عون بن عبد الله عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي: خطيب، راوية، ناسب، شاعر. كان من آدب أهل المدينة. وسكن الكوفة فاشتهر فيها بالعبادة والقراءة. وكان يقول بالإرجاء، ثم رجع. وخرج مع ابن الأشعث ثم هرب. وصحب عمر بن عبد العزيز في خلافته.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 98
عون بن عبد الله بن عتبة الهذلي ابن مسعود، الإمام، القدوة، العابد، أبو عبد الله الهذلي، الكوفي، أخو فقيه المدينة عبيد الله.
حدث عن: أبيه، وأخيه، وابن المسيب، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وطائفة.
وحدث عن: عائشة، وأبي هريرة، لكن قيل: روايته عنهما
مرسلة.
وأرسل أيضا عن: عم أبيه؛ عبد الله بن مسعود.
حدث عنه: إسحاق بن يزيد الهذلي، وحنظلة بن أبي سفيان، ومالك بن مغول، ومحمد بن عجلان، وأبو حنيفة، ومسعر، وصالح بن صالح بن حي، والمسعودي، وجماعة.
وثقه: أحمد، وغيره.
وقال علي بن المديني: صلى عون خلف أبي هريرة.
وقال ابن سعد: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، جاءه راحلا إليه عون بن عبد الله، وموسى بن أبي كثير، وعمر بن ذر، فكلموه في الإرجاء، وناظروه، فزعموا أنه لم يخالفهم في شيء منه.
قال: وكان عون ثقة يرسل.
وقال البخاري: عون سمع أبا هريرة.
وقال الأصمعي: كان من آدب أهل المدينة، وأفقههم، كان مرجئا، ثم تركه.
وقيل: خرج مع ابن الأشعث، وفر، فأمنه محمد بن مروان بالجزيرة، وتعلم منه ولده مروان.
فبلغنا أن أباه قال: كيف رأيت ابن أخيك؟
قال: ألزمتني أيها الأمير رجلا إن قعدت عنه، عتب، وإن جئته، حجب، وإن عاتبته، صخب، وإن صاخبته، غضب.
فتركه، ولزم عمر بن عبد العزيز، فكانت له منه مكانة، وقد كان طال مقام جرير بباب عمر بن عبد العزيز، فكتب إلى عون بهذه الأبيات:
يا أيها القارئ المرخي عمامته | هذا زمانك إني قد مضى زمني |
أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه | أني لدى الباب كالمصفود في قرن |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 439
عون بن عبد الله بن عتبة قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومنهم الراكن إلى ذكر الله، والساكن إلى ضمان الله، المفارق للمثرين والكبراء، المرافق للمساكين والفقراء، كان لمسير الأجل مبصرا، ولغرور الأمل محذرا، كان على نفسه نائحا، وإلى الحق رائحا، صاحب التشمير والعدة والأهبة: عون بن عبد الله بن عتبة. وقيل: إن التصوف النبذ للحقير، والأخذ بالخطير
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا مبشر بن إسماعيل، ثنا نوفل بن أبي الفرات، قال: سمعت عون بن عبد الله، يقول: «إن لكل رجل سيدا من عمله، وإن سيد عملي الذكر»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: «مجالس الذكر شفاء القلوب»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا حجاج، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: «ذكر الله صقال القلوب»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن علي الجارود، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عجلان، عن عون بن عبد الله، قال: «ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين، والغافل في الذاكرين كالفار عن المقاتلين»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني جعفر بن محمد الراسبي، ثنا الحسن بن محمد بن أعين، ثنا النضر بن عربي، عن عون بن عبد الله، قال: «ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف المدبرين»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سليمان بن داود الطيالسي، ثنا مطرف بن معقل الشقري، قال: سمعت عون بن عبد الله، يقول: «ذاكر الله في غفلة الناس كمثل الفئة المنهزمة يحميها الرجل، لولا ذلك الرجل هزمت الفئة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس هلك الناس»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا سليمان، ثنا مطرف، قال: سمعت عونا، يقول: «لو تأتي على الناس ساعة لا يذكر الله فيها هلك من في الأرض جميعا»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ثنا يزيد بن هارون، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها، قال: فاتكأت ذات يوم، فقيل لها: لعلنا أن نكون قد أمللناك يا أم الدرداء؟ فجلست، فقالت: «أزعمتم أنكم قد أمللتموني؟ قد طلبت العبادة بكل شيء، فما وجدت شيئا أشفى لصدري، ولا أحرى أن أدرك ما أريد، من مجالسة أهل الذكر»
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن مسعر، عن عون بن عبد الله، قال: «كانوا يتلاقون فيتساءلون، وما يريدون بذلك إلا أن يحمدوا الله عز وجل»
حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد بن عمران، ثنا محمد بن أبي عمر، ثنا سفيان، عن مسعر، عن عون بن عبد الله، قال: " إن الجبل لينادي الجبل باسمه، يا فلان، هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل؟ فيقول: نعم. فيستبشر به ". قال: ثم يقول عون: «هن للخير أسمع، أفيسمعن الزور والباطل ولا يسمعن غيره». ثم قرأ {لقد جئتم شيئا إدا. تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا. أن دعوا للرحمن ولدا}
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني إسماعيل بن بهرام، قال: سمعت أبا أسامة، يقول: وصل إلى عون بن عبد الله أكثر من عشرين ألف درهم فتصدق بها، فقال له أصحابه: لو اعتقدت عقدة لولدك؟ فقال: «اعتقدتها لنفسي، واعتقدت الله لولدي». قال أبو أسامة: فلم يكن في المسعوديين أحسن حالا من ولد عون بن عبد الله
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سفيان بن وكيع، قال: سمعت أبي يقول: بلغني أن عون بن عبد الله لما حضرته الوفاة أوصى بضيعة له أن تباع وأن يتصدق بثمنها عنه، فقيل له: تتصدق بضيعتك وتدع عيالك؟ قال: «أقدم هذا لنفسي، وأدع الله لعيالي»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا المسعودي، قال: قال عون بن عبد الله: «إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو معمر، ثنا سفيان، قال: قال عون بن عبد الله: «صحبت الأغنياء فلم يكن أحد أطول غما مني؛ فإن رأيت رجلا أحسن ثيابا مني، وأطيب ريحا مني، غمني ذلك، فصحبت [ص:243] الفقراء فاسترحت»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ثنا أبو السري يعني سهل بن السري، ثنا سفيان، قال: كان عون بن عبد الله يقول: «كنت أجالس الأغنياء، فكنت من أكثر الناس هما، وأكثرهم غما، أرى مركبا خيرا من مركبي، وثوبا خيرا من ثوبي، فأهتم، فجالست الفقراء فاسترحت»
حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، قال: بلغني عن الحميدي، عن ابن عيينة، قال: ذكر لنا، عن عون بن عبد الله، أنه كان يقول: «إن من العصمة أن تطلب الشيء من الدنيا ولا تجده». قال: وكان يقول: «إن من أعظم الخير أن ترى ما أوتيت من الإسلام عظيما عندما زوي عنك من الدنيا»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: «ما أحد ينزل الموت حق منزلته إلا عد غدا ليس من أجله، كم من مستقبل يوما لا يستكمله، وراج غدا لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره». رواه مسعر، عن معن، عن عون مثله
حدثنا مخلد بن جعفر، ثنا جعفر الفريابي، ثنا محمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا مسعر، حدثني معن، عن عون بن عبد الله، أنه كان يقول: «كم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومنتظر غدا لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره». رواه ابن عيينة، عن مسعر، عن عون، ولم يذكر معنا حدثناه أبي وأبو محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الجبار، ثنا سفيان، عن مسعر، عن معن، عن عون، مثله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا مسعر، عن معن، عن عون، قال: " بينا رجل بمصر في بستان ينكث فرفع رأسه، فإذا رجل قائم على رأسه بيده مسحاة، قال: فكأنه ازدراه، قال: فقال: بم تحدث نفسك؟ فسكت، فقال: تحدث نفسك بالدنيا، فإن الدنيا أجل [ص:244] حاضر، يأكل منها البر والفاجر، أم بالآخرة؟ فإن الآخرة أجل صادق، يفصل فيه بين الحق والباطل. قال: حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم، قال: فكأنه أعجبه قوله، قال: كنت أحدث نفسي بما وقع في الناس، وذاك في فتنة ابن الزبير. قال: فسل من ذا الذي دعاه فلم يجبه، وسأله فلم يعطه، وتوكل عليه فلم يكفه، ووثق به فلم ينجه. قال: فقلت: اللهم سلمني وسلم مني. قال: فتجلت الفتنة ولم يصب مني أحد ". رواه أبو أسامة عن مسعر
