القلصادي علي بن محمد بن علي القرشي البسطي أبو الحسن، الشهير بالقلصادي: عالم بالحساب، فرضى، فقيه من المالكية. وهو آخر من له التآليف الكثيرة من أئمة الأندلس. أصله من بسطة (Baza) وبها تفقه. وانتقل إلى غرناطة فاستوطنها. ورحل إلى المشرق، وتوفى بباجة تونس. من كتبه (النصيحة في السياسة العامة والخاصة) و (شرح الأرجوزة الياسمينية- ط) في الجبر والمقابلة، و (كليات الفرائض) و (بغية المبتدى وغنية المنتهى- ط) فرائض، و (قانون الحساب) و (كشف الأسرار- ط) رسالة في الجبر، و (انكشاف الجلباب- خ) رسالة في قانون الحساب، و (أشراف المسالك إلى مذهب مالك) فقه، و (هدية الأنام في مختصر قواعد الإسلام) و (شرح إيساغوجي) في المنطق، و (الضروري في علم المواريث) مختصرات وشروح في النحو، والعروض، واللغة، والأدب، والجبر والمقابلة وغير ذلك.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 10

القلصادي علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي البسطي القلصادي، أبو الحسن، نزيل باجة من تونس، الفقيه الفرضي، النحوي الرياضي.
عرف به تلميذه أحمد بن علي البلوي في كتابه ايضاح الغامض فقال:
أصله من بسطة، وبها تفقه على شيخ طبقتها وبقية شيوخها أبي الحسن علي بن موسى اللخمي القرباقي، ثم انتقل إلى غرناطة فاستوطنها طلبا للعلم، فأخذ عن أجلة شيوخها كالأستاذ أبي إسحاق بن فتوح، والإمام المشاور أبي عبد الله السرقسطي، وغيرهما.
ومما يلاحظ أنه قرأ ببسطة على أبي بكر محمد بن محمد البياز المقرئ، وجعفر بن أبي يحيى المتضلع في الفقه والفرائض، والحساب، وعلي بن عزيز المهتم بقراءة القرآن، ومحمد القسطرلي، وكان خلال إقامته ببسطة يتردد على غرناطة عاصمة المملكة. وجال في بعض جهات الأندلس كالمنكب إذ قرأ فيها على أحمد بن محمد خلف الله البجلي تقي الدين أبي عبد الله، خطيب مدينة المنكب، وفي هذه المدينة قرأ عليه النحو والفقه أبو الحسن العامري الذي قرأ عليه الفقه في قرية الموز من المنكب.
وفي غرناطة اشتغل بالتأليف والتدريس، ومساعدة الطلبة على
مقابلة ما كتبوه من مؤلفاته. وممن أخذ عنه بغرناطة أبو جعفر أحمد بن علي البلوي أخذ عنه الحساب والفرائض بعد رجوع القلصادي من الحج، وعلي البياضي وأجاز له أن يروي جميع مؤلفاته.
ورحل إلى المشرق، فتوقف طويلا بتلمسان، وبتونس، ففي تلمسان من شيوخه أبو عبد الله بن مرزوق، والإمام الصوفي أبو العباس بن زاغو، والعلامة محمد بن النجار، والشريف محمد المعروف بحمود، وقاسم بن سعيد العقباني، وإقامته بتلمسان دامت نحو ثماني سنوات، وقضى بها سبعة أشهر في طريق الرجوع من المشرق والعودة إلى الأندلس، وكانت أوقاته مقسمة بين الإفادة والاستفادة، فانتصب للتدريس، وانتفع به كثيرون كالإمام السنوسي الذي أخذ عنه الفرائض، والحساب، وأجازه إجازة عامة، وقرأ عليه جم غفير ومنهم محمد الملالي، وفي مدة إقامته بتلمسان ألف التبصرة الواضحة في مسائل الاعداد، ودرس بتلمسان بعض مصنفاته وغيرها. ومن تلمسان مر بتونس، وأقام بها مدة سنتين ونصف، سكن خلالها بالمدرسة الجديدة بحي باب السويقة، والمدرسة المنتصرية، والذين قرأ عليهم بتونس هم الأعلام: أحمد القلشاني، وأحمد المنستيري المتبحر في النحو، والطبيب محمد الدهان، ومحمد بن عقاب الجذامي، ومحمد الواصلي الذي قرأ عليه عند صدوره من المشرق، وفي تونس لقي الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن موسى اليزليتني عرف حلولو. وإقامته بتونس في إيابه من المشرق استغرقت سنة كاملة، وفي تونس اشتغل - كما هي عادته - بالتدريس والتأليف. فقد ألف فيها كشف الجلباب عن علم الحساب، والقانون في الحساب وشرحه، والكليات في الفرائض وشرحه في نحو أربع كراريس.
ومن تونس قصد الارتحال إلى القاهرة عبر جربة فطرابلس الغرب فالإسكندرية، ومن شيوخه بالقاهرة الحافظ ابن حجر وطاهر
النويري، وأبو القاسم النويري، وعلم الدين الحصني الشافعي، والجلال المحلي، وتقي الدين الشمني، وعبد السلام البغدادي، ومدة إقامته بالقاهرة لم تتجاوز الستة أشهر إلا بقليل، وفي طريق عودته من البقاع المقدسة أقام بمصر أكثر من ثلاثة عشر شهرا اشتغل فيها بطلب العلم قراءة وأقرأ كما يقول هو نفسه.
وفي القاهرة درس المنطق على بعض العجم، ودرس كتبا في التفسير والبلاغة والعلوم العقلية على الشيخ شمس الدين الكريمي السمرقندي.
وفي البقاع المقدسة ألف فرائض ابن الحاجب، وروى الحديث عن أبي الفتح المراغي الحسيني، وأجازه بأسانيده في رواية كتب الحديث، ودامت رحلته نحو خمس عشرة سنة.
ولما تفاقم الخطر على غرناطة، وبات من المتوقع سقوطها بيد الأسبان في القريب، خرج من غرناطة واستقر بمدينة باجة التونسية، ويرى الباحث التونسي الأستاذ محمد العنابي أن سبب اختياره لمدينة باجة أنها «كانت من أبرز العواصم العلمية والحضارية بالبلاد التونسية وكانت لها جالية أندلسية، وأخرى مغربية، وفرق عربية ترجع في نسبتها إلى قريش، وكان للعلم والآداب بها سوق نافقة، وتخرج بها أعلام».
توفي في منتصف ذي الحجة /891 ديسمبر 1486 بمدينة باجة التونسية، ودفن بمكان يعرف عند أهالي باجة بالمسيد (تحريف المسجد) بناحية سيدي فرج على ربوة تشرف على المدينة، وفي برنامج الصادقية خرج قاصدا تونس، فأدركته المنية بباجة تونس في منتصف ذي الحجة سنة 891 ودفن بتونس قرب ضريح سيدي محرز (برنامج المكتبة الصادقية 4/ 117 عند الكلام عن كتابه الغرة المصرية الموجودة ضمن مجموع).
