عمار بن ياسر عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي العنسي القحطاني، أبو اليقظان: صحابي، من الولاة الشجعان ذوي الرأي. وهو أحد السابقين إلى الإسلام والجهر به. هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان. وكان النبي (ص) يلقبه (الطيب المطيب) وفي الحديث: ماخير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما. وهو أول من بني مسجدا في الإسلام (بناه في المدينة وسماه قباء) وولاه عمر الكوفة، فأقام زمنا وعزله عنها. وشهد الجمل وصفين مع علي. وقتل في الثانية، وعمرثلاث وتسعون سنة. له 62 حديثا. ولعبد الله السبيني النجفي كتاب (عمار بن ياسر- ط) في سيرته.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 36
أبو اليقظان العنسي كنية عمار بن ياسر.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 448
أبو اليقظان عمار بن ياسر العنسي يعتبر عمار من المسلمين الأوائل وهو من بين من أسلموا بدار الأرقم ابن أبي الأرقم، وقد دعيت تلك الدار بدار الإسلام، حيث كان يتم فيها إسلام الراغبين باعتناق الإسلام وقد سار عمار إلى تلك الدار بعد فترة وجيزة من سماعه بخبر النبي صلى الله عليه وسلم في النبوة، يقول بعض المصادر أنه صادف صهيب بن سنان الرومي واقفا أمام باب دار الأرقم، ولما كان الأمر يقتضي منهما الكتمان وإخفاء الغرض تساءلا بدهشة:
’’قال عمار: ما تريد؟
وقال صهيب: وما تريد أنت؟
فأجاب عمار: أردت أن أدخل على محمد وأسمع كلامه!. . .
وقال صهيب: وأنا أردت كذلك.
ثم دخلا، فعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهما السلام فأسلما معا ثم مكثا يوما كاملا وخرجا مستخفيين. ورجع عمار إلى بيته فأسلم من بعده أبوه ياسر وأمه سمية وأخوه عبد الله، والظاهر أن لعمار أثرا في إسلام عائلته.
وتم إسلام هذه العائلة في أحرج الظروف، وأقسى ما مر به تاريخ صدر الإسلام من حيث القلة والضعف والهوان. أدى إسلام أسرة عمار إلى سخط حلفائها من بني مخزوم، فثارت ثائرتهم ونقموا على الأسرة المسلمة وكان من أثره أيضا أن عصفت بها عواصف المحن وهاجت عليها وزايا العذاب التي أقل ما وصفت بأنها عذاب إيمان مثلما كانت محنة للإيمان.
والظاهر أن قريشا أرادت أن تريد بعذابها للمستضعفين ممن لا قوم لهم ولا عشائر في مكة ولا يملكون قوة ما. . . من الذين عرفت بإسلامهم إسلام عدد منهم تخويفا وردعا وعبرة للآخرين. وكان وقود هذا الرد والتعذيب الحديد الحار والنار، والأسواط ثم أرض مكة في وهج الظهيرة. . وقد كثرت الروايات حول فنون عذاب المخزوميين لأسرة ياسر، ونجد إشارات متعددة في أغلب كتب التاريخ فقد ذكر اليعقوبي: ’’كان المشركون يخرجون هذه الأسرة المؤمنة إذا حميت الظهيرة ويأخذون منهم مأخذا عظيما من البلاء، يعذبونهم برمضاء مكة وأخذت قريش ياسرا وسمية وابنيهما (عمار وعبد الله) وبلالا وخبابا وصهيبا فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ. ثم جاء إلى كل واحد منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيها ثم حملوا بجوانبها وربطوا سمية بين بعيرين، وجاء أبو جهل يشتمها ويرفث ثم طعنها في قلبها وهي تأبى إلا الإسلام وقتلوا زوجها ياسرا فكانا أول شهيدين في الإسلام’’ ويبلغ العذاب بعمار إلى درجة لا يدري ما يقول ولا يعي ما يتكلم وروي أنه قال للنبي صلى اله عليه وسلم ’’لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ. قال النبي صلى الله عليه وسلم صبرا أبا اليقظان. اللهم لا تعذب أحدا من أل عمار بالنار’’. ويقال إنه صلى الله عليه وسلم كان يمر بهم فيدعو بقوله ’’صبرا آل ياسر موعدكم الجنة’’. ’’اللهم اغفر لآل ياسر وقد وفعلت’’.
وقد لوحظت آثار النار واضحة على ظهر عمار حتى أواخر حياته.
وروي أن عمار جاء النبي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما وراءك قال عمار: شر يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف تجد فلبك؟ قال عمار مطمئنا بالإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن عادوا فعد).
ثم نزلت الآية الكريمة في إقرار هذا اللون من الدعوة وإمضاء ما فعله عمار أمام أعدائه بقوله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمنه إلا من أكره وقلبه مطمين بالإيمن ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).
وبموجب هذه الآية أقر مبدأ التقية في تشريع الإسلام، وأيد الرسول مثل هذا التظاهر باللسان.
قتل في صفين وكان عمره أربعا وتسعين سنة، وهو من السابقين الأولين -، هاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة وصلى إلى القبلتين وشهد بدرا واحدا وبيعة الرضوان وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبلى بلاء حسنا، وهو في كل الوقائع من المقدمين في الجيش، ويوم ثار مسيلمة الكذاب ثم قضي عليه يوم اليمامة كان عمار من رجال ذلك اليوم المعدودين الذي انتصر فيه المسلمون على المرتدين. روى الواقدي عن بد الله بن عمر قال: رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف عليها يصيح يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلى، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد قتال.
كان عمار آدم طوالا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين. قال ابن عبد البر إن عمارا قال كنت تربا لرسول الله في سنة، ولم يكن أحد أقرب إليه مني.
وعمار اسم ميمون، قال في القاموس: العمار الكثير الصلاة والصيام القوي الإيمان الثابت في أمره والطيب الثناء والطيب الروائح والمجتمع الأمر إلى آخر ما قال، وأخرج ابن عبد البر في الاستيعاب: استأذن على رسول الله يوما فعرف صوته فقال: مرحبا بالطيب ابن الطيب ائذنوا له. وقد أجمع أهل التفسير أن قوله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمن) نزل في عمار بن ياسر إذ أنه أعطى المشركين بلسانه ما أرادوا مكرها فقال قوم يا رسول الله إن عمارا كفر فقال الرسول صلى الله عليه وسلم كلا إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه، وجاء عمار إلى رسول الله وهو يبكي فقال النبي ما وراءك. فقال شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، فجعل رسول الله يمسح عينيه ويقول: إن عادوا لك فعد لهم بما قلت: وتواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمار بن ياسر: ويح عمار تفتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، ووردت في فضله أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: عمار جلدة بين عيني.
وقال ابن عبد البر: كتب عمر إلى أهل الكوفة: أما بعد فإني بعثت إليكم عمارا أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاسمعوا لهما واقتدوا بهما، وروي عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله: كم ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم عمار بن ياسر.
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أم سلمة أن رسول الله قال لعمار تقتلك الفئة الباغية. (وبسنده عن أم سلمة قالت لما كان يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن ود اغبر شعر صدره فوالله ما نسيت وهو يقول: اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة وجاء عمار فقال ابن سمية تقتله الفئة الباغية (وبسنده) عن حنظلة بن خويلد كنت عند معاوية فأتاه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا فتلته، فقال عبيد الله بن عمر يطيب أحدكما نفسا لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتلك الفئة الباغية. وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين أن أمير المؤمنين عليه السلام لما أراد المسير إلى صفين دعا من كان معه من المهاجرين والأنصار فاستشارهم فقام قيمن قام عمار بن ياسر فذكر الله بما هو أهله وحمده وقال يا أمير المؤمنين إن استطعت أن لا تقيم يوما واحدا فأشخص بنا قبل استعار نار الفجرة واجتماع رأيهم على الصدود والفرقة وادعهم إلى رشدهم وحظهم فإن قبلوا سعدوا وإن أبوا إلا حربنا فوالله إن سفك دمائهم والجد في جهادهم لقربة عند الله وهو كرامة منه وروى نصر في كتاب صفين أن عمار بن ياسر قال لما ظهر من أبي زينب ابن عوف بعض الشك حين عزم أمير المؤمنين عليه السلام على المسير إلى صفين:
أثبت أبا زينب ولا تشك في الأحزاب عدو الله ورسوله، وخرج عمار وهو يقول:
سيروا إلى الأحزاب أعداء النبي=سيروا فخير الناس أتباع علي
هذا أوان طاب سل المشرفي | وقودنا الخيل وهز السمهري |
صدق الله وهو للصدق أهل | وتعالى ربي وكان جليلا |
رب عجل شهادة لي بقتل | في الذي قد أحب قتلا جميلا |
مقبلا غير مدبر إن للقتل | على كل ميتة تفضيلا |
إنهم عند ربهم في جنان | يشربون الرحيق والسلسبيلا |
من شراب الأبرار خالطه المسك | وكأسا مزاجها زنجيبلا |
كلا ورب البيت لا أبرح أجي | حتى أموت أو أرى ما أشتهي |
أنا مع الحق أحامي عن علي | صهر النبي ذي الأمانات الوفي |
نحن ضربناكم على تنزيله | فاليوم نضربكم على تأويله |
ضربا يزيل الهام عن مقيله | ويذهل الخليل عن خليله |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 372
عمار بن ياسر (ب د ع) عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم ابن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب المذحجي ثم العنسي، أبو اليقظان.
وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو حليف بني مخزوم. وأمه سمية، وهي أول من استشهد في سبيل الله، عز وجل، وهو وأبوه وأمه من السابقين. وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين. وهو ممن عذب في الله.
