الناصر فرج فرج (الملك الناصر) ابن برقوق (الظاهر) ابن أنص (أو أنس) العثماني، أبو السعادات، زين الدين: من ملوك الجراكسة بمصر والشام. بويع بالقاهرة سنة 801هـ ، بعد وفاة ابيه. وكان صغير السن، فقام بتدبير ملكه الاتابكي (ايتمش) البجاسي، مدة قصيرة. وامتنع نائب الشام عن الطاغة وانضم اليه نواب حلب وحماة وصفد وطرابلس وغزة، فخرج الناصر بالجيوش لقتالهم (سنة 802) فتلقوه في الرملة (بفلسطين) فهزمهم ودخل دمشق، فاعلن الامان. وهدأت الامور، فعاد إلى مصر. وما لبث ان تتابعت عليه الاخبار بزحف تيمورلنك على حلب وحماة ودمشق (سنة 803) فقام بجيش كبير ورابط في دمشق. وناوش طلائع تيمولنك، ثم اظهر انه مضطر للعودة إلى مصر، فالقى الحبل على الغارب وترك دمشق كغيرها فريسة لتيمولنك وعساكره (سنة 803) نهبا وحرقا وتعذيبا ومحوا. واكتفى الناصر بان تبادل الهدايا وبعض الاسرى مع تيمورلنك. ولما كانت سنة 808 اضطربت احوال الناصر وضاق صدره بمخالفة الامراء له، فخرج متنكرا، واختفى. فاجتمع الامراء واخرجوا اخا له صغيرا ايضا فبايعوه (وهو عبد العزيز بن برقوق) فلم يلبث ان ظهر الناصر (بعد نحو شهرين من اختفائه) فقاتل من كانوا مع اخيه، وقتل اخاه، وعاد إلى السلطنة. وانتظمت له الامور إلى سنة 814 فقيل: انه افرط في قتل مماليك ابيه، فخرج بعضهم إلى غزة وبلاد الشام، والتف حولهم كثيرون من جبل نابلس وغيره، واستفحل امرهم، فقصدهم الناصر، وقاتلهم في (اللجون) من ضياع الشام. وانهزم، فدخل دمشق، فنادوا بخلعه، فارسل اليهم يطلب الامان، فقيدوه وسجنوه في قلعة دمشق. ثم اثبتوا عليه الكفر وقتلوه في القلعة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 140