مؤلفاته:
1 - أشرف المسالك إلى مذهب الإمام مالك.
2 - التبصرة الواضحة في مسائل الاعداد.
3 - بغية المبتدي وغنية المنتهى - وهو في الفرائض على المذاهب الأربعة، وهو تأليف مختصر مرتب على مقدمة وثمانية أبواب وخاتمة، ألفه بعد كتابه تقريب الموارث، توجد منه نسخة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس، وطبع بفاس مع كشف الأسرار والأرجوزة الياسمينية.
4 - تنبيه الإنسان إلى علم الميزان.
5 - رسالة ذوات الأسماء، تأليف في الحساب صغير الحجم كبير المحتوى.
6 - رسالة في كليات الفرائض، رسالة مختصرة في ست ورقات جمع فيها كليات الفرائض وضبط قواعدها باختصار. توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس، أصلها من المكتبة العبدلية. وشرح هذه الكليات توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية ثاني مجموع رقم 10093.
7 - رحلة تسمى تمهيد الطالب ومنتهى الراغب إلى أعلى المنازل والمناقب، حققها وقدم لها بدراسة حافلة نفيسة الصديق الدكتور محمد أبو الأجفان (تونس 1978).
8 - شرح على الآجرومية.
9 - شرح على ألفية ابن مالك.
10 - شرح أيساغوجي في المنطق.
11 - شرح جمل الزجاجي.
12 - شرح الخزرجية في العروض.
13 - شرح أرجوزة ابن فتوح في النجوم.
14 - شرح البردة.
15 - شرح حكم ابن عطاء الله.
16 - شرح رجز ابن بري في القراءات.
17 - شرح رجز أبي عمرو بن منظور قاضي الجماعة في أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم.
18 - شرح الأنوار السنية لابن جزي واسمه لب الأزهار في شرح الأنوار (مط. السعادة بمصر 1347 هـ‍) ويسمى أيضا الأزهار اليمنية على الأنوار السنية في الألفاظ النبوية، وهو شرح مختصر قال: إنما اختصرته حفاظا على ما يرمي إليه المؤلف لأن ينتفع به المبتدئ.
19 - شرح الأرجوزة الياسمينية في الجبر والمقابلة سماه تحفة الناشئين على أرجوزة ابن الياسمين.
20 - شرحان كبير وصغير على تلخيص ابن البناء المراكشي في الحساب.
21 - شرحان على التلمسانية في الفرائض طويل ومختصر، والمختصر يسمى الغرة المصرية في شرح الأرجوزة التلمسانية، اقتصر فيه على حل المتن، وبيان الأمثلة. قال في خطبته، لما صنفت شرح التلمسانية بطريقة التصحيح والكسور، واستصعبه الدخيل، رأيت نتائج العزم قوية لاختصار ذلك الكتاب.
وذكر في آخره أنه فرغ من اختصاره لثمان خلون من ذي القعدة سنة 852 بمدينة القاهرة في زاوية ابن أبي الوفا قرب باب كافور (برنامج المكتبة الصادقية 4/ 417 - 418) يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، وأصله من المكتبة العبدلية.
22 - شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
23 - شرح مختصر خليل.
24 - شرح فرائض التلقين.
25 - شرح فرائض ابن الحاجب.
26 - شرح فرائض ابن الشاط توجد منه نسخة بمكتبة القرويين بفاس رقم 323.
27 - شرح فرائض مختصر خليل توجد منه نسختان بالمكتبة الوطنية رقم 19219 ورقم 19741 ونسخة بالخزانة العامة بالرباط ضمن مجموع 15310 واسمه فيها إرشاد المتعلم وتنبيه المعلم لفرائض الشيخ خليل.
28 - شرح فرائض صالح بن شريف.
29 - شرح منظومة الشران.
30 - شرح على ملحة الإعراب للحريري.
31 - شرح على رجز أبي مقرع في الفلك.
32 - الضروري في علم المواريث.
33 - كشف الأسرار في علم الغبار.
34 - قانون الحساب في مقدار تلخيص ابن البناء.
35 - انكشاف الجلباب عن علم الحساب، وهو شرح لكتابه قانون الحساب، توجد منه نسخة بدار الكتب المصرية.
36 - كشف الجلباب عن علم الحساب، منه نسخة بخطه بمكتبة القاضي الأستاذ محمد الطيب بسيس.
37 - غنية ذوي الألباب في شرح كشف الجلباب (ط. بالقاهرة 1891 وبفاس 1897) وكتب القلصادي في الحساب ظلت إلى القرن الثالث عشر هـ‍.مرجعا لعلماء الزيتونة والقرويين (ينظر مقدمة شرح مقديش لكشف الجلباب).
38 - المستوفي في مسائل الحوفي في الفرائض.
39 - مختصر في النحو.
40 - مختصر في العروض.
41 - النصيحة في السياسة العامة والخاصة.
42 - غنية النجاة.
43 - لباب تقريب الموارث وغنية العقول البواحث، في «الفرائض» منه نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 19738.
44 - هداية الأنام في شرح مختصر قواعد الإسلام.
45 - هدية النظار في تحفة الأحكام.
المصادر والمراجع:
- الأعلام 5/ 314 (ط 5/).
- إيضاح المكنون 1/ 87، 136، 153، 314، 324، 413، 551، 2/ 150، 219، 355، 419، 455، 552، 654، 719، 724.
- البستان 141.
- تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك لقدري حافظ طوقان 461، 63 (ط 2/).
- شجرة النور الزكية 261.
- الضوء اللامع 5/ 14.
- دراسة عن القلصادي ورحلته (مقدمة محقق الكتاب الدكتور محمد أبو الأجفان) 30، 56.
- كشف الظنون 339، 1311، 1488، 1507.
- معجم المطبوعات 1519.
- معجم المؤلفين 7/ 230.
- نظم العقيان للسيوطي 131.
- نفح الطيب 3/ 445، 447.
- نيل الابتهاج 209.
- هدية العارفين 1/ 737، 738.
- تاريخ الأدب العربي في العراق لعباس العزاوي 1/ 192.
- تاريخ علم الفلك في العراق للعزاوي 229.
القلانسي - الزبيري

