ابن المنجم علي بن هارون بن علي بن يحيى، أبو الحسن، من آل المنجم: راوية للشعر، من ندماء الخلفاء. مولده ووفاته ببغداد. له كتب، منها (شهر رمضان) ألفه للراضي العباسي، و (الرد الخليل) في العروض، و (النوروز والمهرجان) و (الفرق بين إبراهيم ابن المهدي وإسحاق الموصلي في الغناء).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 30
علي بن هارون ابن المنجم علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور، الشاعر المنجم، أبو الحسن. كان نديم المتوكل، خاصا به، متقدما عنده، وانتقل إلى من بعده من الخلفاء، ولم يزل مكينا عندهم، حظيا لديهم، يجلس بين أيدي أسرتهم، ويفضون إليه بأسرارهم، ويأمنونه على أخبارهم. وكان قبل اتصاله بالخلفاء يلوذ بمحمد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبي، ثم اتصل بالفتح بن خاقان، وعمل له خزانة كتب، أكثرها حكمة. قلت: كذا قال ابن خلكان، وهو وهم منه، لأن هذه الترجمة ترجمة جده علي بن يحيى، وسيأتي ذكره إن شاء الله؛ لأن المتوكل توفي سنة سبع وأربعين ومائتين؛ ثم إنه قال: عاش إلى أن خدم المعتمد، والمعتمد توفي سنة تسع وسبعين ومائتين، وهي بعد مولد هذا علي بن هارون بسنتين. وإنما هذا كله من ترجمة جده علي بن يحيى، على ما سيأتي، إن شاء الله. وولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وقيل سنة ست، توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة.
ومن كتبه: كتاب النوروز والمهرجان، كتاب الرد على الخليل في العروض، كتاب الرسالة في الفرق بين إبراهيم بن المهدي وإسحاق بن إبراهيم الموصلي في الغناء، كتاب ابتدأ فيه بنسب أهله، عمله للمهلبي الوزير ولم يتم، كتاب اللفظ المحيط بنقض ما لفظ به اللقيط عارض به كتاب أبي الفرج الأصبهاني، كتاب الفرق والمعيار بين الأوغاد والأحرار، كتاب القوافي عمله لعضد الدولة. ومن شعره:
بأبي والله من طرقا | كابتسام البرق إن خفقا |
زادني شوقا برؤيته | وحشا قلبي به حرقا |
من لقلب هائم كلف | كلما سكنته خفقا |
زارني طيف الحبيب فما | زاد أن أغرى به الأرقا |
بيني وبينك في الهوى أسباب | وإلى المحبة ترجع الأنساب |
يا غائبا بكتابه ووصاله | هل يرتجى من غيبتيك إياب؟ |
لولا التعلل بالرجا لتقطعت | نفس عليك شعارها الأوصاب |
لا تأس من روح الإله فربما | يصل القطوع ويحضر الغياب |
كيف نال العثار من لم يزل منـ | ـه مقيلا في كل خطب جسيم |
أو ترقى الردى إلى قدم لم | تخط إلا إلى مقام كريم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0
علي بن هارون (من بني منجم)
علي بن هارون
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 26- ص: 0
علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم أبو الحسن: قد ذكرنا أباه هارون وأجداده في مواضعهم من الكتاب، قال محمد بن إسحاق النديم:
رأيناه وسمعنا منه، وكان راوية شاعرا أديبا ظريفا متكلما خيرا نادم جماعة من الخلفاء، وقال لي مولدي سنة سبع وسبعين ومائتين، وقال ثابت: مولده في صفر سنة ست وسبعين. ومات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة عن ست وسبعين سنة، وله من الكتب: كتاب النوروز والمهرجان. كتاب الرد على الخليل في العروض. كتاب الرسالة في الفرق بين إبراهيم بن المهدي وإسحاق بن الموصلي في الغناء. كتاب ابتدأ فيه بنسب أهله عمله للمهلبي الوزير ولم يتم. كتاب اللفظ المحيط بنقض ما لفظ به اللقيط، عارض به كتاب أبي الفرج الأصبهاني «في الفرق والمعيار بين الأوغاد والأحرار». كتاب القوافي عمله لعضد الدولة.
