الكندي علي بن المظفر بن إبراهيم الكندي الوداعي، علاء الدين، ويقال له ابن عرفة: أديب متفنن شاعر، عارف بالحديث والقراآت. من أهل الإسكندرية. أقام بدمشق، وتوفى بها. له (التذكرة الكندية) خمسون جزءا، أدب وأخبار وعلوم، و (ديوان شعر) في ثلاثة مجلدات.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 23
علاء الدين علي بن المظفر بن إبراهيم بن عدر وبن زيد الكندي كاتب ابن وداعه المعروف بالوداعي صاحب التذكرة الكندية في خمسين مجلدا.
ولد بحلب سنة 640 وسافر إلى دمشق فتوفي سنة 716.
كان فاضلا أديبا شاعرا حاملا لواء البديع في التورية وغيرها وكان ابن نباته عيالا عليه وسارقا منه وعقد ابن حجة له في الخزانة فصلا لسرقاته منه وكان قد درس بالشام وشاركه الذهبي في السماع، وكتب بديوان الإنشاء. ومن شعره:
ترى يا جيرة الرمل | يعود بقربكم شملي |
وهل تقتص أيدينا | من الهجران للوصل |
وهل ينسخ لقياكم | حديث الكتب والرسل |
بروحي ليلة مرت | لنا معكم بذي الأثل |
وساقينا وما يملي | وشادينا وما يملي |
وظبي من بني الأتراك | حلو التيه والدل |
له قد كغصن البان | ميال إلى العدل |
وطرف ضيق ويلاه | من طعناته النجل |
أقول لعاذلي فيه | رويدك يا أبا جهل |
فقلبي من بني تيم | وعقلي من بني ذهل |
سمعت بان الكحل للعين قوة | فكحلت في عاشور مقلة ناظري |
لتقوى على سح الدموع على الذي | أذاقوه دون الماء نار البواتر |
يا مالكا صدق مواعيده | خلى لنا في جوده مطمعا |
لم نعد في السبت فما بالنا | لم تأتنا حيتاننا شرعا |
قد قلت لما مر بي | مقرطق يحكي القمر |
هذا أبو لؤلؤة | منه خذوا ثار عمر |
يا عائبا مني بقاء ذؤابتي | مهلا فقد أفرطت في تعييبها |
قد واصلتني في زمان شبيبتي | فعلام اقطعها أوان مشيبها |
ويوم لنا بالنير بين رقيقة | حواشيه خال من رقيب يشينه |
وقفنا فسلمنا على الدوح غدوة | فردت علينا بالرؤوس غصونه |
ولا تسألوني عن ليال سهرتها | أراعي نجوم الأفق فيها إلى الفجر |
حديثي عال في السماء لأنني | أخذت الأحاديث الطوال عن الزهر |
ولو كنت أنسى ذكره لنسيته | وقد نشأت بين المحصب والحمى |
سحابة لوم أرعدت ثم أبرقت | بسمر وبيض أمطرت عنهما دما |
فتنت بمن محاسنه | إلى عرب النقي تنمي |
عذار من بني لام | وطرف من بني سهم |
وعذالي بنو ذهل | وحسادي بنو فهم |
خليلي لا تسقني | سوى الصرف فهو الهني |
ودع كأسها أطلسا | ولا تسقني مع دني |
قسما بمرآك الجميل فإنه | عربي حسن من بني زهران |
لا حلت عنك ولو رأيتك من بني | لحيان لا بل من بني شيبان |
قال لي العاذل المفند فيها | حين وافت وسلمت مختاله |
قم بنا ندعي النبوة في العشق | فقد سلمت علينا الغزالة |
إذا رأيت عارضا مسلسلا | في وجنة كجنة يا عاذلي |
فاعلم يقينا إنني من أمة | تقاد للجنة بالسلاسل |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 346
الوادعي اسمه علي بن المظفر.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 273
علي بن المظفر علي بن المظفر
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
علاء الدين الوداعي علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمر بن زيد، الأديب البارع، المقرئ المحدث المنشئ، علاء الدين الكندي الإسكندراني ثم الدمشقي، المعروف بالوادعي، كاتب ابن وداعة. ولد سنة أربعين وست مائة تقريبا، وتوفي سنة ست عشرة وسبع مائة.
