الفضل بن الربيع الفضل بن الربيع بن يونس، ابو العباس: وزير للمنصور العباسي. واستحجبه المنصور لما ولى اباه الوزارة، فلما ال الامر إلى الرشيد واستوزر البرامكة كان صاحب الترجمة من كبار خصومهم، حتى ضربهم الرشيد تلك الضربة، قال صاحب غربال الزمان: وكانت نكبتهم على يديه. وولى الوزارة إلى ان مات الرشيد: قال ابو نؤاس:

واستخلف الامين، فاقره في وزارته، فعمل على مقاومة المأمون. ولما ظفر المأمون استتر الفضل (سنة 196هـ) ثم عفا عنه المأمون واهمله بقية حياته. وتوفى بطوس. وهو من احفاد ابي فروة (كيسان) مولى عثمان بن عفان.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 148

وزير بغداد الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة، كيسان. مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه:
هو أبو العباس، تقدم ذكر أبيه في حرف الراء. لما آل الأمر إلى هارون الرشيد واستوزر البرامكة، كان الفضل يتشبه بهم، ويعارضهم، ولم يكن له من القدرة ما يدرك اللحاق بهم، فكان في نفسه منهم إحن وشحناء.
قال عبيد الله بن سليمان بن وهب: إذا أراد الله إهلاك قوم وزوال نعمتهم جعل لذلك أسبابا، فمن زوال ملك البرامكة تقصيرهم بالفضل بن الربيع وسعي الفضل بهم، وتمكن بالمجالسة من الرشيد فأوغر قلبه عليهم ومالأه على ذلك كاتبهم إسماعيل بن صبيح حتى كان ما كان.
ويحكى أن الفضل دخل يوما على يحيى بن خالد، وقد جلس لقضاء حوائج الناس، وولده جعفر بين يديه يوقع على القصص، فعرض الفضل عليه عشر رقاع للناس، فتعلل يحيى في كل رقعة بعلة، ولم يوقع على شيء منها، فجمع الفضل الرقاع وقال: ارجعن خائبات خاسئات، وخرج يقول:

فسمعه يحيى ينشد ذلك، فقال له: عزمت عليك يا أبا العباس إلا رجعت فرجع، فوقع له في جميع القصص. ثم ما كان إلا قليل، حتى نكبوا على يده، وولي بعدهم وزارة الرشيد.
وفي ذلك يقول أبو نواس، وقيل أبو حرزة:
وفي ترجمة منصور النمري الشاعر للفضل ذكر حسن ومديح، يأتي إن شاء الله تعالى في موضعه.
وتنازع جعفر يوما هو والفضل بن الربيع بحضرة الرشيد، فقال جعفر للفضل: يا لقيط، إشارة إلى ما كان يقال عن أبيه الربيع، لأنه كان لا يعرف أبوه، فقال الفضل: اشهد يا أمير المؤمنين، فقال جعفر للرشيد: تراه عند من يقيمك هذا الجاهل شاهدا يا أمير المؤمنين، وأنت حاكم الحكام؟! ومات الرشيد والفضل مستمر على وزارته، وكان في صحبة الرشيد، فقرر الأمر للأمين، ولم يعرج على المأمون وهو بخراسان، ولا التفت إليه، فعزم المأمون على أن يجهز إليه عسكرا يعترضونه في طريقه لما انفصل عن طوس، فأشار على المأمون الفضل بن سهل أن لا يتعرض له.
وزين الفضل بن الربيع للأمين خلع المأمون ويجعل ولاية العهد لموسى بن الأمين.
ولما قويت شوكة المأمون، استتر الفضل في شهر رجب سنة ست وتسعين ثم ظهر. ولما ولي إبراهيم بن المهدي الخلافة ببغداد اتصل به الفضل بن الربيع، فلما اختلت حال إبراهيم استتر الفضل ثانيا، وشرح ذلك يطول.
ثم إن طاهر بن الحسين سأل المأمون الرضى عن الفضل، وأدخله عليه. ولم يزل بطالا إلى أن مات سنة ثمان ومائتين، وعمره ثمان وستون سنة.
وكتب إليه أبو نواس يعزيه بالرشيد ويهنئه بولاية الأمين:
وفيه قول أبي نواس المشهور:
وتحيز الفضل بن الربيع بعد موت الرشيد إلى محمد الأمين، ووزر له، وكان مع الرشيد بطوس لما مات، فساق بالعسكر والأموال إلى الأمين، ولم يعرج على المأمون، وحسن للأمين خلع المأمون، وساعده بكر بن المعتمر، فقال يوسف بن محمد الحربي، شاعر طاهر بن الحسين:
ومنها:
ولما رأى الفضل بن الربيع قوة المأمون واتصال ضعف الأمين وتخليطه وانفلال الناس عنه وتمزق الأموال التي كانت في يده، استتر في شهر رجب سنة ست وتسعين ومائة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

