ابن البواب علي بن هلال، أبو الحسن المعروف بابن البواب: خطاط مشهور، من أهل بغداد. هذب طريقة ابن مقلة وكساها رونقا وبهجة. ونسخ القرآن بيده 64 مرة، إحداها بالخط الريحاني لا تزال محفوظة في مكتبة (لا له لي) بالقسطنطينية.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 30
ابن البواب اسمه علي بن هلال الكاتب.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 281
ابن البواب الكاتب علي بن هلال، أبو الحسن الكاتب، المعروف بابن البواب. وكان أبوه يعرف بالستري - بكسر السين المهملة، وسكون التاء ثالثة الحروف، وبعدها راء - نسبة إلى الستر، لأن البواب يلازم الستر. هو صاحب الخط الفائق الذي لم يرزق أحد في الكتابة سعادته، بإجماع الناس؛ على أن الولي العجمي كتب خيرا منه، فيما أرى، ولا يجسر أحد على قول ذلك. وأول من عرب الخط من الكوفي ابن مقلة، لكن بقي فيه تكويف ما، إلى أن جاء ابن البواب هذا، فزاده تعريبا، ودور حروفه، ووضع هذا الضبط على ما قيل. وقال ابن البواب: ما كتبت يوم السبت مثل يوم الخميس قط. قلت: معنى هذا الكلام أنه يكتب كل يوم، فإذا كان يوم الجمعة استراح، فلا يكتب شيئا. وفائدة هذا الكلام أن الكتابة تقوى بالإدمان، وتضعف بالترك. ويقال إنه كان يتصدق بالحروف: يكتب الحرف، ويهبه للصعلوك، فيتوجه به، ويبيعه للكتاب بما يتفق له من الثمن. ويقال إنه وجد له سرير ملآن مسودات، جميعها صورة الشدة، كذا قيل. وزعم بعض الفضلاء أن خطه ثلاث طبقات: سفلى، ووسطى، وعليا. فالسفلى أول كتابته، واسمه فيها: علي بن هلال - بألف بين اللامين - والوسطى أوسط كتابته، واسمه فيها: علي بن هليل - بياء، آخر الحروف، بين اللامين - والعليا، وهي آخر ما كتب، واسمه فيها: علي بن هلل - بحذف الألف ما بين اللامين.
وسمعت جماعة من اليهود يدعون أنه كان في عصره شخص من اليهود كتب العبراني طبقة مثل ابن البواب في العربي، وأنه لم يكتب العبراني أحد قبله ولا بعده مثله.
ورأيت من خطه كثيرا، وملكت منه قطعة بقلم الرقاع، فرآها الشيخ بهاء الدين محمود ابن خطيب بعلبك، فقال: لم أر لابن البواب رقاعا قط غير هذه. إلا أن هذه القطعة المذكورة كان عليها خط القاشي الكاتب المذهب؛ وكان فاضلا مذهبا أيضا له مجاميع أدبية وتواليف، وقد شهد لهذه القطعة أنها من نفائس عقود ابن البواب. وشيخ ابن البواب في الكتابة محمد بن أسد الكاتب، وقد تقدم ذكره في مكانه. وكان ابن البواب في أول أمره مزوقا، يزوق الدور، ثم صور الكتب، ثم تعانى الكتابة. قلت: التصوير والتذهيب هو الذي أعانه على استنباط ما زاده في الكتابة، وغيره من الأوضاع. ولقد دار بيني وبين شرف الدين عيسى الناسخ الكاتب - وهو معروف عند المصريين - في بعض الأيام كلام أفضى إلى التعجب من أمر ابن البواب، فقال: ما بين الناس تفاوت إلى حد يكون قد جاء أحد، لم يجئ بعده مثله. قلت: ليس هذا بعجيب؛ لأنه اتفق له أشياء ما اتفقت لغيره. قال: ما هي؟ قلت: الأولى أنه استعان على ذلك بما عنده من التصوير والتذهيب. والمصورون يقولون: هذه الصورة في حركاتها رطوبة هنا ويبس هنا؛ والرطوبة عندهم رتبة عليا، واليبوسة عيب، كما ذلك عند الكتاب. الثانية أنه كانت أعضاؤه قابلة لما يضعه على ما يتصوره في نفسه من الأشكال، وليس كل الناس كذلك. الثالثة أنه هو الذي أبرز هذه الأوضاع إلى الوجود على ما رآه وقبلته أعضاؤه المفطورة لذلك، وإلا فليست هذه الأوضاع أمرا تلقي عن نبي ولا وصي، ولا هي أوضاع طبيعية، ولا أشكال لازمة الوجود أن تكون كذا؛ لأن المغاربة يخالفون المشارقة في أوضاعهم. الرابعة أنه صقلها بالإدمان حتى قويت وقعدت؛ وكل من كانت كتابته مصقولة قاعدة كانت حسنة في العين، ولو لم يراع كاتبها أصول ابن البواب. فهذا الشيخ فتح الدين بن سيد الناس أخبرني أنه لم يكتب على أحد، وكتابته في المغربي والعربي طبقة. الخامسة أنه وضع شيئا على ما في نفسه ليس بطبيعي ولا شرعي، فجوده، وساعده الأمور التي ذكرتها لك. والناس يريدون يحاكونه، فيتكلفون ما كان في طباع الأول؛ لا جرم أن الناس تفاوتوا في ذلك، فمن مقارب ومن مباعد، على طبقات، وهو الغاية في ذلك. فسلم لي شرف الدين الناسخ ومن كان حاضرا، واعترفوا بصحة التعليل. انتهى.
وكان ابن البواب فاضلا؛ ولهذا يعرف الفضلاء خطه مما زوره عليه الولي العجمي، وعتقه على خطوطه؛ لأن ابن البواب لا يلحن فيما يكتب، والولي يقع له اللحن.
وكان ابن البواب قد قرأ على ابن جني، وسمع من أبي عبيد الله المرزباني، وصحب أبا الحسين بن سمعون الواعظ. وكان ابن البواب يعظ الناس بجامع المنصور، ويعبر للرؤيا. وله نظم ونثر، إلا أن نظمه منحط.
وتوفي ابن البواب سنة ثلاث عشرة وأربع مائة، وقيل سنة أربع عشرة، ودفن بجوار قبر أحمد بن حنبل، رضي الله عنه، ورثاه الشريف المرتضى بقوله - وكان كثير الملازمة للشريف:
رديت يا ابن هلال والردى عرض | لم يحم منه على سخط له البشر |
ما ضر فقدك والأيام شاهدة | بأن فضلك فيه الأنجم الزهر |
أغنيت في الأرض والأقوام كلهم | من المحاسن ما لم يغنه المطر |
فللقلوب التي أبهجتها حزن | وللعيون التي أقررتها سهر |
وما لعيش وقد ودعته أرج | ولا لليل وقد فارقته سحر |
وما لنا بعد أن أضحت مطالعنا | مسلوبة منك أوضاح ولا غرر |
استشعر الكتاب فقدك سالفا | وقضت بصحة ذلك الأيام |
فلذاك سددت الدوي كآبة | أسفا عليك وشقت الأقلام |
هب لنا الموسوي يا ابن هلال | وابغ من شئت من ذوي الأحوال |
ذاك عين الهدى وأنت عمى الأعـ | ـين في النقص مولع بالكسال |
أيهذا الشريف حاشاك حاشا | ك يرى في فنائك ابن هلال |
هو نحس النحوس في السادة الغـ | ـر وسعد السعود في الأنذال |
أنظر اللام من هلال فخذها | فيه مشكولة بلا إشكال |
من ذا رأيتم من النساخ متخذا | سبال لص على غثنون محتال |
هذا وأنت ابن بواب وذو عدم | فكيف لو كنت رب الدار والمال |
ولو أني أهديت ما هو فرض | للرئيس الأجل من أمثالي |
لنظمت النجوم عقدا إذا رصـ | ـع غيري جواهرا بلآلي |
ثم أهديتها إليه وأقرر | ت بعجزي في القول والأفعال |
غير أني رأيت قدرك يعلو | عن نظير ومشبه ومثال |
فتفاءلت في الهدية بالأقـ | ـلام علما مني بصدق الفال |
فاعتقدها مفاتح الشرق والغر | ب سريعا والسهل والأجبال |
فهي تستن إن جرين على القر | طاس بين الأرزاق والآجال |
فاختبرها موقعا برسوم الـ | ـبر والمكرمات والإفضال |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0
علي بن هلال الكاتب المعروف بابن البواب أبو الحسن، صاحب الخط المليح والاذهاب الفائق: وجدت بخط ابن الشبيه العلوي الكاتب صاحب الخط الفائق في آخر ديوان أبي الطمحان القيني بخطه ما صورته: وكتب في صفر سنة عشرين وأربعمائة من خط أبي الحسن علي بن هلال الستري مولى معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي وهذا قد كان بغير شك معاصره.