وحدث أبو القاسم إسماعيل بن عباد في «كتاب الروزنامجه» قال فيه:
استدعاني الأستاذ أبو محمد المهلبي وابنا المنجم في مجلسه وقد أعدا قصيدتين في مدحه، فمنعهما من النشيد لأحضره، فأنشدا وجودا بعد تشبيب كثير
وحديث طويل. كان لأبي الحسن رسم، أخشى تكذيب سيدنا إن شرحته، وعتابه إن طويته، ولأن أحصل عنده في صورة متزيد أحب إلي من أن أحصل عنده في رتبة مقصر- يبتدئ فيقول ببحة عجيبة بعد إرسال دموعه وتردد الزفرات في حلقه، واستدعائه من جواذ غلامه منديل عبراته: والله والله وإلا فأيمان البيعة تلزمه بحلها وحرامها وطلاقها وعتاقها، وما ينقلب إليه حرام، وعبيده أحرار لوجه الله تعالى إن كان هذا الشعر في استطاعة أحد مثله أو اتفق من عهد أبي دواد الايادي إلى زمان ابن الرومي لأحد شكله، بل عيبه أن محاسنه تتابعت وبدائعه ترادفت، وقد كان في الحق أن يكون كل بيت منه في ديوان يحمله ويسود به شاعره، ثم ينشد، فإذا بلغ بيتا يعجب به ويتعجب منه قال: أيها الوزير من يستطيع هذا إلا عبدك علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجم جليس الخلفاء وأنيس الوزراء، ثم ينشد الابن، والأدب يعوذه ويهتز له ويقول: أبو عبد الله أستودعه الله ولي عهدي وخليفتي بعدي، ولو اشتجر اثنان من مصر وخراسان لما رضيت بفصل ما بينهما سواه، أمتعنا الله به ورعاه، وحديثه عجيب وإن استوفيته ضاع الغرض الذي قصدته، على أنه أيد الله مولانا من سعة النفس والخلق ووفور الأدب والفضل وتمام المروة والظرف بحال أعجز عن وصفها وأدل عن جملتها: إنه مع كثرة عياله واختلال أحواله طلب سيف الدولة جاريته المغنية بعشرين ألف درهم أحضرها صاحبه، فامتنع من بيعها وأعتقها وتزوجها.
ومن شعر علي بن هارون وكتب بها إلى أبي الحسن علي بن خلف بن طياب .
بيني وبين الدهر فيك عتاب | سيطول إن لم يمحه الإعتاب |
يا غائبا بوصاله وكتابه | هل يرتجى من غيبتيك إياب |
لولا التعلل بالرجاء تقطعت | نفس عليك شعارها الأوصاب |
لا يأس من روح الإله فربما | يصل القطوع ويحضر الغياب |
وإذا دنوت مواصلا فهو المنى | سعد المحب وساعد الأحباب |
وإذا نأيت فليس لي متعلل | إلا رسول بالرضى وكتاب |
ضل الفراق ولا اهتدى | ونأت فلا دنت النوى |
وهوى فلا وجد القرا | ر معنف أهل الهوى |
تحميه لألاؤه أو لوذعيته | من أن يذال بمن أو ممن الرجل |
وإني لأثني النفس عما يريبها | وأنزل من دار الهوان بمعزل |
بهمة نبل لا يرام مكانها | تحل من العلياء أشرف منزل |
ولي منطق إن لجلج القول صائب | بتكشيف إلباس وتطبيق مفصل |
وهل خصلة من سؤدد لم يكن لها | أبو حسن من بينهم ناهضا قدما |
فما فاتهم منها به سلموا له | وما شاركوه كان أوفرهم قسما |
جس الطبيب يدي وقال مخبرا | هذا الفتى أودت به الصفراء |
فعجبت منه إذ أصاب وما درى | قولا وظاهر ما أراد خطاء |
وقالوا للطبيب أشر فانا | نعدك للعظيم من الأمور |
فقال شفاؤه الرمان مما | تضمنه حشاه من السعير |
فقلت لهم أصاب بغير قصد | ولكن ذاك رمان الصدور |
ما أنس منها لا أنس موقفها | وقلبها للفراق ينصدع |
وقولها إذ بدا الصباح لها | قول فزوع أظله الجزع |
ما أطول الليل عند فرقتنا | وأقصر الليل حين نجتمع |
قل للوزير سليل المجد والكرم | ومن له قامت الدنيا على قدم |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 1991