الماوردي علي بن محمد بن حبيب، أبو الحسن الماوردي: أقضى قضاة عصره. من العلماء الباحثين، أصحاب التصانيف الكثيرة النافعة. ولد في البصرة، وانتقل إلى بغداد. وولى القضاء في بلدان كثيرة، ثم جعل (أقضى القضاة) في أيام القائم بأمر الله العباسي. وكان يميل إلى مذهب الاعتزال، وله المكانة الرفيعة عند الخلفاء، وربما توسط بينهم وبين الملوك وكبار الأمراء في مايصلح به خللا أو يزيل خلافا. نسبته إلى بيع ماء الورد، ووفاته ببغداد. من كتبه (أدب الدنيا والدين - ط) و (الأحكام السلطانية - ط) و (العيون والنكت - خ) المجلد الخامس منه، في تفسير القرآن، و (الحاوي - خ) في فقه الشافعية، نيف وعشرون جزءا، و (نصيحة الملوك - خ) و (تسهيل النظر - خ) في سياسة الحكومات، و (أعلام النبوة - ط) و (معرفة الفضائل - خ) و (الأمثال والحكم - خ) و (الإقناع) فقه، و (قانون الوزارة) و (سياسة الملك) وغير ذلك.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 327
القاضي الماوردي الشافعي علي بن محمد بن حبيب أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي البصري الشافعي صاحب التصانيف المليحة الجيدة. روى عنه الخطيب ووثقه. ومات في شهر ربيع الأول سنة خمسين وأربع مائة، وبينه وبين القاضي أبي الطيب الطبري في الوفاة أحد عشر يوما. ولي القضاء ببلدان كثيرة، ثم سكن بغداد وتفقه على أبي القاسم الصيمري بالبصرة. وارتحل إلى أبي حامد الإسفراييني، ودرس بالبصرة سنين كثيرة. ومن تصانيفه: تفسير القرآن سماه النكت والعيون، وكتاب الحاوي في الفقه يدخل في عشرين مجلدا، وكتاب الإقناع في الفقه أيضا، وأدب الدين والدنيا، والأحكام السلطانية، وسياسة الملك وقوانين الوزارة، وتعجيل النصر وتسهيل الظفر، وكتاب في النحو.
وكان عظيم القدر متقدما عند السلطان. قال أبو عمرو ابن الصلاح: وهو متهم بالاعتزال، وكنت أتأول له، وأعتذر عنه، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم. قال في تفسيره في الأعراف: لا يشاء عبادة الأوثان. وقال في قوله تعالى: {جعلنا لكل نبي عدوا} على وجهين، معناه: حكمنا بأنهم أعداء، والثاني: تركناهم على العداوة، فلم نمنعهم منها. وتفسيره عظيم الضرر، لكونه مشحونا بتأويلات أهل الباطل. وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى أهل الاعتزال، بل يتكتم، ولكنه لا يوافقهم على خلق القرآن ويوافقهم في القدر، ولا يرى صحة الرواية بالإجازة، وذكر أنه مذهب الشافعي. وكان القادر قد تقدم إلى أربعة من الأئمة في المذاهب الأربعة ليضع كل واحد مختصرا في الفقه، فوضع الماوردي الإقناع، ووضع القدوري مختصره، ووضع عبد الوهاب المالكي مختصرا، ووضع من الحنابلة واحد مختصرا، وعرضت عليه، فخرج الخادم إلى الماوردي وقال له: قال لك أمير المؤمنين: حفظ الله عليك دينك كما حفظت علينا ديننا. وكان قد سلك طريقا في توريث ذوي أرحام القريب والبعيد سواء، فجاء إليه كبير من الشافعية فقال له: اتبع ولا تبتدع، فقال: بل أجتهد ولا أقلد، فانصرف عنه.
