ابن أبي ربيعة عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، أبو الخطاب: أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق. ولم يكن في قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفى بها عمر بن الخطاب، فسمى باسمه. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه. ورفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض لنساء الحاج ويشبب بهن، فنفاه إلى (دهلك) ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، فمات فيها غرقا. له (ديوان شعر- ط) وكتب في سيرته (أخبار عمر بن أبي ربيعة) لابن بسام (شاعر المتوفي سنة 303هـ) قال ابن خلكان: لم يستقص أحد في بابه أبلغ منه، و (عمر بن أبي ربيعة، دراسة تحليلية- ط) جزآن صغيران لجبرائيل جبور، و (عمر بن أبي ربيعة شاعر الغزل- ط) لعباس محمود العقاد، و (حب ابن أبي ربيعة- ط) لزكي مبارك، و (عمر بن أبي ربيعة- ط) لعمر فروخ.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 52
ابن أبي ربيعة المخزومي عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة القرشي المخزومي، الشاعر أبو الخطاب المشهور.
كان كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة. وله في ذلك حكايات مشهورة مذكورة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني وغيره. وكان يتغزل في شعره بالثريا ابنة علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية. قال السهيلي: هي الثريا ابنة عبد الله، ولم يذكر عليا. ثم قال: وقتيلة ابنة النضر جدتها، لأنها كانت تحت الحارث بن أمية؛ وقد تقدم ذكر الثريا في حرف الثاء في مكانه.
وفد عمر على عبد الملك بن مروان، وامتدحه، فوصله بمال عظيم لشرفه وبلاغة نظمه. قيل إنه ولد في زمن عمر، رضي الله عنه. حدث عن سعيد بن المسيب، وروى الأصمعي عن صالح بن أسلم، قال: قال عمر بن أبي ربيعة: إني قد أنشدت من الشعر ما بلغك، ورب هذه البنية، ما حللت إزاري على فرج حرام قط. قال ابن خلكان: ولادته في الليلة التي قتل فيها عمر، رضي الله عنه، وهي ليلة الأربعاء، لأربع بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين للهجرة. وغزا في البحر فأحرقوا السفينة فاحترق في حدود سنة ثلاث وتسعين للهجرة. وقال الشيخ شمس الدين: توفي في حدود العشرة بعد المائة.
ومن شعره:
حي طيفا من الأحبة زارا | بعدما صرع الكرى السمارا |
طارقا في المنام تحت دجى الليـ | ـل ضنينا بأن يزور نهارا |
قلت: ما بالنا جفينا وكنا | قبل ذاك الأسماع والأبصارا |
قال: إنا كما عهدت ولكن | شغل الحلي أهله أن يعارا |
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر | غداة غد أم رائح فمهجر |
بحاجة نفس لم تقل في جوابها | فتبلغ عذرا، والمقالة تعذر |
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع | ولا الحبل موصول ولا القلب يقدر |
ولا قرب نعم إن دنت لك نافع | ولا نأيها يسلي ولا أنت تصبر |
وأخرى أتت من دون نعم ومثلها | نهى ذا النهى لو ترعوي أوتفكر |
إذا زرت نعما لم يزل ذو قرابة | لها كلما لاقيته يتنمر |
عزيز عليه أن يلم ببيتها | يسر لي الشحناء للبغض مظهر |
ألكني إليها بالسلام فإنه | يشهر إلمامي بها وينكر |
على أنها قالت غداة لقيتها | بمدفع أكنان: أهذا المسهر؟ |
قفي فانظري أسماء، هل تعرفينه | أهذا المغيري الذي كان يذكر؟ |
أهذا الذي أطريت نعتا فلم أكن | وعيشك أنساه لدى يوم أقبر؟ |
فقالت: نعم لا شك غير لونه | سرى الليل حتى نصه والتهجر |
لئن كان إياه لقد حال بعدنا | عن العهد، والإنسان قد يتغير |
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت | فيضحى وأما بالعشي فيحضر |
أخا سفر جواب أرض تقاذفت | به فلوات فهو أشعث أغبر |
قليل على ظهر المطية ظله | سوى ما نفى عنه الرداء المحبر |