تلا بالسبع على علم الدين القاسم، وشمس الدين بن أبي الفتح، وطلب الحديث، ونسخ الأجزاء، وسمع من عبد الله الخشوعي، وعبد العزيز الكفرطابي، والصدر البكري، وعثمان بن خطيب القرافة، وإبراهيم بن خليل، والنقيب ابن أبي الجن، وابن عبد الدائم، ومن بعدهم. ونظر في العربية، وحفظ كثيرا من أشعار العرب، وكتب المنسوب فيما بعد، وخدم موقعا بالحصون مدة، وتحول إلى دمشق، وهو صاحب التذكرة الكندية الموقوفة بالشميساطية في خمسين مجلدا بخطه، فيها عدة فنون. قال الشيخ شمس الدين: كان يخل بالصلوات فيما بلغني؛ وتوفي ببستانه عند قبة المسجف. قلت: وكان شيعيا، ودخل ديوان الإنشاء بدمشق سنة إحدى عشرة وسبع مائة تقريبا. ومع فضائله، لا راح في الديوان ولا جاء، ولا استقل بكتابة شيء، كما جرى لبعض الناس؛ حتى قلت:
لقد طال عهد الناس بابن فلانة | وما جاء في الديوان إلا إلى ورا |
فقلت: كذا قاس الوداعي قبله | ولا شك فيه أنه كان أشعرا |
بعثت بديوان الوداعي مسرعا | إليك وفي أثنائه المدح والذم |
حكى شجر الدفلى رواء ومخبرا | فظاهره شم وباطنه سم |
يا عائبا مني بقاء ذؤابتي | مهلا فقد أفرطت في تعييبها |
قد واصلتني في زمان شبيبتي | فعلام أقطعها أوان مشيبها |
ولقد خدمت الصاحب ابـ | ـن وداعة دهرا طويلا |
فلقيت منه ما التقى | أنس وقد خدم الرسولا |
من زار بابك لم تبرح جوارحه | تروي محاسن ما أوليت من منن |
فالعين عن قرة والكف عن صلة | والقلب عن جابر والأذن عن حسن |
تراه إذا أنت حييته | ثقيلا بطرحته البارده |
كمثل الدجاجة منشورة الـ | ـجناح على بيضها قاعده |
وزائر مبتسم | يقول لما جا: أنا |
فقال أيري منشدا | أهلا بتين جاءنا |
لله ما أرشقه من كاتب | ليس له سوى دموعي مهرق |
يميس رقصا في قباء أسود | فقلت: هذا ألف محقق |
وذي دلال أحور أجحر | أصبح في عقد الهوى شرطي |
طاف على القوم بكاساته | وقال: ساقي، قلت: في وسطي |
وقريب من القلوب بعيد | عن محبيه بالقلى والصدود |
لقبوه بحامض وهو حلو | قول من لم يصل إلى العنقود |
تعشقت ظبيا ناعس الطرف ناعما | إلى أن تبدى الشعر، والعشق ألوان |
وقالوا: أفق من حبه فهو ناتف | فقلت: عكستم إنما هو فتان |
ثار الهواء عجاجا | في يوم ساعي الحنايا |
كأنه راح يأتي | بريح حمص هدايا |
ولم أرد الوادي ولا عدت صادرا | مع الركب إلا قلت: يا حادي النوق |
فديتك عرج بي وعرس هنيهة | لعلي أبل الشوق من آبل السوق |
سقيا لكرم مدامة | أنشت لنا النشوات ليلا |
خلعت علينا سكرة | بدوية كما وذيلا |
موسوي الغرام يهوى بسمعيـ | ـه ويشكو من رؤية العين ضرا |
يتوكا على قضيب رطيب | وله عنده مآرب أخرى |
أشكو إلى الرحمن بوابكم | وما أرى من طول تعميره |
ملازم الباب مقيم به | كأنه بعض مساميره |
ويوم لنا بالنيربين رقيقة | حواشيه خال من رقيب يشينه |
وقفنا فسلمنا على الدوح غدوة | فردت علينا بالرؤوس غصونه |
يا عائب الفحام جهلا أنه | أضحى لواصف حسنه فحاما |
وإذا غبار الفحم برقعه غدا | كالبدر دار به الغمام لثاما |
ذكرت شوقا وعندي ما يصدقه | قلب تقلبه الذكرى وتقلقه |
هذا على قرب دارينا ولا عجب | فالطرف للطرف جار ليس يرمقه |
لئن تفرقنا ولم نجتمع | وعاقت الأقدار عن وقتها |
فهذه العينان مع قربها | لا تنظر الأخرى إلى أختها |
لو رآنا العذول يوم التقينا | بعد طول الصدود والهجران |
لرأى العشق كله قد تلاقى | هو والحسن كله في مكان |
