المسترشد بالله الفضل (المسترشد بالله) ابن أحمد (المستظهر بالله) ابن المقتدي عبد الله بن محمد الهاشمي العباسي، ابو منصور: من خلفاء الدولة العباسية. بويع بالخلاغة بعد وفاة ابيه (سنة 512) وكان عالي الهمة، شجاعا، فصيحا، بليغ التوقيعات، له شعر جيد. حدثت في اواخر ايامه فتنة بهمذان، قام بها امير امرائه السلطان مسعود ابن ملكشاه السلجوقي، فجرد المسترشد جيشا لقتاله. ودس له السلطان مسعود جمعا من رجاله، اظهروا الطاعة، حتى نشبت الحرب في موضع يقال له (دايمرج) فانقلبوا على الخليفة، وانهزم عسكره، وثبت وحده في مقره، فاعتقله السلطان مسعود واخذه معه يريد دخول بغداد به فلما كانوا على باب مراغة دخل عليه جمع من الباطنية، ارسلهم السلطان سنجر السلجوقي لقتله، فقتلوه ومثلوا به، ودفن في مراغة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 147
المسترشد بالله الفضل بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، أمير المؤمنين الإمام أبو منصور المسترشد بالله ابن المستظهر بن المقتدي بن القائم بن القادر بن المقتدر بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور: بويع بالخلافة ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وأول من بايعه إخوته: أبو عبد الله محمد، وأبو طالب العباس، وأبو إسحاق إبراهيم، وأبو نصر محمد، وأبو القاسم إسماعيل، وأبو الفضل عيسى. ثم تلاهم عمومته أولاد المقتدي.
قال الصولي: بايعه سبعة من أولاد الخلفاء. وكان المسترشد أشقر أعطر أشهل خفيف العارضين، وجلس بكرة الخميس جلوسا عاما، وبايعه الناس، وكان المتولي لأخذ البيعة قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني، وبايع الناس إلى الظهر، ثم أخرجت جنازة المستظهر، فصلى عليه المسترشد وكبر عليه أربعا، وجلس للعزاء أياما، وكان عمره لما بويع سبعا وعشرين سنة، لأن مولده سنة ست وثمانين وأربعمائة.
وكان أبوه خطب له بولاية العهد ونقش اسمه على السكة في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين.
وكان يتنسك في أول زمانه ويلبس الصوف ويتفرد في بيت للعبادة، وختم القرآن وتفقه، وكان مليح الخط، لم يكن قبله في الخفاء من كتب أحسن منه، وكان يستدرك على كتابه أغاليطهم، وكان ابن الأنباري يقول: أنا وراق الإنشاء ومالك الأمر يتولى ذلك بنفسه الشريفة.
وكان ذا هيبة وإقدام وشجاعة، وضبط الخلافة ورتبها أحسن ترتيب، وأحيا رميمها، وشيد أركان الشريعة، وخرج عدة نوب إلى الحلة والموصل وطريق خراسان.
لم تزل أيامه مكدرة بكثرة التشويش من المخالفين، وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك ومباشرته، إلى أن خرج الخرجة الأخيرة فكسر وأسر وقتله الملاحدة، جهزهم عليه السلطان مسعود، فهجموا عليه مخيمه بظاهر مراغة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وكانت خلافته سبع عشرة سنة وثمانية أشهر وأياما. وكان عمره خمسا وأربعين سنة وأشهرا.
وكان قد سمع الحديث مع اخوته من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، ومن مؤدبه أبي البركات أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي.
وحدث، وروى عنه وزيره علي بن طراد الزينبي وأبو الفتوح حمزة بن علي بن طلحة الرازي، وأبو علي إسماعيل بن طاهر بن الملقب وغيرهم. ومن شعره لما كسر وأشير عليه بالهزيمة:
قالوا: تقيم وقد أحا | ط بك العدو ولا تفر |
فأجبتهم: المرء ما | لم يتعظ بالوعظ غر |
لا نلت خيرا ما حييـ | ـت ولا عداني الدهر شر |
إن كنت أعلم أن غيـ | ـر الله ينفع أو يضر |
أقول لشرخ الشباب: اصطبر | فولى ورد قضاء الوطر |
فقلت: قنعت بهذا المشيب | وإن زال غيم فهذا مطر |
فقال المشيب: أيبقى الغبار | على جمرة ذاب منها الحجر |
أنا الأشقر الموعود بي في الملاحم | ومن يملك الدنيا بغير مزاحم |
ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضى | بأقصى بلاد الصين بيض صوارمي |
ولا عجبا للأسد أن ظفرت بها | كلاب الأعادي من فصيح وأعجم |
فحربة وحشي سقت حمزة الردى | وموت علي من حسام ابن ملجم |
لأقلقلن العيس دامية الأ | خفاق من بلد إلى بلد |
إما يقال مضى فأحرزها | أو لا يقال مضى ولم يعد |
هن الحمام فإن كسرت عيافة | من حائهن فإنهن حمام |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
المسترشد بالله اسمه الفضل بن أحمد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
المسترشد بالله أمير المؤمنين أبو منصور الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن القائم عبد الله بن القادر القرشي الهاشمي، العباسي، البغدادي.
