القاسم بن حمود القاسم بن حمود بن ميمون الإدريسي الحسني، الملقب بالمأمون: ثاني ملوك الدولة الحمودية بقرطبة. ولاه سليمان بن الحكم الأموي على الجزيرة الخضراء. وثار أخوه (علي بن حمود) على سايمان، فملك الأندلس وبويع بالخلافة، فأقام القاسم إلى أن توفي علي (سنة 408 هـ) فولى الخلافة بعده. واستقر بقرطبة وحسنت سيرته وأمن الناس في أيامه. ثم انتقض عليه ابن أخيه (يحيى بن علي) بمالقة سنة 412 فخرج من قرطبة بلا قتال، وأقام باشبيلية مدة جمع بها شتاته، واستمال طوائف من البربر هاجم بهم قرطبة، فدخلها سنة 413 ولم ينتظم له الأمر، فخرج إلى شريش، فقبض عليه يحيى، وسجنه بمالقة إلى أن مات خنقا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 175

القاسم بن حمود بن أبي العيش بن ميمون ابن أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام
ولد سنة 351 ومات سنة 431. قال ابن الأثير في الكامل: وقليل في نسبه غير ذلك مع اتفاق على صحة نسبه إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام ’’1ه’’. وكان جدهم إدريس بن عبد الله هرب إلى فاس وطنجة في أيام الرشيد، في بابه وتناسل ولده بها حتى صارت لهم دولة بالأندلس سنة 407 في أواخر ملك الأمويين بالأندلس فأول من ملك منهم بالأندلس أبو الحسن علي بن حمود أخو صاحب الترجمة. قال ابن الأثير: كان علي بن حمود بمدينة سبتة بينه وبين الأندلس عدوة المجاز مالكا لها وأخوه القاسم بن حمود بالجزيرة الخضراء مستوليا عليها وبينهما المجاز وسبب ملكهما أنهما كانا من جملة أصحاب سليمان ابن الحاكم الأموي فجعلهما قائدين على المغاربة ثم ولاهما هذه البلاد وكان الفتى خيران العامري غير راض بولاية سليمان الأموي لأنه كان من أصحاب المؤيد الأموي الذي كان قبل سليمان واختفى فلم يعلم حي هو أم ميت فلا ملك سليمان قرطبة انهزم خيران وجرت له مع البربر وقائع وأخيرا ملك المرية وعظم أمره فطمع علي بن حمود في ملك الأندلس لما رأى من الاختلاف فكتب إلى خيران أن المؤيد كان كتب له بولاية العهد والأخذ بثأره أن قتل فخطب خيران للمؤيد ودعا لعلي بن حمود بولاية العهد وكاتب خيران وهو بمالقة عليا وهو بسبتة ليعبر إليهم فيسيروا إلى قرطبة فعبر إليهم سنة 405 وتسلم البلد وفي سنة 406 اجتمعوا بالمنكب بين المرية على أمل أنه حي فلما بلغوا غرناطة وافقهم أميرها وسار معهم إلى قرطبة فخرج إليهم سليمان الأموي والبربر واقتتلوا فانهزم سليمان والبربر وقتل منهم كثير وأسر سليمان وأبوه ودخل علي بن حمود قرطبة سنة 407 ودخل خيران القصر طمعا في أن يجد المؤيد حيا فلم يجدوه ورأوا شخصا مدفونا فنبشوه وشهد بعض فتيانه أنه المؤيد عرفه بسن له سوداء وقيل أنه شهد خوفا من علي بن حمود فقتل علي سليمان وأباه وأخاه وبايعه الناس ولقب المتوكل على الله ثم خالف خيران عليا وخرج من قرطبة إلى جيان وبايع عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك الأموي ولقب المرتضى وبايعه أمير سرقسطة والثغر الأعلى وأهل شاطبة وبلنسية وطرطوشة والبونت واتفق عليه أكثر أهل الأندلس واجتمعوا في موضع يعرف بالرياحين