لا أرى لقط عارضيه قبيحا | يا عذولا عن حبه ظل ينهى |
وجهه روضة وليس عجيبا | أنه يلتقط البنفسج منها |
أحببته رشأ علته شقرة | من أجلها ذهب العذار مفضض |
قل للعواذل فيه: هل أنكرتم | أن البنفسج منه زهر أبيض؟ |
أتيت إلى البلقاء أبغي لقاءكم | فلم أركم فازداد شوقي وأشجاني |
فقال لي الأقوام: من أنت راصد | لرؤياه؟ قلت: الشمس، قالوا: بحسبان |
لنا صاحب قد هذب الطبع شعره | فأصبح عاصيه على فيه طيعا |
إذا خمس الناس القصيد لحسنه | فحق لشعر قاله أن يسبعا |
وبيطار يفوق البدر حسنا | يقول إذا رأى وجه الهلال |
إذا افتخرت سماء أنت فيها | فكم في الأرض مثلك من نعالي |
إن هذا القباقبي سباني | حسن نقش العذار في وجنتيه |
يا نديمي في المدامة إني | أشتهي أن أدق يوما عليه |
الغرب خير وعند ساكنه | أمانة أوجبت تقدمه |
فالشرق من نيريه عندهم | يودع ديناره ودرهمه |
حوى كل من الأفقين فضلا | يقر به الغبي مع النبيه |
فهذا مطلع الأنوار منه | وهذا منبع الأنوار فيه |
قل للذي بالرفض أتـ | ـهمني أضل الله قصده |
أنا رافضي ألعن الـ | ـشيخين والده وجده |
خلع الخريف ثيابه لبشيره | إن الشتاء له من الطراق |
وانظر إليه فرحة بقدومه | قد خلق الآفاق بالأوراق |
قم بنا نلحق من حـ | ـث إلى مصر قلوصه |
لا تقل فيها غلاء | فالتواقيع رخيصه |
قالوا: حبيبك قد دامت ملاحته | وما أتاه عذار إن ذا عجب |
فقلت: خداه تبر والعذار صدا | وقد زعمتم بأن لا يصدأ الذهب |
رو بمصر وبسكانها | شوقي وجدد عهدي البالي |
وصف لي القرط وشنف به | سمعي وما العاطل كالحالي |
وارو لنا يا سعد عن نيلها | حديث صفوان بن عسال |
فهو مرادي لا يزيد ولا | ثورا وإن رقا وراقا لي |
يا جنة كوثرها | رضابها المروق |
وفوق غصن خدها | عذارها مطوق |
فديت من مبسمه | زهر لغصن قده |
وصدغه مطوق | في روضة من خده |
خضبت بالوسمة من | بعد المشيب مفرقي |
كالغصن كان مزهرا | ثم اكتسى بالورق |
تعشقت فلاحا بنيرب جلق | ففي حسنه لا في الرياض تفرجي |
وقالوا: اسل فهو عبل ومشعر | وما هو إلا من جبال البنفسج |
ألا خل الملامة في هواه | كبيرا ردفه ملء الإزار |
فلي أير به كبر وكبر | فليس يقوم إلا للكبار |
رمتني سود عينيه | فأصمتني ولم تبطي |
وما في ذاك من بدع | سهام الليل ما تخطي |
أيها الجندي كم تجـ | ـبن عن ملقى الخصوم |
إن أكل الخبز بالـ | ـجبن مضر بالجسوم |
قد أقبل النبي في جيوش | ورنكه حالك السواد |
وسل أوراقه سيوفا | ليقتل المحل في البلاد |
أرى الكتاب والحساب فيهم | لصوص يسرقون الناس طرا |
فقوم يسرقون اللفظ جهرا | وقوم يسرقون المال سرا |
عجبا لمن قتل الحسين وأهله | حرى الجوانح يوم عاشوراء |
أعطاهم الدنيا أبوه وجده | وعليه قد بخلوا بشربة ماء |
سمعت بأن الكحل للعين قوة | فكحلت في عاشور مقلة ناظري |
لتقوى على سح الدموع على الذي | أذاقوه دون الماء حر البواتر |
أعاذك الرحمن من نقرس | ومن أذى طاعونه الضارب |
كأنما الرجلان من وقده | لابسة نعل أبي طالب |
يا من لها كرم شعر | في الثغر منه شمول |
عنقود صدغك حلو | وما إليه وصول |
أعد نظرا في حالنا إن حالنا | من الضعف للعميان حاشاك بارزه |
وكيف لنا يوما ببغلين طاقة | وقدرتنا عن بغلطاقين عاجزه |
لام الورى ساعي الحنايا | وكيف يدري من ليس يجري |
إن لم يكن جاءنا بشمس | فإنه جاءنا ببدر |
ولا تسألوني عن ليال سهرتها | أراعي نجوم الأفق فيها إلى الفجر |
