ابن الوردي عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعري الكندي: شاعر، أديب، مؤرخ. ولد في معرة النعمان (بسورية) وولى القضاء بمنبج، وتوفى بحلب. من كتبه (ديوان شعر- ط) فيه بعض نظمه ونثره، و(تتمة المختصر- ط) تاريخ، مجلدان، يعرف بتاريخ ابن الوردي، جعله ذيلا لتاريخ أبي الفداء وخلاصة له، و (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة- خ) نثر فيه ألفية ابن مالك في النحو، و (الشهاب الثاقب- خ) تصوف، و (اللباب في الإعراب) نحو، و (شرح ألفيه ابن مالك) نحو، و (شرح ألفية ابن معطي) نحو، و (ألفية- ط) في تعبير الأحلام، و (تذكرة الغريب) منظومة في النحو، و (مقامات- ط) أدب، و (منطق الطير) منظومة في التصوف، و (بهجة الحاوي- ط) نظم بها الحاوي الصغير في فقه الشافعية. وتنسب إليه (اللامية) التي أولها:
(اعتزل ذكر الأغاني والغزل)
ولم تكن في ديوانه، فأضيفت إلى المطبوع منه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 67
القاضي زين الدين الوردي الشافعي عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس، القاضي الإمام، الفقيه، الأديب، الشاعر، زين الدين بن الوردي، المعري الشافعي.
أحد فضلاء العصر، وفقهائه، وأدبائه، وشعرائه، تفنن في العلوم وأجاد في المنثور، والمنظوم، نظمه جيد إلى الغاية، وفضله بلغ النهاية، لم يتفق لي لقاؤه إلى الآن، وأنا إلى رؤية وجهه ظمآن، كتبت إليه من دمشق في جمادى الآخرة سنة أربيعين وسبعمائة:
سلام على الحضرة العالية | سلام امرئ نفسه عاليه |
لأن لها رتبة في العلى | ذوايها في السما سامية |
وتؤنس من قد غدا يجتني | قطوف مسراتها دانية |
أيا عمر الوقت أنت الذي | كراماته في الورى سارية |
ويا بحر علم طمى لجة | فكم جاءنا عنه من راوية |
ويا فاضلا أصبحت روضة الـ | ـعلوم بتحقيقه زاهية |
لك الحظ كم فيه من نقطة | لها الحظ بالقلب من زاوية |
تقدمت في النظم من قد مضى | لأنك في الذروة العالية |
وأرخصت أسعار أشعارهم | كأن مدادك في غالية |
وكم في قصيد إذا حكتها | تكون القلوب لها قافية |
ونظمت في مذهب الشا | فعي كتابا عدا حاويا حاوية |
وزدت مائله جملة | بتحقيق مذهبه وافية |
فما لك من مشبه في الورى | ويا حسن ما هذه نافية |
لئن كنت أرسلت هذا القر | يض فللبحر قد سقته شافية |
وإلا فأهديت نحو الرياض | وقد أينعت زهرة ذاوية |
وسرك إن لم أكن حاضرا | يغطي مساويها البادية |
فلازلت في نعمة وفرها | يساق لها جملة باقية |
يا سائلا عمن غدا فضله | مشتهرا في القرب والبعد |
الناس زهر في السرى نابت | دما ترى أذكى من الورد |
سلام على نفسك الزاكية | وشكرا لهمتك العالية |
أزهرا أم الزهر أهديتها | لعبد مدامعه جارية |
بل الأمن أرسلته محسنا | أمنت به كيد أعدائيه |
كتاب يفوح شذا نشره | فلي منه رائحة جابية |
وسعد مغاديه عن مركز الـ | ـعادة يلجى إلى زاوية |