وقال الواقدي وغيره من أهل العلم بالنسب والخبر: إن ياسرا والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس، إلا أن ابنه عمارا مولى لبني مخزوم، لأن أباه ياسرا تزوج أمة لبعض بني مخزوم، فولدت له عمارا.
وكان سبب قدوم ياسر مكة أنه قدم هو وأخوان له، يقال لهما: «الحارث» «ومالك»، في طلب أخ لهما رابع، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فحالف أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وتزوج أمة له يقال لها: «سمية»، فولدت له عمارا، فأعتقه أبو حذيفة، فمن هاهنا صار عمار مولى لبني مخزوم، وأبوه عرني كما ذكرنا.
وأسلم عمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم هو وصهيب بن سنان في وقت واحد: قال عمار: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقلت: ما تريد؟ فقال: وما تريد أنت؟ فقلت: أردت أن أدخل على محمد وأسمع كلامه. فقال: وأنا أريد ذلك. فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام، فأسلمنا.
وكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلا.
وروى يحيى بن معين، عن إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن بيان، عن وبرة عن همام قال: سمعت عمارا يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر وقال مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله، وأبو بكر، وبلال، وخباب وصهيب، وعمار، وأمه سمية.
واختلف في هجرته إلى الحبشة. وعذب في الله عذابا شديدا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي بإسناده إلى أبي الحسن علي بن أحمد ابن متويه في قوله عز وجل: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} نزلت في عمار بن ياسر، أخذه المشركون فعذبوه فلم يتركوه، حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه. فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله! ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنا بالإيمان. قال: فإن عادوا لك فعد لهم. أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر: أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: «صبرا آل ياسر، موعدكم الجنة». قال: وحدثنا يونس، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمار بن ياسر وهو يبكي، يدلك عينيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك أخذك الكفار فغطوك في الماء، فقلت كذا وكذا، فإن عادوا لك فقل كما قلت. قال: وحدثنا يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس: أكان المشركون يبلغون من المسلمين في العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم فقال؟ نعم، والله إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر على أن يستوي جالسا، من شدة الضر الذي به حتى إنه ليعطيهم ما سألوه من الفتنة، وحتى يقولوا له: اللات والعزى إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم. وحتى إن الجعل ليمر بهم، فيقولون له: هذا الجعل إلهك من دون الله فيقول: نعم، اقتداء لما يبلغون من جهده.
وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا والخندق، وبيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من بني مخزوم، قال: «... وعمار بن ياسر».
وكلهم قالوا: إنه شهد بدرا، وأحدا، وغيرهما.
أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن الدمشقي بها، أنبأنا أبو العشائر محمد ابن خليل بن فارس، أنبأنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حدثنا إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد. أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا العوام- يعني بن حوشب- عن سلمة بن كهيل، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار كلام، فأغلظت له في القول، فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء خالد وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فجعل يغلظ له، ولا يزيده إلا غلظة، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، فبكى عمار وقال: يا رسول الله، ألا تراه! فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وقال: من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله. قال خالد: فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار، فلقيته فرضي. وأنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا وكيع حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ائذنوا له، مرحبا بالطيب المطيب». أنبأنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا القاسم ابن دينار الكوفي، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما». قال: وحدثنا الترمذي، حدثنا أبو مصعب المديني، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية».
وقد روى نحو هذا عن أم سلمة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وحذيفة. وروى شعبة أن رجلا قال لعمار: أيها العبد الأجدع! قال عمار: سيب خبر أذني- قال شعبة. وكانت أصيبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا وهم من شعبة، والصواب أنها أصيبت يوم اليمامة.
ومن مناقبه أنه أول من بنى مسجدا في الإسلام: أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن عبد الرحمن بن عبد الله عن الحكم بن عتيبة قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أول ما قدمها ضحى، فقال عمار: ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بد من أن نجعل له مكانا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه، ويصلي فيه.
فجمع حجارة، فبنى مسجد قباء، فهو أول مسجد بني وعمار بناه.
أنبأنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم عن محمد بن عيسى: أنبأنا عمرو بن على، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار بن ياسر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بالتيمم، للوجه والكفين.
وشهد عمار قتال مسيلمة، فروى نافع، عن ابن عمر قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، قد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون، إلي إلي، أنا عمار ابن ياسر، هلموا إلي- قال: وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت، فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال.
ومناقب عمار المروية كثيرة اقتصرنا منها على هذا القدر.
واستعمله عمر بن الخطاب على الكوفة، وكتب إلى أهلها: «أما بعد، فإني قد بعثت إليكم عمارا أميرا، وعبد الله بن مسعود وزيرا ومعلما، وهما من نجباء أصحاب محمد، فاقتدوا بهما» ولما عزله عمر قال له: أساءك العزل؟ قال: والله لقد ساءتني الولاية، وساءني العزل.
ثم إنه بعد ذلك صحب عليا، رضي الله عنهما، وشهد معه الجمل وصفين، فأبلى فيهما ما قال أبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي، فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبعونه، كأنه علم لهم- قال: وسمعته يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص: يا هاشم، تفر من الجنة! الجنة تحت البارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمدا وحزبه، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على حق، وأنهم على الباطل.
وقال أبو البختري: قال عمار بن ياسر يوم صفين: ائتوني بشربة. فأتي بشربة لبن، فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن»، وشربها ثم قاتل حتى قتل.
وكان عمره يومئذ أربعا وتسعين سنة، وقيل: ثلاث وتسعون، وقيل: إحدى وتسعون.
وروى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا.
وشهد صفين ولم يقاتل، وقال: لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله، فإني سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: «تقتله الفئة الباغية» فلما قتل عمار قال خزيمة «ظهرت لي الضلالة». ثم تقدم فقاتل حتى قتل ولما قتل عمار قال: «ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم».
وقد اختلف في قاتله، فقيل: قتله أبو الغادية المزني وقيل: الجهني طعنه طعنة فسقط، فلما وقع أكب عليه آخر فاحتز رأسه، فأقبلا يختصمان، كل منهما يقول: «أنا قتلته». فقال عمرو بن العاص: والله إن يختصمان إلا في النار، والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
وقيل: حمل عليه عقبة بن عامر الجهني، وعمرو بن حارث الخولاني، وشريك بن سلمة المرادي فقتلوه.
وكان قتله في ربيع الأول أو: الآخر- من سنة سبع وثلاثين، ودفنه «علي» في ثيابه، ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أنه صلى عليه، وهو مذهبهم في الشهيد أنه يصلى عليه ولا يغسل.
وكان عمار آدم، طويلا، مضطربا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين. وكان لا يغير شيبه، وقيل: كان أصلع في مقدم رأسه شعرات.
وله أحاديث، روى عنه علي بن طالب، وابن عباس، وأبو موسى، وجابر، وأبو أمامة، وأبو الطفيل، وغيرهم من الصحابة. وروى عنه من التابعين: ابنه محمد بن عمار، وابن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن، ومحمد بن الحنفية، وأبو وائل، وعلقمة، وزر بن حبيش، وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 890
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 4- ص: 122
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 626
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن بأم بن عنس، بنون ساكنة، ابن مالك العنسي، أبو اليقظان، حليف بني مخزوم، وأمه سمية مولاة لهم.
كان من السابقين الأولين، هو وأبوه، وكانوا ممن يعذب في الله
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليهم، فيقول: «صبرا آل ياسر موعدكم الجنة».
واختلف في هجرته إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها، ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه بها، ثم استعمله عمر على الكوفة، وكتب إليهم: أنه من النجباء من أصحاب محمد.
قال عاصم، عن زر، عن عبد الله: إن أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكر منهم عمارا.
أخرجه ابن ماجة.
وعن وبرة، عن همام، عن عمار، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. أخرجه البخاري.
وعن علي قال: استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ائذنوا له، مرحبا بالطيب المطيب». وفي رواية: إن عليا قال ذلك، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن عمارا مليء إيمانا إلى مشاشه».
أخرجه الترمذي، وابن ماجة، وسنده حسن، عن خالد بن الوليد، قال: كان بيني وبين عمار كلام، فأغلظت له، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء خالد فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه. فقال: «من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله».
وفي الترمذي عن عائشة- مرفوعا: «ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أيسرهما».
وعن حذيفة- رفعه: «اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار».
وأخرجه الترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن.
وتواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمارا تقتله الفئة الباغية، وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفين سنة سبع وثمانين في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة، واتفقوا على أنه نزل فيه: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث. وروى عنه من الصحابة أبو موسى، وابن عباس، وعبد الله بن جعفر، وأبو لاس الخزاعي، وأبو الطفيل، وجماعة من التابعين.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 473
أبو اليقظان عمار بن ياسر العبسي. مشهور باسمه. تقدم.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 381
عمار الصحابي رضي الله عنه عمار بن ياسر بن عامر المذحجي، أبو اليقظان. من نجباء الصحابة، شهد بدرا والمشاهد كلها. كان من السابقين. عاش ثلاثا وتسعين سنة، وتوفي سنة سبع وثلاثين للهجرة. قتل يوم صفين مع علي، رضي الله عنهما، وكان ممن عذب في الله في أول الإسلام، وأمه أول شهيدة في الإسلام، طعنها أبو جهل في قبلها. قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ’’ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية’’.
وعمار ممن هاجر إلى الحبشة، وصلى القبلتين، وأبلى بلاء حسنا، وشهد اليمامة، وأبلى فيها أيضا بلاء حسنا، ويومئذ قطعت أذنه، فكانت تذبذب، وهو يقاتل أشد قتال، وعلا صخرة، فنادى بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟!