حديثي عال في السماء لأنني | أخذت الأحاديث الطوال عن الزهري |
يا لائمي في هواها | أفرطت بالحب جهلا |
ما يعلم الشوق إلا | ولا الصبابة إلا |
يجدد عاشوراء حزني وحسرتي | على سيد الشبان في جنة الخلد |
ولست أراه غير يوم قيامة | لما فيه من طول يضاف إلى مد |
كم رمت أن أدع الصبابة والصبا | فثنى الغرام العامري زمامي |
بذوائب ذابت عليها مهجتي | ومناطق نطقت بفرط سقامي |
امرؤ القيس بن حجر جدنا | كان من أعجب أملاك الزمان |
ضل لما ظل يبغي ملكهم | وهدى الناس إلى طرق المعاني |
ما آلة الخط إلا | كآلة الحرث فعلا |
ما دخلت دار قوم | إلا وصاروا أذلا |
براغيث فيها كثرة فكأنما | علينا من الآكام يحتفرونها |
يقولون لي: صفها، فقلت: أعيذكم | قوارص تأتيني وتحتقرونها |
أيها النفس ثقي من خالقي | بدوام الرزق ما احتجت إليه |
يرزق الكلب ولا يرزقني | أين تكريمي وتفضيلي عليه؟ |
لم تصقل الأنواء أو | راق الخريف من الولوع |
إلا لتذهب كل ما | كتبته في فصل الربيع |
وعاذل عارضه | عارضه في خده |
فقال: لست عارضا | بل أنا غيم ورده |
لم لا تجيب إلى الكا | س والحمام ينادي |
والنبت قد نام سكرا | من شرب الخمر الغوادي |
تأمل إلى الزهر في دوحه | ومن زاره من ملاح الفنون |
تظن الوجوه التي تحته | تساقطن من فوقه من عيون |
شرب النكريش خنقا | فغدا غير مفيق |
فعلمنا أنه ممـ | ـن يرى شرب العتيق |
كيف أؤدي شكر مولى لم يزل | لي بالرفيع واللطيف متحفا |
أهدت إلي كفه هدية | أعيذها بقلبها مصحفا |
لي من الطرف كاتب يكتب الشو | ق إليكم إذا الفؤاد أمله |
سلسل الدمع في صحيفة خدي | هل رأيتم مسلسلات ابن مقله؟ |
ومبخل لا يوقد الـ | ـمصباح عمدا في ذراه |
كي لا يريه ظله | فيظنه ضيفا أتاه |
دقته بالخف إلى أن عمي | وعام في السلح إلى الذقن |
وقال تهديدا لها كلما | تلكأت: هذا لها مني |
يوم يقول بشكله: | قوموا اعبدوا الله الأحد |
قزح كمحراب بدا | والبرق قنديل وقد |
والرعد فيه مسبح | حبات سبحته برد |
كلما جئناه كي نر | وى ونروي عنه جودا |
حدثتنا راحتاه | عن عطاء ابن يزيدا |
وفده يروون عنه | خبر الجود...... |
عن عطاء ابن يزيد | وعطاء ابن يسار |
لما تبدى نبات عارضه | مستقطرا ماء وردة الخد |
ناديت: من أين ذا السواد أتى؟ | فقال: ذا من حراقة الورد |
إن الحشيش حضرة | أنيقة ومسكر |
في الكف روض أخضر | والعين خمر أحمر |
سئل الورد عندما استقطروه: | لم ذا عذبوك بالنيران |
قال: ما لي جناية غير أني | جئت بعض السنين في رمضان |
طبشية لم تزل مكارشة | زوجا لها عاديا وبطاشا |
كم لق جوكان رجلها كرة | من رأسه فاغتدى لها باشا |
قد مات قازان بلا مرية | ولم يمت في الحجج الماضيه |
بل شنعوا عن موته فانثنى | حيا ولكن هذه القاضيه |
مات من الرعب وإن لم تكن | بموته أسيافنا راضيه |
وإن يفتها فأخوه إذا | رأى ظباها كانت القاضيه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0
الوادعي علي بن مظفر،
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
الوداعي علاء الدين علي بن مظفر، الأديب صاحب التذكرة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
علي بن المظفر ابن إبراهيم بن زيد، الأديب البارع الكاتب الفاضل، المقرئ، المحدث، المنشئ، الناظم، علاء الدين الكندي الإسكندراني ثم الدمشقي المعروف بالوادعي، كاتب ابن وداعة.
