القليوبي علي بن محمد بن أحمد بن حبيب القليوبي: شاعر مصري، أجاد التشبيهات حتى عده بعضهم من طبقة ابن المعتز. أدرك أيام (العزيز) العبيدي ومدح قواده وكتابه. وتوفي في أوائل دولة الظاهر علي بن منصور.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 326
القليوبي الكاتب علي بن محمد بن أحمد بن حبيب التميمي القليوبي الكاتب. نقلت من خط أبي سعيد المغربي قال: وصفه ابن الزبير في كتاب الجنان بالإجادة في التشبيهات، وغلا في ذلك إلى أن قال: إن أنصف لم يفضل ابن المعتز عليه. وذكر أنه أدرك العزيز العبيدي ومدح قواده وكتابه، وعاش إلى أيام الظاهر. من شعره:
وصافية بات الغلام يديرها | على الشرب في جنح من الليل أدعج |
كأن حباب الماء في وجناتها | فرائد در في عقيق مدحرج |
ولا ضوء إلا من هلال كأنما | تفرق منه الغيم عن نصف دملج |
وقد حال دون المشتري من شعاعه | وميض كمثل الزئبق المترجرج |
كأن الثريا في أواخر ليلها | تحية ورد فوق زهر بنفسج |
في ليلة أنف كأن هلالها | صدع تبين في إناء زجاج |
كفل الزمان لأختها بزيادة | في نوره فبدا كوقف العاج |
وكأنما كيوان ثغرة فضة | وكأنما المريخ ضوء سراج |
تتطاول الجوزاء تحت جناحه | وكأنها من نورها في تاج |
ليل كمثل الروض فتح جنحه | زهر الكواكب في ذرى الأبراج |
أحييته حتى رأيت صباحه | من لونه يختال في دواج |
والشمس من تحت الغمام كأنها | نار تضرم خلف جام زجاج |
وكأن السماء مصحف قار | وكأن النجوم رسم عشور |
وكأن النجوم زهر رياض | قد أحاطت من بدرها بغدير |
أقمت بالبركة الغراء مدهقة | والماء مجتمع فيها ومسفوح |
إذا النسيم جرى في مائها اضطربت | كأنما ريحه في جسمها روح |
نجمت نجوم الزهر إلا أنها | في روضة فلكية الأنوار |
وكأنما الجوزاء منها شارب | وكأنما المريخ كأس عقار |
وكأن الهلال حافة جام | شف منها ما لم تنله عقار |
وكأن المجر رسم طريق | وعليه من الثريا منار |
ألا فاسقنيها قد قضى الليل نحبه | وقام لشوال هلال مبشر |
بدا مثل عرق السام واسترجعت له | صروف الليالي قرصه وهو مقمر |
إلى أن رأيناه ابن سبع كأنما | على الأفق منه طيلسان مقور |
وصفراء من ماء الكروم كأنما | دجى الليل منها في رداء معصفر |
كأن حباب الماء في وجناتها | من الدر تكليل على تاج معصر |
قطعت بها ليلا كأن نجومه | إذا اعترضتها العين نيران عسكر |
تراها بآفاق السماء كأنما | مطالعها منها معادن جوهر |
ومنطقة الجوزاء تبدو كأنما | وسائط در في قلادة عنبر |
وباتت بعيني الثريا كأنما | على الأفق منها غصن ورد منور |
فبت أراعي الفجر حتى تشمرت | ذيول الدجى عن مائة المتفجر |
بدا مستدق الجانبين كأنه | على الأفق الغربي مخلب طائر |
ولاح لمسرى ليلتين كأنما | تفرق منه الغيم عن أثر حافر |
إذا استثبتته العين لاح كأنه | على هامة من جنحه خط مفرق |
وشمر عنه الغيم ذيلا كأنما | تكشف منه عن جناح محلق |
وحالية لا يكتم الليل ضوءها | إذا أزهرت صلت لها الأنجم الزهر |
يفرق منها النشر ما ألف الثرى | ويضحك منها الشمس ما استدمع القطر |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0