بلغني أنه كان في أول أمره مزوقا يصور الدور ثم صور الكتب ثم تعانى الكتابة ففاق فيها المتقدمين وأعجز المتأخرين، وكان يعظ بجامع المنصور، ولما ورد فخر الملك أبو غالب محمد بن خلف الوزير واليا على العراق من قبل بهاء الدولة أبي نصر ابن عضد الدولة جعله من ندمائه، وفي الجملة انه لم يكن له في عصره ذاك النفاق الذي له بعد وفاته، وذاك أنني وجدت رقعة بخطه قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صاحبه ابن منصور وانجاز وعد وعده به لا يساوي دينارين، وقد بسط القول في ذلك، استطلتها فانها كانت نحو السبعين سطرا فألغيت اثباتها، وقد بيعت بسبعة
عشر دينارا إمامية، وبلغني أنها بيعت مرة أخرى بخمسة وعشرين دينارا. مات فيما ذكره هلال بن المحسن بن الصابئ في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ودفن في جوار قبر أحمد بن حنبل، وذلك في خلافة القادر بالله، ورثاه المرتضى بشعر أذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وحدث في «كتاب المفاوضة» قال: حدثني أبو الحسن علي بن هلال المعروف بابن البواب الكاتب قال: كنت أتصرف في خزانة الكتب لبهاء الدولة بن عضد الدولة بشيراز على اختياري وأراعيها له وأمرها مردود إلي، فرأيت يوما في جملة أجزاء منبوذة جزءا مجلدا بأسود قد السكري، ففتحته وإذا هو جزء من ثلاثين جزءا من القرآن بخط أبي علي ابن مقلة فأعجبني وأفردته وجعلت وكدي التفتيش عن مثله، فلم أزل أظفر بجزء بعد جزء مختلط في جملة الكتب إلى أن اجتمع تسعة وعشرون جزءا، وبقي جزء واحد استغرقت تفتيش الخزانة في مدة طويلة فلم أظفر به، فعلمت أن المصحف ناقص فأفردته، ودخلت إلى بهاء الدولة وقلت: يا مولانا ها هنا رجل يسأل حاجة قريبة لا كلفة فيها وهي مخاطبة أبي علي الموفق الوزير على معونته في منازعة بينه وبين خصم له ومعه هدية ظريفة تصلح لمولانا، قال: أي شيء هي؟
قلت: مصحف بخط أبي علي ابن مقلة، فقال: هاته وأنا أتقدم بما يريد، فأحضرت الأجزاء، فأخذ منها واحدا وقال أذكر وكان في الخزانة ما يشبه هذا وقد ذهب عني.
قلت: هذا مصحفك، وقصصت عليه القصة في طلبتي له حتى جمعته، وقلت:
هكذا يطرح مصحف بخط أبي علي إلا أنه ينقص جزءا، فقال لي: فتممه لي، قلت: السمع والطاعة، ولكن على شريطة أنك إذا أبصرت الجزء الناقص منها ولا تعرفه أن تعطيني خلعة ومائة دينار، قال: أفعل؛ وأخذت المصحف من بين يديه وانصرفت إلى داري ودخلت الخزانة أقلب الكاغد العتيق وما يشابه كاغد المصحف، وكان فيها من أنواع الكاغد السمرقندي والصيني والعتيق كل ظريف عجيب، فأخذت من الكاغد ما وافقني، وكتبت الجزء وذهبته وعتقت ذهبه وقلعت جلدا من جزء من
الأجزاء فجلدته به، وجلدت الذي قلعت منه الجلد وعتقته، ونسي بهاء الدولة المصحف، ومضى على ذلك نحو السنة، فلما كان ذات يوم جرى ذكر أبي علي ابن مقلة فقال لي: ما كتبت ذلك؟ قلت بلى، قال: فأعطنيه، فأحضرت المصحف كاملا فلم يزل يقلبه جزءا جزءا وهو لا يقف على الجزء الذي بخطي ثم قال لي: أيما هو الجزء الذي بخطك؟ قلت له: لما لا تعرفه فيفتر في عينك، هذا مصحف كامل بخط أبي علي ابن مقلة ونكتم سرنا؟ قال: أفعل، وتركه في ربعة عند رأسه ولم يعده إلى الخزانة، وأقمت مطالبا بالخلعة والدنانير وهو يمطلني ويعدني، فلما كان يوما قلت: يا مولانا في الخزانة بياض صيني وعتيق مقطوع وصحيح فتعطيني المقطوع منه كله دون الصحيح بالخلعة والدنانير؟ قال: مر خذه، فمضيت وأخذت جميع ما كان فيها من ذلك النوع فكتبت فيه سنين.