سنة 408 وبايعوه بالخلافة وساروا إلى غرناطة واقتتلوا مع أهلها قتالا شديدا فغلبهم أهلها فانهزموا وقتل المرتضى ثم تجهز علي بن حمود لقتال جيان وخرجت عساكره إلى ظاهر قرطبة فقتله غلمان في الحمام فعاد العسكر قال ابن الأثير: كان حازما عازما عادلا حسن السيرة وكان عزم على إعادة أموال أهل قرطبة إليهم التي أخذها البربر فلم تطل أيامه وكان يحب المدح ويجزل العطاء عليه وعمره ثمان وأربعون سنة بنوه يحيى وإدريس وأمه قرشية قال فلما قتل بايع الناس أخاه القاسم بن حمود ولقب المأمون وكاتب العامريين واستمالتهم وأقطع زهيرا جيان وقلعة رباح وبياسة وكاتب خيران واستعطفه فلجأ إليه وبقي القاسم مالكا لقرطبة وغيرها إلى سنة 412 وكان وادعا لينا يحب العافية فأمن الناس معه وكان يتشيع إلا أنه لم يظهر شيئا من ذلك ثم خالف عليه ابن أخيه يحيى بن علي بن حمود فلما سار القاسم عن قرطبة إلى أشبيلية سار يحيى من مالقة إلى قرطبة فدخلها بغير مانع وبايعه الناس هذه السنة ولقب بالمعتلي وبقي بقطربة يدعى له بالخلافة وعمه القاسم بأشبيلية يدعى له بالخلافة إلى سنة 413 فسار يحيى عن قرطبة إلى مالقة فركب عمه وجد في السير ليلا ونهارا حتى وصل إلى قرطبة وسار يحيى إلى الجزيرة الخضراء فملكها وغلب أخوه إدريس بن علي صاحب سبتة على طنجة فطمع الناس في القاسم وتسلط البربر على قرطبة فاجتمع أهلها وقاتلوه ثم سكنت الحرب والقاسم بالقصر يظهر التودد لأهل قرطبة وباطنه مع البربر وفي يوم الجمعة صلوا الجمعة ثم تنادوا السلاح السلاح فخرج عنها القاسم واجتمع معه البربر وقاتلوا أهل البلد وكانوا أكثر من أهله فطلب أهله الأمان فأبى البربر فقاتل أهل البلد وكانوا أكثر من أهله فطلب أهله الأمان فأبى البربر فقاتل أهل البلد قتال مستميت فانهزم البربر وسار القاسم إلى إشبيلية وكتب إلى أهلها بإخلاء ألف دار ليسكنها البربر فعظم ذلك عليهم وكن ابناه محمد والحسن فأخرجهما أهلها فسار القاسم ونزل بشريش فزحف إليه يحيى بجمع من البربر وحصره ثم أخذوه أسيرا فحبسه يحيى وملك أخوه إدريس فقتله سنة 431 وله ثمانون سنة وله من الولد محمد والحسن وقيل مات حتفه وحمل إلى ابنه محمد بالجزيرة الخضراء فدفن بها ومدة ولايته ستة أعوام وبقي محبوسا 16 سنة ولما خرج القاسم بن علي من قرطبة ولوا عليهم عبد الرحمن بن هشام الأموي وبعد شهر وسبعة عشر يوما قتلوه وولوا محمد ابن عبد الرحمن بن عبيد الأموي ثم خلعوه سنة 416 بعد ستة عشر شهرا فأعادوا يحيى بن علي بن حمود وكان بمالقة يخطب له بالخلافة فأرسل إليهم عبد الرحمن بن عطاف واليا وفي سنة 417 سار خيران ومجاهد العامريان إلى قرطبة بجيش فثار أهلها بعبد الرحمن وأخرجوه وأعادوا الخلافة إلى بني أمية وبايعوا هشام بن محمد بن عبد الملك الأموي سنة 418 ولقب المعتمد على الله ثم دخل قرطبة سنة 420 وخلع سنة 422 وهو آخر ملوك بني أمية بالأندلس وسار يحيى إلى قرمون محاصرا لأشبيلية فبلغه أن خيلا خرجت إليه فلقيتهم وقد كمنوا له فقتل سنة 427 وعمره 42 سنة وخلف من الولد الحسن وإدريس وكان وقورا هنيا لينا وأمه بربرية. فلما قتل يحيى أتى أحمد بن