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ح. وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، قالا: ثنا أبو أسامة، عن مسعر، عن معن، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: " بينا رجل بمصر في بستان زمن فتنة آل الزبير جالسا كئيبا حزينا يبكي ينكث في الأرض بشيء معه فرفع رأسه، فإذا صاحب مسحاة قد مثل له، فقال: مالي أراك مهموما حزينا؟ فكأنه ازدراه، فقال: لا شيء. فقال: أبالدنيا؟ فإن الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة أجل صادق، يحكم فيها ملك قادر، يفصل بين الحق والباطل، حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم، من أخطأ منها شيئا أخطأ الحق. قال: فأعجب بذلك من كلامه، فقال: اهتمامي بما فيه المسلمون. فقال: إن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين، وسل من ذا الذي سأل الله فلم يعطه، أو دعا الله فلم يجبه، أو توكل عليه فلم يكفه، أو وثق به فلم ينجه. قال: فعقلت الدعاء، فقلت: اللهم سلمني وسلم مني. قال: فتجلت الفتنة ولم تصب منه شيئا ". قال مسعر: يرونه الخضر عليه السلام. رواه ابن عيينة عن مسعر، عن عون، من دون معن حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قال: ثنا إبراهيم بن الحسن، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن مسعر، عن عون، قال: بينا رجل في حائط في فتنة ابن الزبير فذكر نحوه
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرني المسعودي، عن عون بن عبد الله، أنه كان يكتب بهذه: «أما بعد، فإني أوصيك بوصية الله التي حفظها سعادة لمن [ص:245] حفظها، وإضاعتها شقاوة لمن ضيعها، ورأس التقوى الصبر، وتحقيقها العمل، وكمالها الورع، وأن تقوى الله شرطه الذي اشترط، وحقه الذي افترض، والوفاء بعهد الله أن تجعل له ولا تجعل لمن دونه، فإنما يطاع من دونه بطاعته، وإنما تقدم الأمور وتؤخر بطاعته، وأن ينقض كل عهد للوفاء بعهده، ولا ينقض عهده للوفاء بعهد غيره. هذا إجماع من القول، له تفسير لا يبصره إلا البصير، ولا يعرفه إلا اليسير»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الحسن بن هارون، وأحمد بن نصر، قالا: ثنا أحمد بن كثير، ثنا يحيى بن معين، ثنا حجاج، عن المسعودي، عن عون، قال: «الخير من الله كثير، ولكنه لا يبصره من الناس إلا يسير، وهو للناس من الله معروض، ولكنه لا يبصره من لا ينظر إليه، ولا يجده من لا يبتغيه، ولا يستوجبه من لا يعلم به، ألم تروا إلى كثرة نجوم السماء، فإنه لا يهتدي بها إلا العلماء». زاد أحمد بن نصر في حديثه: «ورأس التقوى الصبر، وتحقيقها العمل، وكمالها الورع» ولم يذكر الحسن في روايته حجاجا
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن عون، ح. وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ثنا أبو النضر، ثنا عبد الرحمن يعني المسعودي، عن عون قال: كان يقال: «أزهد الناس في عالم أهله». وكان يضرب مثل ذلك كالسراج بين أظهر القوم يستصبح الناس منه ويقول أهل البيت: إنما هو معنا وفينا، فلم يفجأهم إلا وقد طفئ السراج، فأمسك الناس ما استصبحوا من ذلك "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا حجاج بن نصير، ثنا قرة، عن عون، قال: كان يقال: «مثل الذي يطلب علم الأحاديث ويترك القرآن، مثل رجل آخذ باب زريبة فيها غنم، فمرت به ظباء فتبعها يطلبها فلم يدركها، فرجع فوجد غنمه قد خرجت، فلا هذه أدرك، ولا هذه أدرك»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا حجاج [ص:246]، ثنا قرة، عن عون، قال: " كانوا يمثلون مثل الذي يسمع القرآن إذا قرئ ولا يؤمن مثل جيش خرجوا فغنموا، فقسموا الغنائم، فأعطوا بعضهم، ولم يعطوا بعضا، فقالوا: كنا جميعا، ما شأننا لا نعطى؟ فقال: إنكم لم تكونوا تؤمنون "
حدثنا عمرو بن أحمد بن عثمان الواعظ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا محمد بن حسان السمتي، ثنا أبو المحياة، عن معن، قال: كان عون بن عبد الله أحيانا يلبس الخز وأحيانا يلبس الصوف والبت ونحوه. قال: فقيل له في ذلك، فقال: «ألبس الخز لئلا يستحي ذو الهيئة أن يجلس إلي، وألبس الصوف لئلا يهابني ضعفاء الناس أن يجلسوا إلي»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سفيان بن وكيع، ثنا ابن عيينة، عن مسعر، قال: قال عون بن عبد الله: «قد ورد الأول والآخر متعب منتظر، فأصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه، فإن الخلق للخالق، والشكر للمنعم، وإن الحياة بعد الموت، والبقاء بعد القيامة»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله، قال: «إن من تمام التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت منها علم ما لا تعلم، وإن النقص فيما قد علمت ترك ابتغاء الزيادة فيه، وإنما يحمل الرجل على ترك ابتغاء الزيادة فيه قلة الانتفاع بما قد علم»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا محمد بن قدامة، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: قال عون بن عبد الله: «إن من كمال التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت منها ما لم تعلم، واعلم أن النقص فيما قد علمت ترك ابتغاء الزيادة فيه، وإنما يحمل الرجل على ترك العلم قلة الانتفاع بما قد علم»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن عون، أنه كان يقول: «اليوم المضمار، وغدا السباق، والسبقة الجنة، والغاية النار، فبالعفو تنجون، وبالرحمة تدخلون، وبالأعمال تقتسمون المنازل»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سفيان بن وكيع، ثنا ابن عيينة، عن مسعر، قال: قال عون بن عبد الله: " كفى بك من الكبر أن ترى لك فضلا على من هو دونك، وكانوا يقولون: ذلوا عند الطاعة وعزوا عند المعصية "
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله، قال: «بحسبك كبرا أن تأخذ بفضلك على غيرك»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا حسين المروزي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا الليث، ثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث، عن عون بن عبد الله، قال: " إن الله تعالى ليدخل الجنة قوما فيعطيهم حتى يتملوا، وفوقهم ناس في الدرجات العلى، فلما نظروا إليهم عرفوهم، فيقولون: يا ربنا، إخواننا كنا معهم، فبم فضلتهم علينا؟ فيقول: هيهات هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمئون حين تروون، ويقومون حين تنامون، ويشخصون حين تخفضون "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن عون، قال: " كان الفقهاء يتواصون بينهم بثلاث، ويكتب بذلك بعضهم إلى بعض: من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ". رواه مسعر عن زيد العمي عن عون مثله حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني، ثنا محمد بن عبدوس الهاشمي، ثنا عباس بن يزيد البحراني، ثنا وكيع، عن مسعر، به
