ابن القابسي علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني، أبو الحسن ابن القابسي: عالم المالكية بافريقية في عصره. كان حافظا للحديث وعلله ورجاله، فقيها أصوليا أعمى. من أهل القيروان. له تصانيف، منها (الممهد) كبير جدا، في الفقه وأحكام الديانات، و (المنقذ من شبه التأويل) و (ملخص الموطأ - خ) و (الرسالة المفصلة لأحوال المعلمين والمتعلمين - ط).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 326
القابسي علي بن محمد بن خلف المعافري ابن القابسي، أبو الحسن وأحيانا تحذف ابن قبل القابسي، والمعافري نسبة إلى قرية المعافرين من قرى قابس، دثرت قبل القرن التاسع هـ على ما يستفاد من كلام ابن ناجي.
وقال غيره كالقاضي عياض ومتابعيه إنه لم يكن قابسيا وإنما كان له عم يشد عمامته مثل شد القابسيين فسمي القابسي بذلك. ولا يخفى ضعف هذا التفسير، والصحيح أن النسبتين إشارة إلى القرية والبلد اللذين أصله منهما، وهو قيرواني، وهو ابن خالة ابن أبي زيد القيرواني مثل محرز بن خلف على ما يبدو.
كان مقرئا محدثا فقيها أصوليا أشعريا زاهدا متقللا من الدنيا. كان حافظا للحديث ورجاله منقطع القرين. وكان ضريرا، وقيل عمي في كبره.
أخذ قراءة القرآن عرضا وسماعا على أبي الفتح بن يدهن وعليه اعتماده، وسمع الفقه من جماعة كأبي العباس الأبياني، وأبي الحسن بن مسرور الدباغ، وأبي عبد الله بن مسرور العسال، وأبي محمد بن مسرور الحجام، ودراس بن إسماعيل الفاسي نزيل القيروان، وغيرهم.
ورحل إلى الحج وعمره اثنتان وخمسون سنة في سنة 376/ 986
فسمع بمصر ومكة من حمزة الكناني، روى عنه سنن النسائي، ومن أبي زيد المروزي، وأبي أحمد محمد بن زيد الجرجاني روى عنهما صحيح البخاري وهما عن الفربري عن البخاري، وهو أول من أدخل رواية صحيح البخاري إفريقية وروى عن أبي الحسن بن حيويه النيسابوري، والذي ضبط له صحيح البخاري سماعا على أبي زيد المروزي بمكة هو أبو محمد الأصيلي بخط يده. لبث بالمشرق خمس سنوات. وكان مع عماه من أصح الناس كتبا وأجودها ضبطا، يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه.
أقرأ الناس القرآن مدة بالقيروان ثم انصرف عن الإقراء لأنه بلغه أن أحد أصحابه استقرأه الأمير فقرأ عليه.
قال أبو عمرو الداني: «أقرأ الناس بالقيروان دهرا ثم انقطع عن الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه السلطان فقرأ عليه، فشغل نفسه بالحديث والفقه إلى أن رأس فيها وبرع».
تفقه به أبو عمران الفاسي، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله المالكي، وأبو علي حسن بن خلدون، وعتيق السوسي، وعمر العطار، وابن الأجدابي، وابن محرز، وروى عنه من الأندلسيين: أبو عمرو الداني المقرئ، وحاتم بن محمد الطرابلسي، والمهلب بن أبي صفرة، وغيرهم.
ولما جلس للناس وعزم عليه في الفتوى تأبى وسد بابه دون الناس فقال لهم أبو القاسم بن شبلون: كسروا عليه بابه لأنه قد وجب عليه فرض الفتيا هو أعلم من بقي بالقيروان، فلما رأى ذلك خرج عليهم ينشد:
لعمر أبيك ما نسب المعلى | إلى كرم وفي الدنيا كريم |
ولكن البلاد إذا اقشعرت | وصوح نبتها رعي الهشيم |
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 4- ص: 45
القابسي المالكي علي بن محمد بن خلف الإمام أبو الحسن المعافري القروي القابسي المالكي عالم إفريقية. سمع وحدث، وكان حافظا للحديث وعلله ورجاله، فقيها أصوليا متكلما صالحا متقنا. وكان أعمى لا يرى شيئا. وألف تواليف بديعة. وسمي القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شدة قابسية. توفي سنة ثلاث وأربع مائة، ورثاه الشعراء وضربت الأخبية على قبره. وولد سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. رحل إلى المشرق وسمع صحيح البخاري بمكة من أبي زيد، ورجع إلى القيروان. قال أبو بكر الصقلي: قال لي أبو الحسن القابسي: كذب علي وعليك، سموني بالقابس وما أنا بقابسي وإنما السبب في ذلك أن عمي كان يشد عمامته شدة قابسية، فقيل لعمي: قابسي، واشتهرنا بذلك، وإلا فأنا قروي؛ وأنت؟ فدخل أبوك مسافرا إلى صقلية نسب إليها.