بقية ونجا الخادم الصقلبي وهما مدبرا دولة العلويين بمقالة وهي دار مملكتهم فطلبا أخاه إدريس بن علي وله سبتة وطنجة فأتى مالقة وبايعاه بالخلافة ولقب بالمتأيد بالله وجعل حسن بن يحيى المقتول مكانه بسبته وبقي إلى سنة 431 فسير القاضي أبو القاسم بن عباد ولده إسماعيل في عسكر ليتغلب على تلك البلاد فأخذ قرمونة وأسبونة واستجبة فأرسل صاحبها إلى إدريس وإلى باديس بن حبوس صاحب صنهاجة فأتاه باديس وأمده إدريس بعسكر يقوده ابن بقية مدبر فلم يجسروا على إسماعيل وعادوا عنه فسار إسماعيل مجدا ليأخذ على صنهاجة الطريق فأدركهم وقد فارقهم عسكر إدريس فأرسلت صنهاجة من ردهم قاتلوا إسماعيل فانهزم أصحابه فقتل وحمل رأسه إلى إدريس وكان مريضا فعاش بعده يومين ومات وترك من الولد يحيى ومحمدا وحسنا فأقام ابن بقية يحيى ابن إدريس بعد موت والده بمالقة وكان يحيى بن علي المقتول قد حبس ابني عمه محمدا الحسن ابن القاسم بن حمود بالجزيرة فلما مات إدريس أخرجهما الموكل بهما فبايعهما السودان فملك محمد الجزيرة ولم يتسم بالخلافة وتنسك الحسن فسار نجا الصقلبي من سبتة إلى مالقة هو وصاحبها الحسن بن يحيى المقتول فاستمالا ابن بقية حتى حضر فقتله الحسن وقتل ابن عمه يحيى بن إدريس وبويع بالخلافة ولقب بالمستنصر بالله ثم مات حسن سنة 434 فقيل أن زوجته ابنة عمه إدريس سمته لقتله أخاها يحيى وكان إدريس بن يحيى محبوسا فعزم نجا على محو أمر العلويين وضبط البلاد لنفسه وأظهر البربر على ذلك فقتلوه وأخرجوا إدريس بن يحيى وبايعوه بالخلافة ولقب بالعالي وكان قد اعتقل ابني عمه محمد والحسن ابني إدريس بن علي في بعض الحصون فأخرجهما صاحب الحصن وبايع محمدا وثار بإدريس بن يحيى من عنده من السودان وطلبوا محمدا فجاءهم فبايعه إدريس سنة 432 فاعتقله محمد ولقب بالمهدي شجاعة فخافه البربر فراسلوا الموكل بإدريس فأخرجه وبايع له وخطب له بسبتة وطنجة بالخلافة وبقي إلى أن توفي سنة 446 ورأى المهدي من أخيه السامي ما أنكره فنفاه فسار إلى جبال عمارة وأهلها يعظمون العلويين فبايعوه ثم أن البربر الجزيرة بايعوا محمد بن القاسم بالخلافة وتسمى بالمهدي فصار أربعة كلهم يسمى أمير المؤمنين في رقعة مقدارها ثلاثون فرسخا ومات محمد بعد أيام فولي الجزيرة ابنه القاسم ولم يتسم بالخلافة وبقي محمد بن إدريس بمالقة إلى أن مات سنة 445 فقصد إدريس بن يحيى المعروف بالعالي مالقة فملكها ثم أن الأندلس اقتسمها أصحاب الأطراف والرؤساء، وملك مالقة بنو علي بن حمود فلم تزل في مملكة العلويين يخطب لهم بها إلى أن أخذها منهم إدريس بن حبوس صاحب غرناطة سنة 447 وانقضى أمر العلويين بالأندلس، والظاهر أن من ذريات الأدارسة الأمير عبد القادر الجزائري وسائر العلويين الذين ببلاد المغرب.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 438

المأمون ابن حمود القاسم بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
لما قتل أخوه الناصر أبو الحسن علي بن حمود في الحمام على ما مر في ترجمته سنة ثمان وأربعمائة، تولى الخلافة هذا القاسم، وتلقب بالمأمون، وكان أسد من علي بعشر سنين.
