما ذكر بل يجوز أن يكون صفة للرجل أى كالرجل المبعد الطريد وربما يكون ذلك أحسن فإن التشبيه ليس بالرجل من حيث هو بل بالرجل الموصوف باللعين قاله الشيخ جمال الدين عبد الله بن هشام في بعض مجاميعه
ذكر أن الشافعي وأبا عبيد رضى الله عنهما تناظرا في القرء
فكان الشافعي يقول إنه الحيض وأبو عبيد يقول إنه الطهر فلم يزل كل منهما يقرر قوله حتى تفرقا وقد انتحل كل واحد منهما مذهب صاحبه وتأثر بما أورده من الحجج والشواهد
قلت وإن صحت هذه الحكاية ففيها دلالة على عظمة أبى عبيد فلم يبلغنا عن أحد أنه ناظر الشافعي ثم رجع الشافعي إلى مذهبه
وقد حكى الرافعى في شرحه هذه الحكاية وقال إنها تقتضى أن يكون للشافعى قول قديم أو حديث يوافق مذهب أبى حنيفة
قلت وليس ذلك بلازم فقد يناظر المرء على ما لا يراه إشارة للفائدة وإبرازا لها وتعليما للجدل فلعله لما رأى أبا عبيد يعتقد أنه الحيض انتصب عنه مستدلا عليه
لينقطع معه فيعلم أبو عبيد ضعف مذهبه فيه ولهذا يتبين أن الشافعي لم يرجع إلى أبى عبيد في الحقيقة لأن المناظرة لم تكن إلا لما ذكرناه
وقوله حديث كذا هو بالحاء والثاء لا جديد بالجيم والدال لأن أبا عبيد من أصحابنا العراقيين فمناظرته إن صحت كائنة ببغداد فيكون ذلك قولا قديما للشافعى أو حديثا حدث له بعد أن كان يختار أنه الطهر فيكون الشافعي قائلا بأنه الطهر ثم بأنه الحيض ثم عائدا إلى القول بأنه الطهر وعليه مات وربما صحف بعضهم حديثا بجديد وليس بجيد
ثم قال الرافعى لو أعلم قول الغزالى الأقراء الأطهار بالواو وللمناظرة المحكية لم يكن بعيدا واعترضه الزنجانى شارح الوجيز بأنه إن قال هذا عن نقل فلا كلام وإلا فالحكاية لا تدل عليه لأن الإنسان قد يناظر غيره فيما لا يعتقده
قلت وعجبت له من ذلك فإن الرافعى لم يعلم بالقاف حتى يقال له هذا وإنما أعلم بالواو وإشارة إلى مقالة أبى عبيد وعدها وجها في المذهب لكونه على الجملة من أصحابنا فلا يبعد أن تعد مقالاته وجوها وقد لا تعد لأنه يتحدث في هذه المسألة على قضية اللغة لا على قواعد إمام المذهب وهذا هو الأشبه ولذلك ناظر صاحب المذهب نفسه ولو كان مخرجا على قاعدته لما ناظره

