عمارة اليمني عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين: مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن. ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ. وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع ابن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل مواليا لهم حتة دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط) و (أخبار الوزراء المصريين- ط) و (المفيد في أخبار زبيد) و (ديوان شعر- خ) كبير.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 37

عمارة نجم الدين اليمني عمارة بن علي بن زيدان الفقيه، أبو محمد الحكمي المذحجي اليمني، نجم الدين الشافعي الفرضي، الشاعر المشهور. تفقه بزبيد مدة أربع سنين في المدرسة، وحج سنة تسع وأربعين وخمس مائة. ومولده سنة خمس عشرة وخمس مائة، وصلب سنة تسع وستين وخمس مائة. وسيره صاحب مكة قاسم بن هاشم بن فليتة رسولا إلى الفائز خليفة مصر، فامتدحه بقصيدته الميمية، فوصله ثم رده إلى مكة، وعاد إلى زبيد. ثم حج فأعاده صاحب مكة في الرسلية، فاستوطن مصر. وكان شافعيا، شديد التعصب للسنة، أديبا ماهرا. ولم يزل ماشي الحال في دولة المصريين إلى أن ملك صلاح الدين، فمدحه كثيرا، ومدح الفاضل كثيرا. ثم إنه شرع في أمور وأخذ في اتفاق مع رؤساء البلد في التعصب للعبيديين وإعادة أمرهم، فنقل أمرهم، وكانوا ثمانية من الأعيان، فأمر صلاح الدين بشنقهم، في شهر رمضان. ونسب إليه بيت أظنه من وضع أعاديه عليه، فإني أحاشيه من قول مثل هذا - والله أعلم - وهو:

فأفتى الفقهاء بقتله.
ويقال إن السلطان صلاح الدين لما استشار الفاضل في أمر عمارة قال: نسجنه، فقال: يرجى خلاصه، فقال: نضربه عقوبة، فقال: الكلب يضرب، فيسكت، ثم ينبح، فقال: نشنقه، فقال: الملوك إذا أرادوا شيئا فعلوه؛ ونهض قائما، فعلم السلطان أن هذا هو الرأي.
وقيل: أحضر عمارة، فأخذ الفاضل في تلطيف أمره مع السلطان بينه وبينه، فقال عمارة: بالله يا مولانا، لا تسمع منه ما يقوله في. فقال السلطان: نعم والله أعلم بأمر الفاضل وأمر عمارة - رحمه الله تعالى - ثم إنه رسم فيه ما رسم، فقال عمارة للموكلين به: بالله، مروا بي على باب القاضي الفاضل لعله يرق لي؛ فمروا به، وكان الفاضل جالسا على باب داره، فلما رآه مقبلا دخل وأغلق الباب، فقال عمارة:
ويقال إنه مر قبل كائنته بيومين أو ثلاثة، فرأى بين القصرين مصلوبا، فقال:
وقال بعضهم: عبرت بين القصرين، وأنا عائد من دار السلطان صلاح الدين عشية النهار الذي شنق فيه عمارة اليمني، فشاهدته هناك مشنوقا، فذكرت أبياتا له عملها في الصالح، وهي:
ومن شعره القصيدة التي مدح بها الفائز بنصر الله خليفة مصر، وهي:
ومنه يمدح الموفق بن الخلال:
ومنه:
ومنه من قصيدة:
ومنه قصيدة مدح بها صلاح الدين، وسماها: شكاية المتظلم ونكاية المتألم:
قلت: الذي أظنه وتقضي به ألمعيتي أن هذه القصيدة كانت أحد أسباب شنقه - والله أعلم - لأن الملوك لا يخاطبون بمثل هذا الخطاب، ولا يواجهون بهذه الألفاظ وهذا الإدلال الذي يؤدي إلى الإذلال. وأظن أن هذه القصيدة ما أجدت شيئا؛ فمال عمارة حينئذ وانحرف، وقصد تغيير الدولة - والله أعلم - وكان من أمره ما كان. وعلى الجملة، فقتل مثل هذا الفاضل قبيح من الفاضل، إن كان ذلك عن رأيه. ومن شعر عمارة أيضا:
ومنه:
ومنه:
وأما قصيدته اللامية التي رثى بها أهل القصر، فإنها تقدمت كاملة في ترجمة العاضد.
وكان عمارة يغض من المهذب والرشيد ولدي الزبير، وقيل إنه كان ممن سعى في قتلهما وبالغ فيما أدى إلى تلافهما. وتعرض عمارة للمهذب أيام رزيك، وعاب شعره، فبلغ المهذب ذلك، فقال:
وبلغ المهذب أيضا أن عمارة عاب دقة جسمه ونحافته، فقال:
ونظم الشيخ تاج الدين اليمني في عمارة اليمني:
الصليب: ودك العظام، وقيل هو الصديد

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0