وتحبب إلى الناس بحسن السيرة، واستولى قرطبة، وكان يحيى بن علي بن حمود في سبتة، فأنكر وثوب عمه القاسم بن حمود على موضع أبيه، ومالت البرابر إليه، وآل أمره مع عمه إلى أن هرب من قرطبة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وخطب فيها بالخلافة للمعتلي يحيى بن علي بن حمود.
ثم إن القاسم وصل إلى قرطبة واستولى عليها سنة ثلاث عشرة وهرب ابن أخيه المعتلي يحيى بن علي إلى مالقة.
ثم اضطرب أمر المأمون وثار عليه أهل قرطبة، فهرب إلى شريش فحصره البربر فيها، وحصل في يد ابن أخيه المعتلي، فحبسه إلى أن خنقه سنة... واضطربت دولة بني حمود بالأندلس، وثارت ملوك الطوائف بكل مكان، وبقي في أيدي بني حمود سبتة ومالقة.
وكان المعتلي ممتنعا في حصن قرمونة المطلة على إشبيلية، وعنده الأبطال من البربر، إلى أن وافاه الخبر بهجوم إسماعيل بن عباد على جهته في الغلس، وكان مصطحبا فخرج وهو مخمور يصيح: واصباحاه، ابن عباد ضيفي اليوم، وتمت عليه الحيلة بالكمين، فقتل سنة سبع وعشرين وأربعمائة كما سيأتي في ترجمة المعتلي.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

أمير قرطبة الحمودي القاسم بن حمود الحسني الإدريسي المغربي: ولي إمرة قرطبة بعد قتل أخيه علي سنة ثمان وأربعمائة، فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن علي، ثم هزم مرات، وجرت أمور طويلة الشرح، ثم أسره يحيى بن علي ابن أخيه، وبقي في سجنه دهرا إلى أن مات إدريس بن علي فخنقوا القاسم سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

القاسم بن حمود بن ميمون الإدريسي، والي إمرة الأندلس بعد مقتل أخيه علي بن حمود سنة ثمان.
وكان هادئا ساكنا، أمن الناس معه، وكان يتشيع قليلا، فبقي في الملك إلى سنة اثنتي عشرة وأربع مائة، في ربيع الأول، فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن علي بن حمود المعتلي، فهرب القاسم من غير قتال إلى إشبيلية، فاستمال البربر، وجمع وحشد، وجاء إلى قرطبة، فهرب منه المعتلي، ثم اضطرب أمر القاسم بعد قليل، وخذله البربر، وتفرقوا في سنة أربع عشرة، وتغلبت كل فرقة على بلد من الأندلس، وجرت خطوب وأمور يطول شرحها، فلحق القاسم بشريش، فقصده المعتلي وحاصره، فظفر به، وسجنه دهرا، وأما أهل إشبيلية فطردوا عنها ابني القاسم بن حمود، وأمروا عليهم ثلاثة: قاضي البلد محمد بن إسماعيل بن عباد، ومحمد بن يريم الألهاني، ومحمد بن الحسن الزبيدي، فساسوهم، ثم تملك عليهم القاضي، وأظهر لهم ذلك الحصري الذي يقال: إنه المؤيد كما قدمنا، وتملك مالقة يحيى المعتلي، والجزيرة الخضراء، وغلب أخوه إدريس بن علي على طنجة، وطال أسر القاسم، وعاش ثمانين سنة، ثم خنق في سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 556