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا قرة، قال: قال عون بن عبد الله في قوله عز وجل {ولا تنس نصيبك من الدنيا} [القصص: 77] قال: " إن ناسا يضعونها على غير موضعها، إنما هي: أقبل على طاعة ربك وعبادته "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، قال: أخبرني محمد بن عجلان، عن عون بن عبد الله، أنه كان [ص:248] يقول حين يعظ الناس: " إنه ليخشى الله من هو أبرأ منا. وإنا لنخشى من لا يملكنا، وكيف يخاف البريء، أم كيف يأمن المسيء؟ ثم يقول: ويلي، يخاف البريء بفضل علمه، ويأمن المسيء لنقص عقله "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: " مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة، فقالوا: يا رسول الله، لو حدثتنا، فأنزل الله تعالى {الله نزل أحسن الحديث} [الزمر: 23] ثم نعته فقال {كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} [الزمر: 23] قال: ثم ملوا ملة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، لو حدثتنا فوق الحديث ودون القصص. قال وكيع: يعنون القرآن، فأنزل الله تعالى {الر تلك آيات الكتاب المبين. إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن، وإن كنت من قبله لمن الغافلين} [يوسف: 2]. قال: فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا المسعودي، عن عون، قال: «إن الحلم والحياء والعي، عي اللسان لا عي القلب، والفقه من الإيمان، وهن مما ينقصن من الدنيا ويزدن في الآخرة، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، ألا وإن البذاء والجفاء والبيان من النفاق، وهن مما يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ثنا حجاج، عن المسعودي، عن عون، قال: " قال لرجل من الفقهاء: {من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق: 3] فقال الفقيه: والله إنه ليجعل لنا المخرج وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه كما ينبغي، وإنه ليجعل لنا من أمرنا يسرا وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: {ومن يتق الله يكفر عنه [ص:249] سيئاته ويعظم له أجرا} [الطلاق: 5] "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا المسعودي، عن عون، قال: " كان أخوان في بني إسرائيل، فقال أحدهما لصاحبه: ما أخوف عمل عملته عندك؟ فقال: ما عملت عملا أخوف عندي من أني مررت بين قراحي سنبل فأخذت من أحدها سنبلة ثم ندمت، فأردت أن ألقيها في القراح الذي أخذتها منه فلم أدر أي القراحين هو فطرحتها في أحدهما، فأخاف أن أكون قد طرحتها في القراح الذي لم آخذها منه. فما أخوف عمل عملته أنت عندك؟ قال: إن أخوف عمل عملته عندي، إذا قمت في الصلاة أخاف أن أكون أحمل على إحدى رجلي فوق ما أحمل على الأخرى. قال: وأبوهما يسمع كلامهما، فقال: اللهم إن كانا صادقين فاقبضهما قبل أن يفتتنا، فماتا. قال: فما ندري أي هؤلاء أفضل؟ قال يزيد: الأب أرى أفضل
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عمر بن أيوب، عن أبي إبراهيم الحسن بن زيد، قال: دخل عون بن عبد الله مسجدا بالكوفة، فلف رداءه ثم اتكأ عليه، وقال: «أعمروها ولو أن تتكئوا فيها»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو معمر، ثنا سفيان، عن أبي هارون موسى قال: «كان عون يحدثنا ولحيته ترتش بالدموع»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا ابن عيينة، عن مسعر، عن عون، قال: «ما أقبح السيئات بعد السيئات، وما أحسن الحسنات بعد السيئات، وأحسن من ذلك الحسنات بعد الحسنات»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا حجاج، عن المسعودي، قال: قال عون بن عبد الله: «ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه»
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا حجاج، عن المسعودي، عن عون، قال: «جالسوا التوابين؛ فإنهم أرق الناس قلوبا»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي [ص:250]، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: «من كان في صورة حسنة، أو في موضع لا يشينه، ووسع عليه من الرزق، ثم تواضع لله، كان من خاصة الله»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن عون، أنه قال: «من أحسن الله صورته، وأحسن رزقه، وجعله في منصب صالح، ثم تواضع لله، فهو من خالصي أهل الله»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن عون، أن ابن مسعود كان يقول: «لا تعجل بمدح أحد ولا بذمه؛ فإنه رب من يسرك اليوم يسوءك غدا، ورب من يسوءك اليوم يسرك غدا»
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني محمد بن الحسين، ثنا عياش بن عاصم الكلبي، حدثني سعيد بن صدقة الكيساني، وكان يقال أنه من الأبدال، قال: قال عون بن عبد الله: «فواتح التقوى حسن النية، وخواتيمها التوفيق، والعبد فيما بين ذلك بين هلكات، وشبهات، ونفس تحطب على شلوها، وعدو مكيد غير غافل ولا عاجز». ثم قرأ: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} [فاطر: 6]
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا أحمد بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا عبيد بن يعيش، قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، قال: سمعت عون بن عبد الله، يقول: «رأينا صدأ القلوب إنما يكون من كثرة الذنوب، ورأينا جلاءها إنما يكون من قبل التوبة، حتى تدع القلوب كالسيف النقي المرهف»
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني محمد بن الحسين، ثنا شهاب بن عباد، ثنا سويد بن عمرو الكلبي، عن مسلمة بن جعفر، حدثني أبو العجل الأسدي، قال: قال عون بن عبد الله: «قلب التائب بمنزلة الزجاجة، يؤثر فيها جميع ما أصابها، والموعظة إلى قلوبهم سريعة، وهم إلى الرقة أقرب، فداووها من الذنوب بالتوبة، فلرب تائب دعته توبته إلى الجنة حتى أوفدته عليها، وجالسوا التوابين؛ فإن رحمة الله [ص:251] إلى التوابين أقرب»
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد العبدي، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن الحسين، ثنا بكر بن محمد البصري، ثنا سالم بن نوح، عن عمر بن موسى القرشي، عن عون بن عبد الله، قال: «جرائم التوابين منصوبة بالندامة نصب أعينهم، لا تقر للتائب في الدنيا عين كلما ذكر ما اجترح على نفسه»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أبي، عن عبد الله بن محمد، حدثني محمد بن الحسين، ثنا عياش بن عاصم الكلبي، ثنا سلمة الأعور، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: «اهتمام العبد بذنبه داع إلى تركه، وندمه عليه مفتاح للتوبة، ولا يزال العبد يهتم بالذنب يصيبه حتى يكون أنفع له من بعض حسناته»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، أن عبد الله كان يقول: «إن العباد في فسحة من ستر الله ما أقاموا العبادة ولم يهريقوا دما حراما»
قال: وكان عبد الله إذا خرج من بيته قال: «بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله». قال محمد بن كعب القرظي: " هذا في القرآن: {اركبوا فيها بسم الله} [هود: 41] وقال: {على الله توكلنا} [الأعراف: 89] "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو مسلم، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا المسعودي، عن عون، قال: قال عبد الله: " لا تحلفوا بحلف الشيطان، أن يقول أحدكم: وعزة الله، ولكن قولوا كما قال الله عز وجل: والله رب العزة "
وقال رجل لعبد الله: إني أخاف أن أكون منافقا. قال: «لو كنت منافقا ما خفت ذلك»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سليمان بن داود الطيالسي، ثنا مطرف بن معقل الشقري، قال أبي وكان ثقة: حدثنا عنه يحيى، قال: حدثني عون بن عبد الله، قال: «الدنيا والآخرة في قلب ابن آدم ككفتي الميزان ترجح إحداهما بالأخرى، وما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه». قال عون: «وذلك أنه فيه»
قال: وسمعت عونا يقول: «إن صاحب عمل الآخرة لا يفجؤك إلا سرك مكانه، وإن صاحب عمل [ص:252] الدنيا لا يفجؤك إلا ساءك مكانه»
قال: وسمعت عونا يقول: «ما اجتمع رجلان فتفرقا حتى يعقد الشيطان في قلب كل واحد منهما عقدة، فإن لقي أخاه فسلم عليه حلت العقدة، وإلا كانت العقدة كما هي»
قال: وسمعت عونا يقول: «إذا سرك أن تنظر إلى الرجل أحسن ما يكون عليه حالا فانظر إليه وهو قائم يصلي»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو عامر القيسي، ثنا قرة، عن عون، قال: " إن الله ليكره عبده على البلاء كما يكره أهل المريض مريضهم، وأهل الصبي صبيهم على الدواء، ويقولون: اشرب هذا؛ فإن لك في عاقبته خيرا "
حدثنا عبد الله، ثنا أحمد أبو أسامة، ثنا مسعر، عن عون، قال: «الصوم من الحلال أن تدخله، ومن الحرام أن تخرجه»
