ابن حفصون عمر بن حفص (حفصون) بن عمر بن جعفر بن شتيم بن دميان بن فرغلوش بن إذفونش: ثائر من أهل الأندلس. هو أول من فتح باب الشقاق والخلاف واسعا فيها، ينعته المؤرخون باللعين والخبيث ورأس النفاق. كان من أهل كورة (تاكرنا) نشأ على الإسلام، وأول من أسلم من جدوده جعفر بن شتيم. وثار على الأمير محمد بن عبد الرحمن سنة 270هـ ، واعتصم بحصن (ببشتر) من حصون رية (قال ياقوت: بينه وبين قرطبة 30 فرسخا) واستفحل أمره بعد ذلك، فقاتله الأمراء ودانت له حصون الأندلس كلها. وقدر جيشه في بعض غاراته بثلاثين ألفا. قال ابن خلدون: كان بمالقه وأعمالها إلى رندة. وقال ابن عذاري: (أظهر ابن حفصون النصرانية سنة 286 وكان قبل ذلك يسرها، فاتصلت عليه المغازي من ذلك الوقت، وعد حربه جهادا) لارتداده. وقال ابن عميرة: كان جلدا شجاعا أتعب السلاطين وطال أمره، وألفت في أخباره وخروجه تواريخ مختلفة. ومما وصفه به ابن عذاري أنه كان مع شره وفساده متحببا إلى أصحابه، متواضعا لألافه، حافظا للحرمة، تجئ المرأة في أيامه بالمال والمتاع من بلد إلى بلد منفردة، لا يعترضها أحد، وكان يأخذ الحق من ابنه، ويبر الرجال ويكرم الشجعان، وإذا قدر عليهم عفا عنهم. وله في مخادعة خصومه أساليب: أظهر الطاعة مرات، لضعف استشعره في نفسه، فقوبل بالعفو وعومل بالرفق، ولم يلبث أن انقلب متمردا فاتكا. وظل على ذلك إلى أن مات. وقيل: قتل.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 44