ووجدت في تاريخ أبي الفرج ابن الجوزي قال»
اجتاز أبو الحسن البتي الكاتب وكان مزاحا- وله في هذا الكتاب باب- وعلي بن هلال جالس على باب الوزير فخر الملك أبي غالب محمد بن خلف ينتظر الاذن، فقال له البتي: جلوس الأستاذ على العتب رعاية للنسب، فغضب ابن البواب وقال: لو أن إلي أمرا ما مكنتك من دخول هذه الدار، فقال البتي: لا يترك الأستاذ صنعة الوالد بحال.
ولبعضهم يهجو ابن البواب:
من ذا رأيتم من النساخ متخذا | سبال لص على عثنون محتال |
هذا وأنت ابن بواب وذو عدم | فكيف لو كنت رب الدار والمال |
ولو آني أهديت ما هو فرض | للرئيس الأجل من أمثالي |
لنظمت النجوم عقدا إذا | رصع غيري جواهرا بلآلي |
ثم أهديتها إليه وأقرر | ت بعجزي في القول والأفعال |
غير أني رأيت قدرك يعلو | عن نظير ومشبه ومثال |
فتفاءلت في الهدية بالاق | لام علما مني بصدق الفال |
فاعتقدها مفاتح الشرق والغر | ب سريعا والسهل والأجبال |
فهي تستن إن جرين على القر | طاس بين الأرزاق والآجال |
فاختبرها موقعا برسوم ال | بر والمكرمات والإفضال |
واحظ بالمهرجان وابل جديد ال | دهر في نعمة بغير زوال |
وابق للمجد صاعد الجد عزا | والرئيس الأجل نجم المعالي |
في سرور وغبطة تدع الح | اسد منها مقطع الأوصال |
عضدتها السعود واستوطن الإقب | ال فيها وسالمتها الليالي |
أيها الماجد الكريم الذي يب | دأ بالعارفات قبل السؤال |
إن آلاءك الجزيلة عندي | شرعت لي طريقة في المقال |
امنتني لديك من هجنة الر | د وفرط الإضجار والإملال |
وحقوق العبيد فرض على السا | دة في كل موسم للمعالي |
وحياة الثناء تبقى على الده | ر إذا ما انقضت حياة المال |
عبد الاله السديد حقا | بغير زور وغير مين |
يا شرف الدين يا فريدا | شرف بالفضل دولتين |
يا تاج فخري وكنز فقري | ويا معيني ونور عيني |
قد كدت أقضي نحبي وأمضي | وكدت تبقى بلا جويني |
طربن لضوء البارق المتعالي | ببغداد وهنا ما لهن وما لي |
فيا برق ليس الكرخ داري وإنما | رمى بي إليه الدهر منذ ليالي |
فهل فيك من ماء المعرة نغبة | تغيث بها ظمآن ليس بسالي |
ولاح هلال مثل نون أجادها | بماء النضار الكاتب ابن هلال |
إذا لاح إيماض سترت وجوهها | كأني عمرو والمطي سعالي |
يا ابن بدر علوت في الخط قدرا | حين ما قايسوك بابن هلال |
ذاك يحكي أباه في النقص لما | جئت تحكي أباك عند الكمال |
رديت يا ابن هلال والردى عرض | لم يحم منه على سخط له البشر |
ما ضر فقدك والأيام شاهدة | بأن فضلك فيه الأنجم الزهر |
أغنيت في الأرض والأقوام كلهم | من المحاسن ما لم يغنه المطر |
فللقلوب التي أبهجتها حزن | وللعيون التي أقررتها سهر |
وما لعيش إذا ودعته أرج | ولا لليل إذا فارقته سحر |
وما لنا بعد أن أضحت مطالعنا | مسلوبة منك أوضاح ولا غرر |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 1996
علي بن هلال ابن البواب البغدادي، مولى معاوية بن أبي سفيان الأموي.
