عمرو بن معدي كرب عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي: فارس اليمن، وصاحب الغارات المذكورة. وفد على المدينة سنة 9هـ ، في عشرة من بني زبيد، فأسلم وأسلموا، وعادوا. ولما توفى النبي (ص) ارتد عمرو في اليمن. ثم رجع إلى الإسلام، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فشهد اليرموك، وذهبت فيها إحدى عينيه. وبعثه عمر إلى العراق، فشهد القادسية. وكان عصى النفس، أبيها، فيه قسوة الجاهلية، يكنى أبا ثور. وأخبار شجاعته كثيرة. له شعر جيد أشهره قصيدته التي يقول فيها:
(إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع)
توفى على مقربة من الري. وقيل: قتل عطشا يوم القادسية.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 86

عمرو بن معديكرب الزبيدي (ب د ع) عمرو بن معديكرب بن عبد الله بن عمرو بن حصم بن عمرو بن زبيد الأصغر، وهو منبه، بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب ابن سعد العشيرة بن مذحج الزبيدي المذحجي، أبو ثور. كذا نسبه أبو عمر.
وقال هشام الكلبي «عصم» بدل «حصم».
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مراد، لأنه كان قد فارق قومه سعد العشيرة ونزل في مراد، ووفد معهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم معهم. وقيل: إن عمرا قدم في وفد زبيد قومه، والله أعلم.
وكان إسلامه سنة تسع. وقال الواقدي: سنة عشر.
ولما أسلموا عادوا إلى بلادهم، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتد مع الأسود العنسي، فسار إليه خالد ابن سعيد بن العاص فقاتله، فضربه خالد على عاتقه، فانهزم، وأخذ خالد سيفه الصمصامة.
فلما رأى عمرو قدوم الإمداد من أبي بكر رضي الله عنه إلى اليمن، عاد إلى الإسلام، ودخل على المهاجر بن أبي أمية بغير أمان، فأوثقه وسيره إلى أبي بكر، فقال له أبو بكر: أما تستحيي! كل يوم مهزوم أم مأسور! لو نصرت هذا الدين لرفعك الله! قال: لا جرم لأقبلن ولا أعود.
فأطلقه ورجع إلى قومه، ثم عاد إلى المدينة فسيره أبو بكر إلى الشأم، فشهد اليرموك. ثم سيره عمر إلى سعد بن أبي وقاص بالعراق، وكتب إلى سعد أن يصدر عن مشورته في الحرب. وشهد القادسية، وله فيها بلاء حسن، وقتل يوم القادسية، وقيل: بل مات عطشا يومئذ، وقيل: بل مات سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بن مقرن، فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها «روذة» فقال بعض شعرائهم يرثيه:

روى عنه شراحيل بن القعقاع أنه قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». فقال عمرو:
لقد رأيتنا منذ قريب ونحن إذا حججنا في الجاهلية نقول:
قد تركوا الأوثان خلوا صفرا قال: فنحن والحمد لله نقول كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى عن الشافعي رحمه الله قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب رضي الله عنه، وخالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن، وقال: إذا اجتمعتما فعلي الأمير، وإذا افترقتما فكل واحد منكما أمير. «فاجتمعا، وبلغ عمرو بن معديكرب مكانهما، فأقبل في جماعة من قومه، فلما دنا منهما قال: «دعوني حتى آتي هؤلاء القوم، فأني لم أسم لأحد قط إلا هابني». فلما دنا منهما نادى: «أنا أبو ثور، أنا عمرو بن معديكرب» فابتدره علي وخالد، وكل واحد منهما يقول لصاحبه: «خلني وإياه ويفديه بأبيه وأمه». فقال عمرو إذ سمع قولهما: العرب تفزع مني وأراني لهؤلاء جزرا، فانصرف عنهما.
وكان شاعرا محسنا، ومن جيد شعره قوله:
ومما يستجاد من شعره قوله:
في أبيات أكثر من هذا. وتروى هذه الأبيات لدريد بن الصمة، وهي لعمرو بن معديكرب أشهر.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 954