وأعجبها من عيشها ظل غرفة | وريان ملتف الحدائق أخضر |
ووال كفاها كل شيء يهمها | فليست لشيء آخر الليل تسهر |
وليلة ذي دوران جشمني السرى | وقد يجشم الهول المحب المغرر |
فبت رقيبا للرفاق على شفا | أراقب منهم من يطوف وأنظر |
إليهم متى يستأخذ النوم فيهم | ولي مجلس لولا اللبانة أوعر |
وباتت قلوصي بالعراء ورحلها | لطارق ليل أو لمن جاء معور |
وبت أناجي النفس: أين خباؤها | وأنى لما آتي من الأمر مصدر؟ |
فدل عليها النفس ريا عرفتها | به وهوى الحب الذي كان يضمر |
فلما فقدت الصوت منهم وأطفئت | مصابيح شبت بالعشاء وأنور |
وغاب قمير كنت أرجو غيوبه | وروح رعيان ونوم سمر |
وخفض عني الصوت أقبلت مشية الـ | ـحباب وركني خيفة القوم أزور |
فحييت إذ فاجأتها فتوهلت | وكادت بمرجوع التحية تجهر |
فلما كشفت الستر قالت: فضحتني | وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسر |
أريتك إذ هنا عليك ألم تخف | رقيبا وحولي من عدوك حضر |
فوالله ما أدري أتعجيل حاجة | سرت بك أم قد نام من كنت تحذر |
فقلت لها: بل قادني الشوق والهوى | إليك وما نفس من الناس تشعر |
فقالت وقد لانت وأفرخ روعها | كلاك بحفظ ربك المتكبر |
فأنت أبا الخطاب غير منازع | علي أمير ما مكنت مؤمر |
فيا لك من ليل تقاصر دونه | وما كان ليلي قبل ذلك يقصر |
ويا لك من ملهى هناك ومجلس | لنا لم يكدره علينا مكدر |
يمج ذكي المسك منها مفلج | نقي الثنايا ذو غروب مؤشر |
يرف إذا تفتر عنه كأنه | حصى برد أو أقحوان منور |
وترنو بعينيها إلي كما رنا | إلى ظبية وسط الخميلة جؤذر |
فلما تقضى الليل إلا أقله | وكادت هوادي نجمه تتغور |
أشارت بأن الحي قد حان منهم | هبوب ولكن موعد لك عزور |
فما راعني إلا مناد: تحملوا | وقد لاح معروف من الصبح أشقر |
فلما رأت من قد تنور منهم | وأيقاظهم قالت: أشر كيف تأمر |
فقلت: أناديهم فإما أفوتهم | وإما ينال السيف ثأرا فيثأر |
فقالت: أتحقيق لما قال كاشح | علينا وتصديق لما كان يؤثر؟ |
فإن كان لا بد منه فغيره | من الأمر أدنى للخفاء وأستر |
أقص على أختي بدء حديثنا | وما لي من أن يعلما متأخر |
لعلهما أن يبغيا لك مخرجا | وأن يرحبا سربا بما كنت أحصر |
فقامت كئيبا ليس في وجهها دم | من الحزن تذري عبرة تتحدر |
فقالت لأختيها: أعينا على فتى | أتى زائرا، والأمر للأمر يقدر |
فأقبلتا فارتاعتا ثم قالتا: | أقلي عليك اللوم فالخطب أيسر |
يقوم فيمشي بيننا متنكرا | فلا سرنا يفشو ولا هو يظهر |
وكان مجني دون من كنت أتقي | ثلاث شخوص كاعبان ومعصر |
فلما أجزنا ساحة الحي قلن لي: | ألا تتقي الأعداء والليل مقمر؟ |
وقلن: أهذا دأبك الدهر سادرا | أما تستحي أو ترعوي أو تفكر؟ |
إذا جئت فامنح طرف عينك غيرنا | لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر |
على أنني قد قلت يا نعم قولة | لنا والعتاق الأرحبية تزجر |
هنيئا لبعل العامرية نشرها الـ | ـلذيذ ورياها الذي أتذكر |
وقمت إلى حرف تحور نيها | سرى الليل حتى لحمها متحسر |
وحبسي على الحاجات حتى كأنما | بلية لوح أو سحار مؤبر |
وماء بموماة قليل أنيسه | بسابس لم يحدث بها الصيف محضر |
به مبتنى للعنكبوت كأنه | على طرف الأرجاء خام منشر |
وردت وما أدري أما بعد موردي | من الليل أم ما قد مضى منه أكثر |
وطافت به معلاة أرض تخالها | إذا التفتت مجنونة حين تنظر |
ينازعني حرصا على الماء رأسها | ومن دون ما تهوى قليب مغور |
محاولة للورد لولا زمامها | وجذبي لها كادت مرارا تكسر |
فلما رأيت الصبر مني وأنني | ببلدة قفر ليس فيها معصر |
قصرت لها من جانب الحوض منشأ | صغيرا كقيد الشبر أو هو أصغر |
إذا شرعت فيه فليس لملتقى | مشافرها منه قدى الكف مسأر |
ولا دلو إلا القعب كان رشاءه | إلى الماء نسع والجديل المضفر |
فسافت وما عافت وما صد شربها | عن الري مطروق من الماء أكدر |
بنفسي من شفني حبه | ومن حبه باطن طاهر |