وقال عمار: كنت تربا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، في سنه، لم يكن أحد أقرب به سنا مني. ولما أنزلت: {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} قال عمار: {كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}.
قال أبو جهل بن هشام: وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ’’إن عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه’’؛ ويروى: إلى أخمص قدميه. وقالت عائشة، رضي الله عنها: ما من أحد من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا عمار بن ياسر، فإني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ’’ملئ عمار إيمانا إلى أخمص قدميه’’.
وفضائله كثيرة؛ وقال يوم صفين لهاشم بن عتبة: يا هاشم، تقدم إلى الجنة تحت الأبارقة، ألقى الأحبة غدا محمدا وحزبه. والله، لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعلمنا أنا على الحق، وأنهم على الباطل. ثم قال:
نحن ضربناكم على تنزيله | فاليوم نضربكم على تأويله |
ضربا يزيل الهام عن مقيله | ويذهل الخليل عن خليله |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0
عمار بن ياسر ابن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الوذيم وقيل: بين قيس والوذيم حصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وعنس هو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وبنو مالك بن أدد من مذحج.
قرأت هذا النسب على شيخنا الدمياطي ونقلته من خطه قال: قرأته على يحيى بن قميرة، عن شهدة، عن ابن طلحة، عن أبي عمر بن مهدي، عن محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي فذكره وفيه قيس بن الحصين بن الوذيم ولم يشك وعنس نقطه بنون.
الإمام الكبير، أبو اليقظان العنسي المكي مولى بني مخزوم أحد السابقين الأولين والأعيان البدريين وأمه هي سمية مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات أيضا.
له عدة أحاديث ففي ’’مسند بقي’’ له اثنان وستون حديثا ومنها في ’’الصحيحين’’ خمسة.
روى عنه علي وابن عباس وأبو موسى الأشعري وأبو أمامة الباهلي وجابر بن عبد الله ومحمد بن الحنفية وعلقمة بن وزر وأبو وائل وهمام بن الحارث ونعيم بن حنظلة،
وعبد الرحمن بن أبزى وناجية بن كعب وأبو لاس الخزاعي وعبد الله بن سلمة المرادي وابن الحوتكية وثروان بن ملحان ويحيى بن جعدة والسائب والد عطاء وقيس بن عباد وصلة بن زفر ومخارق بن سليم وعامر بن سعد بن أبي وقاص وأبو البختري وعدة.
قال ابن سعد: قدم والد عمار ياسر بن عامر وأخواه الحارث ومالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم فرجع أخواه وأقام ياسر وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فزوجه أمة له اسمها سمية بنت خباط فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ثم مات أبو حذيفة فلما جاء الله بالإسلام أسلم عمار وأبواه وأخوه عبد الله وتزوج بسمية بعد ياسر الأزرق الرومي غلام الحارث بن كلدة الثقفي وله صحبة وهو والد سلمة بن الأزرق.
ويقال: إن لعمار من الرواية بضعة وعشرين حديثا.
ويروى، عن عمار، قال: كنت تربا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسنه.
وروى عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: رأيت عمارا يوم صفين شيخا آدم طوالا وإن الحربة في يده لترعد فقال: والذي نفسي بيده! لقد قاتلت بها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات وهذه الرابعة ولو قاتلونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفت أننا على الحق وأنهم على الباطل.
وعن الواقدي: عن عبد الله بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار أنها وصفت لهم عمارا آدم طوالا مضطربا أشهل العين بعيد ما بين المنكبين لا يغير شيبه.
وعن كليب بن منفعة، عن أبيه قال: رأيت عمارا بالكناسة أسود جعدا وهو يقرأ.
رواه الحكم في المستدرك.
وقال عروة: عمار من حلفاء بني مخزوم.
وروى الواقدي، عن بعض بني عمار أن عمارا وصهيبا أسلما معا بعد بضعة وثلاثين رجلا وهذا منقطع.
زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله -صلى الله عليه وسلم: فمنعه الله بعمه وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فألبسهم المشركون أدراع الحديد وصفدوهم في الشمس وما فيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد.
وروى منصور، عن مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة فذكرهم زاد فجاء أبو جهل يشتم سمية وجعل يطعن بحربته في قبلها حتى قتلها فكانت أول شهيدة في الإسلام.
وعن عمر بن الحكم، قال: كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول وكذا صهيب، وفيهم نزلت {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا}.
منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة’’.
قيل: لم يسلم أبوا أحد من السابقين المهاجرين سوى عمار وأبي بكر.
مسلم بن إبراهيم والتبوذكي، عن القاسم بن الفضل، حدثنا عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان نفرا منهم عمار فقال عثمان: أما إني سأحدثكم حديثا، عن عمار أقبلت أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- في البطحاء حتى أتينا على عمار وأمه وأبيه وهم يعذبون فقال ياسر للنبي -صلى الله عليه وسلم: الدهر هكذا فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’اصبر’’ ثم قال: ’’اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت’’.
هذا مرسل. ورواه: جعثم بن سليمان، عن القاسم الحداني، عن عمرو بن مرة فقال، عن أبي البختري بدل سالم، عن سلمان بدل عثمان وله إسناد آخر لين وآخر غريب.
وروى أبو بلج، عن عمرو بن ميمون قال: عذب المشركون عمارا بالنار فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يمر به فيمر يده على رأسه ويقول: ’’يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم، تقتلك الفئة الباغية’’.
ابن عون، عن محمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لقي عمارا وهو يبكي فجعل يمسح، عن عينيه ويقول: ’’أخذك الكفار فغطوك في النار فقلت كذا وكذا، فإن عادوا فقل لهم ذلك’’.
روى عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عمارا فلم يتركوه حتى نال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر آلهتهم بخير فلما أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’ما وراءك’’؟ قال: شر يا رسول الله! والله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير قال: ’’فكيف تجد قلبك’’؟ قال: مطمئن بالإيمان قال: ’’فإن عادوا فعد’’.
ورواه الجزري مرة، عن أبي عبيدة فقال، عن أبيه.
وعن قتادة {إلا من أكره} نزلت في عمار.
المسعودي: عن القاسم بن عبد الرحمن أول من بنى مسجدا يصلى فيه عمار.
أبو إسحاق: عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: اشتركت أنا وعمار وسعد يوم بدر فيما نأتي به فلم أجيئ أنا ولا عمار بشيء وجاء سعد برجلين.
جرير بن حازم: عن الحسن، عن عمار، قال: قاتلت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجن والإنس قيل: وكيف؟ قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أما إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك منه’’. فلما كنت على رأس البئر إذا برجل أسود كأنه مرس فقال: والله لا تستقي اليوم منها فأخذني وأخذته فصرعته ثم أخذت حجرا فكسرت وجهه وأنفه ثم ملأت قربتي وأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’هل أتاك على الماء أحد’’؟ قلت: نعم فقصصت عليه القصة فقال: ’’أتدري من هو’’؟ قلت: لا، قال: ’’ذاك الشيطان’’.
فطر بن خليفة، عن كثير النواء سمعت عبد الله بن مليل سمعت عليا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’لم يكن نبي قط إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة وأبو بكر وعمر وعلي وجعفر وحسن وحسين وابن مسعود وأبو ذر والمقداد وحذيفة وعمار وبلال وسلمان’’.
تابعه جعفر الأحمر، عن كثير.
الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس مرفوعا قال: ’’ثلاثة تشتاق إليهم الجنة علي وسلمان وعمار’’.
أبو إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: استأذن عمار على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’من هذا’’؟ قال: عمار، قال: ’’مرحبا بالطيب المطيب’’ أخرجه الترمذي.
وروى عثام بن علي، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ قال: كنا جلوسا عند علي فدخل عمار فقال: مرحبا بالطيب المطيب سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’إن عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه’’.
سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمار الهمداني، عن عمرو بن شرحبيل قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه’’.
عمرو بن مرة، عن أبي البختري سئل علي، عن عمار فقال: نسي وإن ذكرته ذكر قد دخل الإيمان في سمعه وبصره وذكر ما شاء الله من جسده.
جماعة، عن الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربعي، عن حذيفة مرفوعا: ’’اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد’’.
رواه طائفة، عن الثوري بإسقاط مولى ربعي وكذا رواه زائدة وغيره، عن عبد الملك وروي، عن عمرو بن هرم، عن ربعي، عن حذيفة.
بن عون، عن الحسن قال عمرو بن العاص إني لأرجو أن لا يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مات يوم مات وهو يحب رجلا فيدخله الله النار قالوا قد كنا نراه يحبك ويستعملك فقال الله أعلم أحبني أو تألفني ولكنا كنا نراه يحب رجلا عمار بن ياسر قالوا: فذلك قتيلكم يوم صفين قال: قد -والله- قتلناه.
العوام بن حوشب، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة، عن خالد بن الوليد، قال: كان بيني وبين عمار كلام، فأغلظت له. فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ’’من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله’’. فخرجت. فما شيء أحب إلي من رضى عمار، فلقيته، فرضي.
أخرجه أحمد، والنسائي.
شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن الأسود قال: كان بين خالد وعمار كلام فشكاه خالد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله: ’’من يعاد عمارا يعاده الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله’’.
عطاء بن مسلم الخفاف، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أوس بن أوس قال: كنت عند علي فسمعته يقول سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’دم عمار ولحمه حرام على النار’’ هذا غريب.
سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مجاهد قال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’ما لهم ومالعمار! يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وذلك دأب الأشقياء الفجار’’.
