الباجي علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب، علاء الدين الباجي: عالم بالأصول والمنطق والحساب. من أهل مصر. مغربي الأصل. كان أقوى أهل زمانه مناظرة، لايكاد ينقطع في بحث. ولى وكالة بيت المال بالكرك، وناب في الحكم، ونسبت إليه مقالة فاختفى مدة. وتقشف في أواخر حياته. له كتب في (الفرائض) و (الحساب) و (الرد على اليهود - خ) وأشهر كتبه (كشف الحقائق) في المنطق، و (غاية السول في علم الأصول - خ) وقيل: ما من علم إلا وله فيه مختصر.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 334

الباجي علاء الدين علي بن خطاب.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0

الباجي الشيخ علاء الدين الأصولي علي بن محمد.

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 677

علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب الشيخ الإمام علاء الدين الباجي إمام الأصوليين في زمانه وفارس ميدانه وله الباع الواسع في المناظرة والذيل
الشاسع في المشاجرة وكان أسدا لا يغالب وبحرا تتدفق أمواجه بالعجائب ومحققا يلوح به الحق ويستبين ومدققا يظهر من خفايا الأمور كل كمين
وكان من الأوابين المتقين ذوي التقوى والورع والدين المتين
وعنه أخذ الشيخ الإمام الوالد الأصلين وبه تخرج في المناظرة وفيه يقول عند موته من قصيدة رثاه بها