حدثنا عبد الله، ثنا أحمد، ثنا أحمد، ثنا أبو النضر، ثنا عبد الرحمن، عن عون، قال: " أفضل الصيام الصيام من أربع: من الطعام، والمأثم، والمحارم، وأن تفطر على صدقة "
حدثنا عبد الله، ثنا أحمد، ثنا أحمد، ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا المسعودي، عن عون، قال: " يخرج لابن آدم يوم القيامة دواوين: ديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، وديوان فيه النعم، فلا تخرج حسنة إلا خرجت نعمة تستوعبها، وتبقى السيئات، لله فيها المشيئة "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ثنا أبو داود، ثنا المسعودي، عن عون، قال: " كان رجل يجالس قوما فترك مجالستهم، فأتي في منامه فقيل له: تركت مجالستهم، لقد غفر لهم بعدك سبعين مرة "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: أخبرني أبو سلمة الحمصي، قال: حدثني يحيى بن جابر، قال: قدم علينا عون فقعدنا إليه في المسجد، فوعظنا موعظة لم نسمع بمثلها، ثم قال: «أين مسجدكم الذي كان يصلي فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» فذهبنا به إليه، فتوضأ وصلى فيه ركعتين، ثم قال: «هل من مريض نعوده؟» قلنا: نعم. فأتينا يزيد بن ميسرة، فلما قعدنا وعظنا موعظة أنستنا التي [ص:253] كانت قبلها، فاستوى يزيد بن ميسرة وهو مريض فقال: «بخ بخ، لقد استعرضت بحرا عريضا، واستخرجت منه نهرا غريضا، ونصبت عليه شجرا كثيرا، فإن كان شجرك مثمرا أكلت وأطعمت، وإن كان شجرك غير مثمر فإن في أصل كل شجرة فأسا» , ثم قال ابن ميسرة، لعون: «ثم ماذا؟» فقال عون: «ثم تقطع». قال ابن ميسرة: «ثم ماذا؟» قال عون: «ثم توقد بالنار». فسكت ابن ميسرة، قال عون: «ما وقعت من قلبي موعظة كموعظة يزيد بن ميسرة»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن كثير، ثنا أبو معاوية الضرير، قال: أنبأنا عاصم الأحول، عن عون، قال: «اجعلوا حوائجكم اللاتي تهمكم في الصلاة المكتوبة؛ فإن الدعاء فيها كفضلها على النافلة»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، حدثني حرمي بن عمارة، ثنا زافر بن سليمان، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن سوقة، عن عون بن عبد الله: في قوله تعالى {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} [الأعراف: 16] قال: «طريق مكة»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن العباس الأخرم، ثنا حفص بن عمر الربالي، ثنا أبو بحر البكراوي، ثنا قرة بن خالد، قال: سمعت عون بن عبد الله، يقول: " إذا أعطيت المسكين شيئا فقال: بارك الله فيك، فقل أنت: بارك الله فيك، حتى تخلص لك صدقتك "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو نعيم، ثنا مالك بن مغول، قال: سمعت عون بن عبد الله، يقول: سألت أم الدرداء: ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟ قالت: «التفكر والاعتبار»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا المسعودي، عن عون، قال: لما أتت عبد الله يعني ابن مسعود وفاة عتبة، يعني أخاه، بكى، فقيل له: أتبكي؟ قال: «كان أخي في النسب، وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أحب مع ذلك أني كنت قبله، أن يموت فأحتسبه أحب إلي من أن أموت فيحتسبني»
حدثنا سليمان، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا المسعودي، عن عون، أن ابن مسعود كان يقول: «يا بادي لا بداء لك، يا دائم لا نفاد لك، يا حي تحيي الموتى أنت القائم على كل نفس بما كسبت»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي، ح. وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، قالا عن أبي حازم، عن عون، أنه كان يقول: «المؤمن مؤالف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا عبد الله بن عمران قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت هارون بن عنترة، يقول عن عون بن عبد الله: قال: قال عبد الله: «صل من كان أبوك يصله، فإن صلة الميت في قبره أن تصل من كان أبوك يواصل»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو موسى الأنصاري، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال عون بن عبد الله: «الخير الذي لا شر فيه الشكر مع العافية، فكم من منعم عليه غير شاكر، وكم من مبتلى غير صابر». وكان يقول: «الحمد لله الذي إذا شئت أي ساعة من ليل أو نهار وضعت عنده سري بغير شفيع، فيقضي لي حاجتي ربي عز وجل، والحمد لله الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئا حين يدعوني»
أخبرنا القاضي أبو أحمد بن أحمد في كتابه، ثنا الحسن بن علي، قال: ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا سماعة بن هلال، قال: سمعت عون بن عبد الله، يقول: " يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل أغنيائهم بسبعين خريفا، مثله كمثل سفينتين في هذا البحر، مرت واحدة وليست فيها شيء، فقال صاحب البحر: خلوا سبيلها، ومرت الأخرى موقرة فحبست لينظر ما فيها "
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا الأشجعي، ثنا موسى الجهني، عن عون بن عبد الله بن عتبة، أنه كان يقول: «يا ويح نفسي، كيف أغفل ولا يغفل عني أم كيف [ص:255] تهنؤني معيشتي واليوم الثقيل ورائي أم كيف يشتد عجبي بدار في غيرها قراري وخلدي»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني يحيى بن معين، ثنا الحجاج بن محمد، أنبأنا عبد الرحمن المسعودي، عن عون بن عبد الله، أنه كان يقول في بكائه وذكر خطيئته: «ويحي بأي شيء لم أعص ربي، ويحي إنما عصيته بنعمته عندي، ويحي من خطيئة ذهبت شهوتها، وبقيت تبعتها عندي، في كتاب كتبه كتاب لم يغيبوا عني، واسوأتاه لم أستحيهم، ولم أراقب ربي، ويحي نسيت ما لم ينسوا مني، ويحي غفلت ولم يغفلوا عني، ولم أستحيهم، ولم أراقب، واسوأتاه، ويحي، حفظوا ما ضيعت مني، ويحي طاوعت نفسي وهي لا تطاوعني، ويحي، طاوعتها فيما يضرها ويضرني، ويحها ألا تطاوعني فيما ينفعها وينفعني، أريد إصلاحها وتريد أن تفسدني، ويحها إني لأنصفها وما تنصفني، أدعوها لأرشدها وتدعوني لتغويني، ويحها إنها لعدو لو أنزلته تلك المنزلة مني، ويحها تريد اليوم أن ترديني وغدا تخاصمني. رب لا تسلطها على ذلك مني، رب إن نفسي لم ترحمني فارحمني، رب إني أعذرها ولا تعذرني، إنه إن يك خيرا أخذلها وتخذلني، وإن يك شرا أحبها وتحبني، رب فعافني منها وعافها مني حتى لا أظلمها ولا تظلمني، وأصلحني لها وأصلحها لي، فلا أهلكها ولا تهلكني، ولا تكلني إليها ولا تكلها إلي. ويحي كيف أفر من الموت وقد وكل بي؟ ويحي كيف أنساه ولا ينساني؟ ويحي إنه يقص أثري، فإن فررت لقيني، وإن أقمت أدركني. ويحي هل عسى أن يكون قد أظلني فمساني وصبحني أو طرقني فبغتني، ويحي أزعم أن خطيئتي قد أقرحت قلبي ولا يتجافى جنبي، ولا تدمع عيني، ولا تسهر لي، ويحي كيف أنام على مثلها ليلي، ويحي هل ينام على مثلها مثلي؟ ويحي لقد خشيت أن لا يكون هذا الصدق مني، بل ويلي [ص:256] إن لم يرحمني ربي. ويحي كيف لا توهن قوتي، ولا تعطش هامتي؟ بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي كيف لا أنشط فيما يطفئها عني، بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي كيف لا يذهب ذكر خطيئتي كسلي، ولا يبعثني إلى ما يذهبها عني؟ بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي كيف تنكأ قرحتي ما تكسب يدي، ويح نفسي، بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي ألا تنهاني الأولى من خطيئتي عن الآخرة، ولا تذكرني الآخرة من خطيئتي بسوء ما ركبت من الأولى فويلي ثم ويلي إن لم يتم عفو ربي، ويحي لقد كان لي فيما استوعبت من لساني وسمعي وقلبي وبصري اشتغال، فويل لي إن لم يرحمني ربي، ويحي إن حجبت يوم القيامة عن ربي لم يزكني، ولم ينظر إلي، ولم يكلمني، فأعوذ بنور وجه ربي من خطيئتي، وأعوذ به أن أعطى كتابي بشمالي، أو من وراء ظهري، فيسود به وجهي، وتزرق به مع العمى عيني. بل ويلي إن لم يرحمني ربي. ويحي بأي شيء أستقبل ربي؟ بلساني، أم بيدي، أم بسمعي، أم بقلبي، أم ببصري؟. ففي كل هذا له الحجة والطلبة عندي، ويل لي إن لم يرحمني ربي، كيف لا يشغلني ذكر خطيئتي عما لا يعنيني؟ ويحك يا نفس، مالك تنسين ما لا ينسى، وقد أتيت ما لا يؤتى، وكل ذلك عند ربك يحصى، كتاب لا يبيد ولا يبلى، ويحك لا تخافين أن أجزى فيمن يجزى يوم تجزى كل نفس بما تسعى، وقد آثرت ما يفني على ما يبقى؟. يا نفس ويحك ألا تستفيقين مما أنت فيه، إن سقمت تندمين، وإن صححت تأثمين، مالك إن افتقرت تحزنين، وإن استغنيت تفتنين. مالك إن نشطت تزهدين، فلم إن دعيت تكسلين؟ أراك ترغبين قبل أن تنصبي، ولم لا تنصبين فيما ترغبين؟. يا نفس ويحك لم تخالفين؟ تقولين في الدنيا قول الزاهدين، وتعملين فيها عمل الراغبين. ويحك لم تكرهين الموت؟ لم لا تذعنين وتحبين الحياة؟ لم لا تصنعين؟. يا نفس ويحك أترجين أن ترضي ولا تراضين، وتجانبين، وتعصين؟ [ص:257] مالك إن سألت تكثرين، فلم إن أنفقت تقترين؟ أتريدين الحياة، ولم تحذرين بتغير الزيادة، ولم تشكرين تعظمين في الرهبة حين تسألين، وتقصرين في الرغبة حين تعملين؟ تريدين الآخرة بغير عمل، وتؤخرين التوبة لطول الأمل. لا تكوني كمن يقال هو في القول مدل، ويستصعب عليه الفعل، بعض بني آدم إن سقم ندم، وإن صح أمن، وإن افتقر حزن، وإن استغنى فتن، وإن نشط زهد، وإن رغب كسل، يرغب قبل أن ينصب، ولا ينصب فيما يرغب، يقول قول الزاهد، ولا يعمل عمل الراغب، يكره الموت لما لا يدع، ويحب الحياة ما لا يصنع. إن سأل أكثر، وإن أنفق قتر، يرجو الحياة ولم يحذر، ويبغي الزيادة ولم يشكر، يبلغ الرغبة حين يسأل، ويقصر في الرغبة حين يعمل، يرجو الأجر بغير عمل. ويح لنا، ما أغرنا، ويح لنا، ما أغفلنا، ويح لنا، ما أجهلنا، ويح لنا، لأي شيء خلقنا، للجنة أم للنار؟ ويح لنا، أي خطر خطرنا؟ ويح لنا من أعمال قد أخطرتنا، ويح لنا مما يراد بنا، ويح لنا، كأنما يعني غيرنا، ويح لنا إن ختم على أفواهنا، وتكلمت أيدينا، وشهدت أرجلنا. ويح لنا حين تفتش سرائرنا، ويح لنا حين تشهد أجسادنا، ويح لنا مما قصرنا، لا براءة لنا، ولا عذر عندنا، ويح لنا، ما أطول أملنا، ويح لنا حيث نمضي إلى خالقنا. ويح لنا الويل الطويل إن لم يرحمنا ربنا، فارحمنا يا ربنا. رب ما أحكمك، وأمجدك، وأجودك، وأرأفك، وأرحمك، وأعلاك، وأقربك، وأقدرك، وأقهرك، وأوسعك، وأقضاك، وأبينك، وأنورك، وألطفك، وأخبرك، وأعلمك، وأشكرك، وأرحمك، وأحكمك، وأعطفك، وأكرمك. رب ما أرفع حجتك، وأكثر مدحتك، رب ما أبين كتابك، وأشد عقابك، رب ما أكرم مآبك، وأحسن ثوابك، رب ما أجزل عطاءك [ص:258]، وأجل ثناءك، رب ما أحسن بلاءك، وأسبغ نعماءك، رب ما أعلى مكانك، وأعظم سلطانك، رب ما أعظم عرشك، وأشد بطشك، رب ما أوسع كرسيك، وأهدى مهديك، رب ما أوسع رحمتك، وأعرض جنتك، رب ما أعز نصرك، وأقرب فتحك، رب ما أعمر بلادك، وأكثر عبادك، رب ما أوسع رزقك، وأزيد شكرك، رب ما أسرع فرجك، وأحكم صنعك، رب ما ألطف خيرك، وأقوى أمرك، رب ما أنور عفوك، وأجل ذكرك، رب ما أعدل حكمك، وأصدق قولك، رب ما أوفى عهدك، وأنجز وعدك، رب ما أحضر نفعك، وأتقن صنعك. ويحي، كيف أغفل ولا يغفل عني، أم كيف تهنؤني معيشتي واليوم الثقيل ورائي، أم كيف لا يطول حزني ولا أدري ما يفعل بي، أم كيف تهنؤني الحياة ولا أدري ما أجلي، أم كيف تعظم فيها رغبتي والقليل فيها يكفيني، أم كيف آمن ولا يدوم بها حالي، أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري، أم كيف أجمع لها وفي غيرها قراري، أم كيف يشتد عليها حرصي ولا ينفعني ما تركت فيها بعدي، أم كيف أوثرها وقد أضرت بمن آثرها قبلي، أم كيف لا أبادر بعملي قبل أن يغلق باب توبتي، أم كيف يشتد إعجابي بما يزايلني وينقطع عني، أم كيف أغفل عن أمر حسابي وقد أظلني واقترب مني، أم كيف أجعل شغلي بما قد تكفل به لي، أم كيف أعاود ذنوبي وأنا معروض على عملي، أم كيف لا أعمل بطاعة ربي وفيها النجاة مما أحذر على نفسي، أم كيف لا يكثر بكائي ولا أدري ما يراد بي، أم كيف تقر عيني مع ذكر ما سلف مني، أم كيف أعرض نفسي لما لا يقوى له هوائي، أم كيف لا يشتد هولي مما يشتد منه جزعي، أم كيف تطيب نفسي مع ذكرها ما هو أمامي، أم كيف يطول أملي والموت أثري، أم كيف لا أراقب ربي وقد أحسن طلبي؟. ويحي فهل ضرت غفلتي أحدا سوائي، أم هل يعمل لي غيري إن ضيعت حظي، أم هل يكون عملي إلا لنفسي؟ فبم أدخر عن نفسي ما يكون نفعه لي؟ [ص:259] ويحي كأنه قد تصرم أجلي، ثم أعاد ربي خلقي كما بدأني، ثم أوقفني وسألني وسأل عني وهو أعلم بي، ثم أشهدت الأمر الذي أذهلني عن أحبابي وأهلي، وشغلت بنفسي عن غيري، وبدلت السموات والأرض وكانتا تطيعان وكنت أعصي، وسيرت الجبال وليس لها مثل خطيئتي، وجمع الشمس والقمر وليس عليهما مثل حسابي، وانكدرت النجوم وليست تطلب بما عندي، وحشرت الوحوش ولم تعمل بمثل عملي. ويحي ما أشد حالي، وأعظم خطري، فاغفر لي، واجعل طاعتك همي، وقو عليها جسدي، وسخ نفسي عن الدنيا، واشغلني فيما يعنيني، وبارك لي في قواها حتى ينقضي مني حالي، وامنن علي وارحمني حين تعيد بعد اللقاء خلقي، ومن سوء الحساب فعافني يوم تبعثني فتحاسبني، ولا تعرض عني يوم تعرضني بما سلف من ظلمي وجرمي، وآمني يوم الفزع الأكبر، يوم لا تهمني إلا نفسي، وارزقني نفع عملي يوم لا ينفعني عمل غيري. إلهي أنت الذي خلقتني، وفي الرحم صورتني، ومن أصلاب المشركين نقلتني قرنا فقرنا حتى أخرجتني في الأمة المرحومة، إلهي فارحمني، إلهي فكما مننت علي بالإسلام فامنن علي بطاعتك وبترك معاصيك أبدا ما أبقيتني، ولا تفضحني بسرائري، ولا تخذلني بكثرة فضائحي. سبحانك خالقي، أنا الذي لم أزل لك عاصيا، فمن أجل خطيئتي لا تقر عيني، وهلكت إن لم تعف عني، سبحانك خالقي، بأي وجه ألقاك، وبأي قدم أقف بين يديك، وبأي لسان أناطقك، وبأي عين أنظر إليك وأنت قد علمت سرائر أمري، وكيف أعتذر إليك إذا ختمت على لساني ونطقت جوارحي بكل الذي قد كان مني؟. سبحانك خالقي فأنا تائب إليك متبصبص، فاقبل توبتي، واستجب دعائي، وارحم شبابي، وأقلني عثرتي، وارحم طول عبرتي، ولا تفضحني بالذي قد كان مني [ص:260]. سبحانك خالقي أنت غياث المستغيثين، وقرة أعين العابدين، وحبيب قلوب الزاهدين، فإليك مستغاثي ومنقطعي، فارحم شبابي، واقبل توبتي، واستجب دعوتي، ولا تخذلني بالمعاصي التي كانت مني. إلهي علمتني كتابك الذي أنزلته على رسولك محمد صلى الله عليه وسلم ثم وقعت على معاصيك وأنت تراني، فمن أشقى مني إذا عصيتك وأنت تراني، وفي كتابك المنزل قد نهيتني، إلهي أنا إذا ذكرت ذنوبي ومعاصي لم تقر عيني للذي كان مني، فأنا تائب إليك فاقبل ذلك مني، ولا تجعلني لنار جهنم وقودا بعد توحيدي وإيماني بك. فاغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين برحمتك، آمين رب العالمين»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى، ثنا سهل بن علي، قال: كتب عون بن عبد الله إلى ابنه: يا بني ح. وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، عن يحيى بن معين، ثنا حجاج، أنبأنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، أنه قال لابنه: " يا بني كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس نأيه بكبر ولا بعظمة، ولا دنوه خداع ولا خلابة، يقتدي بمن قبله فهو إمام لمن بعده، ولا يعزب علمه، ولا يحضر جهله، ولا يعجل فيما رابه، ويعفو فيما يتبين له، يغمض في الذي له، ويزيد في الحق الذي عليه، والخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان مع الغافلين كتب من الذاكرين، وإن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين، لا يغره ثناء من جهله، ولا ينسى إحصاء ما قد علمه، إن زكي خاف ما يقولون، واستغفر لما لا يعلمون، يقول أنا أعلم بي من غيري، وربي أعلم بي من نفسي، فهو يستبطئ نفسه في العمل، ويأتي ما يأتي من الأعمال الصالحة على وجل، يظل يذكر ويمسي وهمه أن يشكر، يبيت حذرا، ويصبح فرحا، حذرا لما حذر من الغفلة، وفرحا لما أصاب من الغنيمة والرحمة، إن عصته نفسه فيما يكره لم يطعها فيما أحبت فرغبته فيما يخلد، وزهادته فيما ينفد، يمزج العلم بالحلم، ويصمت ليسلم، وينطق ليفهم، ويخلو [ص:261] ليغنم، ويخالق ليعلم، لا ينصت لخير