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 4- ص: 261

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 770

عمرو بن معديكرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن زبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه، وهو زبيد الأكبر، ابن صعب بن سعد العشيرة الزبيدي الشاعر الفارس المشهور. يكنى أبا ثور.
قال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. وقال ابن ماكولا: له صحبة ورواية. وقال أبو نعيم: له الوقائع المذكورة في الجاهلية، وله في الإسلام بالقادسية بلاء حسن.
قال ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: قدم عمرو بن معديكرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد زبيد فأسلم، وله قصة مع قيس بن المكشوح المرادي.
وذكر ابن سعد، عن الواقدي، عن عبد الله بن عمرو بن زهير، عن محمد بن عمارة ابن خزيمة، قال: قال عمرو بن معديكرب لقيس بن مكشوح حين انتهى إليهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم: قد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبيا فلن يخفى علينا.
فأتى قيس فركب عمرو إلى المدينة، فنزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأجازه النبي صلى الله عليه وسلم، فرجع إلى قومه، فأقام فيهم مسلما مطيعا، وكان عليهم فروة بن مسيك، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد عمرو.
وذكر ذلك سيف في كتاب «الردة» وأن المهاجر بن أبي أمية أسر عمرو بن معديكرب، فأرسله إلى أبي بكر، فعاود الإسلام.
قال الخطيب في «المتفق والمفترق»: يقال: إن له وفادة: وقيل لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قدم إلى المدينة بعد وفاته، وحضر القادسية، وأبلى فيها.
وروينا في مناقب الشافعي لمحمد بن رمضان بن شاكر: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا الشافعي، قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وخالد بن سعيد، إلى اليمن، فبلغ عمرو بن معديكرب ما قيل في جماعة من قومه، فقال لهم: دعوني آت هؤلاء القوم، فإني لم أسم لأحد قط إلا هابني، فلما دنا منهما قال: أنا أبو ثور، أنا عمرو بن معديكرب، فابتدراه، كل منهما يقول خلني وإياه. فقال عمرو: العرب تفزع بي، وأراني لهؤلاء جزرا، فانصرف.
وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، من طريق خلاد بن يحيى، عن خالد بن سعيد، عن أبيه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن، وقال له: «إن مررت بقرية فلم تسمع أذانا فاسبهم»
فمر ببني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم، فأتاه عمرو بن معديكرب فكلمه فيهم، فوهبهم إياه، فوهب له عمرو سيفه الصمصامة، فتسلحه خالد بن سعيد، فقال له عمرو:
#على صمصامة السيف السلام في أبيات له.
ومدح عمرو بن معديكرب خالد بن سعيد بقصيدة أشرت إليها في ترجمة خالد.
وشهد عمرو فتوح الشام، وفتوح العراق، فقال ابن عائذ في المغازي: سمعت أبا مسهر يحدث عن محمد بن شعيب، عن حبيب، قال: قال مالك بن عبد الله الخثعمي: ما رأيت أشرف من رجل برز يوم اليرموك، فخرج إليه علج فقتله، ثم انهزموا وتبعهم، ثم انصرف إلى خباء عظيم. فنزل ودعا بالجفان، ودعا من حوله، فقلت: من هذا؟ قيل: عمرو بن معديكرب.
وقال الهيثم بن عدي: أصيبت عينه يوم اليرموك.
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة، وابن عائذ، وابن السكن، وسيف بن عمر، والطبراني، وغيرهم، بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم، قال: شهدت القادسية فكان سعد على الناس، فجعل عمرو بن معديكرب يمر على الصفوف، ويقول: يا معشر المهاجرين، كونوا أسودا أشداء، فإن الفارس إذا ألقى رمحه يئس، فرماه أسوار من الأساورة بنشابة، فأصاب سية قوسه، فحمل عليه عمرو فطعنه فدق صلبه، ونزل إليه فأخذ سلبه.
وأخرجها ابن عساكر من وجه آخر أطول من هذا، وفي آخرها: إذا جاءته نشابة فأصابت قربوس سرجه، فحمل على صاحبها، فأخذه كما تؤخذ الجارية، فوضعه بين الصفين، ثم احتز رأسه، وقال: اصنعوا هكذا.
وروى الواقدي من طريق عيسى الخياط، قال: حمل عمرو بن معديكرب يوم القادسية وحده فضرب فيهم، ثم لحقه المسلمون وقد أحدقوا به وهو يضرب فيهم بسيفه، فنحوهم عنه.
ورأيت في ديوانه، رواية أبي عمرو الشيباني، من نسخة فيها خط أبي الفتح بن جني قصيدة يقول فيها:

وأخرج الطبراني عن محمد بن سلام الجمحي، قال: كتب عمرو إلى سعد: إني أمددتك بألفي رجل: عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد.
وذكر ابن سعد عن الواقدي، عن ربيعة، عن عثمان: لما ولي النعمان بن مقرن كتب إليه لما توجه إلى نهاوند: إن في جندك عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد، فأحضرهما وشاورهما في الحرب.
وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، من طريق مغيرة بن مقسم، قال: كتب عمر إلى سعد وإلى النعمان بن مقرن فذكر نحوه، وزاد وجرير بن عبد الله البجلي، وعلباء بن الهيثم.
وقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح، عن عبد الملك نحو الأول، وزادوا: لا تعطهما من الأمر شيئا، فإن كل صانع أعلم بصناعته.
وقال ابن عائذ: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، حدثنا جابر بن يحيى القارئ، قال: لما افتتح سعد العراق ودر له الخراج أوفد عمرو بن معديكرب إلى عمر يذكر له شجاعته، وحسن مؤازرته.
وقال البخاري في «تاريخه»: حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن أبي عمران، عن علقمة بن عبد الله بن معقل بن يسار، قال: بعث عمر النعمان بن مقرن إلى نهاوند، وبعث معه عمرو بن معديكرب.
وأخرج ابن سعد والبغوي، والهيثم بن كليب، والزبير في الموفقيات، والطبراني، وابن مندة، من طريق شرقي بن قطامي، عن أبي طلق الغامدي، عن شراحيل بن القعقاع، عن عمرو بن معديكرب، قال: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا قلنا:
#يقطعن خبتا وجبالا وعرا الحديث، وفيه: وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفة، ونقف ببطن محسر يمنة عرفة، فرقا من أن يتخطفنا الجن
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجيزوا بطن عرفة، فإنما هم إذا أسلموا إخوانكم». قال: فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم التلبية: لبيك اللهم لبيك... إلى آخرها.
لفظ الطبراني.
وقال في «الأوسط»: لم يروه عن شرقي إلا محمد بن زياد. وأخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن محمد بن الصلت، عن محمد بن زياد، فخالف السند الأول، فقال عن شرقي، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: سمعت عمرو بن معديكرب. وابن الصلت متروك.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا أبي عن عمرو بن شمر، عن أبي طوق، عن شرحبيل، كذا قال عمرو بن شمر فيهما.
قال عبد الغني بن سعيد: اسم أبي طلق الغامدي عدي بن حنظلة، وله حديث آخر في فضل بسم الله الرحمن الرحيم موقوف، أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، والدينوري في المجالسة بسندين كل منهما واه- أن عمرو بن معديكرب كان في مجلس عمر بن الخطاب، فذكره.
وأخرج الدولابي عن أبي بكر الوجيهي، عن أبيه، عن أبي صالح بن الوجيه، قال: في سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نهاوند، فقتل النعمان بن مقرن، ثم انهزم المسلمون. وقاتل عمرو بن معديكرب يومئذ حتى كان الفتح فأثبتته الجراحة فمات بقرية روذة.
قال الوجيهي: وأنشدني غيره في ذلك لدعبل بن علي الخزاعي:
ومن طريق خالد بن قطن، حدثني من شهد موت عمرو بن معديكرب: كان قد رقد، فلما أرادوا الرحيل أيقظوه، فقام، وقد مال شقه، وذهب لسانه، فلم يلبث أن مات، فقالت امرأته الجعفرية... فذكر البيتين.
وقال المرزباني: مات في خلافة عثمان بالفالج. وقد جاوز المائة بعشرين سنة، وقيل بخمسين.
وحكى أبو عمرو أنه مات بالقادسية إما قتيلا وإما عطشا. وقيل: بل بعد وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين.
قلت: وقيل: إنه عاش بعد ذلك، ففي كتاب المعمرين لابن أبي الدنيا، من طريق جويرية بن أسماء، قال: شهد صفين غير واحد أبناء خمسين ومائة، منهم عمرو بن معديكرب.
وأخرج أحمد بن سيار، وعمرو بن شبة، من طريق رميح بن هلال، عن أبيه: رأيت عمرو بن معديكرب في خلافة معاوية شيخا عظيم الخلقة، أعظم ما يكون من الرجال، أجش الصوت، إذا التفت التفت بجميع جسده.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: شهد عمرو بن معديكرب القادسية، وهو ابن مائة وست سنين. وقيل مائة وعشرة.
وقال أبو عمر: كان شاعرا محسنا، ومما يستحسن من شعره قصيدته التي أولها:
يقول فيها:
وهو فحل في الشجاعة والشعر.
قال عمرو بن العلاء: لا يفضل عليه فارس في العرب، وهو القائل في قيس بن مكشوح المرادي من قصيدة يقول فيها:
ويقول فيها:

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 568

عمرو بن معديكرب الزبيدي يكنى أبا ثور، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد زبيد فأسلم، وذلك في سنة تسع. وقال الواقدي: في سنة عشر. وقد روى عن ابن إسحاق بعض أهل المغازي مثل ذلك.
وذكر الطبري، عن ابن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله ابن أبي بكر: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن معديكرب في وفد زبيد فأسلم، وذكر له خبرا طويلا مع قيس بن المكشوح.
قال أبو عمر: أقام بالمدينة برهة، ثم شهد عامة الفتوح بالعراق، وشهد مع أبي عبيد بن مسعود، ثم شهد مع سعد، وقتل يوم القادسية. وقيل: بل مات عطشا يومئذ، وكان فارس العرب مشهورا بالشجاعة، يقال في نسبه: عمرو بن معديكرب بن عبد الله بن عمرو بن عاصم بن عمرو ابن زبيد الأصغر، وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه ابن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد ابن زيد بن كهلان بن سبأ.
وقيل: بل مات عمرو بن معديكرب سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بن مقرن، وشهد فتحها، وقاتل يومئذ حتى كان الفتح، وأثبتته الجراحات يومئذ، فحمل فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة فقال بعض شعرائهم:

من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التلبية: لبيك اللهم، لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك ... في حديث طويل ذكره.
قال شرحبيل بن القعقاع: سمعت عمرو بن معديكرب يقول: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا في الجاهلية نقول:
#قد تركوا الأوثان خلوا صفرا فنحن والحمد لله نقول اليوم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
أنبأنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا محمد بن رمضان ابن شاكر، حدثنا محمد بن عبد الله بن الحكم، حدثنا الشافعي، قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وخالد بن سعيد ابن العاص رضي الله عنهما إلى اليمن، وقال: إذا اجتمعتما فعلى أمير، وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير، فاجتمعا، وبلغ عمرو بن معديكرب
مكانهما، فأقبل في جماعة من قومه، فلما دنا منهما قال: دعوني حتى آتي هؤلاء القوم، فإني لم أسم لأحد قط إلا هابني، فلما دنا منهما نادى: أنا أبو ثور، أنا عمرو بن معديكرب. فابتدراه علي وخالد، وكلاهما يقول لصاحبه: خلني وإياه ويفديه بأبيه وأمه. فقال عمرو إذ سمع قولهما: العرب تفزع مني، وأراني لهؤلاء جزرا، فانصرف عنهما. وكان عمرو بن معديكرب شاعرا محسنا، ومما يستحسن من شعره قوله:
وشعره هذا من مذهبات القصائد أوله:
ومما يستجاد أيضا من شعره قوله:
وفيها يقول:
في أبيات له كثيرة من هذه. وتروى هذه الأبيات لابن دريد بن الصمة أيضا، وهي لعمرو بن معديكرب أكثر وأشهر. والله أعلم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن يونس، حدثنا بقي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، قال: كتب عمر إلى النعمان بن مقرن استشر واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معديكرب، ولا تولهما من من الأمر شيئا، فإن كل صانع هو أعلم بصناعته.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1201