ولما تلقب بأقضى القضاة أنكر الصيمري والطبري أبو الطيب وغيرهما ذلك، هذا بعد أن كتبوا خطوطهم لجلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بجواز أن يتسمى بملك الملوك الأعظم، فلم يلتفت إليهم. وتلقب بأقضى القضاة إلى أن توفي. وقيل أنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته وجمعها كلها في مكان، ولما دنت وفاته قال لشخص يثق إليه: إن كتبي لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة لله تعالى لم يشبها كدر، فإذا أنا وقعت في النزع وعاينت الموت، اجعل يدك على يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، واعمد إلى الكتب وألقها في دجلة، وإن بسطت يدي ولم أقبضها على يدك فاعلم أنها قد قبلت وأني قد ظفرت بما كنت أرجوه. قال: فلما وقع النزع وضع يده في يده فبسطها ولم يقبضها، فعلم أنه قبل فأظهرت كتبه. وفي كتاب سر السرور لمحمود النيسابوري بيتان منسوبان إلى الماوردي وهما:
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله | فأجسادهم دون القبور قبور |
وإن امرءا لم يحي بالعلم صدره | فليس له حتى النشور نشور |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0
الماوردي أقضى القضاة الشافعي اسمه علي بن محمد بن حبيب.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري يكنى أبا الحسن ويلقب أقضى القضاه لقب به في سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وجرى من الفقهاء كأبي الطيب الطبري والصيمري إنكار لهذه التسمية وقالوا: لا يجوز أن يسمى به أحد، هذا بعد أن كتبوا خطوطهم بجواز تلقيب جلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بملك الملوك الأعظم، فلم يلتفت إليهم واستمر له هذا اللقب إلى أن مات، ثم تلقب به القضاة إلى أيامنا هذه، وشرط الملقب بهذا اللقب أن يكون دون منزلة من تلقب بقاضي القضاة على سبيل الاصطلاح، وإلا فالأولى أن يكون أقضى القضاة أعلى منزلة. ومات الماوردي في سنة خمسين وأربعمائة، وكان عالما بارعا متفننا شافعيا في الفروع ومعتزليا في الأصول على ما بلغني والله أعلم. وكان ذا منزلة من ملوك بني بويه يرسلونه في التوسطات بينهم وبين من يناوئهم، ويرتضون بوساطته، ويقنعون
بتقريراته. قرأت في «كتاب سر السرور» لمحمود النيسابوري هذين البيتين منسوبين إلى الماوردي هذا:
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله | فأجسادهم دون القبور قبور |
وإن امرءا لم يحي بالعلم صدره | فليس له حتى النشور نشور |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 5- ص: 1955
الماوردي الإمام العلامة أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي الشافعي صاحب التصانيف.
حدث عن: الحسن بن علي الجبلي صاحب أبي خليفة الجمحي. وعن محمد بن عدي المنقري ومحمد بن معلى وجعفر بن محمد بن الفضل.
حدث عنه: أبو بكر الخطيب ووثقه وقال: مات في ربيع الأول سنة خمسين وأربع مائة وقد بلغ ستا وثمانين سنة وولي القضاء ببلدان شتى ثم سكن بغداد.
قال أبو إسحاق في الطبقات: ومنهم أقضى القضاة الماوردي تفقه على أبي القاسم الصيمري بالبصرة وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني ودرس بالبصرة وبغداد سنين وله مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير وأصول الفقه والأدب وكان حافظا للمذهب. مات ببغداد.
وقال القاضي شمس الدين في وفيات الأعيان: من طالع كتاب الحاوي له يشهد له بالتبحر ومعرفة المذهب ولي قضاء بلاد كثيرة وله تفسير القرآن سماه: النكت وأدب
الدنيا والدين’’ و’’الأحكام السلطانية’’ و’’قانون الوزارة وسياسة الملك’’ و’’الإقناع’’ مختصر في المذهب.
وقيل: إنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته وجمعها في موضع فلما دنت وفاته قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة فإذا عاينت الموت ووقعت في النزع فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها وعصرتها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة وإن بسطت يدي فاعلم أنها قبلت.
قال الرجل: فلما احتضر وضعت يدي في يده فبسطها فأظهرت كتبه.
قلت: آخر من روى عنه أبو العز بن كادش.
قال أبو الفضل بن خيرون: كان رجلا عظيم القدر متقدما عند السلطان أحد الأئمة له التصانيف الحسان في كل فن بينه وبين القاضي أبي الطيب في الوفاة أحد عشر يوما.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: هو متهم بالاعتزال وكنت أتأول له وأعتذر عنه حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم قال في تفسيره: لا يشاء عبادة الأوثان. وقال في: {جعلنا لكل نبي عدوا} معناه: حكمنا بأنهم أعداء أو تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها. فتفسيره عظيم الضرر وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة بل يتكتم ولكنه لا يوافقهم في خلق القرآن ويوافقهم في القدر قال في قوله: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} أي بحكم سابق. وكان لا يرى صحة الرواية بالإجازة.
