المتوكل ابن الأفطس عمر (المتوكل) بن محمد (المظفر) بن عبد الله بن محمد بن مسلمة، أبو حفص التيجي: آخر ملوك بني الأفطس أصحاب (بطليوس) في الأندلس. مات أبوه (سنة 460 هـ) وهو عامل له في يابرة (Evroa) فاستقل بها وبما حولها، وحل أخ له اسمه يحيى (المنصور) محل أبيه. ومات المنصور سنة 473 عقيما، فانفرد (المتوكل) بالملك، وانتقل إلى عاصمة آبائه (بطليوس)وكان أديبا، شاعرا، له من أبهة السلطان في بلده ما كان لمعاصره المعتمد ابن عباد في إشبيلية. قال ابن خلدون: كان المتوكل يعرف بساجة (وهي شجرة هندية كالآبنوس أو أقل سوادا منه، لعله شبه بها لسمرته) ثم يذكر في مصيره أن المعتمد ابن عباد كتب إلى يوسف ابن تاشفين (بعد الزلاقة) يخبره بأنه شعر أنس المتوكل اتصل بالطاغية (ألفونس السادس ملك قشتالة)، ويحرضه على معاجلته قبل وصول الطاغية إلى الثغر، فزحف ابن تاشفين إلى بطليوس، واستولى عليها، وقبض على المتوكل وولديه (الأفضل والعباس) ثم قتلهم يوم الأضحى. وفي رثائهم نظم ابن عبدون (المتوفي سنة 520 هـ) قصيدته المشهورة التي أولها:
#الدهر يفجع بعد العين بالأثر
وفيها، يذكر عمر وابنيه:
ويح السماح وويح الجود لو سلما | وحسرة الدين والدنيا على عمر |
سقت ثرى الفضل والعباس هامية | تعزى إليهم سماحا لا إلى المطر |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 60
المتوكل الأول عمر بن المظفر بن الأفطس ملك بطليوس، هو المتوكل.
من قبيلة من البربر يعرفون بمكناسة، ورث الملك ببطليوس من أبيه، وأبوه هو الذي كان يحارب المعتضد بن عباد.
قال الحجازي: وكان المتوكل ببطليوس كالمعتمد بإشبيلية.
فكم أجيبت الآمال في حضرتيهما، وشدت الرحال إلى ساحتيهما.
آل أمره إلى أن حصره الملثمون، وحصل في أيديهم فقتلوه صبرا، ورغب إليهم أن يقدم ولداه قبله فقتلا، وهو ينظر إليهما، وفيهم قال عبد المجيد بن عبدون، تلك المرثية الرائية، وقد تقدمت في ترجمة ابن عبدون مستوفاة، وأولها.
الدهر يفجع بعد العين بالأثر | فما البكاء على الأشباح والصور |
انهض أبا غانم إلينا | واسقط سقوط الندى علينا |
فنحن عقد من غير وسطى | ما لم تكن حاضرا لدينا |
أيا مائيا فوقها لاهيا | يميس اختيالا وينقد لينا |
ترفع برجلك عنها رويدا | ستجعل خدك فيها المصونا |
ولا تسكنن لشرخ أماس | قناتك ميما وياء وسينا |
وخط على ورد حورتيك | بمسك غداريك لاما ونونا |
ومما يثبت قولي لديك | وربما جر شأن سؤونا |
مصاب حكى فرابثه الحضرمي | مصاب صبره أدمى الجفونا |
ولف الشباب بأوراقه | وأودعه الترب غضا مصونا |
ما بالهم لا أنعم الله بالهم | ينوطون بي ذما وقد علموا فضلي |
يسيئون لي في القول جهلا وضلة | وإني لأرجو أن يسرهم فعلي |
وكيف وراحي درس كل فضيلة | وورد التقى شمي وحرب العدا نقلي |
فإن كان حقا ما أذاعوا فلا مشت | إلى غاية العلياء من بعدها رجلي |
ولم ألق أضيافي بوجه طلاقة | ولم أمنح العافين في زمن المحل |
وكيف وراحي درس كل فضيلة | وورد التقى همي وحرب العدا نقلى |
ولي خلق في السخط كالشرى طعمه | وعند الرضى أحلى جنى من حنى النحل |
فيا أيها الساقي أخاه على النوى | كؤوس القلي جهلا رويدك بالعل |
لتطفئ نارا أضرمت في نفوسنا | فمثلي لا يقلى ومثلك لا يقلي |
وقد كنت تشكيني إذا جئت شاكيا | فقل لي لمن أشكو صنيعك بي قل لي |
فبادر إلى الأولى وإلا فإنني | سأشكوك يوم الحشر للحكم العدل |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 23- ص: 0
المتوكل ابن الأفطس عمر بن ظفر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0