النيرماني علي بن محمد بن خلف، أبو سعد النيرماني: منشئ شاعر. أصله من نيرمان (قرية قرب همذان) ولى الإنشاء في ديوان بني بويه ببغداد، وصنف لبهاء الدولة البويهي كتاب (المنثور البهائي) وهو نثر ديوان الحماسة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 326
أبو سعد بن خلف الكاتب علي بن محمد بن خلف أبو سعد الكاتب النيرماني -بالنون والياء آخر الحروف وبعد الراء والميم ألف ونون- ونيرمان قرية من قرى الجبل بالقرب من همذان. كان من جلة الكتاب الفضلاء والرؤساء النبلاء. كان يخدم في ديوان بني بويه ببغداد، ومدح الإمام القادر. وكان قد اتصل ببهاء الدولة ابن عضد الدولة فصنف له المنثور البهائي في مجلدة، وهو نثر كتاب الحماسة وغيرها، وتوفي سنة أربع عشرة وأربع مائة. ومن شعره القصيدة المشهورة وهي:
خليلي في بغداد هل أنتما ليا | على العهد مثلي أم غدا العهد باليا؟ |
وهل ذرفت يوم النوى مقلتاكما | علي كما أمسي وأصبح باكيا؟ |
وهل أنا مذكور بخير لديكما | إذا ما جرى ذكر لمن كان نائيا |
وهل فيكما من إن تنزل منزلا | أنيقا وبستانا من النور حاليا |
أجد له طيب المكان وحسنه | منى يتمناها فكنت الأمانيا |
كتابي عن شوق شديد إليكما | كأن على الأحشاء منه مكاويا |
وعن أدمع منهلة، فتأملا | كتابي تنر آثارها في كتابيا |
ولا تيأسا أن يجمع الله بيننا | كأحسن ما كنا عليه تصافيا |
فقد يجمع الله الشتيتين بعدما | يظنان كل الظن أن لا تلاقيا |
ولا تأنسا بالورد بعدي واعربا | مقال ابن عبد الله يخدع ساجيا |
ولما تفرقنا تطيرت أن أرى | مكانك مني لا خلا منك خاليا |
فضمنته وردا كرياك ريحه | يذكرني منك الذي لست ناسيا |
ولا تطلبا صوني إذا ما تغنتا | تسر وفوز جادتا لي الأغانيا |
وخبرتما أن تيماء منزل | لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا |
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت | فما للنوى ترمي بليلى المراميا |
فدى لك يا بغداد كل مدينة | من الأرض حتى خطتي ودياريا |
فقد سرت في سرق البلاد وغربها | وطوقت خيلي بينها وركابيا |
فلم أر فيهما مثل بغداد منزلا | ولم أر فيها مثل دجلة واديا |
ولا مثل أهليها أرق شمائلا | وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا |
وكم قائل: لو كان ودك صادقا | لبغداد لم ترحل، وكان جوابيا: |
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم | وترمي النوى بالمقترين المراميا |
لا زلت تحيا لنعمى لا نفاد لها | في ظل عز على الدولات تحتكم |
تغني وتفني وتستبقي وتهلك من | ناوى وترجى ويخشى بأسك الأمم |
خدمت لما عرفت من خدمك | ودام عندي النعيم من نعمك |
وكانت النائبات تألفني | فاحتشمتني إذ صرت من حشمك |
يا ظالمي: قسما عليك بحرمة الـ | ـإيمان فهي نهاية الإيمان |
لا تسفكن دمي فإني خائف | جدا عليك عقوبة العدوان |
وإذ مررت على زرود فلا تغر | بالمشي فيه موائل الأغصان |
بالله واستر ورد خدك فيه لا | ينشق قلب شقائق النعمان |
عجبا لضرسك كيف يشكو علة | وبجنبه من ريقك الدرياق |
هذا نظير سقام ناظرك الذي | عافاك وابتليت به العشاق |
أو عقربي صدغيك إذ لدغا الورى | وحماك من حميتهما الخلاق |
جرت النوى بهم فما حنوا | رفقا بنا ونأوا فما أنوا |
إن كان عندهم وقد رحلوا | أنا نقيم فبئس ما ظنوا |
لا بد منهم أية سلكوا | إن أسعفوا بالوصل أو ظنوا |
لي عندهم دين فوا عجبا | الدين لي وفؤادي الرهن |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0