كرنكو فريتس كرنكو Freitz Krenkow: مستشرق الماني، من اعضاء المجمع العلمي العربي. كان يسمى نفسه بالعربية (سالم كرنكو) وجاء في مقدمة (الدرر الكامنة) المطبوع في حيدر اباد الدكن: (قال الدكتور الفاضل سالم الكرنكوي الالماني مصحح الكتاب الخ) ومعنى (فريتس) بالالمانية (سالم). ولد في قرية شونبرج Schoenberg بشمالي المانيا، وتعلم الانجليزية والفرنسية واللاتينية واليونانية ثم الفارسية والعربية والتركية والعبرية والارامية. وتعرف بفتاة انجليزية في برلين، فانتقل إلى لندن من اجلها، وتزوج بها. واتفق مع (دائرة المعارف) في حيدر اباد الدكن (بالهند) على ان يتولى تحقيق بعض المخطوطات العربية ويعلق عليها. بما يبدو له. فكان مما تهيأ له تحقيقته قبل الطبع، او الوقوف على طبعه: (حماسة ابن الشجري) و(ديوان طفيل الغنوي) و(ديوان عمرو بن كلثوم) و(ديوان الطرماح بن حكيم) و(الجمهرة) في اللغة، لابن دريد، و(تنقيح المناظر) للشيرازي، و(الجماهر) للبيوني، و(التيجان) في تواريخ ملوك حمير، و(الدرر الكامنة) لابن حجر العسقلاني، و(المنتظم) لابن الجوزي، و(المؤتلف والمختلف) للامدي، و(المجتنى) لابن دريد، و(معاني الشعر الكبير) لاين قتيبة، و(اخبار النحويين البصريين) للسيرافي، و(الافعال) لابن القطاع، و(تفسير ثلاثين سورة) لابن خالويه، و(الجرح والتعديل) لابن ابي حاتم. وانتدبته جامعة (عليكر) بالهند لتدريس العربية فيها، فامضى نحو سنتين. وعاد إلى لندن، فاستقر في (كمبردج) إلى ان توفى. قال كرد على (في مجلة المجمع): (احب الاستاذ كرنكو العرب والاسلام محبة لاترجى الامن العريق فيهما، يتعصب للعرب على سائر امم الاسلام، من الفرس والترك والهند، ويعتقد- كما كتب لي في 23 اذار، مارس، سنة 1935- ان زوال الدولة العربية، اي خلافة بني امية، وانتقال مركز الاسلام من دمشق إلى العراق، وظهور الفرس على العرب، كان اول سبب للحيلولة دون انتشار الاسلام في الامم النازلة في الشمال الغربي، اوربا). وقال كاظم الدجيلي- وكان صديقا حميما له- يؤبنه: (كان كرينكو غزير العلم، واسع الاطلاع، صادق القول، ابي النفس، بهي الطلعة، محبا للشرقيين عامة والمسلمين خاصة، ولا ادري ماتم في امر خزانته التي تحوي الاف الكتب الثمينة النادرة من مخطوطات ومطبوعات اذ في صياغها وتفرقها خسارة للاداب العربية والاسلامية).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 144