حين ينصت وهو يسهو، ولا يستمع له وهو يلغو، لا يحدث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته الأعداء، ولا يعمل من الخير شيئا رياء، ولا يترك منه شيئا حياء، مجالس الذكر مع الفقراء أحب إليه من مجالس اللهو مع الأغنياء. ولا تكن يا بني ممن يعجب باليقين من نفسه فيما ذهب، وينسى اليقين فيما رجا، وطلب يقول فيما ذهب لو قدر شيئ لكان، ويقول فيما بقي ابتغ أيها الإنسان شاخصا غير مطمئن، ولا يثق من الرزق بما قد ضمن. لا تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، فهو من نفسه في شك، ومن ظنه إن لم يرحم في هلك، إن سقم ندم وإن صح أمن، وإن افتقر حزن، وإن استغنى افتتن، وإن رغب كسل، وإن نشط زهد، يرغب قبل أن ينصب، ولا ينصب فيما يرغب، يقول لم أعمل فأتعنى، بل أجلس فأتمنى، يتمنى المغفرة ويعمل بالمعصية، كان أول عمره غفلة وغرة، ثم أبقي وأقيل العثرة، فإذا آخره كسل وفترة، طال عليه الأمل فافتتن، وطال عليه الأمد فاغتر، وأعذر إليه فما عمر، وليس فيما أعمر بمعذر، عمر ما يتذكر فيه من تذكر، فهو من الذنب والنعمة موقر، إن أعطي لم يشكر، وإن منع قال لم يقدر، أساء العبد واستأثر، يرجو النجاة ولم يحذر، يبتغي الزيادة ولم يشكر حق أن يشكر، وهو أحق أن لا يعذر، يتكلف ما لم يؤمر، ويضيع ما هو أكثر، إن يسأل أكثر، وإن أنفق قتر، يسأل الكثير، وينفق اليسير، قدر له خير من قدره لنفسه، فوسع له رزقه، وخفف حسابه، فأعطي ما يكفيه، ومنع ما يلهيه، ليس يرى شيئا يغنيه دون غنى يطغيه، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، يستبطئ نفسه في شكر ما أوتي، وينسى ما عليه من الشكر فيما وفى، وينهى فلا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، يهلك في بغضه، ويقصر في حبه، غره من نفسه حبه ما ليس عنده وبغضه على ما عنده، مثله يحب الصالحين فلا يعمل أعمالهم، ويبغض المسيئين وهو أحدهم، يرجو [ص:262] الآخرة في البغض على ظنه، ولا يخشى المقت في اليقين من نفسه، لا يقدر في الدنيا على ما يهوى، ولا يقبل من الآخرة ما يبقى، يبادر من الدنيا ما يفنى، ويترك من الآخرة ما يبقى، إن عوفي حسب أنه قد تاب، وإن ابتلي عاد، يقول في الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، يكره الموت لإساءته، ولا ينتهي عن الإساءة في حياته، يكره الموت لما لا يدع، ويحب الحياة لما يصنع، إن منع من الدنيا لم يقنع، وإن أعطي منها لا يشبع، وإن عرضت الشهوة قال: يكفيك العمل، فواقع، وإن عرض له العمل كسل وقال: يكفيك الورع، لا يذهب مخافته الكسل، ولا تبعثه رغبته على العمل. يرجو الأجر بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الأمل، ثم لا يسعى فيما له خلق، ورغبته فيما تكفل له من رزق، وزهادته فيما أمر به من العمل، ويتفرغ لما فرغ له من الرزق، يخشى الخلق في ربه، ولا يخشى الرب في خلقه، يعوذ بالله ممن هو فوقه، ولا يعيذ بالله من هو تحته، يخشى الموت ولا يرجو الفوت، يأمن ما يخشى وقد أيقن به، ولا ييأس مما يرجو وقد تيقن منه، يرجو نفع علم لا يعمل به، ويأمن ضر جهل قد أيقن به، يسخر بمن تحته من الخلق، وينسى ما عليه فيه من الحق، ينظر إلى من هو فوقه في الرزق، وينسى من تحته من الخلق، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأيسر من عمله، يبصر العورة من غيره ويغفلها من نفسه، إن ذكر اليقين قال: ما هكذا من كان قبلكم، فإن قيل: أفلا تعمل أنت عملهم، يقول: من يستطيع أن يكون مثلهم. فهو للقول مدل، ويستصعب عليه العمل، يرى الأمانة ما عوفي وأرضى، والخيانة أن أسخط وأبتلى، يلين ليحسب عنده أمانة، فهو يرصدها للخيانة، يتعلم للصداقة ما يرصد به للعداوة، يستعجل بالسيئة وهو في الحسنة بطيء، يخف عليه الشعر، ويثقل عليه الذكر، اللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، يتعجل النوم، ويؤخر الصوم، فلا يبيت قائما، ولا يصبح صائما، ويصبح وهمه التصبح من النوم ولم يسهر، ويمشي وهمه العشاء وهو مفطر ". زاد الحجاج عن المسعودي في روايته: «إن صلى اعترض، وإن ركع ربض [ص:263]، وإن سجد نقر، وإن سأل ألحف، وإن سئل سوف، وإن حدث حلف، وإن حلف حنث، وإن وعد أخلف، وإن وعظ كلح، وإن مدح فرح، طلبه شر، وتركه وزر، ليس له في نفسه عن عيب الناس شغل، وليس لها في الإحسان فضل، يميل لها ويحب لها منهم العدل، أهل الخيانة له بطانة، وأهل الأمانة له عداوة، إن سلم لم يسمع، وإن سمع لم يرجع، ينظر نظر الحسود، ويعرض إعراض الحقود، يسخر بالمقتر، ويأكل بالمدبر، ويرضي الشاهد بما ليس في نفسه، ويسخط الغائب بما لا يعلم فيه، جرئ على الخيانة، بريء من الأمانة، من أحب كذب، ومن أبغض خلب، يضحك من غير العجب، ويمشي في غير الأدب، ولا ينجو منه من جانب، ولا يسلم منه من صاحب، إن حدثته ملك، وإن حدثك غمك، وإن سؤته سرك، وإن سررته ضرك، وإن فارقته أكلك، وإن باطنته فجعك، وإن تابعته بهتك، وإن وافقته حسدك، وإن خالفته مقتك، يحسد أن يفضل، ويزهد أن يفضل، يحسد من فضله، ويزهد أن يعمل عمله، يعجز عن مكافأة من أحسن إليه، ويفرط فيمن بغى عليه، ولا ينصت فيسلم، ويتكلم بما لا يعلم، يغلب لسانه قلبه، ولا يضبط قلبه قوله، يتعلم للمراء، ويتفقه للرياء، ويظهر الكبرياء، فيظهر منه ما أخفى، ولا يخفي منه ما أبدى، يبادر ما يفنى، ويواكل كل ما يبقى، يبادر بالدنيا، ويواكل بالتقوى»
حدثنا أبي وعبد الله بن محمد، قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو عمار أحمد بن محمد بن الجراح، ثنا إبراهيم بن بلخ البلخي، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: ثنا مسعر، قال: قال عون بن عبد الله: " ما كان الله لينقذنا من شيء ثم يعيدنا فيه {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} [آل عمران: 103]، وما كان الله ليجمع أهل قسمين في النار {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت} [النحل: 38]. ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل، ثنا عون [ص:264] بن عبد الله، أنه قال: " أوصى رجل ابنه، قال: يا بني، عليك بتقوى الله، وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس، وغدا خيرا منك اليوم فافعل، وإذا صليت فصل صلاة مودع، وإياك وكثرة طلب الحاجات؛ فإنها فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه "
حدثنا عبد الله بن جعفر، فيما قرئ عليه قال: ثنا أسيد بن عاصم، ثنا زيد بن عوف، ثنا سعيد بن زربي، عن ثابت البناني، قال: كان لعون بن عبد الله جارية يقال لها بشرة، وكانت تقرأ القرآن بألحان، فقال لها يوما: «يا بشرة، اقرئي على إخواني»، فكانت تقرأ بصوت فيه ترجيع حزين، فلقيتهم يلقون العمائم عن رءوسهم ويبكون، فقال لها يوما: «يا بشرة، قد أعطيت بك ألف دينار لحسن صوتك، اذهبي فلا يملكك علي أحد، فأنت حرة لوجه الله». قال ثابت: «فهي هناك عجوز بالكوفة لولا أن أشق عليها لبعثت إليها حتى تقدم علينا فتكون عندنا حتى تموت». أدرك عون بن عبد الله بن عتبة جماعة من الصحابة، وسمع عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأبا هريرة، وأكثر روايته عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود. وأبوه عبد الله بن عتبة يعد في الصحابة. وصحب عون الشعبي، والأسود بن يزيد وكبار التابعين وعلمائهم من أهل الكوفة وغيرها. وروى عن عون من التابعين جماعة، منهم: إسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو الزبير، وأبو سهيل نافع بن مالك، ومجالد. وروى عنه: سعيد المقبري، ومالك بن مغول، ومسعر وغيرهم من الأئمة والأعلام
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: ثنا الحجاج بن أبي عثمان، عن أبي الزبير، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عمر، قال: بينا نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:265]: «من القائل كذا وكذا؟» فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله. فقال: «عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء». قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. غريب من حديث عون، لم يروه عنه إلا أبو الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس تابعي من أهل مكة، تفرد به عنه الحجاج وهو الصواف البصري