إذا حمل الجدي في نطحه | فناس إلى رأسه دانيه |
وقابلني حين قبلته | من الطيب ما أرخص الغالية |
وفكهني في جنى غرسه | ولاسيما بيت ما النافيه |
معرب إيضاحه عمدة | معانيه شافية كافية |
تردد عيني به لا سدى | ولكنها تطلب العافية |
فمهديه أفديه من سيد | أياديه رائعة راقية |
لعل الخليل يداني به | ليجعلها كلمة باقية |
فيا جابرا دم معافى فكم | بعثت لمثلي من سارية |
لأقلامك الرفع تبنى بها | على الفتح أفعالها الماضية |
ولو لم يكن قد سعا نورها | لما حمل الحاسد الغاشية |
فإن أهلك الناس جهل بهم | فأنت من الفرقة الناجيه |
فكم باب نصر تبوأته | فأذهاننا منه كالجابيه |
رضى بك عن دهره ساخط | فلا زلق في عيشة راضيه |
فعفوا وصفحا ولا تنتقد | ويا بحر مالك والساقيه |
وإني لفي خجل منك إذ | أجبتك في الوزن والقافيه |
ليهنك أنك عين الزمان | فليت على عينه الواقيه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 23- ص: 0
ابن الوردي القاضي زين الدين عمر بن مظفر، تقدم ذكره في حرف العين في مكانه.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس الشيخ الإمام الفقيه النحوي الأديب الشاعر الناثر زين الدين أبو حفص بن الوردي المعري الشافعي.
أحد فضلاء العصر وفقهائه وأدبائه وشعرائه. تفنن في علومه، وأجاد في منثوره ومنظومه. شعره أسحر من عيون الغيد، وأبهى من الوجنات ذات التوريد. قام بفن التورية فجاءت معه قاعدة، وخطها في الطروس وهي فوق النجوم صاعدة، يطرب اللبيب لسماعها ولا طرب الصوفي للشبابه، ويعجب الأديب لانطباعها ولا عجب الغواني بما التحف شبابه، ويرغب الأريب لارتجاعها ولا رغبة الروض الذي صوح في صوب السحابة. ويدأب النجيب في اقتطاعها ولا دأب المحب في التمسك بأذيال محبوبه السحابة:
لفظ كأن معاني السكر تسكنه | فمن تحفظ بيتا منه لم يفق |
كأنه الروض يبدي منظرا عجبا | وإن غدا وهو مبذول على الطرق |
لئن ذوى الوردي في هذه الـ | ـدنيا لقد أينع في الخلد |
إنما أوحش ربع النهى | والفضل في نقص وفي رد |
والعلم روض ماله رونق | لأنه خال من الوردي |
سلام على الحضرة العالية | سلام امرئ نفسه عانيه |
لأن لها رتبة في العلا | ذوائبها في السما ساميه |
ويؤنس من غدا يجتني | قطوف مسراتها دانيه |
أيا عمر الوقت أنت الذي | كراماته في الورى ساريه |
ويا بحر علم طمى لجه | فكم جاءنا عنه من راويه |
ويا بحر علم طمى لجه | فكم جاءنا عنه من راويه |
ويا فاضلا أصبحت روضة الـ | ـعلوم بتحقيقه زاهيه |
لك الخط كم فيه من نقطة | لها الحظ بالقلب في زاويه |
تقدمت في النظم من قد مضى | لأنك في الذروة العاليه |
ورخصت أسعار أشعارهم | كأن مدادك من غاليه |
وكم من قصيد إذا حكتها | تكون القلوب لها قافيه |
ونظمت في مذهب الشافعي | كتابا غدا حاويا حاويه |
وزدت مسائله جملة | بتحقيق مذهبه وافيه |
فما لك من مشبه في الورى | ويا حسن ما ههنا نافيه |