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 2- ص: 153

القاسم بن سلام بتشديد اللام أبو عبيد التركي البغدادي. مولى الأزد كان أبوه مملوكا روميا، الفقيه، الأديب المشهور، صاحب التصانيف المشهورة، والعلوم المذكورة، من القراءات، والفقه، واللغة، والشعر.
أخذ القراءات عرضا وسماعا عن الكسائي، وشجاع بن أبي نصر، وإسماعيل بن جعفر، وعن حجاج بن محمد، وعن أبي مسهر، وهشام بن عمار، وسمع سليمان بن عبد الرحمن، وحدث عنهم. وعن جرير، وهشيم، وسعيد بن الحكيم، وحفص بن غياث، وأبي معاوية، وإسماعيل بن جعفر، ومروان بن معاوية، وعباد بن عباد المهلبي، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وابن علية، وصفوان بن عيسى، وغيرهم.
روى عنه سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وهو من شيوخه.
وسمع منه أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، ومحمد بن إسحاق الصغاني، أبو بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن محمد بن أبي أسامة، والحسن ابن مكرم البزار، وأحمد بن يوسف التغلبي، وعلي بن عبد العزيز، والبخاري في «التاريخ» وأبو داود، والترمذي، وجماعة.
وأخذ عن أبي زيد؛ وأبي عبيدة، والأصمعي، وأبي محمد اليزيدي، وابن الأعرابي، والكسائي، والفراء، وغيرهم.
وروى الناس من كتبه نيفا وعشرين كتابا.
قال الخطيب: وهو من أبناء خراسان، وكان مؤدبا صاحب نحو وعربية، وطلب الحديث والفقه، وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن ناصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده.
وقدم بغداد، وفسر بها غريب الحديث، وصنف كتبا، وسمع الناس منه، وحج.
وقال ابن عساكر: قدم دمشق طالب علم.
قال ابن يونس: سكن بغداد، وقدم مصر مع يحيى بن معين سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكتب بمصر.
قال الخطيب: أبو عبيد القاسم بن سلام التركي، مولى الأزد، صاحب الكتب المصنفة، منها: «غريب القرآن» وكتاب «غريب الحديث» و «الغريب المصنف» وكتاب «الأموال» وكتاب «القراءات»، وكتاب «الناسخ والمنسوخ»، وكتاب «معاني القرآن»، وكتاب «المجاز في
القرآن»، وكتاب «عدد آي القرآن»، وكتاب «المقصور والممدود»، وكتاب «المذكر والمؤنث» وكتاب «الأمثال السائرة»، وكتاب «فضائل القرآن»، وكتاب «الطهارة»، وكتاب «الحيض»، وكتاب «الحجر والتفليس»، وغير ذلك.
وكان أحد الأئمة في الدين، وعلما من أعلام المسلمين. قال عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي: أبو عبيد من علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين، ورواة اللغة والغريب عن البصريين والكوفيين. والعلماء بالقراءات، وممن جمع صنوفا من العلم، وصنف الكتب، في كل فن من العلوم والآداب فأكثر وشهر، وكان مؤدبا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر.
وكان ذا فضل ودين، ومذهب وحسن.
روى عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة، والأصمعي، واليزيدي، وغيرهم من البصريين.
روى عن ابن الأعرابي، وأبي زياد الكلابي، وعن الأموي، وأبي عمر والشيباني، والكسائي، والأحمر، والفراء.
وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابا، في القرآن والفقه، وغريب الحديث والغريب المصنف، والأمثال، ومعاني الشعر، وغير ذلك.
وله كتب لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهرين تباع كثيرة في أصناف الفقه كله.
وبلغنا أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالا خطيرا استحسانا لذلك، وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد. والرواة عنه مشهورون ثقات ذوو ذكر ونبل.
وقد سبق إلي جميع مصنفاته، فمن ذلك: «الغريب المصنف»، وهو من أجل كتبه في اللغة، فانه احتذى فيه كتاب النضر بن شميل المازني الذي يسميه كتاب «الصفات»، وبدأ فيه بخلق الفرس، ثم بالإبل، فذكر صنفا بعد صنف، حتى أتى على جميع ذلك، وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود.