حدثنا أبو عمر، ومحمد بن أحمد بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا أبو موسى الأنصاري، قال: ثنا عاصم بن عبد العزيز المدني، عن أبي سهيل، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكفيك قراءة الإمام خافت أو جهر». غريب من حديث عون، لم يروه عنه إلا أبو سهيل وهو نافع بن مالك عم مالك بن أنس، يعد من تابعي أهل المدينة، سمع من أنس بن مالك، تفرد عنه عاصم بن عبد العزيز وهو الليثي
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن يحيى بن منده، قال: ثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: ثنا أبو النضر، قال: ثنا أبو عقيل الثقفي، قال: ثنا مجالد، قال: ثنا عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، قال: «ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى قرأ وكتب». غريب من حديث عون، عن أبيه. وأبوه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ست سنين، وبرك عليه ودعا له. لم يروه عنه إلا مجالد، تفرد به أبو عقيل
حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار قال: ثنا محمد بن يونس بن موسى، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، قال: ثنا عبد الحميد يعني ابن جعفر، قال: أخبرنا سعيد المقبري، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: جاء رجل من بني سليم يقال له عمرو بن عبسة إلى المدينة، ولم يكن رأى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بمكة، فقال: يا رسول الله، علمني ما أنت به عالم، وما أنا به جاهل، علمني ما ينفعني ولا يضرني، أي صلاة الليل التطوع أفضل؟ قال: " نصف الليل، فإنها ساعة ينزل فيها الله تعالى إلى سماء الدنيا فيقول: لا أسأل [ص:266] عن عبادي أحدا غيري. فيقول: هل من داع يدعوني فأستجيب له؟ هل من مستغفر فيستغفرني فأغفر له؟ هل من عان يدعوني فأفك عانه؟ حتى ينفجر الفجر، ثم يصعد الرحمن ". غريب من حديث عون، تفرد به عنه سعيد. ورواه الليث بن سعد عن سعيد عن عون منقطعا ولم يقل: عن أبيه. حدثناه إبراهيم بن محمد بن يحيى، في جماعة قالوا: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود، قال: جاء رجل من بني سليم فذكر نحوه. واختلف على سعيد المقبري في هذا الحديث، فروي عنه من رواية عون على ما ذكرنا من اختلافه. وروى عنه يعني سعيدا عن أبي هريرة. وروى عنه عن أبيه عن أبي هريرة. وروى عنه عن عطاء مولى أم حبيبة عن أبي هريرة، وأسلم الروايات وأصحها: عن أبيه، عن أبي هريرة
حدثنا محمد بن علي بن أحمد بن مخلد، قال: ثنا محمد بن يونس بن موسى، قال: ثنا أبو عامر العقدي، قال: ثنا محمد بن أبي حميد، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج من عينه دموع وإن كانت مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى حتى يصيب حر وجهه حرم الله وجهه على النار» غريب من حديث عون، تفرد به محمد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم الزرقي المدني ويعرف بحماد بن أبي حميد. ورواه إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن حماد، عن عون مثله. حدثناه سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن المبارك الصنعاني، قال: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: ثنا يحيى، عن حماد، عن عون، مثله
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود الطيالسي، قال: ثنا محمد بن أبي حميد، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم، فقلنا: يا رسول الله، مم تبسمت؟ قال: «عجبت للمؤمن وجزعه من السقم، ولو يعلم ما في [ص:267] السقم أحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله عز وجل». تفرد به محمد بن عون. ورواه الليث بن سعد عن خالد بن يزيد، عن سعد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي حميد، عن عون، ولم يقل: عن أبيه
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا محمد بن إبراهيم بن ملحان، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال: ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي حميد، أن عون بن عبد الله أخبره، عن ابن مسعود، قال: تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما. فقلنا: ما لك يا رسول الله قال: «إني عجبت لهذا العبد المسلم يكره أن يمرض، ولو يعلم ما له في المرض لأحب أن لا يزال مريضا» ثم تبسم، قلنا: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: " عجبت للملكين، أتيا يلتمسان العبد في مصلاه فوجداه قد حبسه المرض، فعرجا فقالا: يا رب، وهو أعلم، جئنا نلتمس عبدك فلانا في مصلاه فوجدناه قد حبسه المرض، قال: اكتبا له أجر عمله الذي كان يعمل، يعطى أجره ما كان عانيا في حبالي ". وروى عن محمد بن أبي حميد بهذه الزيادة مجردا أبو داود الطيالسي. حدثناه عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا محمد بن أبي حميد، عن عون، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء ثم خفضه فقال: «عجبت للملكين»، فذكر نحوه
حدثنا أبو أحمد الجرجاني، قال: ثنا أحمد بن موسى العدوي، قال: ثنا إسماعيل بن سعيد، قال: ثنا وهب بن جرير، عن محمد بن أبي حميد، عن عون بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث تجري للمؤمن في قبره: عالم ترك علما يعمل به فهو يجري له ما عمل به، ورجل تصدق بصدقة فهو يجري له ما عمل بما جرت لأهلها، ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له ". غريب من حديث عون، عن أبيه، تفرد به محمد بن أبي حميد، وهو صحيح ثابت من حديث أبي هريرة وأبي قتادة
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا مسعدة بن سعد العطار، قال: ثنا إبراهيم [ص:268] بن المنذر الحزامي، قال: ثنا محمد بن عمر الواقدي، قال: ثنا هشام بن سعد، عن محصن بن علي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر عن الفارين». غريب من حديث عون متصلا مرفوعا، لم يروه عنه إلا محصن، ولم نكتبه إلا من هذا الوجه. وروي من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا
حدثنا سليمان بن أحمد، وغيره، قالوا: ثنا جعفر الفريابي، قال: ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود: أن الديك صرخ عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: اللهم العنه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنه ولا تسبه؛ فإنه يدعو إلى الصلاة». غريب من حديث صالح عن عون، عن أبيه، عن عبد الله، تفرد به إسماعيل، والصحيح رواية صالح عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهني، وهذا الحديث مما اضطرب فيه إسماعيل بن عياش من حديث الحجازيين واختلط فيه
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود، أنه قال: ما من عبد يقول سبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وتبارك الله، إلا تلقاهن ملك وصعد بهن إلى السماء، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يحيي بها وجه الرحمن ". قال عون: فذكرت ذلك لبعض علمائنا، فقال: لقد بلغني أنه: " ليس من أحد يقولهن ويتبعهن: لا حول ولا قوة إلا بالله، إلا نظر الله إليه، وما نظر الله إلى عبد إلا رحمه ". كذا رواه الليث عن ابن عجلان عنه موقوفا
حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن، ح. وحدثنا محمد بن نصر، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء، قالا: ثنا محمد بن بكير الحضرمي، ح. وحدثنا محمد بن إسحاق بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ح. وحدثنا محمد بن حميد، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، قالا: ثنا وهب بن [ص:269] بقية، قالا ثنا خالد بن عبد الله، عن الشيباني، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أخيه عبيد الله، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في الجمعة ساعة لا يوافقها أحد يسأل الله تعالى فيها شيئا إلا أعطاه»