وتلا بالسبع على علم الدين القاسم، وشمس الدين بن أبي الفتح. وطلب الحديث، ونسخ الأجزاء. وسمع من عبد الله الخشوعي، وعبد العزيز الكفرطابي، والصدر البكري، وعثمان ابن خطيب القرافة، وإبراهيم بن خليل، والنقيب بن أبي الجن، وابن عبد الدائم، ومن بعدهم. ونظر في العربية.
وكان ناظما غواصا على المعاني، شاعرا قادرا على إحكام ما للأبيات من المباني. جود المقاطيع دون القصائد، وأتى في كل بدر العقود وجواهر القلائد، يغوص على المعاني ويغور، ويفوح أرج نظمه ويفور.
وكتب المنسوب الذي أزرت لآليه بياقوت، وأذكر الناس بما يروى من السحر عن هاروت وماروت، ما كأن طروسه إلا حدائق، ولا كأن حروفه إلا رياض بين العذيب وبارق، ولا كأن مداده إلا شعرات في صدغي غلام مراهق.
جمع المجاميع الأدبية، وانتقى الأحاديث النبوية، وله التذكرة الكندية التي بخانقاه الشميساطي تشهد بفضله، وتعترف بنباهته ونبله، وديوانه يدخل في مجلدين كبيرين، وقفت عليهما فأطرباني، وقلت للدف والشبابة بعدهما لا تقرباني، ولملكتهما فملكا قلبي، ووضعتهما بين كتبي، وقد سكنا خلبي وقد انتقيت منهما ما راق نظمه، و كمل بدره تمه، ومن ذلك قطعة وافرة في الجزء الثالث والثلاثين من التذكر التي لي.
إلا أنه كان يتشيع، ويتوعر بذلك في ألفاظه وما يتورع.
وكتب الدرج موقعا بالحصون مدة طويلة، ثم دخل آخر عمره ديوان الإنشاء بدمشق، على رأي العوام، بألف حيلة، وكان هجاما على الأعراض، هجاء للجواهر والأعراض، وكان الناس ينفرون منه لذلك، ويرون فضائله المضيئة كأنها الليل الحالك، ومع تفنن فضائله وتوسع رسائله لما دخل الديوان لا راح ولا جا، ولم يره الجماعة في باب الكتابة ولا جا، كما جرى لبعض الناس، وقال الجماعة للمتعجب: ’’ما في وقوفك ساعة من باس’’، حتى قلت أنا:
لقد طال عهد الناس بابن فلانة | وما جاء في الديوان إلا إلى ورا |
فقلت كذا كان الوداعي قبله | ولا شك فيه أنه كان أشعرا |
بعثت بديوان الوداعي مسرعا | إليك وفي أثنائه المدح والذم |
حكى شجر الدفلى رواء ومخبرا | فظاهره شم وباطنه سم |
يا عائبا مني بقاء ذؤابتي | تالله قد أفرطت في تعييبها |
قد واصلتني في زمان شبيبتي | فعلام أطعها أوان مشيبها |
فلقيت منه ما التقى | أنس وقد خدم الرسولا |
من زار بابك لم تبرح جوارحه | تروي محاسن ما أوليت من منن |
فالعين عن قرة والكف عن صلة | والقلب عن جابر والأذن عن حسن |
رو بمصر وبسكانها | شوقي وجدد عهدي البالي |
وصف لي القرط وشنف به | سمعي وما العاطل كالحالي |
وارو لنا يا سعد عن نيلها | حديث صفوان بن عسال |
فهو مرادي لا يزيد ولا | ثورا وإن رقا وراقا لي |
وزائر مبتسم | يقول لما جا: أنا |
فقال أيري منشدا | أهلا بتين جاءنا |
أهلا بتين جاءنا | مفتح على طبق |
كسفرة من أدم | مجموعة بلا حلق |
لله ما أرشقه من كاتب | ليس له سوى دموعي مهرق |
يميس رقصا في قباء أسود | فقلت: هذا ألف محقق |
وذي دلال أحور أجحر | أصبح في عقد الهوى شرطي |
طاف على القوم بكاساته | وقال: ساقي، قلت: في وسطي |