لئن كنت أرسلت هذا القريض | فللبحر قد سقته ساقيه |
وإلا فأهديت نحو الريا | ض وقد أينعت زهرة ذاويه |
وسترك إن لم أكن حاضرا | يغطي مساوئه الباديه |
فلا زلت في نعمة وفرها | تساق له جملة باقيه |
لعل الله يجعله اجتماعا | يعين على الإقامة في ذراكا |
يا سائلا عمن غدا فضله | مشتهرا في القرب والبعد |
الناس زهر في الثرى نابت | وما ترى أذكى من الوردي |
سلام على نفسك الزاكية | وشكرا لهمتك العالية |
أزهرا أم الزهر أهديتها | لعبد مدامعه جارية |
كتاب يفوح شذى نشره | فلي منه رائحة جائيه |
وسعد معاديه عن مركز الـ | ـسعادة يلجا إلى زاويه |
إذا حمل الجدي في نطحه | ففاس إلى رأسه دانيه |
وقابلني حين قبلته | من الطيب ما أرخص الغاليه |
وفكهني في جنى غرسه | ولا سيما بيت ما النافيه |
تردد عيني به لا سدى | ولكنها تطلب العافيه |
فمهديه أفديه من سيد | أياديه رائقة راقيه |
لعل الخليل بداني به | ليجعلها كلمة باقيه |
فيا جابرا دم معاذا فكم | بعثت لمحلي من ساريه |
لأقلامك الرفع تبنى بها | على الفتح أفعالها الماضيه |
ولو لم يكن قد سبا نورها | لما حمل الخادم الغاشيه |
فإن أهلك الناس جهل بهم | فأنت من الفرقة الناجيه |
فكم باب نصر تبوأته | فأذهاننا منه كالجابيه |
رضي بك عن دهره ساخط | فلا زلت في عيشة راضيه |
وإني لفي خجل منك إذ | أجبتك في الوزن والقافيه |
فعفوا وصفحا ولا تنتقد | ويا بحر مالك والساقيه |
ليهنك أنك عين الزما | ن فليت على عينه الواقيه |
يا من حاجى | في الأسماء |
اطرح حرفا | بعد التاء |
يا من أحاجيه تغني | عن فطنة المتنبي |
إن كان عندك فهم | مثل لنا طول جب |
يا فاضلا قد صلحت | للعالمين نيته |
اطرح رتاجا ما ترى | يا سيدي أحجيته |
يا من يفوق البرايا | في بحثه حين يبحث |
مثل ولا تتوقف | قولي تلا متلبث |
قوالوا لرب الحجى | والواضح المنهج |
مثل لنا مسرعا | في القول رزقي نجي |
أتت يا كامل الحجى | والكلام المصحح |
قولي: الطرف ملكه | هات لي مثله اشرح |
يا فاضلا في الأحاجي | ما إن له من مؤاخي |
نور لآية حرث | مثل بغير تراخ |
يا إماما توقى | ولي كل معاد |
ما نظير لقولي | باع أرض سواد |
يا من حاجى | وقيت أذى |
مثل قولي | تعب جبذا |
يا من أحاجيه أعيت | ذهن الصدور الكبار |
ما مثل قولي لشخص | حاجيته رطل قار |
يا سيدا ألفاظه | لكل معنى حائزه |
مثل لنا ولا تقف | ألف وألف جائزه |
يا من له بين الورى رتبة | معروفة تومن تلبيسه |
مثل لنا أمر امرئ حاضر | بأنه يشغل نقريسه |
يا تاجرا في العلم لا | في الملهيات ولا القماش |
مثل لنا بخلا بما | إن شئت أو أقص عطاش |
يا فاضلا يرجى له | من ربه حسن الخلاص |
مثل لنا في سرعة | تعب المسن من القلاص |
يا من أبان الـ | ـمعنى وفضه |
مثل لنا سريعا | أهمل فضه |
يا من لثغر العلا | والعلم أضحى يحوط |
إن كنت ذا فطنة | ما مثل أحبب قنوط |