فقال عبد الله بن سلام: «إن الله تعالى ابتدأ الخلق وخلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين، وخلق السموات يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وخلق الأقوات وما في الأرض يوم الخميس ويوم الجمعة إلى صلاة العصر، فهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس». غريب من حديث عون، تفرد به عنه أبو إسحاق الشيباني تابعي من أهل الكوفة، اسمه سلمان بن فيروز، عنه خالد بن عبد الله
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا معاذ بن المثنى، قال: ثنا مسدد، ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي ح. وحدثنا حبيب بن الحسن، قال: ثنا يوسف القاضي، قال: ثنا المقدمي، قالوا: ثنا يحيى بن سعيد، ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي، قال: ثنا عبيد بن غنام، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان، قال: ثنا محمد بن العباس، قال: ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، قالوا: ثنا عبد الله بن نمير، قالا: عن موسى بن مسلم، عن عون بن عبد الله، عن أبيه، أو عن أخيه، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذين يذكرون الله من جلال الله من تسبيحه، وتهليله، وتكبيره، وتحميده، يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن، أو لا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله شيء يذكر به». غريب من حديث عون، تفرد به عنه موسى وهو أبو عيسى موسى بن مسلم الطحان يعرف بالصغير
حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، قال: ثنا أحمد بن علي الخزاز، قال: ثنا شجاع بن أشرس أبو العباس، ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، قال: ثنا يحيى بن بكير، قالا: ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن [ص:270] يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن عامر الشعبي، أنه سمع النعمان بن بشير، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور متشابهات، فمن استبرأهن فهو أسلم لدينه ولعرضه، ومن وقع فيهن فيوشك أن يقع في الحرام، كالمرتع إلى جانب الحمى يوشك أن يقع فيه». صحيح ثابت من حديث الشعبي، غريب من حديث عون، لم يروه عنه إلا سعيد، تفرد به الليث عن خالد عنه
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا إسحاق الحنظلي، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: ثنا ابن جريج، قال: أخبرني عون بن عبد الله، عن الشعبي، أن النعمان بن بشير، قالت أمه لبشير: يا بشير، انحل ابني النعمان، فلم تزل به حتى نحله، فقالت: أشهد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له الشهادة عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أنحلت بنيك مثل ذلك؟». قال: لا. قال: «فإني لا أشهد على الجور». قال لي عون: وأما أنا فسمعت أبي يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فسو بينهم». غريب من حديث عون لم نكتبه إلا من حديث ابن جريج عنه
حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا الحسين بن أبي معشر، قال: ثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا ابن جريج، قال: أخبرني عون بن عبد الله، عن حميد الحميري، عن عبد الله بن مسعود: «أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي فرد عليه السلام». غريب من حديث عون، لم نكتبه إلا من حديث ابن جريج
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا أحمد بن عيسى المصري، وحرملة بن يحيى، قالا: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، أن يحيى بن عبد الرحمن، حدثه عن عون بن عبد الله، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى [ص:271] الله عليه وسلم إذ سمع القوم وهم يقولون: أي الأعمال أفضل يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور، ثم نداء في الوادي، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأنا أشهد، لا يشهد بها أحد إلا برئ من الشرك». غريب من حديث عون، تفرد به عمرو بن سعيد
حدثنا حبيب بن الحسن، قال: ثنا عمر بن حفص السدوسي، قال: ثنا عاصم بن علي، قال: ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود، عن عبد الله، أنه قال: " إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، قالوا: فعلمنا، قال: قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد ". رواه مسعر عن عون، عن الأسود، من دون أبي فاختة
حدثناه محمد بن المظفر، قال: ثنا القاسم بن زكريا، قال ثنا محمد بن ورد بن عبد الله، قال: ثنا أبي قال: ثنا عدي بن الفضل، عن مسعر، عن عون بن عبد الله، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله، قال: «أحسنوا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها تعرض عليه». فذكره، رواه الثوري عن أبي سلمة، مسعر عن عون، عن رجل، عن الأسود حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي سلمة، عن عون بن عبد الله، عن رجل، عن الأسود، عن ابن مسعود، أنه كان يقول: «اجعل صلواتك ورحمتك على سيد المرسلين». الحديث
حدثنا سليمان، قال: ثنا أبو مسلم، قال: ثنا عبد الله بن رجاء، قال: ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد، قال: قرأ عبد الله بن مسعود {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} [مريم: 87] قال: " يقول الله تعالى يوم القيامة [ص:272]: من كان له عندي عهد فليقم ". قالوا: يا أبا عبد الرحمن فعلمنا، قال: " قولوا: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، إنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعله لي عندك عهدا تؤده إلي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد "
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 4- ص: 240
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 4- ص: 240
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي. قال لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة رحل إليه عون بن عبد الله وأبو الصباح موسى بن أبي كثير وعمر ابن حمزة فكلموه في الإرجاء وناظروه فزعموا أنه وافقهم ولم يخالفهم في شيء منه.
وكان ثقة كثير الإرسال.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 311
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي
المتوفي بعد سنة 120هـ رحمه الله تعالى.
كان رحمه الله تعالى: خطيباً وشاعراً ورواية ناسباً.
دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 29
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الهذلي، الكوفي.
سمع أبا هريرة.
روى عنه المسعودي، ومسعر.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1
عون بن عبد الله بن عتبة الهذلي الزاهد الفقيه
أخو الفقيه عبيد الله عن أبي هريرة وابن عباس وجمع وعنه الزهري وأبو حنيفة وأبو العميس حديثه عن عمر في مسلم ولم يلحقه مات في حدود العشرين ومائة لان بن عيينة رآه يقال غالب رواياته عن الصحابة مرسلة م 4
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي كنيته أبو عبد الله
روى عن ابن عمر في الصلاة والشعبي في البيوع وأبيه في التفسير
روى عنه أبو الزبير وسعيد بن أبي هلال
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي
أخو عبيد الله بن عبد الله من عباد أهل الكوفة وقرائهم
يروي عن أبي هريرة إن كان سمع منه وقد أدرك بن أبي أوفى وأبا جحيفة روى عنه المسعودي ومسعر بن كدام
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
ثقة مدني
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن عمر
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1
عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي
سمع أبا هريرة وابن عمر سمع منه مسعر والمسعودي والشيباني سمعت أبي يقول ذلك نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال عون بن عبد الله بن عتبة ثقة.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 6- ص: 1