عمرو بن معدي كرب الزبيدي الفارس المشهور، يكنى أبا ثور، جعله ابن سلام رابع فرسان العرب المذكورين، وحكي عن خلف الأحمر وغيره تقدمه عليهم أخبر بذلك أبو خليفة بن الحباب قال: حدثنا محمد بن سلام، وأخبرني أبو بكر بن زهير قال حدثنا الأثرم أن أبا عبيدة معمر بن المثنى قال كانت العرب لا تزيد فيمن تعد من الفرسان أو الشعراء أو الخطباء على ثلاثة نفر، وذكر أن العرب مجمعة على أن فرسانها في الجاهلية ثلاثة: عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي، وعامر بن الطفيل العامري وبسطام بن قيس بن مسعود الشيباني، ولم يذكر أبو عبيدة عمرو بن معدي كرب فيهم.
وأخبرنا أبو سعيد بن شاهين قال حدثنا ابن النطاح قال حدثنا أبو عبيدة قال: كان عمرو بن معدي كرب يقدم على زيد الخيل في البأس والنجدة، ولا يعلم له في الجاهلية أسير.
وكان عمرو قد أسلم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ارتد مع مرتدة اليمن وحارب عمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم عاد الى الإسلام، وأخرجه عمر بن الخطاب في بعث العراق فشهد فتوح فارس وأبلى فيها فكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص أن يستشيره في الحرب وطليحة بن خويلد الأسدي ولا يوليهما شيئا من أمر المسلمين، وأخباره في غاراته في الجاهلية وقتله من قتل من الفرسان مشهورة وكثير منها أكاذيب.
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا محمد بن سلام أراه عن عبد الملك بن الماجشون قال: كان عمرو بن معدي كرب في مسجد الكوفة يحدث بأيامه في الجاهلية إذ قال: فلقيت أنس بن مدرك الخثعمي فطعنته فقتلته وأنس في القوم فقال أنس: حلا أبا ثور: ها أنا جالسا اسمعك فقال: اسكت ويحك نوزغ هذه النزارية، نوزعها نكفها وذكر أحمد بن الهيثم الفراسي قال: حدثني عمي أبو فراس قال: حدثنا ابن الكلبي قال: كانت الفرسان تتواقت على خيولها في الكناسة بالكوفة فتتحدث، قال فوقف جماعة من الأشراف فيهم خالد بن الصقعب النهدي وطلع عليهم عمرو بن معدي كرب فقالوا، يا أبا ثورحدثنا ببعض عجائبك، فابتدأ بذكر أمر جرم حين حالفت بني زبيد وإغارتهم على الحارث بن كعب وحلفائها من نهد وإخوتها وساق خبرهم فقال فيه: فلقيتني بنو نهد مسترعفين بخالد بن الصقعب، فضربته بالصعصامة ضربة فرقت بها بين شقيه، فسقط الى الأرض من كلا جانبيه فقال له خالد: إن قتيلك يا أبا ثور يسمع حديثك، قال: إنما أنت محدث فاسمع.
وأخبرنا ابن شاهين قال: حدثنا ابن النطاح قال: حدثني أبو عبيدة معمر قال: كان عمرو بن معدي كرب يوم القادسية قد أرمق على مائة سنة.
وحدثني عسل بن ذكوان قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني قال كان خلف الأحمر مولى الأشعريين يتعصب لعمر بن معدي كرب ويفرط في الإشادة بذكره، فقال له بعض أصحابه يوما: إنه كذاب، فقال: إن كان يكذب في المقال فإنه كان يصدق في الفعال.
وأخبرنا محمد بن إسماعيل بن يعقوب الأعلم قال: حدثنا محمد بن سلام قال: قال يونس بن حبيب: أبت العرب إلا أن عمرا كان يكذب، وله أشعار كثيرة جياد، أنشدنا له محمد بن يحيف المروزي عن الجاحظ قصيدته التي أولها.

وفيها يقول:
ومما استحسن تشبيهه فيه:
ومن قوله المختار.
والبيت الأول من أمض ما هجي به أحد والبيت الثاني من أصدق ما قاله فارس.

  • دار النشر مكتبة الخانجي-ط 1( ) , ج: 1- ص: 0

عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد الصغير. وهو منبة بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه. وهو جماع زبيد.
وهو من مذحج. وكان عمرو بن معدي كرب فارس العرب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن محمد بن
عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم عمرو بن معدي كرب في عشرة من زبيد المدينة فقال حين دخلها. وهو آخذ بزمام راحلته: من سيد أهل هذه البحرة من بني عمرو بن عامر؟ فقيل له: سعد بن عبادة. فأقبل يقود راحلته حتى أناخ ببابه. فخرج إليه سعد فرحب به وأمر برحله فحط وأكرمه وحباه ثم راح به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وأقام أياما. وأجازه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان يجيز الوفد. وانصرف راجعا إلى بلاده. فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتد عمرو بن معدي كرب فيمن ارتد باليمن ثم رجع إلى الإسلام وهاجر إلى العراق وشهد فتح القادسية وغيرها وأبلى بلاء حسنا.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 58

عمرو بن معدي كرب، أبو ثور، الزبيدي، رضي الله عنه.
كان بالمدينة.
قال محمد بن إسحاق: حدثنا زياد الكلبي.
ثم كان بالعراق زمن القادسية.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 6- ص: 1

عمرو بن معديكرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد الزبيدي أبو ثور
يقال إن له صحبة قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك رواه عنه شرحبيل بن القعقاع

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عمرو بن معدي كرب الزبيدي أبو ثور
كان بالمدينة وكان بالعراق زمن القادسية سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 6- ص: 1