يا إماما في الأحاجي | زانه فهم وحفظ |
مثل الآن سريعا | آلة التعريف لفظ |
يا سيدا فيه بشر | للبائس المتوجع |
إن كنت تدري الأحاجي | فما مثال ارجع ارجع |
يا سيدا ذكاؤه | قد أعجز المبالغا |
مثل لنا ولا تقف | اطلب شرابا سائغا |
يا سيدا ذكاؤه | والفهم أعيا من يصف |
كن ناهبا وواهبا | مثل لنا ولا تقف |
يا من له فضل يمت به | وبه يرجى الجمع للفرق |
مثل لنا إن كنت ذا فطن | ما مثل أهمل ما على العنق |
يا فاضلا في الله | أضحى أخذه وتركه |
مثل لنا بسرعة | مرتفعات ملكه |
يا سيدا ألفاظه | تجل عن مماثل |
مثل لنا بسرعة | عشر مئات فاضل |
يا من له في المعالي | والفضل أي كرامه |
مثل لنا ولا تتوقف | نظير علم علامه |
يا شهما ذكيا | بالآداب ملآن |
مثل لي سريعا | أحبب غير غضبان |
يا شارح المعميا | ت وجهه ووجهها |
ذو لحية كبيرة | ملك له ما شبهها |
يا من حوى من فهمه | وعلمه ما قد حوى |
مثل لنا إذ كنت ما | ذكرته ظهر هوى |
يا سيدا بفضله | أصبح حبرا كاملا |
مثل لما في الوقت ما | رادف أطعم عاملا |
يا سيدا في الأحاجي | له كمال رويه |
مثل فداك المعادي | والضد رب عطيه |
أغرت على أبكار فكري ولم أغر | عليها فلا تجزع فما أنا واجد |
ولو غير مولاي استباح حجابها | أتته من العتب الأليم قصائد |
قواطع لا تحميه درع اعتذارها | وألسنها عنه الخصام مبارد |
ولكنه لا فرق بيني وبينه | يبين لأنا في الحقيقة واحد |
وأسرق ما أردت من المعاني | فإن فقت القديم حمدت سيري |
وإن ساويته نظما فحسبي | مساواة القديم فذا لخيري |
وإن كان القديم أتم معنى | فهذا مبلغي ومطار طيري |
فإن الدرهم المضروب باسمي | أحب إلي من دينار غيري |
أترك هوى الأتراك إن شئت أن | لا تبتلى فيهم بهم وضير |
ولا ترجي الجود من وصلهم | ما ضاقت الأعين منهم لخير |
سل الله ربك من فضله | إذا عرضت حاجة مقلقه |
ولا تقصد الترك في حاجة | فأعينهم أعين ضيقه |
ركبت في البحر يوما مع أخي أدب | فقال دعني من قال ومن قيل |
شرحت يا بحر صدري اليوم قلت له | لا تنكر، الشرح يا نحوي للنيلي |
ديار مصر هي الدنيا وساكنها | هم الأنام فقابلهم بتقبيل |
يا من يباهي ببغداد ودجلتها | مصر مقدمة والشرح للنيلي |
كؤوس المدام تحب الصفا | فكن لتصاويرها مبطلا |
ودعها سواذج من نقشها | فأحسن ما ذهبت بالطلا |
أحسن ما كانت كؤوس الطلا | ساذجدة يبدو بها الخافي |
فالنقش نقص ومن الرأي أن | ترتشف الصافي من الصافي |
دع الكأس من نقشها | فصاف بصاف أحب |
إذا ذهبت بالطلا | فقد طليت بالذهب |
انهض إلى الربوة مستمتعا | تجد من اللذات ما يكفي |
فالطير قد غنى على عوده | في الروض بين الجنك والدف |
دمشق قل ما شئت في حسنها | واحك عن الربوة ما تحكي |
فالطير قد غنى على عوده | وزفها بالدف والجنك |
تزوج الشيخ بتركية | تضم في الغربة أطرافه |
كأنها من حسنها شمعة | وهي على العشاق طوافه |
نقط خدي الدمع عشقا وقد | قامت إلى الرقص خياليه |
