أبو عزة عمرو بن عبد الله بن عثمان الجمحي: شاعر جاهلي، من أهل مكة. أدرك الإسلام، وأسر على الشرك يوم بدر، فأتى به إلى رسول الله (ص) فقال: يارسول الله لقد علمت مالي من مال، وإني لذو حاجة وعيال، فامنن علي، ولك أن لا أظاهر عليك أحدا. فامتن عليه، فنظم قصيدة يمدحه بها، منها البيت المشهور:
(فانك، من حاربته لمحارب شقي، ومن سالمته لسعيد)
ثم لما كان يوم أحد دعاه صفوان بن أمية، سيد بني جمح، للخروج، فقال: إن محمدا قد من علي وعاهدته أن لا أعين عليه؛ فلم يزل به يطعمه حتى خرج وسار في بني كنانة، واشترك مع عمرو بن العاص (قبل إسلامه) في استنفار القبائل، ونظم شعرا يحرض به على قتال المسلمين. فلما كانت الوقعة أسره المسلمون، فقال: يارسول الله من علي، فقال النبي (ص): لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، لا ترجع إلى مكة تمسح عارضيك وتقول خدعت محمدا مرتين! وأمر به عاصم بن ثابت، فضرب عنقه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 80