سديد الملك علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني، أبو الحسن، سديد الملك: أمير. كان شجاعا قوي النفس، كريما. مدحه جماعة من الشعراء. وله شعر جيد جمع في (ديوان) وهو أول من ملك قلعة شيزر (بين المعرة وحماة) من بني منقذ، وكانت في يد الروم فاستولى عليها سنة 474هـ ، واستمر فيها إلى ان توفي.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 24
سديد الملك بن منقذ صاحب شيزر علي بن مقلد بن نصر بن منقذ بن محمد، الأمير سديد الملك، أبو الحسن الكناني، صاحب شيزر. أديب شاعر، قدم دمشق مرات، واشترى حصن شيزر من الروم. وكان أخا محمود بن صالح صاحب حلب من الرضاعة. وكان جوادا ممدحا؛ مدحه ابن الخياط والخفاجي وغيرهما. وهو أول من ملك شيزر من بني منقذ. ولم يزل حصن شيزر وبلاده في يده، إلى أن جاءت الزلزلة سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة فهدمتها وقتلت كل من فيها من بني منقذ وغيرهم تحت الردم. وشغرت، فجاء نور الدين الشهيد في بقية السنة وأخذها. وجاءت زلزلة أخرى في ثاني عشر شوال، سنة خمس وستين وخمس مائة بحلب، وأخربت بلادا كثيرة. وقد خرج من بيته جماعة فضلاء؛ وأسامة بن منقذ هو حفيده. وتوفي سنة خمس وسبعين وأربع مائة، رحمه الله تعالى. ومن شعره:
أسطو عليه وقلبي لو تمكن من | كفي غلهما غيظا إلى عنقي |
وأستعير إذا عاتبته حنقا | وأين ذل الهوى من عزة الحنق؟ |
ماذا النجيع بوجنتيك وليس من | شرط الأنوف على الخدود رعاف |
ألحاظنا جرحتك حين تعرضت | لك أم أديمك جوهر شفاف؟ |
إذا ذكرت أياديك التي سلفت | مع سوء فعلي وزلاتي ومجترمي |
أكاد أقتل نفسي ثم يمنعني | علمي بأنك مجبول على الكرم |
لا تعجلوا بالهجر إن النوى | تحمل عنكم منة الهجر |
وظاهرونا بوفاء فقد | أغناكم البين عن العذر |
كيف السلو وحب من هو قاتلي | أدنى إلي من الوريد الأقرب |
إني لأعمل فكرتي في سلوة | عنه فيظهر في ذل المذنب |
من كان يرضى بذل في ولايته | من خوف عزل فإني لست بالراضي |
قالوا: فتركب أحيانا، فقلت لهم: | تحت الصليب ولا في موكب القاضي |
بكرت تنظر شيبي | وثيابي يوم عيد |
ثم قالت لي بهزء: | يا خليقا في جديد |
لا تغالطني فما تصـ | ـلح إلا للصدود |
أحبابنا لو لقيتم في مقامكم | من الصبابة ما لاقيت في ظعني |
لأصبح البحر من أنفاسكم يبسا | كالبر من أدمعي ينشق بالسفن |
يقيني يقيني حادثات النوائب | وحزمي حزمي في ظهور النجائب |
من القوم لو أن الليالي تقلدت | بإحسانهم لم تحتفل بالكواكب |
إذا أظلمت سبل السراة إلى العلى | سروا فاستضاءوا بينها بالمناسب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0