الصغير علي بن محمد بن عبد الحق الزرويلي، أبو الحسن، المعروف بالصغير: قاض معمر، من كبار المفتين في المغرب. ولاه السلطان (أبو الربيع) القضاء بفاس فحسنت سيرته. وكان يدرس بجامع الأجدع فيها. له (التقييد على المدونة) في فقه المالكية، و (فتاوي) قيدها عنه تلاميذه، وأبرزت تأليفا. عاش أكثر من مئة عام.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 334
علي بن محمد بن عبد الحق الزرويلي يكنى أبا الحسن ويعرف بالصغير بضم الصاد وفتح الغين والياء مشددة. قال بن الخطيب في الإحاطة كان هذا الرجل قيما على تهذيب البراذعي في اختصار المدونة حفظا وتفقها يشارك في شيء من أصول الفقه يطرز بذلك مجالسه مغرما به بين أقرانه من المدرسين في ذلك الوقت لخمولهم من تلك الطريقة.
وكان ربعة آدم اللون خفيف العارضين يلبس أحسن زي صنفه. وكان يدرس بجامع الأصدع من داخل مدينة فاس ويحضر عليه نحو مائة نفس ويقعد على كرسي عال يسمع البعيد والقريب على انخفاض كان في صوته حسن الإقراء وقورا فيه سكون متثبتا صابرا على هوج طلبة البربر وسوء طريقتهم في المناظرة والبحث.
وكان أحد الأقطاب الذين تدور عليهم الفتوى أيام حياته ترد عليه السؤالات من جميع بلاد المغرب فيحسن التوقيع على ذلك على طريقة من الاختصار وترك فضول القول.
ولي القضاء بفاس قدمه أبو الربيع سلطان المغرب وأقام أوده وعضده فانطلقت يده على أهل الجاه فأقام الحق على الكبير والصغير وجرى في العدل على صراط مستقيم ونقم عليه اتخاذ شمام يستنشق على الناس روائح الخمر ويحق أن ينتقد ذلك.
أخذ عن الفقيه راشد بن أبي راشد الوليدي وانتفع به وعليه كان اعتماده وأخذ عن صهره أبي الحسن بن سليمان وأبي عمران الحوراني وعن غيرهم وقيدت عنه تقاييد على التهذيب وعلى رسالة بن أبي زيد قيدها عنه تلاميذه وأبرزها تأليفا كأبي سالم بن أبي يحيى وصل رسولا إلى الأندلس على عهد مستقضيه ودخل غرناطة. توفي عام تسعة عشر وسبعمائة.
ونقلت من خط شيخنا الإمام العالم أبي عبد الله بن مرزوق: على طرة كتاب الإحاطة عند ذكر أبي الحسن الصغير ما نصه: قصر المصنف في التعريف والإعلام بالشيخ أبي الحسن شيخ الإسلام وهو الذي ما عاصره مثله بل وما تقدمه فيما قارب من الأمصار وهو الذي جمع بين العلم والعمل وبمقامه في التفقه والتحصيل يضرب المثل. رحمه الله تعالى.
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 119
علي بن محمد بن عبد الحق الزرويلي أبو الحسن الصغير،
بضم الصاد وفتح الغين وتشديد الياء.
الفقيه المالكي الحافظ المحصل كان قيما على تهذيب البراذعي: حفظا وفهما.
كان يفتح في مجلسه ما ينيف على الثمانين ديوانا يعرضها حفظا عن ظهر قلب.
قدم قاضياً بتازي؛ قدمه أبو يعقوب: يوسف بن يعقوب المريني؛ فحمدت سيرته وولي قضاء مدينة فاس في مدة سليمان حفيد أبي يعقوب؛ فظهرت صرامته في الحق.
وكان قصيرا يلبس الثياب البيض الحسنة آدم اللون، خفيف العارضين، منخفض الصوت، قيدت عنه التقاييد الحسنة - على المدونة - وكان يشارك في شيء من أصول الفقه؛ يطرز بذلك مجالسه، وكان يدرس
بجامع الأزدع - من داخل مدينة فاس، ويقعد على كرسي عال يسمع القريب والبعيد؛ لانخفاض صوته، وكان حسن الإقراء، وكان وقورا، متثبتا، صابرا، فيه سكون. وكان أحد الأقطاب الذين تدور عليهم الفتيا أيام حياته، ترد عليه السؤالات من جميع نواحي المغرب؛ فيحسن التوقيع عليها.
أخذ عن الفقيه راشد الوليدي، وعن صهره أبي الحسن بن سليمان، وعن أبي عمران الجورائي، وقيدت عنه تقاييد على رسالة ابن أبي زيد، وراح سفيرا إلى الأندلس، استعمل في السفارة عن أمر مستقضيه.
توفي سنة 719.
دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 3- ص: 0