مولده في شعبان، سنة ست وثمانين وأربع مائة في أيام جده المقتدي، وخطب له بولاية العهد وهو يرضع، وضربت السكة باسمه.
وسمع في سنة أربع وتسعين من: أبي الحسن بن العلاف، وسمع من: أبي القاسم بن بيان، ومن مؤدبه أبي البركات بن السيبي.
روى عنه: وزيره علي بن طراد، وحمزة بن علي الرازي، وإسماعيل بن الملقب.
وله خط بديع، ونثر صنيع، ونظم جيد، مع دين ورأي، وشهامة وشجاعة، وكان خليقا للإمامة، قليل النظير.
قال ابن النجار: ذكر قثم بن طلحة الزينبي -ومن خطه نقلت- أن المسترشد كان يتنسك في أول زمنه، ويلبس الصوف، ويتعبد، وختم القرآن، وتفقه، لم يكن في الخلفاء من كتب أحسن منه، وكان يستدرك على كتابه، ويصلح أغاليط في كتبهم، وكان ابن الأنباري يقول: أنا وراق الإنشاء ومالك الأمر يتولى ذلك بنفسه الشريفة.
قال ابن النجار: كان ذا شهامة وهيبة، وشجاعة وإقدام، ولم تزل أيامه مكدرة بتشويش المخالفين، وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك ومباشرته إلى أن خرج، فكسر، وأسر، ثم استشهد على يد الملاحدة، وكان قد سمع الحديث.
قال: وله نظم، ونثر مليح، ونبل رأي.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنبأنا الكندي، أخبرنا إسماعيل بن السمرقندي، أخبرنا علي بن طراد، أخبرنا المسترشد بالله، أخبرنا ابن بيان الرزاز، أخبرنا ابن مخلد، أخبرنا الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، فذكر حديثا.
قال ابن النجار: أنشدنا هبة الله بن الحسن بن السبط حفظا للمسترشد بالله:
قالوا تقيم وقد أحا | ط بك العدو ولا تفر |
فأجبتهم المرء ما لم | يتعظ بالوعظ غر |
لا نلت خيرا ما حييت | ولا عداني الدهر شر |
إن كنت أعلم أن غي | ر الله ينفع أو يضر |
أنا الأشقر الموعود بي في الملاحم | ومن يملك الدنيا بغير مزاحم |
ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضى | بأقصى بلاد الصين بيض صوارمي |
ولا عجبا للأسد إن ظفرت بها | كلاب الأعادي من فصيح وأعجم |
فحربة وحشي سقت حمزة الردى | وموت علي من حسام ابن ملحم |
ثنيت ركابي عن دبيس بن مزيد | مناسمها مما تغذ دوامي |
فرارا من اللؤم المظاهر بالخنا | وسوء ارتحال بعد سوء مقام |
ليخصب ربعي بعد طول محيله | بأبيض وضاح الجبين إمام |
فإن يشتمل طول العميم برأفة | بلفظ أمان أو بعقد ذمام |
فإن القوافي بالثناء فصيحة | تناضل عن أنسابكم وتحامي |
وإذا لم يكن من الموت بد | فمن العجز أن تكون جبانا |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 387
الفضل أبو منصور الإمام المسترشد بالله أمير المؤمنين ابن المستظهر بالله أحمد بن المقتدى بأمر الله عبد الله بن محمد بن القائم بن القادر بن المقتدر ابن المعتضد بن الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور أخي السفاح
نسب كأن عليه من شمس الضحى | نورا ومن فلق الصباح عمودا |
وإذا لم يكن من الموت بد | فمن العجز أن تكون جبانا |
ولا عجبا للأسد إن ظفرت بها | كلاب الأعادي من فصيح وأعجم |
فحربه وحشي سقت حمزة الردى | وموت علي من حسام ابن ملجم |
أنا الأشقر الموعود بي في الملاحم | ومن يملك الدنيا بغير مزاحم |
ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضي | بأقصى بلاد الصين بيض صوارمي |
هن الحمام فإن كسرت عيافه | حاء الحمام فإنهن حمام |
قالوا تقيم وقد أحاط | بك العدو ولا تفر |
فأجبتهم المرء ما | لم يتعظ بالوعظ غر |
لا نلت خيرا ما حييت | ولا عداني الدهر شر |
إن كنت أعلم أن غير | الله ينفع أو يضر |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 7- ص: 257