ابن القارح علي بن منصور بن طالب الحلبي، أبو الحسن، المعروف بابن القارح، ويلقب بدوخلة: أديب من العلماء. من أهل حلب. ولد بها. وخدم أبا علي الفارسي في داره وهو صبي. ثم لازمه وقرأ عليه جميع كتبه. وسافر إلى بغداد والموصل، وأقام بمصر فأدب أبا القاسم المغربي وولدي الحسين بن جوهر القائد. وأقام بالمعرة سنة واحدة. وكانت معيشته من التعليم، بالشام ومصر. له شعر قليل الحلاوة وكان آخر العهد به في تكريت، سنة 421 وبها أرخ السيوطي آخر ما عرف عن حياته.
وهو صاحب الرسالة المعروفة برسالة ابن القارح، كتبها إلى أبي العلاء المعري، وأجابه عليها أبو العلاء برسالته المشهورة (الغفران) ويظهر أنه أملاها سنة 424 هـ؟ وتوفي ابن القارح بالموصل.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 25

علي بن منصور بن طالب الحلبي الملقب دوخلة يعرف بابن القارح:
يكنى أبا الحسن، قال ابن عبد الرحيم: هو شيخ من أهل الأدب شاهدناه ببغداد راوية للأخبار وحافظا لقطعة كبيرة من اللغة والأشعار قؤوما بالنحو، وكان ممن خدم أبا علي الفارسي في داره وهو صبي، ثم لازمه وقرأ عليه- على زعمه- جميع كتبه وسماعاته، وكانت معيشته من التعليم بالشام ومصر، وكان يحكي أنه كان مؤدبا لأبي القاسم المغربي الذي وزر ببغداد لقاه الله سيء أفعاله كذا قال، وله فيه هجو كثير، وكان يذمه ويعدد معايبه. وشعره يجري مجرى شعر المعلمين قليل الحلاوة خاليا من الطلاوة، وكان آخر عهدي به بتكريت في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة فإنا كنا مقيمين بها واجتاز بنا وأقام عندنا مدة، ثم توجه إلى الموصل وبلغتني وفاته من بعد، وكان يذكر أن مولده بحلب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ولم يتزوج ولا أعقب، وجميع ما أورده من شعره مما أنشدنيه لنفسه، فمنه في الشمعة:

ومنه في هجو المغربي:
وله في المداعبة:
وله:
وسئل أن يجيز قول الشاعر:
فقال:
وكان بينه وبين الكسروي مهاترة ومهاجاة ومماظة فمن قوله فيه:
وله:
قال وحدثني قال: كنت أؤدب ولدي الحسين بن جوهر القائد بمصر وكانا مختصين بالحاكم وآنسين به، فعملت قصيدة وسألت المسمى منهما جعفرا وكان من أحسن الناس وجها، ويقال إن الحاكم كان يميل إليه، أن يوصلها ففعل وعرضها عليه، فقال: من هذا؟ فقال: مؤدبي، قال: يعطى الف دينار، واتفق أن المعروف بابن مقشر الطبيب كان حاضرا، فقال لا تثقلوا على خزائن أمير المؤمنين يكفيه
النصف، فأعطيت خمسمائة دينار، وحدثني ابن جوهر بالحديث، وكانت القصيدة على وزن منهوكة أبي نواس أقول فيها:
وهي طويلة، واتفق أن الطبيب المذكور لحقته بعد هذا بأيام شقفة، وهي التي تسمى التراقي، ويقال لها قملة النسر أيضا، فمات منها وكان نصرانيا فقلت:
قال عبد الله الفقير اليه مؤلف الكتاب: وعلي بن منصور هذا يعرف بابن القارح، وهو الذي كتب إلى أبي العلاء المعري الرسالة المعروفة برسالة ابن القارح، فأجابه أبو العلاء برسالة الغفران، وذكر اسمه فيها.

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 1976