وروى خطيب الموصل عن، ابن بدران الحلواني عن، الماوردي.
وفيها مات القاضي أبو الطيب الطبري وأبو عبد الله الحسين بن محمد الوني والمحدث علي بن بقاء الوراق وأبو القاسم عمر بن الحسين الخفاف ورئيس الرؤساء علي بن المسلمة الوزير وأبو الفتح منصور بن الحسين التاني.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 311
علي بن محمد بن حبيب الإمام الجليل القدر الرفيع الشان أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي والإقناع في الفقه وأدب الدين والدنيا والتفسير ودلائل النبوة والأحكام السلطانية وقانون الوزارة وسياسة الملك وغير ذلك
روى عن الحسن بن علي الجبلي صاحب أبي خليفة ومحمد بن عدي المنقري ومحمد ابن المعلي الأزدي وجعفر بن محمد بن الفضل البغدادي
روى عنه أبو بكر الخطيب وجماعة آخرهم أبو العز بن كادش
وتفقه بالبصرة على الصيمري ثم رحل إلى الشيخ أبي حامد الإسفرايني ببغداد
وكان إماما جليلا رفيع الشأن له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر العلوم
قال الشيخ أبو إسحاق درس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة وله مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير وأصول الفقه والآداب وكان حافظا للمذهب
انتهى
وقال الخطيب كان من وجوه الفقهاء الشافعيين وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك قال وجعل إليه ولاية القضاء ببلدان كثيرة
وقال ابن خيرون كان رجلا عظيم القدر مقدما عند السلطان أحد الأئمة له التصانيف الحسان في كل فن من العلم بينه وبين القاضي أبي الطيب في الوفاة أحد عشر يوما
وقيل إنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته وجمعها في موضع فلما دنت وفاته قال لمن يثق به الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة فإذا عاينت الموت ووقعت في النزع فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها وعصرتها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة وإن بسطت يدي ولم أقبض على يدك فاعلم أنها قد قبلت وأني قد ظفرت بما كنت أرجوه من النية
قال ذلك الشخص فلما قاربت الموت وضعت يدي في يده فبسطها ولم يقبض على يدي فعلمت أنها علامة القبول فأظهرت كتبه بعده
قلت لعل هذا بالنسبة إلى الحاوي وإلا فقد رأيت من مصنفاته غيره كثيرا وعليه خطه ومنه ما أكملت قراءته عليه في حياته
ومن كلام الماوردي الدال على دينه ومجاهدته لنفسه ما ذكره في كتاب أدب الدين والدنيا فقال ومما أنذرك به من حالي أني صنفت في البيوع كتابا جمعته ما استطعت من كتب الناس وأجهدت فيه نفسي وكددت فيه خاطري حتى إذا تهذب واستكمل وكدت أعجب به وتصورت أني أشد الناس اطلاعا بعلمه حضرني وأنا في مجلسي أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط تضمنت أربع مسائل ولم أعرف لشيء منها جوابا فأطرقت مفكرا وبحالي وحالهما معتبرا فقالا أما عندك فيما سألناك جواب وأنت زعيم هذه الجماعة فقلت لا فقالا إيها لك
وانصرفا ثم أتيا من قد يتقدمه في العلم كثير من أصحابي فسألاه فأجابهما مسرعا بما أقنعهما فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه
إلى أن قال فكان ذلك زاجر نصيحة ونذير عظة تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب
قال الخطيب كان ثقة مات في يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب حرب
قال وكان قد بلغ ستا وثمانين سنة
ذكر البحث عما رمي به الماوردي من الاعتزال
قال ابن الصلاح هذا الماوردي عفا الله عنه يتهم بالاعتزال وقد كنت لا أتحقق ذلك عليه وأتأول له وأعتذر عنه في كونه يورد في تفسيره في الآيات التي يختلف فيها أهل التفسير تفسير أهل السنة وتفسير المعتزلة غير متعرض لبيان ما هو الحق منها وأقول لعل قصده إيراد كل ما قيل من حق أو باطل ولهذا يورد من أقوال المشبهة أشياء مثل هذا الإيراد حتى وجدته يختار في بعض المواضع قول المعتزلة وما بنوه على أصولهم الفاسدة ومن ذلك مصيره في الأعراف إلى أن الله لا يشاء عبادة الأوثان وقال في قوله تعالى {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن} وجهان في جعلنا أحدهما معناه حكمنا بأنهم أعداء والثاني تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها
وتفسيره عظيم الضرر لكونه مشحونا بتأويلات أهل الباطل تلبيسا وتدسيسا على وجه لا يفطن له غير أهل العلم والتحقيق مع أنه تأليف رجل لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة بل يجتهد في كتمان موافقتهم فيما هو لهم فيه موافق ثم هو ليس معتزليا مطلقا فإنه لا يوافقهم في جميع أصولهم مثل خلق القرآن كما دل عليه تفسيره في قوله عز وجل {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} وغير ذلك ويوافقهم في القدر وهي البلية التي غلبت على البصريين وعيبوا بها قديما
انتهى
شرح حال الفتيا الواقعة في زمان الماوردي فيمن لقب بشاهنشاه
وهي من محاسن الماوردي وقد ساقها الشيخ محمد بن الشيخ أبي الفضل عبد الملك
ابن إبراهيم الهمذاني في ذيله الذي ذيله على تاريخ أبي شجاع محمد بن الحسين الوزير العالم وأبو شجاع أيضا مذيل على تاريخ متقدم
وحاصلها أنه في سنة تسع وعشرين وأربعمائة في شهر رمضان أمر الخليفة أن يزاد في ألقاب جلال الدولة ابن بويه شاهنشاه الأعظم ملك الملوك وخطب له بذلك فأفتى بعض الفقهاء بالمنع وأنه لا يقال ملك الملوك إلا لله وتبعهم العوام ورموا الخطباء بالآجر
وكتب إلى الفقهاء في ذلك فكتب الصيمري الحنفي أن هذه الأسماء يعتبر فيها القصد والنية
وكتب القاضي أبو الطيب الطبري بأن إطلاق ملك الملوك جائز ومعناه ملك ملوك الأرض قال وإذا جاز أن يقال قاضي القضاة جاز أن يقال ملك الملوك
ووافقه التميمي من الحنابلة
وأفتى الماوردي بالمنع وشدد في ذلك وكان الماوردي من خواص جلال الدولة فلما أفتى بالمنع انقطع عنه فطلبه جلال الدولة فمضى إليه على وجل شديد فلما دخل قال له أنا أتحقق أنك لو حابيت أحدا لحابيتني لما بيني وبينك وما حملك إلا الدين فزاد بذلك محلك عندي
قلت وما ذكره القاضي أبو الطيب هو قياس الفقه إلا أن كلام الماوردي يدل له حديث ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أخنع اسم عند الله تعالى يوم القيامة رجل يسمى ملك الأملاك
رواه الإمام أحمد
وقال سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع فقال أوضع
والحديث في صحيح البخاري
وفي حديث عوف عن خلاس عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اشتد غضب الله على من قتل نفسه واشتد غضب الله على رجل تسمى بملك الملوك لا ملك إلا الله تعالى
قلت ولم تمكث دولة بني بويه بعد هذا اللقب إلا قليلا ثم زالت كأن لم تكن ولم يعش جلال الدولة بعد هذا اللقب إلا أشهرا يسيرة ثم ولي الملك الرحيم منهم وبه انقرضت دولتهم
ومن الرواية عن الماوردي
أخبرنا الشيخ الإمام الوالد رحمه الله تعالى قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا إسحاق بن أبي بكر الأسدي سماعا أنبأنا أبو البقاء يعيش بن علي النحوي حدثنا الخطيب أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني أخبرنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي قراءة عليه أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول
اللهم لولا أنت ما اهتدينا | ولا تصدقنا ولا صلينا |
فأنزلن سكينة علينا | وثبت الأقدام إن لاقينا |
إن الألى قد بغوا علينا | إذا أرادوا فتنة أبينا |
طيب الهواء ببغداد يشوقني | قدما إليها وإن عاقت مقادير |
فكيف صبري عنها الآن إذ جمعت | طيب الهواءين ممدود ومقصور |
جاد بالعين حين أعمى هواه | عينه فانثنى بلا عينين |
لك الثلثان من قلبي | وثلثا ثلثه الباقي |
وثلثا ثلث ما يبقى | وثلث الثلث للساقي |
وتبقى أسهم ست | تقسم بين عشاقي |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 5- ص: 267
علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي البصري. أحد أئمة أصحاب الوجوه. قال الخطيب: كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعيين وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه، وفي غير ذلك، وكان ولي القضاء ببلدان شتى، ثم سكن بغداد.
