الأفضل الأيوبي علي (الملك الأفضل نور الدين) بن يوسف (صلاح الدين) بن أيوب: صاحب الديار الشامية. استقل بمملكة دمشق بعد وفاة أبيه (سنة 589هـ) وأخذها منه أخوه العزيز وعمه العادل سنة 592 وأعطياه (صرخد) ثم دعى إلى مصر بعد وفاة صاحبها العزيز (أخيه) وولاية ابنه المنصور (محمد ابن العزيز) وكان صغيرا، فتولى الأفضل شؤون مصر سنة 595 مساعدا للمنصور إلى أن أخرجه منها العادل وأعطاه (سميساط) فأقام فيها إلى أن توفى. ومولده بمصر. قال ابن الأثير: كان من محاسن الزمان، خيرا عادلا فاضلا حليما كريما، حسن الإنشاء لم يكن في الملوك مثله

القفطي (568-664هـ) (1172-1248م)
علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، أبو الحسن، جمال الدين: وزير، مؤرخ، من الكتاب. ولد بقفط (من الصعيد الأعلى بمصر) وسكن حلب، فولى بها القضاء في أيام الملك الظاهر، ثم الوزارة في أيام الملك العزيز (سنة 633هـ) وأطلق عليه لقب (الوزير الأكرم) وكان صدرا محتشما، جماعا للكتب، تساوى مكتبته خمسين ألف دينار، لايحب من الدنيا سواها. ولم يكن له دار ولا زوجة. وتوفى بحلب. من تصانيفه (إخبار العلماء الحكماء- ط) مختصره، و (إنباه الرواة على أنباه النحاة- ط) ثلاثة مجلدات منه، و (الدر الثمين في أخبار المتيمين) و (أخبار مصر) ستة أجزاء، و (تاريخ اليمن) و (بقية تاريخ السلجوقية) و (أخبار آلأ مرداس) و (أخبار المصنفين وما صنفوه) و (إصلاح خلل الصحاح) للجوهري، و (نهزة الخاطر) في الأدب، و (كتاب المحمدين من الشعراء- خ) رتبه على الآباء وبلغ به محمد بن سعيد.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 33

الأفضل بن صلاح الدين علي بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب، السلطان الملك الأفضل نور الدين، أبو الحسن، ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين. ولد يوم عيد الفطر، سنة خمس وستين وخمس مائة بالقاهرة، وتوفي فجاءة بشميساط، سنة اثنتين وعشرين وست مائة، وقيل إن مولده سنة ست.
سمع من عبد الله بن بري النحوي، وأبي الطاهر إسماعيل بن عوف الزهري، وأجاز له جماعة. وكان أسن إخوته، وإليه كانت ولاية العهد؛ ولما مات والده بدمشق كان معه، فاستقل بالسلطنة. ثم جرت له ولأخيه العزيز حروب وفتن. ثم إن العزيز وعمه العادل اتفقا على الأفضل، وقصداه في دمشق، وحارباه، وأخذاها منه، فالتجأ إلى صرخد، وأقام بها قليلا. فمات العزيز بمصر، وأقاموا ولده محمدا، وهو صبي، فطلبوا له الأفضل ليكون أتابكه، فقدم ومشى في ركاب ابن أخيه. ثم إن العادل عمل على الأفضل، وقصد مصر، وأخذها منه، لأن عساكره كانت مفرقة في الربيع، وأعطاه ميافارقين وشميساط؛ فلما توجه إليهما، لم يسلم ابن العادل ميافارقين، ولم يحصل للأفضل غير شميساط، فاستنجد بأخيه الظاهر غازي، وسار إلى دمشق، وأشرفا على أخذها، فجرت بينهما منازعة بتدبير العادل، آلت إلى الرحيل عنها. فلما توفي الظاهر، استنجد الأفضل بكيكاوس السلجوقي سلطان الروم، فقصدا الشام دمشق سنة خمس عشرة وست مائة. فلما أخذ الرومي تل باشر ومنبج، ولم يعط الأفضل منهما شيئا، انثنى عنه في الباطن. وكان الأشرف مقيما بحلب لنجدة العزيز، فخرج بعساكر حلب إلى لقاء الرومي، ووقعت العربان على بعض عساكر الرومي، فاستباحوهم قتلا وأسرا. وعلم الرومي بانثناء الأفضل عنه، ومخامرة بعض أمرائه عليه، فولى هاربا، وتبعه الأشرف يتخطف أطراف عسكره، واسترجع تل باشر وغيرها للملك العزيز. وبقي الأفضل بشميساط إلى أن توفي يوم الجمعة فجاءة، بعد أن صلى الجمعة، خامس عشرين صفر من السنة المذكورة، وحمل إلى حلب، ودفن بها.
وكان صحيح العقيدة، عنده علم وأدب، يحب العلماء ويحترمهم. وله في الجهاد مع أبيه مشاهد معروفة وآثار جميلة، ووقف أوقافا جليلة على قبة الصخرة وغيرها.
ولشعراء عصره فيه أمداح طائلة وقصائد هائلة، مثل ابن الساعاتي، وابن سناء الملك، وغيرهما.
فمن قول ابن سناء الملك فيه من جملة قصيدة:

