الفضل بن الربيع الفضل بن الربيع بن يونس، ابو العباس: وزير للمنصور العباسي. واستحجبه المنصور لما ولى اباه الوزارة، فلما ال الامر إلى الرشيد واستوزر البرامكة كان صاحب الترجمة من كبار خصومهم، حتى ضربهم الرشيد تلك الضربة، قال صاحب غربال الزمان: وكانت نكبتهم على يديه. وولى الوزارة إلى ان مات الرشيد: قال ابو نؤاس:
ان دهرا لم يرع عهدا ليحيى | غير راع ذمام ال ربيع |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 148
وزير بغداد الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة، كيسان. مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه:
هو أبو العباس، تقدم ذكر أبيه في حرف الراء. لما آل الأمر إلى هارون الرشيد واستوزر البرامكة، كان الفضل يتشبه بهم، ويعارضهم، ولم يكن له من القدرة ما يدرك اللحاق بهم، فكان في نفسه منهم إحن وشحناء.
قال عبيد الله بن سليمان بن وهب: إذا أراد الله إهلاك قوم وزوال نعمتهم جعل لذلك أسبابا، فمن زوال ملك البرامكة تقصيرهم بالفضل بن الربيع وسعي الفضل بهم، وتمكن بالمجالسة من الرشيد فأوغر قلبه عليهم ومالأه على ذلك كاتبهم إسماعيل بن صبيح حتى كان ما كان.
ويحكى أن الفضل دخل يوما على يحيى بن خالد، وقد جلس لقضاء حوائج الناس، وولده جعفر بين يديه يوقع على القصص، فعرض الفضل عليه عشر رقاع للناس، فتعلل يحيى في كل رقعة بعلة، ولم يوقع على شيء منها، فجمع الفضل الرقاع وقال: ارجعن خائبات خاسئات، وخرج يقول:
عسى وعسى يثني الزمان عنانه | بتصريف حال والزمان عثور |
فتقضى لبانات وتشفى حسائف | ويحدث من بعد الأمور أمور |
ما رعى الدهر آل برمك لما | أن رمى ملكهم بأمر فظيع |
إن دهرا لم يرع عهدا ليحيى | غير راع ذمام آل الربيع |
تعز أبا العباس عن خير هالك | بأكرم حي كان أو هو كائن |
حوادث أيام تدور صروفها | لهن مساو مرة ومحاسن |
وفى الحي بالميت الذي غيب الثرى | فلا أنت مغبون ولا الموت غابن |
وليس لله بمستنكر | أن يجمع العالم في واحد |
أضاع الخلافة رأي الوزير | وحمق الأمير وجهل الوزير |
فبكر مشير وفضل وزير | يريدان ما فيه حتف الأمير |
فما كان إلا طريقا غرورا | وشر المسالك طرق الغرور |
فيا رب فاقبضهم عاجلا | إليك وخلدهم في السعير |
ونكل بفضل وأشياعه | وصلبهم حول هذي الجسوء |
ومن يؤثر الفسق يخذل به | وتنفر عنه بنات الضمير |
لواط الخليفة أعجوبة | وأعجب منه بغاء الوزير |
فهذا ينيك وهذا يناك | كذلك لعمري اختلاف الأمور |
فلو يستعفان هذا بذا | لكانا بعرضة أمر ستير |
ولكن ذا لج في كوثر | ولم تشف هذا أيور الحمير |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
الفضل بن الربيع ابن يونس الأمير الكبير حاجب الرشيد وكان أبوه حاجب المنصور.
وكان من رجال العالم حشمة وسؤددا وحزما ورأيا.
قام بخلافة الأمين وساق إليه خزائن الرشيد وسلم إليه البرد والقضيب والخاتم جاءه بذلك من طوس وصار هو الكل لاشتغال الأمين باللعب، فلما أدبرت دولة الأمين اختفى الفضل مدة طويلة ثم ظهر إذ بويع إبراهيم بن المهدي، فساس نفسه ولم يقم معه ولذلك عفا عنه المأمون.
مات سنة ثمان، ومائتين في عشر السبعين وهو من موالي عثمان -رضي الله عنه.
يقال: إنه تمكن من الرشيد، وكان يكره البرامكة فنال منهم، ومالأه على ذلك كاتبهم إسماعيل بن صبيح.
ويقال: إنه قدم عشر قصص إلى جعفر البرمكي فعللها، ولم يوقع في شيء منها فأخذها الفضل، وقام وهو يقول: ارجعن خائبات خاسرات، ولما نكبوا ولي الفضل وزارة الرشيد وعظم محله ومدحته الشعراء.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 8- ص: 285
الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة واسمه كيسان مولى عثمان بن عفان رضى الله عنه أبو العباس حاجب الرشيد ثم وزيره
كان من رجال الدهر رأيا وحزما ودهاء ورياسة ومكارم وعظمة في الدنيا ولوالده الجاه الرفيع عند مخدومه أمير المؤمنين أبى جعفر المنصور
ولما آل الأمر إلى هارون الرشيد واستوزر البرامكة جعل الفضل حاجبه وكان الفضل يروم التشبه بالبرامكة ومعارضتهم ولم يكن له إذ ذاك من المقدرة ما يدرك اللحاق بهم فمن ثم كانت بينهم إحن وشحناء إلى أن قدر الله زوال نعمة البرامكة على يدى الفضل فإنه تمكن بمجالسة الرشيد وأوغر قلبه فيما يذكر عليهم حتى اتفق له ما تناقلته الرواة
واستمر الفضل متمكنا عند هارون إلى أن قضى هارون نحبه فقام بالخلافة ولده محمد الأمين وساق إليه الخزائن بعد موت أبيه وسلم إليه القضيب والخاتم وأتاه بذلك من طوس
وكان الفضل هو صاحب الحل والعقد لاشتغال الأمين باللهو ولما تداعت دولة الأمين ولاح عليها الإدبار اختفى الفضل مدة طويلة فلما بويع إبراهيم بن المهدى ظهر الفضل وساس نفسه ولم يدخل معهم في شئ فلذلك عفا عنه المأمون بشفاعة طاهر بن الحسين واستمر بطالا في دولة المأمون لاحظ له إلا السلامة إلى أن مات
وفى تقصى أخباره طول وفصول ولكنا نذكر فوائد من أوائلها وأواخرها فمنها قيل دخل الفضل يوما على يحيى بن خالد البرمكى وقد جلس لقضاء الحوائج وبين يديه ولده جعفر يوقع في القصص فعرض الفضل عليه عشر رقاع للناس فتعلل يحيى في كل رقعة بعلة ولم يوقع في شئ منها ألبتة فجمع الفضل الرقاع وقال ارجعن خائبات خاسئات ثم خرج وهو ينشد
عسى وعسى يثنى الزمان عنانه | بتصريف حال والزمان عثور |
فتقضى لبانات وتشفى حسائف | وتحدث من بعد الأمور أمور |
وليس لله بمستنكر | أن يجمع العالم في واحد |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 2- ص: 150