وقال الشيخ أبو إسحاق: تفقه على أبي القاسم الصيمري بالبصرة، وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الأسفرايني، ودرس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة، وله مصنفات كثيرة في الفقه وأصوله، والتفسير والأدب، وكان حافظا للذهبي.
وقال ابن خيرون: كان رجلا عظيم القدر، مقدما عند السلطان، أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كل فن من العلم.
وذكره ابن الصلاح في «طبقاته»، واتهمه بالاعتزال في بعض المسائل بحسب ما فهمه عنه في تفسيره في موافقة المعتزلة فيها، ولا يوافقهم في جميع أصولهم، ومما خالفهم فيه أن الجنة مخلوقة. نعم يوافقهم في القول بالقدر وهي بلية غلبت على البصريين.
قال ابن السبكي: والصحيح أنه ليس معتزليا، ولكنه يقول بالقدر فقط.
وذكر ابن خلكان في «الوفيات» أنه لم يكن أبرز شيئا من مصنفاته في حياته وإنما أوصى رجلا من أصحابه إذا حضره الموت أن يضع يده في يده، فإن رآه قبض على يده فلا يخرج من مصنفاته شيئا، وإن رآه بسط يده فهي علامة قبولها فليخرجها فبسطها.
ومن تصانيفه «الحاوي» «تفسير القرآن» في ثلاث مجلدات سماه «النكت» «الأحكام السلطانية» «أدب الدنيا والدين» «الإقناع» في الفقه، «مختصر» يشتمل على غرائب «قانون الوزارة» «سياسة الملك» وغير ذلك.
مات في يوم الثلاثاء سلخ ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة، بعد موت أبي الطيب بأحد عشر يوما، عن ست وثمانين سنة، ودفن في مقبرة باب حرب.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 427
أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري تفقه على أبي القاسم الصيمري بالبصرة، وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الإسفرايني، ودرس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة، وله مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير وأصول الفقه والأدب، وكان حافظا للمذهب، وتوفي ببغداد سنة خمسين وأربعمائة.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 131
علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي البصري الشافعي تفقه على أبي القاسم الصيمري وأبي حامد الإسفراييني وكان حافظا للمذهب عظيم القدر متقدما عند السلطان
وله المصنفات الكثيرة في كل فن من الفقه والتفسير والأصول والأدب
ولي القضاء ببلاد كثيرة ودرس بالبصرة وبغداد سنين
ومن تصانيفه الحاوي في الفقه والتفسير للقرآن وسماه النكت المصونة مؤلف ضخم الحجم والأحكام السلطانية وأدب الدنيا والدين والإقناع في الفقه وقانون الوزارة وسياسة الملك وغير ذلك
روى عن الحسن بن علي الجيلي وغيره وعنه الخطيب ووثقه وآخر من روى عنه أبو العز بن كادش
واتهم بالاعتزال
قال ابن السبكي والصحيح أنه ليس معتزليا ولكنه يقول بالقدر فقط وهي البلية التي غلبت على أهل البصرة
وقد كانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة عن ست وثمانين
كذا في وفيات ابن خلكان
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 119
علي بن محمد، أقضى القضاة، أبو الحسن الماوردى. صدوق في نفسه، لكنه معتزلي.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 3- ص: 155
بالحاء المهملة.
أقضى القضاة، أبو الحسن الماوردي البصري، صاحب “الحاوي”، رحمه الله.
أخذ الفقه عن أبي القاسم الصيمري، وانتسب في “الحاوي “ إليه في شيء حكاه عنه، فقال: كان شيخنا فلان.