ومنه من قصيدة أخرى:
ومن قول ابن الساعاتي فيه يمدحه:
قال الشيخ شمس الدين: كان فيه تشيع، ولم يكن في الملوك مثله، قلما عاقب على ذنب، كثير العفو والحلم. وقال كمال الدين بن العديم: لم يكن متشيعا، وإنما قال هذا الشعر لموافقة الحال، وتقربا إلى الإمام الناصر، إذ كان منسوبا إلى التشيع. انتهى. قلت: ولما تعصب أخوه العزيز عليه، وعمه العادل، قال:
وكتب إلى الإمام الناصر:
فجاء جواب الناصر من إنشاء ابن زبادة، وفيه:
وفي ذلك يقول شرف الدين بن عنين من قصيدة كتبها إلى أخيه من الهند:
ومن شعر الأفضل:
ومنه:
ومنه:
ومنه في ناسخ له:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0

الأفضل أبو الحسن علي بن يوسف.
تملك دمشق، ثم حاربه العزيز أخوه، وقهره، ثم لما مات العزيز، أسرع الأفضل إلى مصر، وناب في الملك، وسار بالعسكر المصري، فقصد دمشق، وبها عمه العادل، قد بادر إليها من ماردين قبل مجيء الأفضل بيومين، فحصره الأفضل، وأحرق الحواضر والبساتين، وعمل كل قبيح، ودخل البلد، وضجت الرعية بشعاره، وكان محبوبا، فكاد العادل أن
يستسلم، فتماسك، وشد أصحابه على أصحاب الأفضل، فأخرجوهم، ثم قدم الظاهر ومعه صاحب حمص، وهموا بالزحف، فلم يتهيأ أمر، ثم سفل أمر الأفضل، وعاد إلى صرخد، ثم تحول إلى سميساط، وقنع بها، وفيه تشيع بلا رفض.
وله نظم وفضيلة، وإليه عهد أبوه بالسلطنة لما احتضر، وكان أسن إخوته، وهو القائل في عمه العادل:

وقد كتب من نظمه إلى الخليفة الناصر، وفي الناصر تشيع:
فأجابوه من الديوان:
مات الأفضل فجاءة بسميساط في صفر سنة اثنتين وعشرين وست مائة، فتملك بعده أخوه موسى، ولقب بلقبه، وعاش إلى سنة نيف وثلاثين وست مائة، وهي قلعة على الفرات قريبة من الكختا، وقد دثرت الآن.
عاش ستا وخمسين سنة، وله ترسل وفضيلة وخط منسوب.
قال عز الدين بن الأثير: وكان من محاسن الدنيا، لم يكن له في الملوك مثل. كان خيرا، عادلا، فاضلا، حليما، كريما، رحمه الله تعالى.
ومن شعره:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 419

الأفضل:
صاحب الرباط المعروف برباط ربيع بأجياد، هو صاحب دمشق، الملك الأفضل بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن ايوب. تقدم.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1