ومن لست أصبر عن ذكره | ولا هو عن ذكرنا صابر |
وما إن ذكرنا جرى دمعه | ودمعي لدى ذكره مائر |
ومن أعرف الود في وجهه | ويعرف ودي له الناظر |
فلما التقينا سلمت وتبسمت | وقالت مقال المعرض المتجنب |
أمن أجل واش كاشح بنميمة | مشى بيننا صدقته لم تكذب |
قطعت وصال الحبل منها ومن يطع | بذي وده قول المحرش يعتب |
فبات وسادي معصم من مخضب | حديثة عهد لم تكدر بمشرب |
إذا ملت مالت كالكثيب رخيمة | منعمة حسانة المتجلبب |
جرى ناصح بالود بيني وبينها | فقربني يوم الحصاب إلى قتلي |
فطارت بحد من سهامي وقربت | قريبتها حبل الصفاء إلى حبلي |
فلما توافقنا عرفت الذي بها | كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل |
فقلن لها: هذا عشاء وأهلنا | قريب ألما تسأمي مركب البغل؟ |
فقالت: فما شئتن؟ قلن لها: انزلي | فللأرض خير من وقوف على رجل |
نجوم دراري تكنفن صورة | من البدر قب غير عوج ولا ثجل |
فسلمت واستأنست خيفة أن يرى | عدو مقامي أو يرى كاشح فعلي |
فقالت وأرخت جانب الستر: إنما | معي فتكلم غير ذي رقبة أهلي |
فقلت لها: ما بي لهم من ترقب | ولكن سري ليس يحمله مثلي |
فلما اقتصرنا دونهن حديثنا | وهن طبيبات بحاجة ذي الثكل |
عرفن الذي نهوى فقلن: ائذني لنا | نطف ساعة في برد ليل وفي سهل |
فقالت: فلا تلبثن، قلن: تحدثي | أتيناك، وانسبن انسياب مها الرمل |
وقمن وقد أفهمن ذا اللب أنما | أتين الذي يأتين ذلك من أجلي |
ولما تواقفنا وسلمت أشرقت | وجوه زهاها الحسن أن تتقنعا |
تبالهن بالعرفان لما عرفنني | وقلن: امرؤ باغ أكل وأوضعا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة، شاعر قريش في وقته، أبو الخطاب المخزومي، وكان يتغزل بالثريا العبشمية.
مولده: ليلة مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -.
وشعره سائر مدون، غزا البحر، فأحرق العدو سفينته، فاحترق في حدود سنة ثلاث وتسعين، وما بين -رحمه الله-.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 222
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي شاعر قريش.
واسم جده: عمر بن المغيرة بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وفد على عبد الملك، فامتدحه، فأجازه بمال جزيل؛ لشرفه، وحسن نظمه.
وله رواية عن: سعيد بن المسيب.
روى عنه: مصعب بن شيبة، وعطاف بن خالد.
قيل: إنه غزا البحر، فاحترقت سفينتهم، واحترق.
ونظمه: فائق، سائر، فمنه:
ولهن بالبيت العتيق لبانة | والبيت يعرفهن لو يتكلم |
لو كان حيى مثلهن ظعائنا | حيى الحطيم وجوههن وزمزم |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 468
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة، أراه المخزومي.
روى ابن جريج، حدثنا مصعب بن شيبة، سمع ابن عمر، رضي الله عنهما: كنا نجمع مع نافع بن عبد الحارث في الحجر.
وروى عطاف، عن عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن ابن المسيب، قوله.
في أهل الحجاز.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 6- ص: 1
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي.
يروي عن عمر. روى عنه: مصعب بن شيبة، وابن جريج.
وقال ابن أبي حاتم: روى ابن جريج عن مصعب بن شيبة عنه. وروى عنه عطاف بن خالد.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 7- ص: 1
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي
يروي عن عمر روى عنه مصعب بن شيبة وابن جريج
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة، عمرو، وقيل حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة القرشي المخزومي المدني المكي:
الشاعر المشهور. ذكره الفضلاء في كتبهم، وأوسع بعضهم في ترجمته، وممن أحسن فيها ابن خلكان، فنذكر كثيرا مما ذكره، ونضم إلى ذلك ما يناسبه، مع عزوه إلى ذاكره.