فما رأت عيني لها مشبها | مصرية في ضوء شاميه |
جاءتك في طيف خيال حكت | خيال طيف هز أعطافه |
مصرية في ضوء شامية | يا حين ذي الشمعة طوافه |
ومليح طراز كميه أضحى | مثل خط العذار في حسن رقم |
قال قلت الظباء مثلي وما عا | زت ظباء الفلا سوى طرز كمي |
ضممت معذبي لما أتاني | ورقم عذاره قد راق عيني |
فيا طرزيه هل يدني زماني | ليالي وصلنا بالرقمتين |
طرز قباء محنتي | كخده ورقمه |
ما أعوزت منه الظبا | إلا طراز كمه |
عجبا لزهر اللوز حين يلوح والـ | ـأوراق إذ تجلى على نظاره |
عكس القضية في الورى فمشيبه | يبيض من قبل اخضرار عذاره |
أشجار لوز تنادي | أمري على الخلف جاري |
بعد اشتعالي مشيبا | يخضر مني عذاري |
أسائل عن أرض ألفت ربوعها | وفيها حبيب نلت منه مرادي |
فقالوا متى تظلم جلالها بوجهه | فقلت أنا أدرى بشمس بلادي |
ما الشمس عندي على ما | زعمتم يا أعادي |
دعوه عنكم فإني | أدري بشمس بلادي |
هذا المليح المفدى | قلب المعنى أسيره |
يقول من بات ضيفي | عشقا فإني أميره |
أقول لبدر سائر بين أنجم | أأنت أمير المصر قال أميره |
فقلت إذا مات الكرام بأسرهم | أأنت تمير الوفد قال أميره |
فقير غنيت به في الهوى | إذا ما بدا عن محيا البدور |
وأصبح وجدي كثيرا به | على أنه قد غدا بالفقيري |
بي فقير كغني | بسنا وجه منير |
لا تلمني في افتضاحي | فغرامي بالفقيري |
بليت بناسخ كالبدر حسنا | له خصر طفا والردف راسخ |
برى جسمي ضنا إذ قط قلبي | وأصبح للجفا بالوصل ناسخ |
ناسخ راسخ الروا | دف والخصر قد طفا |
قد برى الجسم عندما | نسخ الوصل بالجفا |
لئن سمح الدهر البخيل بقربكم | وسكن منا أنفسا وخواطرا |
جعلنا ابتذال النفس شكران وصلكم | وقلنا لدمع العين تعمل ما جرى |
ولي فقير أدمعي | تعمل فيه ما جرى |
إن قلت قد سلبتني | يقول شغل الفقرا |
يقول لما قلت هذا اللمى | أسكرتني لما ترشف فاك |
سواك ما ذاق لمى مبسمي | أستغفر الله ذكرت السواك |
قالت وناولتها سواكا | ساد بفيها على الأراك |
سواي ما ذاق طعم ريقي | قلت بلى ذاقه سواكي |
مر على حبي نسيم الصبا | فقال لي في بعض أقواله |
ما لي في زهر الربا عبرة | مذ تمسكت بأذياله |
ضممتها عند اللقا ضمة | منعشة للكلف الهالك |
قالت تمسكت وإلا فما | هذا الشذا قلت بأذيالك |
بلان حمامنا له نظر | يحار في حسن وصفه الفكر |
عيناه موسى ونبت عارضه | له مسن وقلبه حجر |
حمامكم فيه قيم منظر ويسبي | غسلني بالدمع ثن أنشد كذا صبي |
جعل مسنو وموسو والحجر نصبي | قال ذا عذاري وذا طرفي وذا قلبي |
المقلة السوداء أجفانها | ترشق في وسط فؤادي النبال |
وتقطع الطرق على سلوتي | حتى حسبنا في السويداء رجال |
من قال بالمرد فإني امرؤ | إلى النساء ميلي ذوات الجمال |
ما في سويدا القلب إلا النسا | ما حيلتي ما في السويدا رجال |
مليح يخاف على حسنه | فينتف منه عذارا سرح |