الفضل بن الربيع ابن يونس الأمير الكبير حاجب الرشيد وكان أبوه حاجب المنصور.
وكان من رجال العالم حشمة وسؤددا وحزما ورأيا.
قام بخلافة الأمين وساق إليه خزائن الرشيد وسلم إليه البرد والقضيب والخاتم جاءه بذلك من طوس وصار هو الكل لاشتغال الأمين باللعب، فلما أدبرت دولة الأمين اختفى الفضل مدة طويلة ثم ظهر إذ بويع إبراهيم بن المهدي، فساس نفسه ولم يقم معه ولذلك عفا عنه المأمون.
مات سنة ثمان، ومائتين في عشر السبعين وهو من موالي عثمان -رضي الله عنه.
يقال: إنه تمكن من الرشيد، وكان يكره البرامكة فنال منهم، ومالأه على ذلك كاتبهم إسماعيل بن صبيح.
ويقال: إنه قدم عشر قصص إلى جعفر البرمكي فعللها، ولم يوقع في شيء منها فأخذها الفضل، وقام وهو يقول: ارجعن خائبات خاسرات، ولما نكبوا ولي الفضل وزارة الرشيد وعظم محله ومدحته الشعراء.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 8- ص: 285

الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة واسمه كيسان مولى عثمان بن عفان رضى الله عنه أبو العباس حاجب الرشيد ثم وزيره
كان من رجال الدهر رأيا وحزما ودهاء ورياسة ومكارم وعظمة في الدنيا ولوالده الجاه الرفيع عند مخدومه أمير المؤمنين أبى جعفر المنصور
ولما آل الأمر إلى هارون الرشيد واستوزر البرامكة جعل الفضل حاجبه وكان الفضل يروم التشبه بالبرامكة ومعارضتهم ولم يكن له إذ ذاك من المقدرة ما يدرك اللحاق بهم فمن ثم كانت بينهم إحن وشحناء إلى أن قدر الله زوال نعمة البرامكة على يدى الفضل فإنه تمكن بمجالسة الرشيد وأوغر قلبه فيما يذكر عليهم حتى اتفق له ما تناقلته الرواة
واستمر الفضل متمكنا عند هارون إلى أن قضى هارون نحبه فقام بالخلافة ولده محمد الأمين وساق إليه الخزائن بعد موت أبيه وسلم إليه القضيب والخاتم وأتاه بذلك من طوس
وكان الفضل هو صاحب الحل والعقد لاشتغال الأمين باللهو ولما تداعت دولة الأمين ولاح عليها الإدبار اختفى الفضل مدة طويلة فلما بويع إبراهيم بن المهدى ظهر الفضل وساس نفسه ولم يدخل معهم في شئ فلذلك عفا عنه المأمون بشفاعة طاهر بن الحسين واستمر بطالا في دولة المأمون لاحظ له إلا السلامة إلى أن مات
وفى تقصى أخباره طول وفصول ولكنا نذكر فوائد من أوائلها وأواخرها فمنها قيل دخل الفضل يوما على يحيى بن خالد البرمكى وقد جلس لقضاء الحوائج وبين يديه ولده جعفر يوقع في القصص فعرض الفضل عليه عشر رقاع للناس فتعلل يحيى في كل رقعة بعلة ولم يوقع في شئ منها ألبتة فجمع الفضل الرقاع وقال ارجعن خائبات خاسئات ثم خرج وهو ينشد