ومنها كتابه في «الأمثال» وقد سبقه إلى ذلك جميع البصريين والكوفيين، الأصمعي، وأبو زيد، وأبو عبيد، والنضر بن شميل، والمفضل الضبي، وابن الأعرابي، إلا أنه جمع رواياتهم في كتابه، فبوبه أبوابا، وأحسن تأليفه.
وكتاب «غريب الحديث» أول من عمله أبو عبيدة معمر بن المثنى، وقطرب، والأخفش، والنضر بن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد. وعمل أبو عدنان النحوي البصري كتابا في غريب الحديث وذكر فيه الأسانيد، وصنفه على أبواب السنن والفقه، إلا أنه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد عامة ما في كتبهم وفسره وذكر الأسانيد، وصنف المسند على حدته، وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته، وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث، والفقه، واللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه.
وكذلك كتابه في «معاني القرآن»، وذلك أن أول من صنف في ذلك من أهل اللغة أبو عبيدة معمر بن المثنى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش، وصنف من الكوفيين الكسائي، ثم الفراء. فجمع أبو عبيد ما في كتبهم، وجاء فيها بالآثار والأسانيد، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء. وروى النصف منه ومات قبل أن يسمع منه باقيه، وأكثره غير مروي عنه.
وأما كتبه في الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي، فتقلد أكثر ذلك وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتج فيها باللغة والنحو فحسنها بذلك.
وله في القراءات كتاب جيد، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله.
وكتابه في «الأموال» من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده.
وقال أبو بكر بن الأنباري: كان أبو عبيد يقسم الليل أثلاثا، فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويضع الكتب ثلثه.
وقال أبو عبيد: ما دققت على محدث بابه قط، وفي رواية: ما أتيت عالما قط فاستأذنت عليه، ولكن صبرت حتى يخرج إلي وتأولت قول الله تعالى: {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم}.
وقال: من شكر العلم، أن تقعد مع كل قوم، فيذكرون شيئا لا تحسنه فتتعلم منهم، ثم تقعد بعد ذلك في موضع آخر، فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمته فتقول: والله ما كان عندي شيء، حتى سمعت فلانا يقول كذا وكذا فتعلمته، فإذا فعلت ذلك، فقد شكرت العلم.
وقال: المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله.
وقال عاشرت الناس، وكلمت أهل الكلام، فما رأيت قوما أوسخ وسخا، ولا أقذر ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة: ولقد وليت الثغر، فلقيت ثلاثة رجال: جهميين، ورافضي- وقلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغر، وأخرجتهم.
وفي «طبقات النحاة» للزبيدي قيل لأبي عبيد: إن فلانا يقول: أخطأ أبو عبيد في مائتي حرف من «الغريب المصنف»، فحلم أبو عبيد ولم يقع في الرجل بشيء، وقال: في المصنف كذا وكذا ألف حرف، فلو لم أخطئ الا في هذا القدر اليسير ما هذا بكثير، ولكن صاحبنا هذا لو بدا لنا فناظرناه في هذه المائتين- بزعمه- لوجدنا لها مخرجا.
قال الزبيدي: ثم عددت ما تضمنه الكتاب من الألفاظ فألفيت فيه سبعة عشر ألف حرف، وسبعمائة وسبعين حرفا.
وقال أبو عبيد: مثل الألفاظ الشريفة، والمعاني الظريفة، مثل القلائد اللائحة، في الترائب الواضحة.
وقال: إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ويمشي في الظل.
وتوجه إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين، وأقام بها إلى أن مات بمكة سنة اثنتين. وقيل ثلاث وقيل أربع وعشرين ومائتين، عن سبع وستين سنة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 37