قال الخطيب أبو بكر البغدادي في “التاريخ “: كان من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه، وفروعه، وغير ذلك.
قال: وجعل إليه ولاية القضاء ببلدان كثيرة، وسكن بغداد في درب الزعفراني، وحدث بها عن الحسن بن علي الجبلي صاحب أبي خليفة، وعن محمد بن عدي المنقري، ومحمد بن المعلى الأزدي، وجعفر بن محمد البغدادي. كتبت عنه، وكان ثقة. هذا كلام الخطيب.
وقال ابن خيرون: كان رجلا جليلاً، عظيم القدر، متقدما عند السلطان، أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كل فن من العلوم.
قال الخطيب وابن خيرون: توفي ببغداد يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الأول، ودفن بباب حرب يوم الأربعاء مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمسين وأربع مئة.
وحكى ابن خيرون أنه كان بين وفاته ووفاة القاضي أبي الطيب أحد عشر يوماً، وتوفي عن ست وثمانين سنة، لأن مولده سنة أربع وستين وثلاث مئة، وحضر جنازته من حضر أبا الطيب من العلماء وأرباب الدولة.
وحكى أبو سعد السمعاني أن آخر من روى عنه أبو العز ابن كادش، توفي سنة ست وعشرين وخمس مئة.
قال الشيخ تقي الدين صاحب الكتاب رحمه الله: هذا الماوردي عفا الله عنه يتهم بالاعتزال، قال: وقد كنت لا أحقق ذلك عليه، وأتأول له، وأعتذر عنه، في كونه يورد في “تفسيره “ في الآيات التي يختلف فيها تفسير أهل السنة، وتفسير المعتزلة، وجوهاً يسردها، يمزج فيها أقاويلهم، من غير تعرض منه لبيان ما هو الحق منها، فأقول: لعل قصده إيراد كل ما قيل من حق وباطل، ولهذا يورد من أقاويل المشبهة أشياء مثل هذا الإيراد، حتى وجدته يختار في بعض المواضع قول المعتزلة وما بنوه على أصولهم الفاسدة، ومن ذلك مصيره في سورة الأعراف إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يشاء عبادة الأوثان. وقال في قوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن} [الأنعام: 112] : في قوله تعالى: جعلنا، وجهان أحدهما معناه: حكمنا بأنهم أعداء، والثاني: تركناهم على العداوة، فلم نمنعهم منها.
قال الشيخ رحمه الله: “وتفسيره “ عظيم الضرر، لكونه مشحوناً بكثير من تأويلات أهل الباطل، تدسيساً وتلبيساً، على وجه لا يفطن لتمييزها غير أهل العلم والتحقيق، مع أنه تأليف رجل لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى يحذر، وهو يجتهد في كتمان موافقته لهم فيما هو لهم فيه موافق، ثم ليس هو معتزلياً مطلقاً، فإنه لا يوافقهم في جميع أصولهم، مثل خلق القرآن على ما دل عليه “ تفسيره “ في قوله عز وجل: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} [الأنبياء: 2]، وغير ذلك
ويوافقهم في القدر، وهي البلية التي غلبت على البصريين وعيبوا بها قديما، وقال في قوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر: 49] . يعني: بحكم سابق، وهو نحو ما تقدم، والله أعلم.
ومن غرائب الماوردي أنه رأى أن إجازة الرواية لا يصح التحمل والرواية بها، وذكر أنه مذهب الشافعي. قال: ولو جازت الإجازة لبطلت الرحلة، وكذا قال في المكاتبة: إنها لا تصح، ذكر ذلك في “الحاوي “ في أوله، وفي الأقضية.
ومن تفرداته أنه ذكر في وقت المغرب أنه يدخل بسقوط القرص وسقوط حاجب الشمس وهو الضياء المستعلي عليها، وهذا شذوذ منه، وقد نقل غيره إجماع العلماء بخلافة، والله أعلم.
