أبو الفرج ابن العبري غريغوريوس (واسمه في الولادة يوحنا) ابن اهرون (او هارون) بن توما الملطي، ابو الفرج المعروف بابن العبري: مؤرخ سرياني مستعرب، من نصارى اليعاقبة. ولد في ملطية (من ولاية ديار بكر) وفر مع ابيه إلى انطاكية، سنة 1243م، بسبب هجوم التتار، فتعلم العربية والطب، واشتغل بالفلسفة واللاهوت. وتنقل في البلدان، وانقطع في بعض الاديرة. ونصب اسقفا على جوباس (من اعمال ملطية) سنة 1246م. وسمى (غريغوريوس) ثم كان اسقفا لليعاقبة في حلب. وارتقى إلى رتبة (جاثليق) على كرسي المشرق سنة 1264م (والجاثليق: رياسة رؤساء الكهنة السريانيين في بلاد المشرق، العراق وفارس ومااليها؛ ويقال لصاحب هذه الرتبة عند رجال الكنيسة المفريان) وتوفى في مراغة (بأذربيجان) ونقلت جثته إلى الموصل فدفنت في دير مارمتي. وفي علماء الدين المسيحي من يشك في عقيدة ابن العبري. وينسبه إلى اخذ مآخذ الحكماء واتباع آرائهم. اشتهر بابي الفرج تيمنا بهذه الكنية، ولم يكن له ولد، لانه لم يتزوج. له 35 مصنفا في علوم مختلفة، منها بالعربية (تاريخ الدول- ط) يعرف بمختصر الدول، انتهى به إلى سنة 1284م، واخر سماه (منافع اعضاء الجسد) وله (دفع الهم) في الادب والاخلاق، و(منتخب جامع المفردات للغافقي- ط) القسمان الاول والثاني منه، في الادوية المفردة، و(شرح المجسطي لبطليموس) ورسالة في (النفس البشرية- ط) و(شرح فصول ابقراط- خ) صغير، و(تحرير مسائل حنين بن اسحاق- خ) لم يتمه، وبالسريانية (ديوان شعر- ط) و(تفسير الكتاب المقدس) و(الهدايات) وكان بصيرا بالارمينة ماهرا في الفارسية واليونانية والسريانية والفارسية.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 117