ولم أرد الوادي ولا عدت صادرا | مع الركب إلا قلت: يا حادي النوق |
فديتك عرج بي وعرس هنيهة | لعلي أبل الشوق من آبل السوق |
سقيا لكرم مدامة | أنشت لها النشوات ليلا |
خلعت علينا سكرة | بدوية كما وذيلا |
ويوم لنا بالنيربين رقيقة | حواشيه خال من رقيب يشينه |
وقفنا فسلمنا على الدوح غدوة | فردت علينا بالرؤوس غصونه |
ذكرت شوقا وعندي ما يصدقه | قلب تقلبه الذكرى وتقلقه |
هذا على قرب دارينا ولا عجب | فالطرف للطرف جار ليس يرمقه |
لئن تفرقنا ولم نجتمع | وعاقت الأقدار عن وقتها |
فهذه العينان مع قربها | لا تنظر الأخرى إلى أختها |
الغرب خير وعند ساكنه | أمانة أوجبت تقدمه |
فالشرق من نيريه عندهم | يودع ديناره ودرهمه |
حوى كل من الأفقين فضلا | يقربه الغبي مع النبيه |
فهذا مطلع الأنوار منه | وهذا منبع الأنوار فيه |
رمتني سود عينيه | فأصمتني ولم تبطي |
وما في ذاك من بدع | سهام الليل ما تخطي |
لنا صاحب قد هذب الطبع شعره | فأصبح عاصية على فيه طيعا |
إذا خمس الناس القصيد لحسنه | فحق لشعر قاله أن يسبعا |
ولا تسألوني عن ليال سهرتها | أراعي نجوم الأفق فيها إلى الفجر |
حديثي علا في السماء لأنني | أخذت الأحاديث الطوال عن الزهري |
امرؤ القيس بن حجر جدنا | كان من أعجب أملاك الزمان |
ضل لما ظل يبغي ملكهم | وهدى الناس إلى طرق المعاني |
كم رمت أن أدع الصبابة والصبا | فثنى الغرام العامري زمامي |
بذوائب ذابت عليها مهجتي | ومناطق نطقت بفرط سقامي |
تأمل إلى الزهر في دوحه | ومن زاره من ملاح الفتون |
تظن الوجوه التي تحته | تساقطن من فوقه من عيون |
لله در العين ليلة زرتها | فوجدتها راقت ورقت مشرعا |
واستقبلت قمر السماء بوجهها | فأرتني القمرين في وقت معا |
يا عاذلي في وحدتي بعدهم | وأن ربعي ما به من جليس |
وكيف يشكو وحدة من له | دمع حميم وأنين أنيس |
قسما بمرآك الجميل فإنه | عربي حسن من بني زهران |
لا حلت عنك ولو رأيتك من بني | لحيان لا بل مني بني شيبان |
قلت وقد ماس في الكسا رشا | يخجل بدر التمام حين بدا |
إن الكسائي لم يمل أبدا | أحسن من قده إذ أبدا |
أدام الله أيام العذار | وبارك في لياليه القصار |
وأغنى الله روضة كل خد | إذا استحيت من الديم الغزار |
ولا زالت مباسم كل ثغر | لشائم برقا ذات افترار |
ولا برحت على العشاق تصفو | ثياب العار في خلع العذار |
أعز الله أنصار العيون | وخلد ملك هاتيك الجفون |
وضاعف بالفتور لها اقتدارا | وإن تك أضعفت عقلي وديني |
وأسبغ ظل ذاك الشعر يوما | على قد به هيف الغصون |
وصان حجاب هاتيك الثنايا | وإن ثنت الفؤاد إلى الشجون |
وخلد دولة الأعطاف فينا | وإن جارت على قلبي الطعين |
أدام الله أيام الجمال | وخلد ملك هاتيك الليالي |
وأسبغ ظل أغصان التداني | وزاد قدودها حسن اعتدال |
ولا زالت ثمار الأنس فيها | تزيد لطافة في كل حال |
ولا برحت لنا فيها عيون | تغازل مقلتي خشف الغزال |
تعجبوا من أدمعي إذ غدت | بيضا وكانت من دم قان |
لا تعجبوا طرفي رب الهوى | وكل يوم هو في شان |
