ابن الرحبي علي بن يوسف بن حيدرة الرحبي، شرف الدين: طبيب، من العلماء الشعراء. مولده ووفاته في دمشق. خدم في البيمارستان الكبير، وتولى تدريس الطب مدة. وصنف كتبا، منها (خلق الإنسان وهيئة أعضائه ومنفعتها) قال ابن أبي أصيبعة: لم يسبق إلى مثله. وشعره حسن.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 34
ابن الرحبي شرف الدين علي بن يوسف بن حيدرة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
شرف الدين بن الرحبي الطبيب علي بن يوسف بن حيدرة، الحكيم شرف الدين بن شيخ الأطباء رضي الدين الرحبي. ولد سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة، وتوفي سنة سبع وستين وست مائة، يوم عاشوراء. قرأ الطب على والده، وبرع فيه وأتقنه وصنف. وأخذ أيضا عن الموفق عبد اللطيف، وحرر كثيرا من العلوم عليه، وقرأ العربية على السخاوي. ولما احتضر المهذب الدخوار، جعله مدرس مدرسته. وكان منهمكا على علم النجوم، زائغا عن الطريق. صنف كتاب خلق الإنسان وهيئة أعضائه ومنافعها، أحسن فيه ما شاء. وكان يقول لتلاميذه: أموت إذا اقترن الكوكبان الفلانيان، وقولوا هذا للناس، حتى يعرفوا مقدار علمي. ومن شعره قصيدة، منها:
سهام المنايا في الورى ليس تدفع | وكل له يوما - وإن عاش - مصرع |
فقل للذي قد عاش بعد قرينه: | إلى مثلها عما قليل ستدفع |
فكل ابن أنثى سوف يفضي إلى ردى | ويرفعه بعد الأرائك شرجع |
ويدركه يوما وإن عاش برهة | قضاء تساوى فيه هم ومرضع |
فلا يفرحن يوما بطول حياته | لبيب فما في عيشة المرء مطمع |
فما العيش إلا مثل لمحة بارق | وما الموت إلا مثلما العين تهجع |
وما الناس إلا كالنبات فيابس | هشيم وغض إثر ما باد يطلع |
فتبا لدنيا ما تزال تعلنا | أفاويق كأس مرة ليس تنفع |
سحاب أمانيها جهام وبرقها | إذا شيم برق خلب ليس يهمع |
تغر بنيها بالمنى فتقودهم | إلى قعر مهواة بها المرء يوضع |
فكم أهلكت في حبها من متيم | ولم يحظ منها بالمنى فيمتع |
تمنيه بالآمال في نيل وصلها | وعن غيه في حبها ليس يرجع |
أضاع بها عمرا له غير راجع | ولما ينل منها الذي يتوقع |
فصار لها عبدا لجمع حطامها | ولم يهن فيها بالذي كان يجمع |
يساق بنو الدنيا إلى الحتف عنوة | ولا يشعر الباقي بحالة من يمضي |
كأنهم الأنعام في جهل بعضها | بما تم من سفك الدماء على البعض |
ليس يجدي ذكر الفتى بعد موت | فاطرح ما يقوله السفهاء |
إنما يدرك التألم واللـ | ـذة حي لا صخرة صماء |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0