عمار بن رزيق، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إن الله قد أمننا من أن يظلمنا ولم يؤمنا من أن يفتننا أرأيت إن أدركت فتنة؟ قال: عليك بكتاب الله قال: أرأيت إن كان كلهم يدعو إلى كتاب الله قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق’’. إسناده منقطع.
قال عمار الدهني: عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن مسعود سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’ما خير ابن سمية بين أمرين إلا اختار أيسرهما’’.
رواه الثوري وغيره عنه وبعضهم رواه، عن الدهني، عن سالم، عن علي بن علقمة، عن ابن مسعود.
عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، عن عائشة سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’عمار ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما’’.
رواه عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه قال: قالت عائشة.
وقد كان عمار ينكر على عثمان أمورا لو كف عنها لأحسن فرضي الله عنهما.
أبو نعيم، حدثنا سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى أن حذيفة أتي وهو ثقيل بالموت فقيل له: قتل عثمان فما تأمرنا فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’أبو اليقظان على الفطرة’’ ثلاث مرات ’’لن يدعها حتى يموت أو يلبسه الهرم’’.
البغوي، حدثنا ابن حميد، حدثنا هارون بن المغيرة، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن عائشة قالت: انظروا عمارا فإنه يموت على الفطرة إلا أن تدركه هفوة من كبر.
فيه من تضعف ويروى، عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا نحوه.
قال علقمة: قال لي أبو الدرداء: أليس فيكم الذي أعاذه الله على لسان نبيه من الشيطان؟ -يعني عمارا | الحديث. |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 245
عمار بن ياسر ومنهم عمار بن ياسر أبو اليقظان، الممتلئ من الإيمان، والمطمئن بالإيقان، والمتثبت حين المحنة والافتتان، والصابر على المذلة والهوان، من السابقين الأولين، سبق إلى قتال الطغاة زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي إلى طعان البغاة مع الوصي، كان له من النبي صلى الله عليه وسلم إذا استأذن البشاشة والترحيب، والبشارة بالتطييب، كان لزينة الدنيا واضعا، ولنخوة النفس قامعا، ولأنصار الدين رافعا، ولإمام الهدى تابعا، كان من أهل بدر، وبعثه عمر على الكوفة أميرا، وكتب إليهم أنه من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كان أحد الأربعة الذين تشتاق إليهم الجنة، لم يزل يدأب لها ويحن إليها إلى أن لقي الأحبة محمدا وصحبه، وقد قيل: «إن التصوف تسور السور، إلى التحلل بالحور»
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا الحسن بن حماد الوراق، وأحمد بن المقدام، قالا: ثنا عثام بن علي، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، قال: كنا عند علي فدخل عليه عمار، فقال: ’’مرحبا بالطيب المطيب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه’’
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن حميد، ثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه»، يعني مشاشه
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا القاسم بن الفضل، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان بن عفان، قال: ’’لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، فأخذ بيدي فانطلقت معه، فمر بعمار، وأم عمار وهم يعذبون، فقال: صبرا آل ياسر، فإن مصيركم إلى الجنة ’’ رواه عبد الملك الجدي، عن القاسم بن الفضل، مثله
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قال: ’’أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وخباب، وصهيب، وبلال، وعمار، وسمية أم عمار، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه أبو طالب، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأما الآخرون فألبسوهم أدرع الحديد ثم صهروهم في الشمس، فبلغ منهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ من حر الحديد والشمس، فلما كان من العشي أتاهم أبو جهل - لعنه الله - ومعه حربة فجعل يشتمهم ويوبخهم’’
حدثنا محمد بن علي اليقطيني، ثنا الحسين بن عبد الله الرقي، ثنا حكيم بن سيف، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، قال: أخذ المشركون عمارا فلم يتركوه حتى سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ما وراءك؟» قال: شر يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف تجد قلبك؟» قال: أجد قلبي مطمئنا بالإيمان، قال: «فإن عادوا فعد»
حدثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا محمد بن يوسف بن الطباع، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب» رواه زهير وشريك وغيرهما عن أبي إسحاق
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، ثنا يحيى بن زكريا، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي عليه السلام قال: كان عمار يأخذ من هذه السورة، ومن هذه السورة، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لعمار: «لم تأخذ من هذه السورة ومن هذه السورة؟» قال: تسمعني أخلط به ما ليس منه؟ قال: «لا»، قال: فكله طيب’’
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا العباس بن حمدان، ثنا محمد بن سعيد بن سويد الكوفي، حدثني أبي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عمار بن ياسر، قال: ’’ثلاث خلال من جمعهن فقد جمع خلال الإيمان، فقال له بعض أصحابه: يا أبا اليقظان وما هذه الخلال التي زعمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جمعهن فقد جمع خلال الإيمان»؟ فقال عمار عند ذلك: سمعته يقول: «الإنفاق من الإقتار، والإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن محمد بن خثيم، عن محمد بن كعب القرظي، حدثني أبو بديل بن خثيم، أن عمار بن ياسر، قال: «كنت أنا وعلي بن أبي طالب، رفيقين في غزوة العشيرة، فعمدنا إلى صور من النخل فنمنا تحته في دقعاء من التراب، فما أيقظنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى عليا فغمزه برجله وقد تتربنا في ذلك التراب»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: لقي علي رجلين قد خرجا من الحمام متدهنين، فقال علي: من أنتما؟ قالا: من المهاجرين، قال: «كذبتما، إنما المهاجر عمار بن ياسر»
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى بن الحماني، ثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، وميسرة، أن عمارا، يوم صفين أتي بلبن فشربه ثم قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هذه آخر شربة أشربها من الدنيا، فقام فقاتل حتى قتل»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن علي العمري، ثنا محمد بن سليمان بن أبي الرجاء، ثنا أبو معشر، ثنا جعفر بن عمرو الضمري، عن أبي سنان الدؤلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: رأيت عمار بن ياسر دعا بشراب فأتي بقدح من لبن فشرب منه ثم قال: صدق الله ورسوله، واليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن آخر شيء تزوده من الدنيا ضيحة لبن»، ثم قال: والله لو هزمونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق، وهم على باطل’’
حدثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق العسكري، ثنا أحمد بن سهل بن أيوب، ثنا سهيل بن عثمان، ثنا عبد الله بن نمير، عن موسى بن محمد الأنصاري، عن أبي المليح الأنصاري، عن علي، قال: ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم عمارا فقال: «أما إنه سيشهد معك مشاهد أجرها عظيم، وذكرها كثير، وثناؤها حسن»
حدثنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن سعيد بن عروة، ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن السدي، عن عبد الله البهي، عن، ابن عمر، قال: «ما أعرف أحدا خرج يبتغي وجه الله والدار الآخرة إلا عمارا»
حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا أحمد بن سهل بن أيوب، ثنا علي بن بحر، ثنا سلمة بن الأبرش، ثنا عمران الطائي، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ’’إن الجنة تشتاق إلى أربعة: إلى عمار، وعلي وسلمان، والمقداد’’
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال: وشى رجل بعمار إلى عمر بن الخطاب، فقال عمار لما بلغه: «اللهم إن كان كاذبا فاجعله موطأ العقبين، وابسط له من الدنيا»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، قال: ’’كان عمار بن ياسر طويل الصمت، طويل الحزن والكآبة، وكان عامة كلامه عائذا بالله من فتنته
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا جرير، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: لما بنى عبد الله بن مسعود داره قال لعمار: هلم انظر إلى ما بنيت، فانطلق عمار فنظر إليه فقال: «بنيت شديدا، وأملت بعيدا - أو تأمل بعيدا - وتموت قريبا»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا داود بن عمرو، والأزرق بن علي، قالا: ثنا حسان بن إبراهيم، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن سلمة، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار، أنه قال، وهو يسير على شط الفرات: «اللهم لو أعلم أن أرضى لك عني أن أتردى فأسقط فعلت، ولو علمت أن أرضى لك عني أن ألقي نفسي في هذا الماء فأغرق فيه فعلت»
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 139
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 139
عمار بن ياسر بن مالك بن كناية بن قيس بن حصين العنسي ثم المذحجي، قد رفعناه في نسبه إلى عنس بن مالك بن أدد بن زيد في باب أبيه ياسر من هذا الكتاب، يكنى أبا اليقظان حليف لبني مخزوم، كذا قال ابن شهاب وغيره وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: وممن شهد بدرا عمار بن ياسر حليف لبني مخزوم، وقال الواقدي، وطائفة من أهل العلم بالنسب والخبر: إن ياسرا والد عمار عرني قحطاني مذحجي، من عنس في مذحج، إلا أن ابنه عمار ولي لبني مخزوم، لأن أباه ياسرا تزوج أم لبعض بنى مخزوم، فولدت له له عمارا، وذلك أن ياسرا والد عمار قدم مكة مع أخوين له- أحدهما يقال له الحارث، والثاني مالك، في طلب أخ لهم رابع، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فخالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط، فولدت له عمارا، فأعتقه أبو حذيفة، فمن هذا هو عمار مولى لبني مخزوم، وأبوه عرني كما ذكرنا لا يختلفون في ذلك، وللحلف والولاء اللذين بين بني مخزوم وبين عمار وأبيه ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب، حتى انفتق له فتق في بطنه، ورغموا وكسروا ضلعا من أضلاعه، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا: والله لئن مات لا قتلنا به أحدا غير عثمان. وقد ذكرنا في باب ياسر وفي باب سمية، ما يكمل به علم ولاء عمار ونسبه.
