ابن الصفار علي بن يوسف بن شيبان المارديني، جلال الدين ابن الصفار: كاتب، شاعر. مولده ووفاته بماردين. كان كاتب الإنشاء لصاحبها الملك المنصور ناصر الدين (أرتق) وكتب لأشراف بني دبيس ثمانية عشر عاما. وصنف (أنس الملوك) في الأدب. وقتله التتر يوم دخلوا ماردين.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 33
ابن الصفار جلال الدين
علي بن يوسف.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
ابن الصفار المارديني علي بن يوسف بن شيبان، جلال الدين النميري المارديني، المعروف بابن الصفار. وتوفي سنة ثمان وخمسين وست مائة، عن ثلاث وستين سنة، قتله التتار لما ملكوا ماردين. ومن شعره:
هل اختط فانآد غصنا وريقا | غرير حكى الكاس ثغرا وريقا |
أم الصدغ لما صفا خده | تمثل فيه خيالا دقيقا |
رنا فرمى أسهما وانثنى | رشيقا فراح كلانا رشيقا |
وأبدع فيه فما لي أرى | له الخد وهو فريد شقيقا |
وما بال مبسمه مبسما | وما ملكته يمين رقيقا |
ويوم قر يد أنفاسه | تمزق الأوجه من قرصها |
يوم تود الشمس من برده | لو جرت النار إلى قرصها |
ما برحت يوم وداعي لها | تضمني ضمة مستأنس |
حتى تثنى الغصن فوق النقا | وانتشر الطل على النرجس |
ردت يداه إلى ذؤابته | صدغيه لما أمكن الرد |
فإذا أساوده ثلاثتها | فرد وكل ثلاثة فرد |
أمن هلال أنت يا وجهه | البادي بهذا المنظر الأزهر؟ |
وجه من الروم ولكن له | في الخد خال من بني العنبر |
بعني بأغلى ثمن نظرة | أحيا بها يا طلعة المشتري |
تعشقته أمي حسن فما له | أتى بكتاب ضمنه سورة النمل؟ |
وما لي أنا المجنون فيه وشعره | إذا مر بالكثبان خط على الرمل؟ |
وتركي نقي الخد ألمى | بقد ماس كالغصن الرطيب |
له شعر حكى مجنون ليلى | يخط إذا مشى فوق الكثيب |
ما لي وللقلم المتهوم صاحبه | وللحساب الذي يصبي تصفحه |
صناعة قل أن تصفو النفوس لها | وأي وهم طرا فيه يصححه |
وفي البطالة للمرء السلامة من | سوء الظنون وخير العيش أروحه |
وأعجب شيء أن ريقك ماؤه | يولد درا وهو عذب مروق |
وأنك صاح وهو في فيك مسكر | وأنت جديد الحسن وهو معتق |
ويوم حواشيه ملمومة | علينا تحاذر أن تفرجا |
قنصت غزالته والتفت | أريد اختها فاحتمت بالدجى |
إذا هب النسيم بطيب نشر | طربت وقلت: إيه يا رسول |
سوى أني أغار لأن فيه | شذاك وأنه مثلي عليل |
تجمعت الأضداد فيه ولم يكن | ليجتمع الإيجاب في الشيء والسلب |
ففي خده نار وفي الثغر جنة | وفي لفظه سلم وفي لحظه حرب |
وفي قده لين وفي القلب قسوة | وفي خصره جدب وفي ردفه خصب |
طاف بها في الظلام بدر دجى | حتى احتساها فصار شمس ضحى |
مدمن خمرين من يد وفم | معتبقا منهما ومصطحبا |
حلا بأفواهنا مقبله | وإنما في عيوننا ملحا |
يدير من خده ومن يده | وفيه من كل واحد، قدحا |
خادعته بحديث لين قوامه | فجفا وهز علي منه مثقفا |
وهربت من يده إلى أجفانه | فرقا فسل علي منها مرهفا |
أحببته متجنيا ووددته | متجنبا وعشقته متعطفا |
فاخترت للجسم الضنا وجلبت للـ | ـقلب العنا ورضيت للنفس الجفا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0