عمرة بنت الخنساء عمرة بنت مرداس بن أبي عامر السلمي. أمها الخنساء: شاعرة كأمها. كان لها أخوان (يزيد، والعباس) فقتل يزيد بثأر قيس بن الأسلت، ومات العباس في الشام (سنة 16هـ) فجعلت ترثيهما وتندبهما، فأشبه حديثها حديث أمها من قبلها. وقد اختار أبو تمام بعض شعر عمرة في ديوان الحماسة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 72
عمرة بنت مرداس ترجمتها
أمها الشاعرة المشهورة بالخنساء, تماضر بنت عمرو بن الحارث الشريد من بني سليم, وأبوها مرداس بن أبي عامر السلمي, وهي شاعرة كأمها. رثت أخويها يزيد الذي قتل بثأر, والعباس الذي مات بالشام عام 16 هجرية وكان لها ابن اسمه الأقيصر بن نشبة مات غلاما حدثا. توفيت عمرة عام 48 هجرية.
المناسبة
قالت ترثي أخاها يزيد: (من الطويل)
أعيني لم أختلكما بخيانة | أبى الدهر والأيام أن أتصبرا |
وما كنت أخشى أن أكون كأنني | بعير إذا ينعى أخي تحسرا |
ترى الخصم زورا عن أخي مهابة | وليس الجليس عن أخي بأزورا |
لتبك ابن مرداس على ما عراهم | عشيرته إذ حم أمس زوالها |
لدى الخصم إذ عند الأمير كفاهم | فكان إليه فضلها وحلالها |
ومعضلة للحاملين كفيتها | إذا أنهكت هوج الرياح طلالها |
فمن مبلغ عني فلانا رسالة | فما أنت عن قول السفاه بمعتب |
تطير حولي والبلاد براقش | لأروع طلاب الترات مطلب |
فإن يك قد ولى الأقيصر وانقضى | به رائب من دهره المتقلب |
فقد كان حصنا لا يرام ومعقلا | عظيم رماد القدر غير مسبب |
تولى بأخلاق عليك كفاكها | وهذب قبل الموت ما لم تهذب |
وقد تعلم الخنساء أن فراشها | لمجلى إذا ما هم يوما بركب |
إذا انقلب الإبرام أيقنت أنه | مقارن شمس أو مقارن كوكب |
على كل عجماء البغام كأنه | وأقتاده منها على أم تولب |
يرن بروضات الفلاة كأنما | يرجع في أنبوب غاب مثقب |
قد اعتد للأعداء بيضاء صفوة | كمتن غدير الروضة المتصبب |
ومطردا لدن الكعوب وصارما | حساما متى يعل الضريبة تقصب |
وطرفا جناحيا تودد صنعه | أديبا إذا ما قال صاحبه هب |
لقد أرانا وفينا سامر لجب | مصارخ فيهم عز ومرتغب |
لا يرفع الناس فتقا حين يفتقه | ويرقع الخرق قد أعيا فيرتئب |
والفيض فينا شهاب يستضاء به | إنا كذلك فينا توجد الشهب |
إذ نحن بالأتم نرعاه ونسكنه | جول فوارسها كالبحر يضطرب |
كأن ملقى المساحي من سنابكها | بين الخبو إلى سعر إذا ركبوا |
فيها الذلول وفيها كل معترض | يفني ضغينته التعداء والخبب |
قبا تنازعها الأرسان قافلة | لا حققات ولا ميل ولا ثلب |
أجد ابن أمي ألا يؤوبا | وكان ابن أمي جليدا نجيبا |
تقيا نقيا رحيب المقام | كميا صليبا لبيبا خطيبا |
حليما أريبا إذا ما بدا | سديد المقالة صلبا دريبا |
وحسناء في القول منسوبة | تكتشف عن حاجبيها السبيبا |
فشد بمنطقة مقصرا | فدارت به تستطيف الركوبا |
تشف سنابكها بالعرى | وتطرح بالطرف منها العيوبا |
فلما علاها استمرت به | كما أفرغ الناضحان الذنوبا |
وأجرى أجاريها كلها | ومن كل جري تلاقي نصيبا |
أتى الناس من بعد ما أملحوا | فقال: وجدتم مكانا خصيبا |
فساروا إليه وقالوا: استقم | فلم يجدوه هلوعا هيوبا |
بقوم إذا أفزعوا مسكوا | وأدرك منهم ركوب ركوبا |
وطعنة خلس تلافيتها | كعط النساء الرداء الحجوبا |
وحوارء في القوم مظلومة | كأن على دفتيها كثيبا |
تيممتها غير مستأمر | فعرقبتها وهززت القضيبا |
فظلت تكوس على أكرع | ثلاث وغادرت أخرى خصيبا |
وقلت لصاحبها: لا ترع | فلم يعدم القوم نصحا قريبا |
فراح يعدو على جسرة | أمون وغادرت رحلا جنيبا |
وزق سباه لأصحابه | فظل يحيا وظلوا شروبا |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 198