قال أبو عمر رحمه الله: كان عمار وأمه سمية ممن عذب في الله، ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه، واطمأن بالإيمان قلبه، فنزلت فيه: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}. وهذا مما اجتمع أهل التفسير عليه.
وهاجر إلى أرض الحبشة، وصلى القبلتين، وهو من المهاجرين الأولين، ثم شهد بدرا والمشاهد كلها، وأبلى ببدر بلاء حسنا، ثم شهد اليمامة، فأبلى فيها أيضا، ويومئذ قطعت أذنه.
وذكر الواقدي: حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون! أنا عمار بن ياسر، هلموا إلي، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تدبدب وهو يقاتل أشد القتال. وكان فيما ذكر الواقدي طويلا أشهل بعيد ما بين المنكبين.
قال إبراهيم بن سعد: بلغنا أن عمار بن ياسر قال: كنت تربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سنه لم يكن أحد أقرب به سنا مني.
روى سفيان، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} قال عمار بن ياسر {كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}. قال أبو جهل بن هشام. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عمارا مليء إيمانا إلى مشاشه.
ويروى: إلى أخمص قدميه. وحدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله بن عامر، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا يحيى بن سليمان، حدثنا يحيى بن أبان، حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، ولم يقل فيه يحيى بن سليمان عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا عمار بن ياسر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ملي عمار إيمانا إلى أخمص قدميه.
قال عبد الرحمن بن أبزى: شهدنا مع علي رضي الله عنه صفين في ثمانمائة- من بايع بيعة الرضوان، قتل منهم ثلاثة وستون، منهم عمار بن ياسر.
أنبأنا عبد الله، أنبأنا أحمد، حدثنا يحيى بن سليمان، حدثنا معلى، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة، قالت: ما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا عمار بن ياسر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن عمار بن ياسر حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنيه إيمانا. ومن حديث خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أبغض عمارا أبغضه الله تعالى. قال خالد: فما زلت أحبه من يومئذ.
وروي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اشتاقت الجنة إلى علي، وعمار، وسلمان، وبلال رضي الله عنهم. ومن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فعرف صوته، فقال: مرحبا بالطيب المطيب ائذنوا له. وروى الأعمش، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: شهدنا مع علي رضي الله عنه صفين، فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه، كأنه علم لهم. وسمعت عمارا يقول يومئذ لهاشم بن عقبة: يا هاشم، تقدم، الجنة تحت الأبارقة، اليوم ألقى
الأحبة: محمدا وحزبه. والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل، ثم قال:
نحن ضربناكم على تنزيله | فاليوم نضربكم على تأويله |
ضربا يزيل الهام عن مقيله | ويذهل الخليل عن خليله |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1135
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس. وهو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
وبنو مالك بن أدد من مذحج. كان قدم ياسر بن عامر وأخواه الحارث ومالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وزوجه أبو حذيفة له يقال لها سمية بنت خياط. فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة.
ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالإسلام فأسلم ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر. وكان لياسر ابن آخر أكبر من عمار وعبد الله يقال له حرث. قتلته بنو الديل في الجاهلية.
وخلف على سمية بعد ياسر الأزرق. وكان روميا غلاما للحارث بن كلدة الثقفي. وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت سمية للأزرق سلمة بن الأزرق فهو أخو عمار لأمه. ثم ادعى ولد سلمة وعمر وعقبة بني الأزرق أن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر من غسان. وأنه حليف لبني أمية. وشرفوا بمكة. وتزوج الأزرق وولده في بني أمية. وكان لهم منهم أولاد. وكان عمار يكنى أبا اليقظان.
وكان بنو الأزرق في أول أمرهم يدعون أنهم من بني تغلب. ثم من بني عكب.
وتصحيح هذا أن جبير بن مطعم تزوج إليهم امرأة وهي بنت الأزرق فولدت له بنية تزوجها سعيد بن العاص فولدت له عبد الله بن سعيد. فمدح الأخطل عبد الله بن سعيد بكلمة له طويلة فقال فيها:
وتجمع نوفلا وبني عكب | كلا الحيين أفلح من أصابا |
ثم أفسدتهم خزاعة ودعوهم إلى اليمن وزينوا لهم ذلك وقالوا: أنتم لا يغسل عنكم ذكر الروم إلا أن تدعوا أنكم من غسان. فانتموا إلى غسان بعد.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال. أخبرنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: قال عمار بن ياسر: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله فيها. فقلت له: ما تريد؟ قال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه. قال: وأنا أريد ذلك. فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا. ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا. ثم خرجنا ونحن مستخفون.
فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال: كان عمار بن ياسر من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه. قال محمد بن عمر: والمستضعفون قوم لا عشائر لهم بمكة وليست لهم منعة ولا قوة. فكانت قريش تعذبهم في الرمضاء بأنصاف النهار ليرجعوا عن دينهم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عثمان بن محمد عن عبد الحكيم بن صهيب عن عمر بن الحكم قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول.
وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول. وكان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدري ما يقول. وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين. وفيهم نزلت هذه الآية: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} النحل: 41.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عثمان بن محمد عن الحارث بن الفضل عن محمد بن كعب القرظي قال: أخبرني من رأى عمار بن ياسر متجردا في سراويل قال: فنظرت إلى ظهره فيه حبط كثير. فقلت: ما هذا؟ قال: هذا مما كانت تعذبني به قريش في رمضاء مكة.
قال: أخبرنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون قال: أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار قال: [فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به ويمر يده على رأسه فيقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم. تقتلك الفئة الباغية].
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعمرو بن الهيثم أبو قطن قالا: أخبرنا القاسم بن الفضل قال: أخبرنا عمرو بن مرة الجملي عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان بن عفان قال: أقبلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمار وعمار وأمه وهم يعذبون. [فقال ياسر: الدهر هكذا. فقال له النبي. ص: اصبر. اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت].
[قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: أخبرنا هشام الدستوائي قال: أخبرنا أبو الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بآل عمار وهم يعذبون فقال لهم: أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة].
[قال: أخبرنا الفضل بن عنبسة قال: أخبرنا شعبة عن أبي بشر عن يوسف المكي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأبي عمار وأمه وهم يعذبون في البطحاء فقال: أبشروا يا آل عمار فإن موعدكم الجنة].
[قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي عمارا وهو يبكي فجعل يمسح عن عينيه وهو يقول: أخذك الكفار فغطوك في الماء
فقلت كذا وكذا. فإن عادوا فقل ذاك لهم].
[قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير. فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما وراءك؟ قال: شريا رسول الله. والله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. قال: فكيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان. قال: فإن عادوا فعد]. قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} النحل: 106. قال: ذلك عمار بن ياسر.
وفي قوله: {ولكن من شرح بالكفر صدرا} النحل: 106. قال: ذلك عبد الله بن أبي سرح.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن جابر عن الحكم {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} النحل: 106. نزلت في عمار بن ياسر.
قال: أخبرنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: نزل في عمار بن ياسر إذ كان يعذب في الله قوله: {وهم لا يفتنون} العنكبوت: 2.
قال: أخبرنا محمد بن كناسة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله: {أمن هو قانت آناء الليل} الزمر: 9. قال: نزلت في عمار بن ياسر.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دكين قالا: أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أول من بنى مسجدا يصلي فيه عمار بن ياسر.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن أبيه قال: أول من اتخذ في بيته مسجدا يصلي فيه عمار.
قالوا: هاجر عمار بن ياسر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عمر بن عثمان عن أبيه قال: لما هاجر عمار بن ياسر من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر.
قال: أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان. قال عبد الله بن جعفر: إن لم يكن حذيفة شهد بدرا فإن إسلامه كان قديما.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر موضع داره.
قالوا: وشهد عمار بن ياسر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم وموسى بن إسماعيل قالا: أخبرنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن قال: قال عمار بن ياسر: قد قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإنس والجن. فقيل له: ما هذا؟ قاتلت الإنس فكيف قاتلت الجن؟ قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي [فقال لي رسول الله. ص: أما إنه سيأتيك آت يمنعك من الماء. فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مرس فقال: لا والله لا تستقي اليوم منها ذنوبا واحدا. فأخذته وأخذني فصرعته. ثم أخذت حجرا فكسرت به أنف ووجه. ثم ملأت قربتي فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل أتاك على الماء من أحد؟ فقلت: عبد أسود. فقال: ما صنعت به؟ فأخبرته.
قال: أتدري من هو؟ قلت: لا. قال: ذاك الشيطان. جاء يمنعك من الماء].
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده جعل القوم يحملون وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحمل هو وعمار. فجعل عمار يرتجز ويقول:
#نحن المسلمون نبتني المساجدا[وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المساجدا. وقد كان عمار اشتكى قبل ذلك فقال بعض القوم: ليموتن عمار اليوم. فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفض لبنته وقال: ويحك. ولم يقل ويلك. يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية].
قال: أخبرنا إسحاق بن الأزرق قال: أخبرنا عوف الأعرابي عن الحسن عن أمه عن أم سلمى قالت: [سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية. قال عوف: ولا أحسبه إلا قال: وقاتله في النار].
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: أخبرنا ابن عون عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعاطيهم يوم الخندق حتى اغبر صدره وهو يقول:
اللهم إن العيش عيش الآخرة | فاغفر للأنصار والمهاجرة |
[وجاء عمار. فقال: ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية].
[قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني أيوب وخالد الحذاء عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية].
[قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: سمعت أبا هشام يحدث عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عمار: تقتلك الفئة الباغية].
[قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: أخبرنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد جعلنا نحمل لبنة لبنة وجعل عمار يحمل لبنتين لبنتين. فجئت فحدثني أصحابي أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ينفض التراب عن رأسه ويقول: ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية].
قال: أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: أخبرنا النضر بن شميل قال: أخبرنا شعبة عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة قال: [قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار وهو يمسح التراب عن رأسه: بؤسا لك ابن سمية. تقتلك فئة باغية].
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث قال: إنني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفين بينه وبين عمرو بن العاص قال: فقال عبد الله بن عمرو: يا أبت [سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟] قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال فقال معاوية: ما تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك. أنحن قتلناه؟
إنما قتله الذين جاؤوا به.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب قال: حدثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنزي قال: بينا نحن عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار. يقول كل واحد منهما أنا قتلته. فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه. [فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية. قال فقال معاوية: ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أطع أباك حيا ولا تعصه. فأنا معكم ولست أقاتل].
قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثني جعفر بن محمد قال: سمعت رجلا من الأنصار يحدث أبي عن هني مولى عمر بن الخطاب. قال: كنت أول شيء مع معاوية على علي فكان أصحاب معاوية يقولون: لا والله لا نقتل عمارا أبدا. إن قتلناه فنحن كما يقولون. فلما كان يوم صفين ذهبت أنظر في القتلى فإذا عمار بن ياسر مقتول فقال هني فجئت إلى عمرو بن العاص وهو على سريره فقلت: أبا عبد الله.
قال: ما تشاء؟ قلت: انظر أكلمك. فقال إلي فقلت: عمار بن ياسر ما سمعت فيه؟
فقال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية. فقلت: هو ذا والله مقتول. فقال: هذا باطل. فقلت: بصر به عيني مقتول. قال: فانطلق فأرنيه. فذهبت به فأوقفته عليه فساعة رآه انتقع لونه. ثم أعرض في شق وقال: إنما قتله الذي خرج به].
[قال: أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان عن أبي قيس الأودي عن هذيل قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له إن عمارا وقع عليه حائط فمات. قال: ما مات عمار].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إلي. وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: قال رجل من بني تميم لعمار: أيها الأجدع. فقال عمار: خير أذني سببت. قال شعبة: إنها أصيبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي ويحيى بن عباد قالا: أخبرنا شعبة عن
قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: غزا أهل البصرة ماء وعليهم رجل من آل عطارد التميمي فأمده أهل الكوفة وعليهم عمار بن ياسر فقال الذي من آل عطارد لعمار بن ياسر: يا أجدع أتريد أن تشاركنا في غنائمنا؟ فقال عمار: خير أذني سببت. قال شعبة: يعني أنها أصيبت مع النبي صلى الله عليه وسلم قال فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر: إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة.
قال ابن سعد: قال شعبة: لم ندر أنها أصيبت باليمامة.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال: قرئ علينا كتاب عمر بن الخطاب: أما بعد فإني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وابن مسعود معلما ووزيرا. وقد جعلت ابن مسعود على بيت مالكم. وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد من أهل بدر. فاسمعوا لهما وأطيعوا واقتدوا بهما. وقد آثرتكم بابن أم عبد على نفسي وبعثت عثمان بن حنيف على السواد ورزقتهم كل يوم شاة فاجعل شطرها وبطنها لعمار والشطر الباقي بين هؤلاء الثلاثة.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل أن عمر رزق عمارا وابن مسعود وعثمان بن حنيف شاة. لعمار شطرها وبطنها ولعبد الله ربعها ولعثمان ربعها كل يوم.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: أخبرنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أن عمارا كان يقرأ كل يوم جمعة على المنبر بياسين.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: وأخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا سفيان عن الأجلح عن ابن أبي الهذيل قال: رأيت عمار بن ياسر اشترى قتا بدرهم فاستزاد حبلا فأبى فجابذه حتى قاسمه نصفين وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: أخبرنا غسان بن مضر قال: أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن مطرف قال: دخلت على رجل بالكوفة وإذا رجل قاعد إلى جنبه وخياط يخيط إما قطيفة سمور أو ثعالب. قال قلت: ألم تر ما صنع علي؟ صنع كذا وصنع كذا. قال فقال: يا فاسق. ألا أراك تذكر أمير المؤمنين! قال فقال صاحبي: مهلا يا أبا اليقظان فإنه ضيفي. قال: فعرفت أنه عمار.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا جرير بن حازم عن سعيد بن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن مطرف قال: رأيت عمار بن ياسر يقطع على لحاف ثعالب ثوبا.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا وهيب عن داود عن عامر قال: سئل عمار عن مسألة فقال: هل كان هذا بعد؟ قالوا: لا. قال: فدعونا حتى يكون فإذا كان تجشمناها لكم.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: وشى رجل بعمار إلى عمر فبلغ ذلك عمارا فرفع يديه فقال: اللهم إن كان كذب علي فابسط له في الدنيا واجعله موطأ العقب.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا خالد بن عبد الله قال: أخبرنا داود عن عامر قال: قال عمر لعمار: أساءك عزلنا إياك؟ قال: لئن قلت ذاك لقد ساءني حين استعملتني وساءني حين عزلتني.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم قالا: أخبرنا الأسود بن شيبان قال: أخبرنا أبو نوفل بن أبي عقرب قال: كان عمار بن ياسر من أطول الناس سكوتا وأقله كلاما. وكان يقول: عائذ بالله من فتنة. عائذ بالله من فتنة. قال: ثم عرضت له بعد فتنة عظيمة.
قال: أخبرنا أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شعبة قال: أنبأنا عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة يقول: رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخا آدم في يده الحربة. وإنها لترعد. فنظر إلى عمرو بن العاص ومعه الراية فقال: إن هذه راية قد قاتلت بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة. والله لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعرفت أن مصلحتنا على الحق وأنهم على الضلالة.
قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: أخبرنا شعبة قال: حدثني عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة قال: رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخا آدم طوالا والحربة بيده. وإن يده لترعش وهو يقول: والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعرفت أن مصلحتنا على الحق وأنهم على الباطل. قال. وبيده الراية. فقال: إن هذه الراية قد قاتلت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين وإن هذه الثالثة.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال: قال عمار بن ياسر يوم صفين: الجنة تحت البارقة. الظمآن قد يرد الماء المأمور وذا اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه. والله لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمت أنا على حق وأنهم على باطل. والله لقد قاتلت بهذه الراية ثلاث مرات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هذه المرة بأبرهن ولا أنقاهن.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح قال: أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال: قال عمار يوم صفين: ائتوني بشربة لبن [فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي إن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن. فأتي بلبن فشربه ثم تقدم فقتل].
قال: أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال: [أتي عمار يومئذ بلبن فضحك وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آخر شراب تشربه لبن حتى تموت].
قال: أخبرنا محمد بن عمر. حدثني يعقوب بن عبد الله القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار بن ياسر أنه قال وهو يسير إلى صفين على شط الفرات: اللهم إنه لو أعلم أنه أرضى لك عني أن أرمي بنفسي من هذا الجبل فأتردى فأسقط فعلت. ولو أعلم أنه أرضى لك عني أن أوقد نارا عظيمة فأقع فيها فعلت. اللهم لو أعلم أنه أرضى لك عني أن ألقي نفسي في الماء فأغرق نفسي فعلت. فإني لا أقاتل إلا أريد وجهك. وأنا أرجو أن لا تخيبني. وأنا أريد وجهك.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. حدثني من سمع سلمة بن كهيل يخبر عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد قال: سمعت عمار بن ياسر وهو بصفين يقول: الجنة تحت البارقة. والظمآن يرد الماء. والماء مورود. اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه. لقد قاتلت صاحب هذه الراية ثلاثا مع رسول الله وهذه الرابعة كإحداهن.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. حدثني هاشم بن عاصم عن المنذر بن جهم قال: حدثني أبو مروان الأسلمي قال: شهدت صفين مع الناس. فبينا نحن وقوف إذ خرج عمار بن ياسر وقد كادت الشمس أن تغرب وهو يقول: من رائح إلى الله. الظمآن يرد الماء. الجنة تحت أطراف العوالي. اليوم ألقى الأحبة. اليوم ألقى محمدا وحزبه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر قالت: لما كان اليوم الذي قتل فيه عمار. والراية يحملها هاشم بن عتبة. وقد قتل أصحاب علي ذلك اليوم حتى كانت العصر. ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه وقد جنحت الشمس للغروب. ومع عمار ضيح من لبن. فكان وجوب الشمس أن يفطر. فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح: [سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن]. قال: ثم اقترب فقاتل حتى قتل. وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن ابن عون قال: قتل عمار. رحمه الله. وهو ابن إحدى وتسعين سنة. وكان أقدم في الميلاد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أقبل إليه ثلاثة نفر: عقبة بن عامر الجهني وعمر بن الحارث الخولاني وشريك بن سلمة المرادي. فانتهوا إليه جميعا وهو يقول: والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على حق وأنتم على باطل. فحملوا عليه جميعا فقتلوه.
وزعم بعض الناس أن عقبة بن عامر هو الذي قتل عمارا. وهو الذي كان ضربه حين أمره عثمان بن عفان. ويقال بل الذي قتله عمر بن الحارث الخولاني.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل قالوا: أخبرنا ربيعة بن كلثوم بن جبر قال: حدثني أبي قال: كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر فقلت: الإذن. هذا أبو غادية الجهني. فقال عبد الأعلى: أدخلوه. فدخل عليه مقطعات له فإذا رجل طوال ضرب من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة. فلما أن قعد قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: بيمينك؟ قال: نعم. وخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة فقال: يا أيها الناس ألا إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ فقلنا: نعم. فقال: اللهم اشهد. ثم قال: ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. قال ثم أتبع ذا فقال: إنا كنا نعد عمار بن ياسر فينا حنانا. فبينا أنا في مسجد قباء إذ هو يقول: ألا إن نعثلا هذا لعثمان.