قلت ماذا عسى الواصف أن يقول في الشيخ الباجي بعد مقالة الشيخ الإمام الذي كان لا يحابي أحدا في لفظة في حقه هذه المقالة
وكان شيخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد كثير التعظيم للشيخ الباجي ويقول له إذا ناداه يا إمام
سمعت الشيخ الإمام رحمه الله يقول كان ابن دقيق العيد لا يخاطب أحدا السلطان أو غيره إلا بقوله يا إنسان غير اثنين الباجي وابن الرفعة يقول للباجي يا إمام ولابن الرفعة يا فقيه
وكان الباجي أعلم أهل الأرض بمذهب الأشعري في علم الكلام وكان هو بالقاهرة والهندي بالشام القائمين بنصرة مذهب الأشعري والباجي أذكى قريحة وأقدر على المناظرة
وكان فقيها متقنا سمعت بعض أصحابه يقول كان الباجي لا يفتي بمسألة حتى يقوم عنده الدليل عليها فإن لم ينهض عنده قال مذهب الشافعي كذا أو الأصح عند الأصحاب كذا ولا يجزم
ومع اتساع باعه في المباحث لم يوجد له كتاب أطال فيه النفس غير كتاب الرد على اليهود والنصارى بل له مختصرات ليست على مقداره منها كتاب التحرير مختصر المحرر في الفقه ومختصر في الأصول ومختصر في المنطق قيل ما من علم إلا وله فيه مختصر
تفقه على شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام بالشام فإن الشيخ علاء الدين مبدأ اشتغاله فيها
وكانت بينه وبين الشيخ محيي الدين النووي صداقة وصحبة أكيدة ومرافقة في الاشتغال حكى لي ناصر الدين بن محمود صاحب الباجي قال حكى لي الباجي قال ابتدأت أنا والنووي في حفظ التنبيه فسبقني إلى النصف الأول وسبقته إلى ختمه قال وكان النووي يحب طعام الكشك فكان إذا طبخه يرسل إلي يطلبني لآكل معه فلا أجد إلا كشكا وماء مائعا فتعافه نفسي فرحت إليه مرة بعد مرة للصحبة التي بيننا فلما كانت المرة الأخيرة امتنعت فجاء بنفسه إلي وقال والله يا شيخ علاء الدين أنا أحبك وأحب الكشك وما أشهى أن أطبخه إلا وآكل أنا وأنت فإما تجيء إلي وإما آخذه
وأجيء إليك قال فقلت له والله يا شيخ محيي الدين أنا أحبك إلا والله ما أحب كشكك
وسمع جزء ابن جوصا من أبي العباس بن زيري
مولده سنة إحدى وثلاثين وستمائة
وولي قضاء الكرك قديما ثم استقر بالقاهرة
وكان إليه مرجع المشكلات ومجالس المناظرات ولما رآه ابن تيمية عظمه ولم يجر بين يديه بلفظة فأخذ الشيخ علاء الدين يقول تكلم نبحث معك وابن تيمية يقول مثلي ليا تكلم بين يديك أنا وظيفتي الاستفادة منك
وتوفي بها في سادس ذي القعدة سنة أربع عشرة وسبعمائة
ومن الرواية عنه
أخبرنا الوالد رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا شيخنا أبو الحسن الباجي بقراءتي عليه على بدء أخبرنا أبو العباس أحمد بن يوسف بن عبد الله بن زيري التلمساني بدمشق ح
وأخبرنا تاج الدين عبد الرحيم بن إبراهيم بن أبي اليسر بقراءتي عليه ومحمد بن علي بن يحيى الشاطبي قراءة عليه وأنا أسمع قالا أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر
ح
وأخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الخباز بقراءتي عليه أخبرنا كمال الدين بن عبد الحارثي حضورا قالوا أخبرنا بركات بن إبراهيم الخشوعي أخبرنا عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف الحافظ قراءة عليه حدثنا كثير بن عبيد حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ابن عوف أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حلف منكم فقال في حلفه باللات فليقل لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق) // رواه النسائي // عن كثير بن عبيد هذا فوقع لنا موافقة عالية ولله الحمد
ومن شعره أنشدنا الشيخ الإمام الوالد رحمه الله من لفظه قال أنشدنا شيخنا علاء الدين لنفسه من لفظه في الصفات التي أثبتها شيخ السنة أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه
قلت أرشق من هذا قول الشاطبي في الرائية
قلت أنا أبدل قوله فرد بباق لتتم الصفات في نسق واحد
أنشدنا الشيخ الإمام لفظا أنشدنا شيخنا الباجي لنفسه
أنشدنا الشيخ ناصر الدين محمد بن محمود البساسي المنجد وهو من أخصاء الشيخ الباجي بقراءتي عليه بالقاهرة قال أنشدنا شيخنا علاء الدين من لفظه لنفسه
ولما ظهر السؤال الذي أظهره بعض المعتزلة وكتم اسمه وجعله على لسان بعض أهل الذمة وهو
ويقال إن هذا الناظم هو ابن البققي الذي ثبت عليه أقوال تدل على الزندقة وقتل بسيف الشرع الشريف في ولاية الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد القشيري
وكان مقصد هذا السائل الطعن على الشريعة فانتدب أكبر علماء مصر والشام لجوابه نظما منهم الشيخ علاء الدين فقال فيما أنشدنا عنه الشيخ ناصر الدين البساسي من لفظه قال أنشدنا الشيخ علاء الدين الباجي لنفسه من لفظه
قلت هذا الجواب هو حاصل كلام أهل السنة وخلاصته أن الواجب الرضا بالتقدير لا بالمقدور وكل تقدير يرضى به لكونه من قبل الحق
ثم المقدور ينقسم إلى ما يجب الرضا به كالإيمان وإلى ما يحرم الرضا به ويكون الرضا به كفرا كالكفر إلى غير ذلك
وقد أخذ أهل العصر هذا الجواب فنظموه على طبقاتهم في النظم والكل مشتركون في جواب واحد ونحن نسوق ما حضرنا من الأجوبة
جواب الشيخ تقي الدين بن تيمية الحنبلي
جواب الأديب ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر
جواب الشيخ شمس الدين بن اللبان
جواب الشيخ علاء الدين القونوي الذي وعدت بذكره في ترجمته السابقة

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 10- ص: 339

علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب العلامة علامى الدين.
الباجى الأصولي الجدلى المناظر أقام بدمشق مدة، ثم ولى قضاء الكرك مدة، ثم دخل القاهرة واستوطنها وناب في الحكم بالشارع ثم تركه ونصب نفسه للاشتغال، ودرس بالسيفية، وكان أنظر أهل زمانه وأصحهم ذهنا وأحسنهم بحثاً مع قلة الاشتغال بحيث أنه لا يكاد يمسك كتاباً، وكان الشيخ تقى الدين القشيرى يعظمه ويجله كجل الأئمة، تفقه على ابن عبد السلام وسمع منه، وروى عنه الشيخ تقى الدين السبكى واختصر المحرر وعليه مؤخذات فيه، وله ’’حقائق الكشف في المنطق’’، و’’الغاية في أصول الفقه’’، ’’ومختصر في أصول الدين’’، قيل: ما من علم إلا وله فيه مختصر. ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ومن شعره:

وله أيضاً:
مات بالفاهرة يوم الأربعاء سادس ذى القعدة من سنة أربع عشرة وستمائة.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1