فقلت له خل هذا الخيال | ومد الشباك وصد من سنح |
لو جنة صيادكم نسخة | حريرية ملحة الملح |
تقول لنبت العذار اجتهد | ومد الشباك وصد من سنح |
بتنا وما نقلنا سوى قبل | وريق فيه السلاف مشروبي |
نمنا وما نمت الوشاة بنا | لولا فضول الحلي والطيب |
زارت على ياسي لطيف خيالها | يا دهر ما بقيت عليك ذنوب |
فركبت أخطار الهوى في وصلها | والطيب واش والحلي رقيب |
أخذت عني بديلا | وذا دليل بأنك |
تمر بي لست تلوي | علي حتى كأنك |
فلست تحسن هجري | ولست أهجر حسنك |
وليس يوزن وجدي | وليس يوجد وزنك |
لقد أضعفني حزني | وضاعف خالقي حسنك |
فها أنا لم أزن وجدي | لأني لم أجد وزنك |
مليح خصره والردف منه | كبنيان القصور على الثلوج |
خذوا من خده القاني نصيبا | فقد عزم الغريب على الخروج |
جنبتني وأخي تكاليف الشقا | وشفيتنا في الدهر من خطرين |
يا حي عالم دهرنا أحييتنا | فلك التحكم في دم الأخوين |
قلت وقد عانقته | عندي من الصبح فلق |
قال وهل يحسدنا | قلت نعم قال انفلق |
جبرت يا عائدتي بالصله | فتممي الإحسان تنفي الوله |
وهذه قد حسبت زورة | لم أنت يا لعبة مستعجله |
بالله يا معشر أصحابي | اغتنموا فضلي وآدابي |
فالشيب قد حل برأسي وقد | أقسم ما يرحل إلا بي |
لا تقصد القاضي إذا أدبرت | دنياك واطلب من جواد كريم |
كيف ترجى الجود من عند من | يفتي بأن الفلس مال عظيم |
رامت وصالي فقلت لي شغل | عن كل خود تريد تلقاني |
قالت كأن الخدود كاسدة | قلت كثيرا لقلة القاني |
وكنت إذا رأيت ولو عجوزا | يبادر بالقيام على الحراره |
فأضحى لا يقوم لبدر تم | كأن النحس قد عطي الوزاره |
قلت لنحوي إذا عرضا | له بأوقات الرضا أعرضا |
يا حيث لو أصبح باب الرضى | كيف لما كنت كأمس مضى |
لما رأى الزهر الشقيق انثنى | منهزما لم يستطع لمحه |
وقال: من جاء؟ فقلنا له: | جاء شقيق عارضا رمحه |
دهرنا أمسى ضنينا | باللقا حتى ضنينا |
يا ليالي الوصل عودي | واجمعينا أجمعينا |
إني عدمت صديقا | قد كان يعرف قدري |
دعني لقلبي ودمعي | عليه أحرق وأذري |
رأيت في الفقه سؤالا حسنا | فرعا على أصلين قد تفرعا |
قابض شيء برضا مالكه | ويضمن القيمة والمثل معا |
هنيت عاما مقبلا مقبلا | عليك بالسعد وعيش حلا |
مولاي يا من قلبه راحم | وهو أحق الناس أن يعدلا |
محبتي موجبة للثوى | وحاجتي تقضي بأن ارحلا |
حسبت في أيامكم رفعة | وما خشيت الدهر أن أنزلا |
وقلت من يرضى خمولي إذن | فكنت أنت المحسن المجملا |
فليتكم أبقيتموني كما | قد كنت من قبلكم الأولا |
أتقنت باب البيع والصرف في الـ | ـشهبا وما دافع باب الولا |
ثم متى أغفلتني بعد ذا | شرعت في التفليس مستبدلا |
ما أنس لا أنس رسولا أتى | بنقلتي لا أعدم المرسلا |
قلت رسولي رمت جري إلى | منبج ماذا أنت من أو إلى |
قال آنا من قلت لا إن من | للابتدا أنت كذا؟ قال: لا |
أنا إلى قلت إلى نعمة | واحدة الآلاء عند الملا |