فألتفت فلو أجد عليه أعوانا لوطئته حتى أقتله. قال قلت اللهم إنك إن تشأ تمكني من عمار.
فلما كان يوم صفين أقبل يستن أول الكتيبة رجلا حتى إذا كان بين الصفين فأبصر رجل عورة فطعنه في ركبته بالرمح فعثر فانكشف المغفر عنه. فضربته فإذا رأس عمار.
قال: فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه. إنه سمع من النبي. ع. ما سمع ثم قتل عمارا. قال واستسقى أبو غادية فأتي بماء في زجاج فأبى أن يشرب فيها. فأتي بماء في قدح فشرب. فقال رجل على رأس الأمير قائم بالنبطية: أوى يد كفتا يتورع عن الشراب في زجاج ولم يتورع عن قتل عمار.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال: سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعدته بالقتل قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن. فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس. فقيل هذا عمار. فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين. قال فحملت عليه فطعنته في ركبته. قال: فوقع فقتلته. فقيل قتلت عمار بن ياسر. وأخبر عمرو بن العاص فقال: [سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قاتله وسالبه في النار]. فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تقاتله. فقال: إنما قال قاتله وسالبه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر وغيره قالوا: لما استلحم القتال بصفين وكادوا يتفانون قال معاوية: هذا يوم تفانى فيه العرب إلا أن تدركهم فيه خفة العبد. يعني عمار بن ياسر. قال وكان القتال الشديد ثلاثة أيام ولياليهن. آخرهن ليلة الهرير. فلما كان اليوم الثالث قال عمار لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص ومعه اللواء يومئذ: احمل فداك أبي وأمي! فقال هاشم: يا عمار رحمك الله إنك رجل تستخفك الحرب وإني إنما أزحف باللواء زحفا رجاء أن أبلغ بذلك ما أريد. وإني إن خففت لم آمن الهلكة.
فلم يزل به حتى حمل فنهض عمار في كتيبته فنهض إليه ذو الكلاع في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا واستؤصلت الكتيبتان. وحمل على عمار في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا واستؤصلت الكتيبتان. وحمل على عمار حوى السكسكي وأبو الغادية المزني وقتلاه.
فقيل لأبي الغادية: كيف قتلته؟ قال: لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا إليه. نادى هل من مبارز. فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار السكسكي. ثم نادى من يبارز. فبرز إليه رجل من حمير فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار الحميري وأثخنه الحميري. ونادى من يبارز. فبرزت إليه فاختلفنا ضربتين. وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربة أخرى فسقط فضربته بسيفي حتى برد. قال ونادى الناس: قتلت أبا اليقظان قتلك الله! فقلت أذهب إليك فو الله ما أبالي من كنت. وبالله ما أعرفه يومئذ. فقال له محمد بن المنتشر: يا أبا الغادية خصمك يوم القيامة مازندر.
يعني ضخما. قال فضحك. وكان أبو الغادية شيخا كبيرا جسيما أدلم. قال: [وقال علي حين قتل عمار: إن امرأ من المسلمين لم يعظم عليه قتل ابن ياسر وتدخل به عليه المصيبة الموجعة لغير رشيد. رحم الله عمارا يوم أسلم. ورحم الله عمارا وما يذكر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة إلا كان رابعا ولا خمسة إلا كان خامسا.
وما كان أحد من قدماء أصحاب رسول الله يشك أن عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا اثنين. فهنيئا لعمار بالجنة. ولقد قيل إن عمارا مع الحق والحق معه. يدور عمار مع الحق أينما دار. وقاتل عمار في النار].
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبي خالد عن يحيى بن عابس قال: قال عمار ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا شريك عن أبي إسحاق الشيباني عن مثنى العبدي عن أشياخ لهم شهدوا عمارا قال: لا تغسلوا عني دما ولا تحثوا علي ترابا فإني مخاصم.
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن أشعث بن سوار عن أبي إسحاق أن عليا صلى على عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة. رضي الله عنهما. فجعل عمار مما يليه وهاشما أمام ذلك. وكبر عليهما تكبيرا واحدا خمسا أو ستا أو سبعا. والشك في ذلك من أشعث.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا الحسن بن عمارة عن أبي إسحاق عن
عاصم بن ضمرة أن عليا صلى على عمار ولم يغسله.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال: قتل عمار يوم قتل وهو مجتمع العقل.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا: أخبرنا سعيد بن أوس العبسي عن بلال بن يحيى العبسي قال: لما حضر حذيفة الموت. وإنما عاش بعد قتل عثمان أربعين ليلة. فقيل له يا أبا عبد الله إن هذا الرجل قد قتل. يعني عثمان.
فما ترى؟ قال: أما إذ أبيتم فأجلسوني. فأسندوه إلى صدر رجل ثم قال: [سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبو اليقظان على الفطرة. أبو اليقظان على الفطرة لن يدعها حتى يموت أو ينسيه الهرم].
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا عبد الجبار بن عباس عن أبي إسحاق قال: لما قتل عمار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه وطرح عليه سلاحه وشن عليه من الماء فاغتسل ثم قاتل حتى قتل. رحمه الله.
قال: أخبرنا معاذ بن معاذ قال: أخبرنا ابن عون عن الحسن قال: قال عمرو بن العاص: إني لأرجو ألا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلا فيدخله الله النار. قال: فقالوا قد كنا نراه يحبك وكان يستعملك. قال فقال الله أعلم أحبني أم تألفني. ولكنا كنا نراه يحب رجلا. قالوا: فمن ذلك الرجل؟ قال: عمار بن ياسر.
قالوا: فذاك قتيلكم يوم صفين. قال: قد والله قتلناه.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون وموسى بن إسماعيل قالا: أخبرنا جرير بن حازم قال: أخبرنا الحسن قال: قيل لعمرو بن العاص قد كان رسول الله يحبك ويستعملك.
قال: قد كان والله يفعل فلا أدري أحب أم تألف يتألفني ولكني أشهد على رجلين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر. قالوا: فذاك والله قتيلكم يوم صفين. قال: صدقتم والله لقد قتلناه.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال: رأى عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة. وكان من أفاضل أصحاب عبد الله. في المنام قال: رأيت كأني أدخلت الجنة فإذا قباب مضروبة. فقلت: لمن هذه؟ قالوا: لذي الكلاع وحوشب. وكانا ممن قتل مع معاوية. قال قلت: فأين عمار
وأصحابه؟ قالوا: أمامك. قال قلت: وقد قتل بعضهم بعضا. قيل إنهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة. قلت: فما فعل أهل النهر؟ قيل: لقوا برحا.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى قال: رأى أبو ميسرة في المنام روضة خضراء فيها قباب مضروبة فيها عمار وقباب مضروبة فيها ذو الكلاع. قال قلت: كيف هذا وقد اقتتلوا؟ قال: فقيل لي وجدوا ربا واسع المغفرة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار أنها وصفت لهم عمارا فقالت: كان رجلا آدم طوالا. مضطربا. أشهل العينين. بعيد ما بين المنكبين. وكان لا يغير شيبه.
قال محمد بن عمر: والذي أجمع عليه في قتل عمار أنه قتل. رحمه الله. مع علي بن أبي طالب بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين. وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.
ودفن هناك بصفين. رحمه الله ورضي عنه.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 186
عمار بن ياسر من عنس من اليمن وهو حليف لبني مخزوم. ويكنى أبا اليقظان. نزل الكوفة ولم يزل مع علي بن أبي طالب يشهد معه مشاهده. وقتل بصفين سنة سبع وثلاثين ودفن هناك وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وقد شهد بدرا وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 93
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك كنيته أبو اليقظان قتل بصفين مع علي بن أبي طالب سنة سبع وثلاثين وله ثلاث وتسعون سنة وكان قد قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا بن سمية يقتلك الفئة الباغية
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 74
عمار بن ياسر، أبو اليقظان، مولى بني مخزوم.
شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم.
قتل يوم صفين.
قال أبو حفص بن علي: سمعت أبا عاصم يقول: قتل عمار بن ياسر، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.
وقال صدقة: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، قال: قال عبد الرحمن بن الحارث لعمار في الصلاة، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرجل ليصلي، وما له إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، حتى انتهى العدد.
وقال عبد الله: حدثني الليث، قال: حدثني ابن عجلان، عن سعيد، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عنمة، قال: رأيت عماراً... نحوه.
وتابعه صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان.
وقال عمرو بن محمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمر بن الحكم، عن ابن لاسٍ الخزاعي، قال: قلت لعمار، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم... نحوه.