قلت للعاذل المفند فيها | حين وافت وسلمت مختاله |
قضيت نجبي في هوى شاهد | أصبح عدل القد بين القدود |
وليس لي من أمره مخلص | وهكذا القاضي أسير الشهود |
متى أرى النفس التي | من بعدهم قد نحلت |
تفتح أبواب الهنا | إن هي إليهم قفلت |
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 545
الوادعي علي بن المظفر.
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 545
علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمر علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمر بن يزيد الوداعي الكندي الاسكندراني ثم الدمشقي ولد سنة 640 تقريبا وتلا بالسبع على علم الدين اللورقي وابن أبي الفتح وطلب الحديث فسمع من ابن أبي طالب ابن السروري ومن عبد الله بن الخشوعى وعبد العزيز الكفرطابى والصدر البكري وعثمان بن خطيب القرافة وإبراهيم بن خليل قرأ عليه بنفسه المعجم الصغير للطبراني وابن عبد الدائم ومن بعدهم قال البرزالي جمعت شيوخه بالسماع من سنة اربعين فما بعدها فبلغوا نحو المائتين واشتغل في الآداب فمهر في العربية وقال الشعر فأجاد وكتب الدرج بالحصون مدة ثم دخل ديوان الإنشاء في آخر عمره بعد سعي شديد وكان لسانه هجاء فكان الناس ينفرون عنه لذلك كان شديدا في مذهب التشيع من غير سب ولا رفض وزعموا أنه كان يخل بالصلاة وولى الشهادة بديوان الجامع ومشيخة الحديث النفيسية وجمع تذكرة في عدة مجلدات تقرب من الخمسين وقفها بالسميساطية وهي كثيرة الفوائد وكانت له ذؤابة بيضاء إلى أن مات وفيها يقول
يا عائبا مني بقاء ذؤابتي | مهلا فقد أفرطت في تعيبها |
قد واصلتني في زمان شبيبتي | فعلى م اقطعها أوان مشيبها |
ويوم لنا بالنير بين رقيقة | حواشيه خال من رقيب يشينه |
وقفنا فسلمنا على الدوح غدوة | فردت علينا بالرؤوس غصونه |
ولا تسألوني عن ليال سهرتها | أراعي نجوم الأفق فيها إلى الفجر |
حديثى عال في السماء لأنى | أخذت الأحاديث الطوال عن الزهر |
ولو كنت أنسى ذكره لنسيته | وقد نشأت بين المحصب والحمى |
سحابة لؤم أرعدت ثم أبرقت | بسمر وبيض أمطرت عنهما دما |
فتنت بمن محاسنه | إلى عرب النقا تنمي |
عذار من بني لام | وطرف من بنى سهم |
وعذالى بنو ذهل | وحسادي بنو فهم |
خليلي لا تسقني | سوى الصرف فهو الهني |
ودع كأسها أطلسا | ولا تسقني مع دني |
قسما بمرآك الجميل فإنه | عربي حسن من بنى زهران |
لاحلت عنك ولو رأيتك من بنى | لحبان لا بل من بني شيبان |
قال لي العاذل المفند فيها | حين وافت سلمت مختاله |
قم بنا ندع النبوة في العشق | فقد سلمت علينا الغزاله |
إذا رأيت عارضا مسلسلا | في وجنة كجنة يا عاذلي |
فاعلم يقينا أنني من أمة | تقاد للجنة بالسلاسل |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0
علي بن مظفر بن إبراهيم بن عمر الأديب البارع المحدث المفيد علاء الدين أبو الحسن الكندي الإسكندراني ثم الدمشقي شيخ دار الحديث النفيسية ولد قبيل الأربعين وست مائة أو فيها.