قال ابن خلكان: كانت ولادته في الليلة التي مات فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي ليلة الأربعاء، لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وغزا في البحر، فأحرقوا السفينة، فاحترق في حدود سنة ثلاث وتسعين للهجرة، وعمره مقدار سبعين. رحمه الله تعالى.
وفيما ذكره ابن خلكان في وفاة عمر بن أبي ربيعة نظر بحكاية رويت، فيها ما يقتضى أنه عاش إلى سنة سبع وتسعين من الهجرة، لأن فيها أنه اجتمع مع الخليفة سليمان بن عبد الملك بن مروان في أيام الحج، لما حج سليمان، وخاطب عمر سليمان بأمير المؤمنين، وكان حج سليمان في سنة سبع وتسعين، فيما ذكر غير واحد من أهل الأخبار، فيلزم على مقتضى الحكاية المشار إليها، حياة عمر في هذا التاريخ، وهو يخالف
ما ذكره ابن خلكان. والله أعلم. وستأتي هذه الحكاية منقولة عن «التمهيد» للحافظ أبي عمر بن عبد البر. انتهى.
وقال ابن خلكان: وكان الحسن البصري رضي الله عنه، إذا جرى ذكر ولادة عمر ابن أبي ربيعة في الليلة التي قتل فيها عمر رضي الله عنه، يقول: أي حق رفع، وأى باطل وضع.
وقال قبل ذلك: ولم يكن في قريش أشعر منه، وهو كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة، وله في ذلك حكايات مشهورة، وكان يتغزل في شعره بالثريا بنت علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصفر بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية.
وقال السهيلي في «الروض الأنف»: هي الثريا ابنة عبد الله، ولم يذكر عليا. وقال ابن خلكان، بعد شيء نقله عن السهيلي: وكانت الثريا موصوفة بالجمال، فتزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنهما، ونقلها إلى مصر، فقال عمر المذكور في زواجها، يضرب المثل بالثريا وسهيل، النجمين المعروفين [من الخفيف]:
أيها المنكح الثريا سهيلا | عمرك الله كيف يلتقيان |
هى شامية إذا ما استقلت | وسهيل إذا استقل يماني |
حى طيفا من الأحبة زارا | بعد ما صرع الكرى السمارا |
طارقا في المنام تحت دجى اللي | ل ضنينا بأن يزور نهارا |
قلت ما بالنا جفينا وكنا | قبل ذاك الأسماع والأبصارا |
قال إنا كما عهدت ولكن | شغل الحلى أهله أن يعارا |
أيها الراكب المجد ابتكارا | قد قضى من تهامة الأوطارا |
إن يكن قلبك الغداة خليا | ففؤادى بالخيف أمسى معارا |
ليت ذا الدهر حتما علينا | كل يومين حجة واعتمارا |
ليت ذا الدهر كان حتما علينا | كل يومين حجة واعتمارا |
تعدو الذئاب على من لا كلاب له | وتتقى مربض المستأسد الحامى |
فكان مجنى دون من كنت أتقى | ثلاث شخوص كاعبان ومعصر |
فحييت إذ فاجأتها فتلهفت | وكادت بمكتوم التحية تجهر |
وقالت وعضت بالبنان فضحتنى | امرؤ ميسور أمرك أعسر |
أريتك إذ هنا عليك ألم تخف | رقيبا وحولى من عدوك حضر |
فو الله ما أدري أتعجيل حاجة | سرت بك أم قد نام من كنت تحذر |
فقلت لها قادنى الشوق والهوى | إليك وما عين من الناس تنظر |
فلما تقضى الليل إلا أقله | وكادت توالى نجمه تتغور |
أشارت بأن الحى قد حان منهم | هبوب ولكن موعد منك عزور |
فما راعنى إلا مناد برحله | وقد لاح مفتوق من الصبح أشقر |
فلما رأت من قد تنور منهم | وأيقاظهم قالت أشر كيف تأمر |
فقلت أباديهم فإما أفوتهم | وإما ينال السيف ثأرا فيثأر |
فقالت أتحقيقا لما قال كاشح | علينا وتصديقا لما كان يؤثر |
وإن كان ما لابد منه فغيره | من الأمر أدنى للخفاء وأستر |
أقص على أختي بدء حديثنا | وما لي من أن تعلم متأخر |