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 4- ص: 107

القلصادي، علي بن محمد بن محمد علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي الأندلسي البسطي الشهير بالقلصادي، المالكي. ولد في حدود سنة خمس عشرة وثمانمائة. وأخذ عن شيوخ المغرب. وبرع في الفرائض والحساب. وصنف فيهما عدة كتب منها: ’’ التبصرة في الغبار ’’ و ’’ القانون في الحساب ’’، وشرحه، و ’’ كشف الجلباب في الحساب ’’، و ’’ الكليات في الفرائض ’’، وشرحها. قال البقاعي: لقيته سنة اثنتين وخمسين، واجاز لي رواية مصنفاته. مات سنة إحدى وتسعين وثمانمائة.

  • المطبعة السورية الأمريكية - نيويورك / المكتبة العلمية - بيروت-ط 0( 1927) , ج: 1- ص: 131

علي بن محمد القرشي الشهير بالقلصادي.

إمام في الفرائض، والحساب. أصله من بسطة، وبها تفقه، وانتقل إلى غرناطة، وأخذ عن علمائها، وإلى تونس، وأخذ عن علمائها، وعاد فاستوطن غرناطة - إلى أن نزل بوطنه ما نزل فتحيل في تخلصه، وانتقل فأدركته المنية بباجة بإفريقية منتصف ذي الحجة، وله تواليف في كل فن لا تحصى كثرة.

أخذ عن علي بن موسى الغرياني، وأبي إسحاق بن فتوح، وأبي عبد الله السرقسطي، وقاسم بن سعيد العقباني، وأبي عبد الله بن مرزوق العجيسي، وابن زاغو، وبتونس عن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عقاب الجذامي: تلميذ ابن عرفة.

توفي سنة 891.

وفي هذه السنة انتقل الإمام ابن غازي من مكناسة الزيتون إلى مدينة فاس، وبقى بها إلى أن توفي كما هو مذكور في ترجمته.

  • دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 3- ص: 0