صدر الأفاضل القاسم بن الحسين بن أحمد الخوارزمي، مجد الدين، الملقب بصدر الأفاضل: عالم بالعربية، من فقهاء الحنفية، من أهل خوارزم. له كتب، منها (شرح المفصل للزمخشري) في نحو ثلاث مجلدات، و (ضرام السقط-ط) في شرح سقط الزند للمعري، و (التوضيح) في شرح المقامات، و (بدائع الملح) و (الزوايا والخبايا) في النحو، و (السر) في الإعراب. وله نظم. قتله التتار.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 175
قاسم بن الحسين، صدر الأفاضل قاسم بن الحسين بن أحمد، الخوارزمي، النحوي.
مولده سنة خمس وخمسمائة.
تفقه على أبي الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي، وأخذ عنه العربية.
وله مصنفات، منها: شرح ’’المفصل’’ وسماه ’’التحبير’’،ثلاث مجلدات. وشرح ’’سقط الزند’’ وشرح ’’المقامات’’ وسماه ’’التوضيح’’. وله كتاب ’’الزوايا والخبايا’’ في النحو؛ وله كتاب ’’بدائع الملح’’.
قتلته التتار في سنة سبع عشرة وستمائة.
دار القلم - دمشق-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 230
أبو محمد الخوارزمي القاسم بن الحسين بن محمد، أبو محمد الخوارزمي. كان متوقد الخاطر ذكي الذهن، برع في علم الأدب وجود النحو. قال ياقوت: سألته عن مولده فقال: في الليلة التاسعة من شعبان سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وأنشدني لنفسه في داره بخوارزم سنة ست عشرة وستمائة:
يا زمرة الشعراء دعوة ناصح | لا تأملوا عند الكرام سماحا |
إن المرام بأسرهم قد أغلقوا | باب السماح وضيعوا المفتاحا |
أيا سائلي عن كنه علياه إنه | لأعطي ما لم يعطه الثقلان |
فمن يره في منزل فكأنما | رأى كل إنسان وكل مكان |
وبشرت آمالي بملك هو الورى | ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر |
فمن يهجو رسول الله منكم | ويمدحه وينصره سواء |
أفدى إماما وميض البرق منصرع | من خلف خاطره الوقاد حين خطا |
يبغي الصواب لدينا من مباحثه | وما درى أن ما يعدو الصواب خطا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
القاسم بن الحسين بن محمد أبو محمد الخوارزمي: صدر الأفاضل حقا، وواحد الدهر في علم العربية صدقا، ذو الخاطر الوقاد، والطبع النقاد، والقريحة الحاذقة، والنحيزة الصادقة. برع في علم الأدب، وفاق في نظم الشعر ونثر الخطب، فهو إنسان عين الزمان، وغرة جبهة هذا الأوان.
سألته عن مولده فقال: مولدي في الليلة التاسعة من شعبان سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وحضرت في منزله بخوارزم فرأيت منه صدرا يملأ الصدر ذا بهجة سنية، وأخلاق هنية، وبشر طلق، ولسان ذلق، فملأ قلبي وصدري، وأعجز وصفه نظمي ونثري، واستنشدته من قبله فأنشدني لنفسه بمنزله في خوارزم في سلخ ذي القعدة سنة ست عشرة وستمائة:
يا زمرة الشعراء دعوة ناصح | لا تأملوا عند الكرام سماحا |
إن الكرام بأسرهم قد أغلقوا | باب السماح وضيعوا المفتاحا |
من كان يفخر بالبنيان والشرف | فليس فخري بغير المجد والشرف |
ما قيمة الدار لولا فضل ساكنها | وأي وزن بدون الدر للصدف |
إن كان يعجبني خشب مسندة | فلست أكرم نجل من بني خلف |
قد صح لي باتفاق الناس كلهم | رواية العدل والانصاف عن سلفي |
إني لمن معشر كانت معايشهم | بالقصد أما عطاياهم فبالسرف |
قوم متى طلعت ليلا مآثرهم | رأيت بدر الدجى في زي منخسف |
بدولة الملك الميمون طائره | أنى توجهت فالإقبال مكتنفي |
أيا سائلي عن كنه علياه إنه | لأعطي ما لم يعطه الثقلان |
فمن يره في منزل فكأنما | رأى كل إنسان وكل مكان |
فديت إماما صيغ من عزة النفس | أنامله والسحب نوعان من جنس |
أشد ارتياحا نحو طلعة معتف | من المفلس الخاوي اليدين إلى الفلس |