لعلهما أن يبغيا لك مخرجا | وأن يرخيا سترا بما كنت أحصر |
فقالت لأختيها أعينا على فتى | أتى زائرا والأمر للمرء يقدر |
فأقبلتا فارتاعتا ثم قالتا | أقلى عليك اللوم فالخطب أيسر |
يقوم فيمشى بيننا متنكرا | فلا سرنا يفشو ولا هو يظهر |
فكان مجنى دون من كنت أتقى | ثلاث شخوص كاعبان ومعصر |
ألما بذات الخال فاستطلعا لنا | على العهد باق عهدها أم تصرما |
وقولا لها إن النوى أجنبية | بنا وبكم قد خفت أن يتيمما |
ألا من يشترى جارا نؤوما | بجار لا ينام ولا ينيم |
ويلبس بالنهار ثياب إنس | وتحت الليل شيطان رجيم |
وأسرح لي الدهماء واجعل بمطرفى | ولا يعلمن حى من الناس مذهبي |
وموعدك البطحاء من أرض يأجج | أو الشعب ذي المرخ من بطن مغرب |
بالله قولى له في غير معتبة | ماذا أردت بطول المكث باليمن |
إن كنت حاولت دنيا أو نعمت بها | فما أخذت بترك الحج من ثمن |
هيهات من أمة الوهاب منزلنا | إذا حللنا بسيف البحر من عدن |
واحتل أهلك أوطانا فليس لهم | إلا التذكر أو هم مع الحزن |
قالت لأخت لها سرا مراجعة | وما أرادت به إلا لتبلغني |
بالله قولى له في غير معتبة | ماذا أردت بطول المكث باليمن |
لو أنها أبصرت بالجزع عبرته | إذا تغرد قمرى على فنن |
إذا رأت غير ما ظنت لصاحبها | وأيقنت أن لحجا ليس من وطنى |
بل ما نسيت غداة الخيف موقفها | وموقفى وكلانا ثم ذو شجن |
وقولها للثريا وهي باكية | والدمع منها على الخدين ذو سنن |
بالله قولى له في غير معتبة | ماذا أردت بطول المكث في اليمن |
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها | فما أفدت بترك الحج من ثمن |
وكم من قتيل لا يباء به دم | ومن غلق رهنا إذا ضمه منى |
ومن مالئ عينيه من شيء غيره | إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى |
يسحبن أذيال المروط بأسؤق | خدال إذا ولين أعجازها روى |
أوانس يسلبن الحليم فؤاده | فيا طول ما شوق ويا حسن مجتلى |
فلم أر كالتجمير منظر ناظر | ولا كليالى الحج أفلتن ذا هوى |
وناهدة الثديين قلت لها اتكى | على الرمل من جبانة لم توسد |
فقالت على اسم الله سمعا وطاعة | وإن كنت قد كلفت ما لم أعود |
فلما دنا الإصباح قالت فضحتنى | فقم غير مطرود وإن شيءت فازدد |
فزودت منها واتشحت بمرطها | وقلت لعينى اسكبا الدمع في غد |
وقامت تعفى بالرداء مكانها | وتطلب شيئا من جمان مبدد |
بينما ينعتنني أبصرنني | دون قيد الميل يعدو بى الأغر |
قالت الكبرى أتعرفن الفتى | قالت الوسطى نعم هذا عمر |
قالت الصغرى وقد تيمتها | قد عرفناه فهل يخفى القمر |
وإذا ما عثرت في مرطها | عثرت باسمى وقالت يا عمر |
سجج الغراب ببين ذات الدملج | ليت الغراب ببينها لم يسحج |
ما زلت أتبعهم لأسمع حدوهم | حتى دخلت على ربيبة هودج |
قالت وحق أبي وحرمة والدي | لأنبهن أبي إن لم تخرج |
فتناولت كفى لتعلم مسه | بمخضب الأطراف غير مشنج |
فلثمت فاها آخذا بقرونها | شرب النزيف ببرد ماء الحشرج |
نظرت إليها بالمحصب من منى | ولى نظر لولا التحرز عارم |
فقلت أشمس أم محاريب بيعة | بدت لك بين السجف أم أنت حالم |
بعيدة مهوى القرط إما لنوفل | أبوها، وغما عبد شمس وهاشم |
نظرت إليها بالمحصب من منى | ولى نظر لولا التحرز عارم |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي
روى عن سعيد بن المسيب قوله روى بن جريج عن مصعب بن شيبة عنه وروى عنه عطاف بن خالد سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 6- ص: 1