وكان ابن البواب دهانا يجيد التزويق.
وصحب أبا الحسين بن سمع: ون الواعظ، وسمع: من أبي عبيد الله المرزباني، وقرأ النحو على أبي الفتح بن جني.
وبرع في تعبير الرؤيا، وقص على الناس بجامع المنصور، وله نظم ونثر وإنشاء.
قال ابن خلكان: هذب ابن البواب طريقة ابن مقلة، ونقحها، وكساها طلاوة وبهجة.
وكان يذهب إذهابا فائقا، وكان في أول أمره مزوقا يصور الدور فيما قيل، ثم أذهب الكتب، ثم تعانى الكتابة، ففاق الأولين والآخرين فيها، ونادم الوزير فخر الملك أبا غالب، وقيل: وعظ بجامع المنصور، ولم يكن له في عصره ذاك النفاق الذي تهيأ له بعد موته، لأنه وجد بخطه ورقة قد كتبها إلى كبير يسأله فيها مساعدة صديق له بشيء لا يساوي دينارين، وقد بسط القول فيها نحو السبعين سطرا، وقد بيعت بعد ذلك بسبعة عشر دينارا إمامية.
قال أبو علي بن البناء: حكى لي أبو طاهر بن الغباري أن الحسن بن البواب أخبره أن ابن سهلان استدعاه، فأبى، وتكرر ذلك. قال: فمضيت إلى أبي الحسن بن القزويني، وقلت: ما ينطقه الله به أفعله، فلما دخلت، قال: يا أبا الحسن: اصدق والق من شئت. فعدت، فإذا
على بابي رسل الوزير، فمضيت معهم، فلما دخلت، قال: ما أخرك عنا؟ فاعتذرت، ثم قال: رأيت مناما. فقلت: مذهبي تعبير المنام من القرآن. فقال: رضيت. قال: رأيت كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حجري. قال وعند فرح بذلك: كيف يجتمع له الملك والوزارة؟ قلت: قال الله تعالى: {وجمع الشمس والقمر، يقول الإنسان يومئذ أين المفر، كلا لا وزر}، وكررت عليه هذا ثلاثا. قال: فدخل إلى حجرة النساء، وذهبت، فلما كان بعد ثلاث، انحدر إلى واسط على أقبح حال، وكان قتله هناك.
قال الخطيب: ابن البواب صاحب الخط لا أعلمه روى شيئا.
أبو غالب بن الخالة: أخبرنا محمد بن علي بن نصر الكاتب، حدثني أبو الحسن علي بن هلال ابن البواب | فذكر حكاية مضمونها: أنه ظفر بربعة ثلاثين جزءا في خزانة بهاء الدولة بخط أبي علي بن مقلة، تنقص جزءا، وأنه كتبه وعتقه، وقلع جلدا من الأجزاء، فجلده به. واستجد جلدا للجزء الذي قلع عنه، فاختفى الجزء الذي كتبه على حذاق الكتاب. |
هذا وأنت ابن بواب وذو عدم | فكيف لو كنت رب الدار والمال |
ولاح هلال مثل نون أجادها | بماء النضار الكاتب ابن هلال |
رديت يا ابن هلال والردى عرض | لم يحم منه على سخط له البشر |
ما ضر فقدك والأيام شاهدة | بأن فضلك فيها الأنجم الزهر |
أغنيت في الأرض والأقوام كلهم | من المحاسن ما لم يغنه المطر |
فللقلوب التي أبهجتها حزن | وللعيون التي أقررتها سهر |
وما لعيش وقد ودعته أرج | ولا لليل وقد فارقته سحر |
وما لنا بعد أن أضحت مطالعنا | مسلوبة منك أوضاع ولا غرر |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 81