وأفقه في تدريسه من محمد | وأجود من كعب وأخطب من قس |
مناقب لو أن الحرابي مرة | بصرن بها استنكفن عن خدمة الشمس |
ويغدو على طرف من الشقر كلما | رأته إماء الحي وافته للقبس |
على سابح من خلقة الوهم طالع | وأهون شيء عنده درك الأمس |
فتى ساومته خلقه وهو فاغم | ولا فغمة المسك الخرائد للعرس |
له الصفو من ودي وإخوته الألى | غدوا من سهام الزيغ للدين كالترس |
لفتيان صدق ما اقتنوا طول عمرهم | سوى البحث والافتاء والوعظ والدرس |
لأربعة شادوا الهدى بعد شيخهم | فقد بني الاسلام منهم على خمس |
بنور إلهي عليهم وزهدهم | وعلمهم أضحوا ملائكة الانس |
فعاشوا لترشيح الهدى ويراعهم | بصائبة الاحكام يقطر في الطرس |
إن للعالمين فخرا وزينا | وجمالا يجل عن كل شين |
بفتى وافر العلوم نقاب | مثله ما رأيت قط بعيني |
ليس ذاك الفتى المبرز إلا | أفضل الناس قاسم بن الحسين |
يقولون إن الأصمعي لبارع | وبالنحو والآداب والشعر عالم |
كذا ابن دريد والخليل وجاحظ | وكل لدر العلم والفضل ناظم |
فقلت أجل قد جل في الناس شأنهم | وأفضل منهم صدر خوارزم قاسم |
أتحمل مني نحو ذيالك الرشا | سلاما كصدغيه وحالي مشوشا |
وإني لوجدي أستضيء لدى الحمى | بشعلة أنفاسي إذا الليل أغطشا |
ويرحمني العذال حتى يقول لي | أموقد نار بين جنبيك أم حشا |
وهل ترد الجرعاء مني بجنة | على طرفيها رونق العهد قد مشى |
وإني قد كتمت سري وإنما | برغمي صوب المدمعين به فشا |
كما أن صدر الشرق أخفى سخاءه | ولكنه بشر الجبين به وشى |
متى جحدت نعماه أنهض جوده | شهودا من الإحسان لا تقبل الرشا |
وإن هزه الإطراء ثم تبجست | أياديه لم يسكر له فقد انتشى |
أيلحقه الوهم القطوف إذا سعى | لإدراك غايات العلا متكمشا |
لك المنهل المسكي ما زال نقعه | يعلل صلا في يمينك أرقشا |
فيلفظ في منسابه من لعابه | حتوفا وأرزاقا على حسب ما تشا |
فمن يهجو رسول الله منكم | ويمدحه وينصره سواء |
أفدي إماما وميض البرق منصرع | من خلف خاطره الوقاد حين خطا |
يبغي الصواب لدينا من مباحثه | أما درى أن ما يعدو الصواب خطا |
سرى ناشدا أنسي قضيب من الآس | فناولني الصهباء والشهد في كاس |
وأرشدني وهنا لتقبيل خاله | وميض ثناياه وشعلة أنفاسي |
ولو لم يكن يلقي على جمر خده | من الطرة السوداء ظلة أنقاس |
إذن لأضاء الليل حتى انجلت لنا | هواجس تخفيهن أفئدة الناس |
إذا ذكرتها النفس باتت كأنها | على حد سيف بين جنبي ينتضى |
تولى الصبا والمالكية أعرضت | وزال التصابي والشباب قد انقضى |
سنا جبينك مهما لاح في الظلم | بتنا نطالع منه نسخة الكرم |
إن يزرع الناس في أخلاقهم كرما | فالبذر من جودك الطنان بالديم |
تبدو على أشقر خضر حوافره | بحرا يلاطم أمواجا على ضرم |
تشم عندك صيد العجم لخلخة | من الرغام بآناف من القمم |
كادت لحبك تأتي وهي ساعية | على الرؤوس بدون الساق كالقلم |
من ظن غير نظام الملك ذا كرم | نادى به لؤمه «استسمنت ذا ورم» |
أفديك ذا منظر بالبشر ملتحف | عن اليمين وللإقبال مبتسم |
يد الجلال وشت في لوح جبهته | «والناس من خولي والدهر من خدمي» |
ولو أناف على هام السها وطني | لما لوت نحوه أجيادها هممي |
على الندى وقفت أيامه وعلى | نشر المحامد منه ألسن الامم |
ما جئت أخدمه إلا وقد سحقت | يد تلطفه عطرا من الشيم |
زف الندى نحوه بكرا مخدرة | لولاه زفت إلى كفء من العدم |
يريه شعري نجوم الليل طالعة | والنيرين معا من مشرق الكلم |
لا زال مثل هلال العيد حضرته | في الحسن واليمن والإقبال والشمم |
وعاش للملك يحميه وينصره | فالملك من دونه لحم على وضم |
ودام كاليم للعافين ملتطما | بنانه وهو مرشوف بكل فم |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 2191