فسمعه يحيى فقال عزمت عليك يا أبا العباس إلا رجعت فرجع فوقع له في جميع الرقاع ثم لم يمض إلا القليل ونكبت البرامكة على يديه وتولى هو الوزارة بعد أن كان حاجبا
وتنازع يوما جعفر بن يحيى والفضل بن الربيع بحضرة الرشيد فقال جعفر للفضل يالقيط إشارة إلى شئ كان يقال عن أبيه فقال الفضل اشهد يا أمير المؤمنين فقال جعفر للرشيد تراه عند من يقيمك هذا الجاهل شاهدا يا أمير المؤمنين وأنت حاكم الحكام
والفضل بن الربيع هو الذى يقول فيه أبو نواس
من أبيات
مات الفضل سنة ثمان ومائتين وهو في عشر السبعين
ويستحسن إيراده في أصحاب الشافعي لما أخبرتنا به زينب بنت الكمال المقدسية إذنا عن الحافظ أبى الحجاج الدمشقى أنه قال أخبرنا أبو المكارم اللبان أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر محمد ابن جعفر البغدادى غندر حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد حدثنا أبو نصر المخزومى الكوفى حدثنا الفضل بن الربيع حاجب هارون الرشيد أمير المؤمنين قال دخلت على هارون الرشيد فإذا بين يديه ضبارة سيوف وأنواع من العذاب فقال لى يا فضل فقلت لبيك يا أمير المؤمنين قال على بهذا الحجازى يعنى الشافعي
فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب هذا الرجل
قال فأتيت الشافعي فقلت له أجب أمير المؤمنين
فقال أصلى ركعتين
فقلت صل فصلى ثم ركب بغلة كانت له فسرنا معا إلى دار الرشيد فلما دخلنا الدهليز الأول حرك الشافعي شفتيه فلما دخلنا الدهليز الثانى حرك شفتيه فلما وصلنا بحضرة الرشيد قام إليه أمير المؤمنين كالمشرئب له فأجلسه موضعه وقعد بين يديه يعتذر إليه وخاصة أمير المؤمنين قيام ينظرون إلى ما أعد له من أنواع العذاب فإذا هو جالس بين يديه فتحدثوا طويلا ثم أذن له بالانصراف
فقال لى يا فضل
قلت لبيك يا أمير المؤمنين
فقال احمل بين يديه بدرة فحملت فلما صرنا إلى الدهليز الأول لخروجه قلت سألتك بالذى صير غضبه عليك رضا إلا ما عرفتنى ما قلت في وجه أمير المؤمنين حتى رضى
فقال لى يا فضل فقلت له لبيك أيها السيد الفقيه قال خذ منى واحفظ عنى قلت {شهد الله أنه لا إله إلا هو} الآية اللهم إنى أعوذ بنور قدسك وببركة طهارتك وبعظمة جلالك من كل عاهة وآفة وطارق الجن والإنس إلا طارقا يطرقنى بخير يا أرحم الراحمين اللهم بك ملاذى فبك ألوذ وبك غياثى فبك أغوث يا من ذلت له رقاب الفراعنة وخضعت له مقاليد الجبابرة اللهم ذكرك شعارى ودثارى ونومى وقرارى أشهد أن لا إله إلا أنت اضرب على سرادقات حفظك وقنى رعبى بخير منك يا رحمن
قال الفضل فكتبتها وجعلتها في بركة قبائى وكان الرشيد كثير الغضب على وكان كلما هم أن يغضب أحركها في وجهه فيرضى فهذا مما أدركت من بركة الشافعي

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 2- ص: 150