وتلا بالسبع على علم الدين الأندلسي، وعلى شمس الدين أبي الفتح، وسمع من إبراهيم بن خليل، وابن خطيب القرافة، والكفرطابي، والبكري، والزين بن عبد الدائم، والموجودين فأكثر، ونسخ شيئا كثيرا، وعني بالرواية، ثم تعانى الإنشاء وجود خطه، وتقدم في النظم والنثر، وكتب للدولة بالحصون زمانا ثم أقام بدمشق، ولم يكن عليه ضوء في دينه، حملني الشره على السماع من مثله، والله يسامحه، كان يخل بالصلوات، ويرمى بعظائم.
وقف كتبه بالخانقاه، وكانت الحماسة من بعض محفوظاته.
توفي سنة ست عشرة وسبع مائة.
أنشدنا علي بن مظفر الأديب لنفسه:
وفتى في الجود شيخ | من أتاه مستفيدا |
حديثه راجياه | عن عطاء بن يزيدا |
من زار بابك لم تبرح جوارحه | تروي أحاديث ما واليت من منن |
فالعين عن قرة والكف عن صلة | والقلب عن جابر والسمع عن حسن |
مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 58
على بن المظفر بن إبراهيم ابن عمر ابن يزيد الوادعي الكندي الإسكندراني ثم الدمشقي
ولد سنة 640 أربعين وستمائة تقريباً وسمع من جماعة نحو مائتين واشتغل بالأدب فمهر في العربية وقال الشعر فأجاد ثم دخل ديوان الإنشاء في آخر عمره وكان كثير الهجاء فنفر الناس عنه وكان يتشيع من غير سب ولا رفض وجمع التذكرة في عدة مجلدات تقرب من الخمسين وفيها فوائد كثيرة ومن شعره
فتنت بمن محاسنه | إلى عرب النقا تنمي |
عذار من بني لام | وطرف من بني سهم |
وعذالي بنو ذهل | وحسادي بنو فهم |
قسماً بمرآك الجميل فانه | عربى حسن من بنى زهران |
احلت عنك ولو رأيتك من بنى | لحيان لابل من بني شيبان |
قال لي عاذلي المفند فيها | حين وافت وسلمت مختالة |
قم بناندعى النبؤة في العش | ق فقد سلمت علينا الغزالة |
إذا رأيت عارضاً مسلسلاً | في وجنة كجنة يا عاذلي |
فاعلم يقينا أنني من أمة | تقاد للجنة بالسلاسل |
وفي أسانيد الأراك حافظ | للعهد يروي صبره عن علقمة |
فكلما ناحت به حمامة | روى حديث دمعه عن عكرمة |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 498
علي بن المظفر الكندي الوادعي.
المعروف بكاتب ابن وداعة: علاء الدين الشيخ الأديب الفاضل
مولده سنة 640 كان فاضلا أديبا عالي الهمة في تحصيل العلوم. قرأ بالسبع، وكتب المنسوب، ونظم ونثر، وجمع التذكرة الكندية الموقوفة بالخانقة الشمشاطية جمع فيها أشعارا ووقائع من كل فن، وتزيد على الخمسين مجلدا، وله ديوان شعر في ثلاث مجلدات، وكانت له ذؤابة بيضاء وله فيها:
يا عائبا منى بقاء ذؤابتي | مهلا فقد أفرطت في تعييبها |
قد واصلتني في زمان شبيبتي | فعلام أهجرها أوان مشيها؟! |
رقدت لكي ألقى خيالك ليلة | فأرقني فيها حمام سواجع |
فبت وإياها شريكي صبابة | فمن عندها نوح ومنى مدامع |
فما ربحت تلك التجارة بيننا | متى ربحت للفاقدين بضائع؟! |
دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 3- ص: 0
والمحدث الأديب علاء الدين علي بن مظفر بن إبراهيم الكندي الدمشقي الكاتب شيخ النفيسية
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 230