قال الشيخ تقي الدين صاحب الكتاب: أخبرني بدمشق بقراءتي الشيخ الأصيل المؤرخ عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري ثم الموصلي ابن الأثير من أصل سماعة قال: أخبرنا الخطيب مجد الدين أبو الفضل عبد لله بن أحمد بن محمد ابن الطوسي بقراءتي عليه سنة ثمان وسبعين وخمس مئة قال: أخبرنا الشيخ الجليل أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني قال: أخبرنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري المعروف بالماوردي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي الجبلي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم قال: حدثنا علي بن حرب، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الأسود بن قيس أنه سمع جندباً وهو ابن عبد الله بن سفيان البجلي يقول: كنا مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فنكبت إصبعه فقال:
هل أنت إلا إصبع دميتي | وفي سبيل الله ما لقيتي |
جهلت وعاديت العلوم وأهلها | كذاك يعادي العلم من هو جاهله |
ومن كان يهوى أن يرى متصدراً | ويكره لا أدري أصيبت مقاتله |
طيب الهواء ببغداد يشوقني | قدماً إليها وإن عاقت مقادير |
فكيف صبري عنها الآن إذ جمعت | طيب الهواءين ممدود ومقصور |
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 636
علي بن محمد بن حبيب، القاضي، أبو الحسن الماوردي، الشافعي.
روى عن: محمد بن المعلى، والحسن بن علي الجبلي، وجماعة.
روى عنه الخطيب، وقال: ثقة.
مات في ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 7- ص: 1
والعلامة أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري ببغداد
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 130
علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي البصري الشافعي.
تفقه على أبي القاسم الصيمري، وأبي حامد الإسفراييني، وكان حافظا للمذهب، عظيم القدر، مقدماً عند السلطان.
له المصنفات الكثيرة في كل فن، الفقه، والتفسير، والأصول، والأدب - ولي القضاء ببلاد كثيرة، ودرس بالبصرة وبغداد سنين - ومن تصانيفه الحاوي في الفقه، تفسير القرآن سماه النكت، الأحكام السلطانية، أدب الدنيا والدين، الإقناع في الفقه، قانون الوزارة، سياسة الملك وغير ذلك.
روى عن الحسن بن علي الجيلي وغيره - وعنه الخطيب ووثقه، وآخر من روى عنه أبو العز بن كادش - واتهم بالاعتزال قال ابن السبكي: والصحيح أنه ليس معتزلياً، ولكنه يقول بالقدر، وهي البلية التي غلبت على أهل البصرة - مات في ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة عن ست وثمانين.
مكتبة وهبة - القاهرة-ط 1( 1976) , ج: 1- ص: 83
علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي
نسبة لعمله أو بيعه والقياس فيه الوردى صاحب ’’التفسير’’، و’’الحاوي الكبير’’، و’’الأحكام السلطانية’’، و’’أدب الدنيا والدين’’، وغيرها، روى عنه الخطيب وقال: صنف في أصول الفقه وفروعه، تفقه على الصيمرى وغيره، وارتحل إلى الشيخ أبي حامد، ودرس بالبصرة وبغداد سنين، واتهم بالاعتزال، ولا يوافقهم في جميع أصولهم، ومما خالفهم القول بأن الجنة مخلوقة، نعم يوافقهم في القول بالقدر وهى بلية على البصريين، وذكر ابن خلكان أنه لم يكن أبرز شيئاً من مصنفاته في حال حياته، وإنما أوصى رجلا من أصحابه إذا حضره الموت أن يضع يده على يده فإن رأى قبض على يده فلا يخرجها، وإن بسطها أخرجها أي كأنه علامة قبولها، فبسطها. ترحم له الشيخ أبو إسحاق ونقل عنه في المهذب في كتاب النفقات والشهادات وأروش الجنايات وقبيل السير بأسطر، ولم ينصفه إمام الحرمين فإنه قال في تصنيفه المسمى ’’بالغياثى’’. وذكر مصنف الأحكام السلطانية أنه يجوز أن يكون الذمى وزيرا، ومَنْ هذا مبلغ علمه ومنتهى فهمه كيف يتصدى للتصنيف والفتوى. هذا كلامه، والذى جوَّزه الماوردي إنما هو وزارة المتفيد دون التفويض فتنبه له، مات سنة خمسين وأربعمائة بعد أبي الطيب بإحدى عشر يوماً عن ست وثمانين سنة، ودفن بباب حرب.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
الماوردي علي بن محمد.
تقدم في العاشرة.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1