وقال عبد الله: حدثني الليث، يعني، عن خالدٍ، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم... نحوه.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1
عمار بن ياسر العنسي
أحد السابقين البدريين عنه همام بن الحرث وأبو وائل وعدة قتل بصفين عن ثلاث وتسعين سنة، سنة 37 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
عمار بن ياسر بن مالك بن كنانة بن الحصين بن قيس بن ثعلبة المخزومي
حليف بني مخزوم كنيته أبو اليقظان
شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم آخى المصطفى صلى الله عليه وسلم بينه وبين حذيفة بن اليمان قتل يوم صفين قال عمرو بن علي مات عمار بن ياسر وهو ابن نيف وتسعين وكان رجلا طوالاً آدم أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين سنة سبع وثلاثين بصفين ودفن هناك وكان لا يركب على سرج كان يركب راحلة من الكبر وكان أبيض الرأس واللحية يكنى أبا اليقطان وصلى عليه علي بن أبي طالب
روى عنه أبو موسى الأشعري في الوضوء وأبو وائل في الصلاة وقيس بن عباد وعبد الرحمن بن أبزى
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
عمار بن ياسر العنسي من السابقين
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 24
(ع) عمار بن ياسر العنسي أبو اليقظان مولى بني مخزوم.
قال محمد بن سعد: أنبا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: قال عمار: لقيت صهيبا على باب دار الأرقم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها، فقلت له: ما تريد؟ فقال لي: ما تريد أنت؟ قلت: أردت أن أدخل على محمد - صلى الله عليه وسلم - فأستمع كلامه، قال: وأنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلا.
وعن عمر بن الحكم قال: كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول: وعن ميمون بن مهران: أحرق المشركون عمارا بالنار، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر به فيقول: [ق 167 / أ] ’’ يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم ’’. وعن سالم بن أبي الجعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ’’ اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت ’’. وقال عبد الله بن عبيد بن عمير نزلت في عمار إذ كان يعذب في الله قوله تعالى: (وهم لا يفتنون) وعن ابن عباس في قوله تعالى: (أمن هو قانت آناء الليل)، نزلت في عمار بن ياسر - رضي الله عنه - وقال عبد الله بن جعفر: إن لم يكن عمار شهد بدرا فإن إسلامه كان قديما.
وعن الحسن قال عمار: قاتلت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الإنس والجن.
وروى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ’’ تقتلك الفئة الباغية ’’: أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو سعيد الخدري، وأبو قتادة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبوه عمرو بن العاص، ومعاوية، وخزيمة بن ثابت.
وقال عبد الله بن أبي الهذيل: اشترى عمار قتا بدرهم، وهو أمير الكوفة فحمله على ظهره.
وفي كتاب ابن حبان: قطعت أذناه يوم اليمامة، ونسبه كما ذكره ابن سعد.
وفي ’’ طبقات الصحابة ’’ لأبي عروبة الحراني: سبته الجاهلية فقطعوا إحدى أذنيه.
وفي قول المزي: قال أبو بكر البرقي: شهد بدرا والمشاهد كلها، ويقول من ينسبه: - فذكر نسبه نظر؛ لأن البرقي لم يقل هذا إلا نقلا، بيانه: قوله في كتابه ’’ تاريخ الصحابة ’’ ومن أصل قديم في غاية الجودة – قرأه غير واحد من الأئمة أنقل: ومن حلفاء بني مخزوم، ويقال: بل من مواليهم: عمار بن ياسر. وذكر عن عطاء قال: خرج أبو سلمة وأم سلمة، وخرج معهم عمار بن ياسر، وكان حليفا لهم، ويقال: إنه مولى أبي حذيفة بن المغيرة. حدثنا ابن هشام قال: عمار بن ياسر عنسي من مذحج، ويقول من ينسبه فذكر نسبته. قال أبو بكر: وهذا النسب في غير موضع، وهو المشهور.
قال ابن البرقي: يكنى أبا اليقظان، وأمه سمية بنت مسلم من لخم، توفي وله تسعون سنة. قال ابن البرقي: شهد بدرا والمشاهد كلها فيما أبنا ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق، انتهى. فهذا [ق 167 / ب] كما ترى البرقي قد فصل بين قوله، وقول غيره.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: أسلم أخوه عبد الله أيضا بمكة، وكان عمار أجدع، ذهبت أذنه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي كتاب الصحابة لأبي نعيم الحافظ: لم يشهد بدرا ابن مؤمنين غيره، وكان مجدع الأنف، واختلف في هجرته إلى الحبشة، ولما قتل كان ابن نيف.
وتسعين سنة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: أبوه عربي لا يختلفون في ذلك وللحلف والولاء الذين بين بني مخزوم وعمار وأبيه كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال غلمانه من عمار ما نالوا من الضرب، حتى انفتق له فتق في بطنه وكسروا ضلعا من أضلاعه.
وقال إبراهيم بن سعد: بلغنا أن عمارا قال: كنت تربا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن أحد أقرب به سنا مني.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوار} يعني: عمارا.
وعن عائشة: ما من أحد من الصحابة أشاء أن أقول فيه إلا عمار بن ياسر.
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كان عمار يقول يوم صفين:
نحن ضربناكم على تنزيله | ونضرب اليوم على تأويله |
ضربا يزيل الهام عن مقيله | ويذهل الخليل عن خليله |
أقسمت يا جبريل يا ميكال | لا يغلبنا معشر ضلال |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 9- ص: 1
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك بن قيس
بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب حليف بني مخزوم كنيته أبو اليقظان قتل بصفين مع علي بن أبي طالب وهو بن ثلاث وتسعين سنة دفن هناك وكان صفين سنة سبع وثلاثين وكان قد قطعت أذنه يوم اليمامة
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
عمار بن ياسر بن كنانة بن قيس بن الحصن بن ثور بن ثعلبة بن حارثة بن عامر بن رام بن عنبس
حدثنا محمد بن غالب بن حرب، نا عفان، نا حماد بن سلمة، نا أبو الزبير، عن محمد بن علي ابن الحنفية، عن عمار بن ياسر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، فرد علي ’’
حدثنا محمد بن محمد بن حيان التمار، بالبصرة، نا أبو سلمة قال سمعت جرير بن حازم قال: سمعت قيساً يعني ابن سعد - يحدث، عن عطاء، عن محمد بن علي، أن عمار بن ياسر «مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلم عليه، فأشار إليه»
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا عفان، نا أبان، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، ’’ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في التيمم: «ضربةٌ للوجه والكفين»
حدثنا إبراهيم بن إسحاق، نا أبو نعيم، نا يونس بن أبي إسحاق قال: حدث ناجية أبا إسحاق وأنا معه قال: تمارى عمارٌ، وابن مسعود في التيمم، فقال عمارٌ: أما تذكر أنا كنا نتناوب رعية الإبل، فأجنبت، فتمعكت كما يتمعك البعير أو الدابة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فضحك، وقال: «كان يكفيك من ذلك التيمم» ؟
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة العنسى - بالنون - ثم المذحجي:
حليف بنى مخزوم، في قول الزهري وغيره، وقيل مولى لهم، في قول الواقدي، وطائفة من أهل العلم بالنسب.
وذكر الواقدي، أن أباه عرنى قحطانى مذحجي من عنس. قدم مكة مع أخوين له، يقال لهما: الحارث ومالك، في طلب أخ لهم رابع، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وزوجه أبو حذيفة أمة له، يقال لها سمية بنت خياط، فولدت له عمارا، فأعتقه أبو حذيفة، انتهى بالمعنى.
يكنى عمار: أبا اليقظان، وهو وأبوه وأمه سمية، ممن عذبهم المشركون في الله على الإسلام، ويمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: «اصبروا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة». وأطاعهم عمار فيما أمروه به بلسانه، وقلبه مطمئن بالإيمان.
وفيه أنزل الله عزوجل قوله تعالي: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} [النحل: 106]، ثم هاجر إلى أرض الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة في الأولين، وفي هجرته إلى
الحبشة خلاف ذكره النووي. وصلى إلى القبلتين، وشهد بدرا والمشاهد كلها، وأبلى ببدر بلاء حسنا، وكذلك في يوم اليمامة، وقطعت فيها أذنه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه»، وروى «إلى إخمص قدميه» ويروى «إلى شحمة أذنيه» .
وقال في حقه أيضا، «واهتدوا بهدى عمار» أخرجه الترمذي بإسناد حسن، وهو ممن اشتاقت الجنة إليه، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، من حديث أنس.
وهو أول من بنى مسجدا لله عزوجل، وهو مسجد قباء، على ما ذكر النووي، واستعمله عمر رضي الله عنه على الكوفة، وكان من خواص علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واستشهد مع على يوم صفين، وذلك في سنة سبع وثلاثين.
وذكر ابن عبد البر أن صفين في شهر ربيع الأول من هذه السنة، وأن عليا دفنه في ثيابه، ولم يغسله، ونقل عن أهل الكوفة أنه صلى عليه.
وروى عن أبي عبد الرحمن السلمى قال: شهدنا مع على رضي الله عنه صفين، فرأيت عمار بن ياسر رضي الله عنه، لا يأخذ ناحية أو واد من أودية صفين، إلا رأيت أصحاب محمدصلى الله عليه وسلم، يتبعونه، كأنه لهم علم.
قال ابن عبد البر: وتواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قال: «تقتل عمارا الفئة الباغية» .
وكان سنه رضي الله عنه حين قتل، إحدى وتسعين سنة، وقيل اثنتين وتسعين، وقيل ثلاثا وتسعين. وكان فيما ذكر الواقدي: طويلا أشهل، بعيد ما بين المنكبين.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1
عمار بن ياسر أبو اليقظان
مولى بني مخزوم بدري قتل وهو ابن ثلاث وتسعين سنة له صحبة روى عنه محمد بن علي بن الحنفية وعبد الرحمن بن أبزى وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وصلة بن زفر وسلمان الأغر وأبو مالك الغفاري والسائب بن فروخ وقيس بن عباد وابنه محمد بن عمار وأبو حسان الأعرج ويزيد بن خثيم ونعيم بن حنظلة وناجية بن كعب سمعت بعض ذلك من أبي وبعضه من قبلي.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 6- ص: 1