أين هي النعمة في قاطع | بقربه ما حق أن يوصلا |
فقال ما سميتني هات قل | واحذر عن التعليل أن تذهلا |
قلت له جئت بنفي عن الـ | ـجنس فحق أن نسميك لا |
قلت انصرف قال انصرافي على | مذهب أهل النحو لن يجملا |
فالعدل والتعريف عندي ولي | منزلة في النحو لن تجهلا |
قال أضفناك إلى منبج | فحق أن تصرف مسترسلا |
قلت بلادي ربعها عامر | ومنبج ربعها قد خلا |
قال اسمك المعدول عن عامر | قضى عن العامر أن تعدلا |
حب رشا ذي جسد مذهب=قد حبي | حسنا به يستعذب القدح بي |
عاذلا=ما أنت فيما قلته | عادلا |
سائلا=يخبرك دمع قد همى | سائلا |
آه لا=تعذل فما قلبي لذا | آهلا |
والعقل أذهبتهما من صبي=ما ربي | إلا وقد ربي به ما ربي |
ما نسي | زمان طيب الوصل في ما نسي |
والمسي | رقيبي بالكف لم ألمس |
جانسي | حزني فألفي كلما جا نسي |
يا طرف سهدا والنجوم ارقب=واشن بي | من لم يهم في ثغر أشنب |
رق ما | في خده الوردي قد رقما |
عندما | رأيت دمعي للجفا عندما |
ضر ما | في مهجتي من هجره ضرما |
يأبى الرضا نلت الجفا من أبي=فارع بي | رضاه يا قلبي وته وارعب |
من صلا | لي فخه بل من نضالي منصلا |
بلبلا | فؤاد مضناه هوى بل بلا |
أو ولا | ملازم آخره الأولا |
غيري ولذات الغرام انهب=واله بي | عن عذل بل يا حشاي الهب |
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 675
ابن الوردي عمر بن مظفر. وأخوه القاضي جمال الدين يوسف بن المظفر.
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 545
عمر بن مظفر بن محمد بن أبي الفوارس الشيخ الفقيه الأديب النحوي
زين الدين ابن الوردي
تفقه على قاضي القضاة شرف الدين البارزي
وولي القضاء في بلاد حلب ثم ترك وأقام بحلب
ومن تصانيفه نظم الحاوي وهو حسن جدا وله فوائد فقهية منظومة وأرجوزة في تعبير المنامات واختصار ملحة الإعراب وغير ذلك وشعره أحلى من السكر المكرر وأغلى قيمة من الجوهر
توفي في سابع عشري من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وسبعمائة بحلب في الطاعون
وله في الطاعون رسالة بديعة
أنشدنا لنفسه إجازة
لا تقصد القاضي إذا أدبرت | دنياك واقصد من جواد كريم |
كيف ترجي الرزق من عند من | يقضي بأن الفلس مال عظيم |
قلت وقد عانقته | عندي من الصبح قلق |
قال وهل يحسدنا | قلت نعم قال انفلق |
لما رأى الزهر الشقيق انثنى | منهزما لم يستطع لمحه |
وقال من جا فقلنا له | جاء شقيق عارضا رمحه |
دهرنا أمسى ضنينا | باللقا حتى ضنينا |
يا ليالي الوصل عودي | واجمعينا أجمعينا |
رأيت في الفقه سؤالا حسنا | فرعا على أصلين قد تفرعا |
قابض شيء برضا مالكه | ويضمن القيمة والمثل معا |
وأغيد يسألني | ما المبتدا والخبرا |
مثلهما لي مسرعا | فقلت أنت القمر |
من ترى علمها على مهى | وحشاها من نفار من حشاها |
ضرة للشمس والبدر فلو | أدركتها ضرتاها ضرتاها |