القاسم بن سلام. ويكنى أبا عبيد. وهو من أبناء أهل خراسان. وكان مؤدبا صاحب نحو وعربية. وطلب الحديث والفقه. وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر ابن مالك ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد ففسر بها غريب الحديث وصنف كتبا
وسمع الناس منه. وحج فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 253

القاسم بن سلام البغدادي: مات سنة أربع وعشرين ومائتين بمكة وهو ابن سبع وستين سنة. قال إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يحسن كل شيء. وولي القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة ومات بمكة.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 92

القاسم بن سلام أبو عبيد صاحب التصانيف فثقة مشهور.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 3- ص: 371

أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي
مولاهم الخراساني البغدادي. من علماء الحديث واللغة. م سنة 224 هـ رحمه الله تعالى.
صاحب كتب: الأمثال، والأموال، والغريب وثلاثتها مطبوعة.
وله: كتاب النسب.
مخطوطته وقد تكون الوحيدة في مكتبة مدينة مغنيزيا في تركيا.
ونقل منه الزبيدي في: تاج العروس 16 6229
وسماه: جمهرة الأنساب. وانظر من التاج.
292 5378 62 - 6، 229 714.

  • دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 53

القاسم بن سلاّم
وأما أبو عبيد القاسم بن سلام، فكان أبوه عبداً رومياً لرجل من أهل هراة؛ ويحكى أن سلاما خرج هو وأبو عبيد مع ابن مولاه إلى الكتّاب فقال للمعلم: علمي القاسم فإنها كيسة.
ثم إن أبا عبيد طلب العلم، وسمع الحديث، ودرس الأدب، ونظر في الفقه.
وأخذ الأدب عن أبي زيد الأنصاري وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى والأصمعي واليزيدي وغيرهم من البصريين. وأخذ عن ابن الأعرابي وأبي زياد الكلابي ويحيى الأموي وأبي عمرو الشيباني والكسائي والفراء.
وروى الناس من كتبه المصنفة نيفاً وعشرين كتاباً في القرآن والفقه. وبلغنا أنه كان إذا ألف كتاباً أهداه إلى عبد الله بن طاهر؛ فيحمل إليه مالاً خطيراً استحساناً لذلك. وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد، والرواة عنه مشهورون.
وكان أبو عبيد ديناً ورعاً جواداً. قال أبو علي النحوي: حدثنا الفسطاطي، قال: كان أبو عبيد مع ابن طاهر، فوجه إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فأنفذ أبا عبيد إليه، فأقام عنده شهرين فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها، وقال: أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره، ولا أخذ ما فيه علي نقص، فلما عاد إلى ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار بدل ما وصله أبو دلف؛ فقال: أيها الأمير، إني قد قبلتها، ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرك وكفايتك عنها، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحاً وخيلاً، وأوجه بها إلى الثغر، فيكون الثواب متوفراً على الأمير. ففعل.
وقال أحمد بن يوسف: لما عمل أبو عبيد كتاب ’’غريب الحديث’’ عرضه على عبد بن طاهر؛ فاستحسنه، وقال: إن عقلاً بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق ألا يخرج عنا إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عرضت كتاب الحديث على أبي فاستحسنه، وقال: جزاه الله تعالى خيراً.
وقال أبو علي: أول من سمع هذا الكتاب من أبي عبيدة يحيى بن معين.
قال أبو بكر بن الأنباري: كان أبو عبيد يقسم ليله أثلاثاً، فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويضع الكتب ثلثه.
قال أبو حاتم: قال أبو عبيد: مثل الألفاظ الشريفة، والمعاني الظريفة، مثل القلائد اللائحة، في الترائي الواضحة.
وقال هلال بن العلاء الرقي: من الله تعالى على هذه الأمة بأربعة من زمانهم؛ بالشافعي بفقهه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالإمام أحمد بن محمد بن حنبل في المحنة، ولولا ذلك لكفر الناس، وبيحيى بن معين لنفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي عبيد القاسم بن سلام لتفسير الغريب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة عن الشافعي وابن حنبل وإسحاق وأبي عبيد، فقال: أما أفهمهم فالشافعي، إلا أنه قليل الحديث، وأما أورعهم فابن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد.
قال إسحاق بن راهويه الحنظلي: أبو عبيد أوسعنا علماً، وأكثرنا أدباً، وأجمعنا جمعاً، إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا.
قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحق يحبه الله تعالى؛ أبو عبيد القاسم بن سلام أفقه مني وأعلم مني.
وقال أحمد بن نصر المقرئ: قال إسحاق بن إبراهيم: إن الله تعالى لا يستحيي من الحق؛ أبو عبيد أعلم مني، ومن الإمام الشافعي، ومن الإمام أحمد بن حنبل.
وقال أبو عمر الزاهد: سمعت ثعلباً يقول: لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل، لكان عجباً.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيد القاسم بن سلام فاضلاً في دينه وفي علمه، ربانيا متفننا في أصناف علوم الإسلام؛ من القرآن والحديث والفقه والغريب والأخبار، حسن الرواية، صحيح النقل، لا نعلم أحداً من الناس طعن عليه في شيء من أمره ودينه.
قال عبد الله بن طاهر: كان للناس أربعة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، وأبو عبيد القاسم بن سلام في زمانه.
قال أبو سعيد الضرير: كنت عند عبد الله بن طاهر، فورد عليه نعي أبي عبيد، فقال: يا أبا سعيد، مات أبو عبيد، ثم أنشد يقول:

قال إبراهيم الحربي: أدركت ثلاثة لن يرى مثلهم أبداً، وتعجز النساء أن يلدن مثلهم، رأيت أبا القاسم بن سلام؛ ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح، ورأيت بشر بن الحارث فما شبهته ولا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلاً، ورأيت الإمام أحمد بن حنبل، كأن الله تعالى جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف، يقول ما شاء، ويمسك ما شاء.
وسئل يحيى بن معين عن الكتابة عن أبي عبيد والسماع عنه، فقال: مثلي يسأل عن أبي عبيد! أبو عبيد يسأل عن الناس! لقد كنت عند الأصمعي، إذ أقبل أبو عبيد، فقال: أترون هذا المقبل؟ فقالوا: نعم، قال: لن يضيع الناس ما حيي هذا المقبل.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: أبو عبيد القاسم بن سلام ممن يزداد كل يوم عندنا خيراً.
وقال أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش: توفي أبو عبيد بمكة حرسها الله تعالى سنة ثنتين -أو ثلاث- وعشرين ومائتين، في خلافة المعتصم.
وقال الحسن بن علي: خرج أبو عبيد إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين؛ ومات بها سنة ثلاث وعشرين ومائتين؛ وقيل: سنة أربع وعشرين ومائتين. في خلافة المعتصم بالله تعالى، وبلغ من العمر سبعاً وستين سنة.

  • مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن-ط 3( 1985) , ج: 1- ص: 109

  • دار الفكر العربي-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 122

  • مطبعة المعارف - بغداد-ط 1( 1959) , ج: 1- ص: 93

أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي
القاضي أحد الأعلام
روى عن هشيم وإسماعيل بن عياش وابن عيينة ووكيع وخلق
وعنه عباس الدوري وخلق
وثقه أبو داود وابن معين وأحمد وغير واحد
وقال ابن راهويه أبو عبيد أوسعنا علما وأكثرنا أدباً وأكثرنا جمعا أنا نحتاج إلى عبيدة وأبو عبيدة لا يحتاج إلينا
ولي قضاء طرطوس وفسر غريب الحديث وصنف كتبا ومات بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 182

القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي
مولى الأزد ذو التصانيف عن إسماعيل بن عياش وإسماعيل بن جعفر وشريك وعنه الدارمي وعلي البغوي وابن أبي الدنيا عاش ثمانياً وستين سنة وكان ثقة علامة مات 224 د

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 88

أبو عبيد القاسم بن سلام الخزاعي
أخذ عن شيوخ أهل اللغة.
وله كتب كثيرة، في فنون شتى، في اللغة؛ ’’غريب المصنف’’، و ’’كتاب قراءات’’، وكتاب ’’تفسير غريب الحديث’’ و ’’كتاب في الناسخ والمنسوخ’’، و ’’كتاب في معاني الشعر’’ غيره ما ذكرته.
قال عباس الخياط:
كنت مجتازا معه، فعبرنا بباب دار إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فقال: ما أكثر علمه بالحديث والفقه والشعر.
فقلت: إنه يذكرك بضد هذا.
قال: وما ذاك؟ قلت: ذكر أنك صحفت في ’’ المصنف ’’ نيفاً وعشرين حرفا.
فقال: ما هذا بكثير، في الكتاب عشرون ألف حرف مسموعة يغلط فيها بهذا اليسير.
وكان يكتب له علي بن عبد العزيز.
وولي القضاء بطرسوس.
وتوفي أبو عبيد سنة خمس وعشرين ومائتين.

  • هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة - مصر-ط 2( 1992) , ج: 1- ص: 197

القاسم بن سلام الأزدي
مولاهم. أبو عبيد، الإمام في الفنون، أخذ عن الكسائي، وعن شجاع بن نصر وعن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة والأصمعي واليزيدي وابن الأعرابي وغيرهم.
وسئل عنه الإمام يحيى بن معين، فتبسم وقال: أعن أبي عبيد أسأل؟ أبو عبيد يسأل عن الناس. جاور بمكة إلى أن توفي سنة أربع وعشرين ومائتين
ومن تصانيفه: الغريب المصنف، وغريب الحديث، وكتاب الأموال وكتاب
الأمثال، وغير ذلك.

  • جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 53

  • دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 233

القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي
مولى بني أمية وقد قيل مولى الأزد كان من خراسان
يروي عن شريك وإسماعيل بن جعفر
روى عنه أهل العراق مات بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين وكان أحد أئمة الدنيا صاحب حديث وفقه ودين وورع ومعرفة بالأدب وأيام الناس ممن جمع وصنف واختار وذب عن الحديث ونصره وقمع من خالفه وحاد عنه

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 9- ص: 1

أبو عبيد (د)
الإمام المجتهد البحر، القاسم بن سلام البغدادي اللغوي الفقيه، صاحب المصنفات.
سمع: إسماعيل بن جعفر، وشريكاً القاضي، وهشيماً، وابن عيينة، وعباد بن العوام، وطبقتهم، ومن بعدهم إلى أن روى عن هشام بن عمار ونحوه.
وحدث عنه: الدارمي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعلي بن عبد العزيز، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يحيى المروزي، وآخرون.
مولده بهراة. وكان أبوه رومياً.
قال أحمد بن سلمة، سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الله يحب الحق، أبو عبيد أعلم مني وأفقه. وقال أيضاً: نحن نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا.
وقال أحمد بن حنبل، أبو عبيد أستاذ، وهو يزداد كل يوم خيراً.
وسئل عنه يحيى بن معين، فقال: أبو عبيد يسأل عن الناس.
وقال أبو داود: ثقة مأمون.
ومناقبه كثيرة رحمه الله، ذكرها الخطيب وغيره.
وقد كان حافظاً للحديث وعلله، عارفاً بالفقه والاختلاف، رأساً في اللغة، إماماً في القراءات له فيها مصنف. ولي قضاء الثغور مدة.
ومات بمكة سنة أربع وعشرين ومئتين. رضي الله عنه.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 2- ص: 1

القاسم بن سلام الأنصاري، مولاهم، وقيل مولى الأزد، وقيل مولى بنى أمية، أبو عبيد البغدادي:
روى عن هشيم، وإسماعيل بن عياش، وأبي بكر بن عياش، وإسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، وشريك بن عبد الله، وعباد بن عباد، وجرير بن عبد الحميد، وابن المبارك، ووكيع، وخلق. حتى إنه روى عن هشام بن عمار.
روى عنه: سعيد بن أبي مريم - وهو أحد شيوخه - ومحمد بن إسحاق، وعباس الدورى، والحارث بن أبي أسامة، وابن أبي الدنيا، وعلي بن عبد العزيز البغوى، وغيرهم.
روى له أبو داود، وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الكسائى، وعن شجاع البلخى، وعن إسماعيل بن جعفر، وعن حجاج بن محمد، وعن أبي مسهر.
وروى عنه القراءات: وراقه أحمد بن إبراهيم، وراق خلف بن هشام، وأحمد بن يوسف التغلبى، وعلي بن عبد العزيزى البغوى، وغيرهم.
قال الذهبي: وله قراءة منقولة في كتاب «المنتهى» لأبي الفضل الخزاعي. وأخذ العربية عن أبي زيد الأنصاري، والأصمعى وغيرهما. وله تواليف في القرآن والحروف والفقه والحديث واللغة والشعر.
قال أبو داود: كان ثقة مأمونا. وقال الدارقطني: ثقة جبل إمام. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان أحد أئمة الدنيا، صاحب حديث وفقه وورع ودين، ومعرفة بالأدب وأيام الناس، ممن جمع وصنف واختار، وذب عن الحديث ونصره، وقمع من خالف وحاد عنه. وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحق يحبه الله، أبو عبيد أفقه منى وأعلم. وناهيك بهذه منقبة.
وقال الذهبي: وكان يجتهد ولا يقلد أحدا، وذكر ابن سعد، أنه ولى قضاء طرسوس أيام ثابت بن مضر الخزاعي، ولم يزل معه ومع ولده، وحج فتوفى بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين. وهكذا قال ابن حبان في وفياته، وغير واحد، منهم الذهبي، وقال: وله سبع وستون سنة، وحكى عن الخطيب أنه قال: ولد بهراة، وقال: كان رومي الأصل.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1

القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي.
صاحب التصانيف روى عنه، ومات بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين، من تصانيفه ’’التقريب’’، و’’الأموال’’، و’’الطهور’’.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي
روى عن شريك وهشيم ويحيى القطان سمعت أبي يقول ذلك وسألته عنه فقال كنت أراه في مسجده وقد أحدق به قوم معلمون ولم أر عنده أهل الحديث فلم أكتب عنه وهو صدوق.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 7- ص: 1