بك يا عاشق منها شبهة | لو أباحت لك فاها لكفاها |
وسويداؤك فيها غلة | لو تدانت شفتاها شفتاها |
غض من طرفيك إن قابلتها | كل نفس مقتلاها مقتلاها |
ليس يدري الأمر من لم يرها | ودرى من قد رآها قدر آها |
يا أمير المؤمنين اعطف ولا | تحتجب عنا بمن قد شرفك |
لو كشفت الستر قبلنا الثرى | وترحمنا على من خلفك |
علقت أعرابية ريقها | شهد ولي عذاب مذاب |
طرفي بها نبهان والرأس من | شيبان والعذال فيها كلاب |
قال زنار خصره | كم كذا ترجع البصر |
قلت لا تنفرد به | لك شد ولي نظر |
إن بكت لي الوشاة عينا عينا | من مثلك نحوهم وحرنا حرنا |
أو شبهك الأنام غصنا غصنا | في لومهم فأنت معنى معنا |
مذهبي حب رشا ذي جسد مذهب | قد حبي حسنا به يستعذب القدح بي |
منصبي والعقل أذهبتهما من صبي | ما ربي إلا وقد ربي به ما ربي |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 10- ص: 373
عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس زين الدين ابن الوردي الفقيه الشافعي الحلبي
نشأ بحلب وتفقه بها ففاق الأقران وأخذ من شرف الدين ابن البارزي وغيره ونظم البهجة الوردية في خمسة آلاف بيت وثلاثة وستين بيتا أتى على الحاوي الصغير بغالب ألفاظه قال ابن حجر وأقسم بالله ما نظم أحد بعده الفقه إلا وقصر دونه وله ضوء الدرة على ألفية ابن معطي وشرح الألفية لابن مالك وله مقامات ومنطق الطير نظم ونثر وله في الكلام على مائة غلام مائة مقطوع لطيفة والدراري السارية في مائة جارية مائة مقطوع كذلك وضمن كثيراً من الملحة للحريري في أرجوزة غزل واختصر الألفية لابن مالك في مائة وخمسين بيتا وشرحها وكان ينوب في الحكم بحلب وولى قضاء منبج ثم اعرض عن ذلك ومات في الطاعون آخر سنة 749 تسع وأربعين وسبعمائة وديوان شعره في مجلد لطيف وذكر الصفدي في أعيان النصر أنه اختلس معاني شعره وأنشده من ذلك شيئا كثيراً ولم يأت بدليل على أن ابن الوردي هو المختلس قال الحافظ ابن حجر بل المتبادر العكس واستشهد الصفدي على صحة دعواه بقول صاحب الترجمة
وأسرق ما اردت من المعاني | فإن فقت القديم حمدت سيري |
وإن ساويته نظماً فحسبي | مساواة القديم وذا لخيري |
وإن كان القديم أتم معنى | فهذا مبلغيى ومطار طيري |
وإن الدرهم المضروب عندي | أحب إلى من دينار غيري |
سل الله ربك من فضله | إذا عرضت حاجة مقلقة |
ولا تقصد الترك في حاجة | فأعينهم أعين ضيقة |
أترك هوى الأتراك إن رمت أن | لا تبتلي فيهم بهم وضير |
ولا ترج الجود من وصلهم | ما ضاقت الأعين فيهم لخير |
قيل لي تبذل الذهب | بتولي قضا حلب |
قلت هم يحرقونني | وأنا أشتري الحطب |
قيل برطل على القضا | ترغم الحسد العدى |
قلت هم يذبحونني | وأنا أشحذ المدى |
إني تركت عقودهم وفسوخهم | وفروضهم والحكم بين اثنين |
ولزمت بيتى قانعا ومطالعا | كتب العلوم وذاك زين الدين |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 514