وأول جلوسه للمناظرة بأثر موت أبي محمد قال:
لعمر أبيك ما نسب المعلى | لمكرمة وفي الدنيا كريم |
ولكن الرياض إذا اقشعرت | وصوح نبتها رعي الهشيم |
يراد من القلب نسيانكم | وتأبى الطباع على الناقل |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0
القابسي المالكي علي بن محمد بن خلف.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
القابسي الإمام الحافظ الفقيه، العلامة عالم المغرب، أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري القروي القابسي المالكي، صاحب ’’الملخص’’.
حج، وسمع من: حمزة بن محمد الكتاني الحافظ، وأبي زيد المروزي، وابن مسرور الدباغ بإفريقية، دراس بن إسماعيل، وطائفة.
وكان عارفا بالعلل والرجال، والفقه والأصول والكلام، مصنفا يقظا دينا تقيا، وكان ضريرا، وهو من أصح العلماء كتبا، كتب له ثقات أصحابه، وضبط له بمكة ’’صحيح البخاري’’، وحرره وأتقنه رفيقه الإمام أبو محمد الأصيلي.
قال حاتم الأطرابلسي: كان أبو الحسن القابسي زاهدا ورعا يقظا، لم أر بالقيروان إلا معترفا بفضله. تفقه عليه أبو عمران القابسي، وأبو القاسم اللبيدي، وعتيق السوسي، وغيرهم.
ألف تواليف بديعة ككتاب ’’الممهد’’ في الفقه، وكتاب ’’أحكام الديانات’’، و’’المنقذ من شبه التأويل’’، وكتاب ’’المنبه للفطن’’، وكتاب ’’ملخص الموطأ’’، وكتاب ’’المناسك’’، وكتاب ’’الاعتقادات’’، وغير ذلك.
وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القيروان، وبات عند قبره خلق من الناس، وضربت الأخبية، ورثته الشعراء سنة ثلاث وأربع مائة.
وقد أخذ القراءة عرضا بمصر عن أبي الفتح بن بدهن، وأقرأ الناس بالقيروان دهرا، ثم قطع الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه أقرأ الوالي، ثم أعمل نفسه في درس الفقه والحديث حتى برع فيهما، وصار إمام العصر، أثنى عليه بأكثر من هذا أبو عمرو الداني، وقال: كتبنا عنه شيئا كثيرا، وبقي في الرحلة خمس سنين، ورد سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.
قلت: وممن روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري الفقيه شيخ أبي عبد الله محمد بن الحطاب الرازي الإسكندراني.
وقيل له: القابسي؛ لأن عمه كان يشد عمامته شدة قابسية، فاشتهر لذلك بالقابسي.
أخبرنا قاضي دمشق علم الدين محمد بن أبي بكر المصري، أخبرنا أحمد بن عمر الباهي، أخبرنا عثمان بن حسن اللغوي، أخبرنا خلف بن عبد الملك الحافظ، أخبرنا أبو محمد بن عتاب، حدثنا حاتم بن محمد، أخبرنا أبو الحسن القابسي، أخبرنا علي بن محمد بن مسرور، أخبرنا أحمد بن أبي سليمان، حدثنا سحنون بن سعيد، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، حدثنا مالك، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أمه، عن عائشة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أن نستمتع بجلود الميتة إذا دبغت.
ومات مع القابسي: ابن الباقلاني الأصولي، وأحمد بن فراس المكي باختلاف فيه، وأبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصوصري صاحب المحاملي، وشيخ الحنابلة أبو عبد الله بن حامد الوراق واسمه حسن، وشيخ الشافعية أبو عبد الله الحليمي الحسين بن الحسن البخاري، وأبو علي الحسين بن محمد الروذباري راوي ’’سنن أبي داود’’، والحافظ أبو الوليد بن الفرضي القرطبي، وشيخ الحنفية أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي مفتي العراق، وشاعر الأندلس يوسف بن هارون الرمادي، وملك الترك أيلك خان، وكان خيرا عادلا دينا، فتملك بعده أخوه طغان خان.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 569
علي بن محمد بن خلف المعافري أبو الحسن المعروف بابن القابسي سمع من رجال إفريقية: أبي العباس الإبياني وأبي الحسن بن مسرور الدباغ وأبي عبد الله بن مسرور ودراس بن إسماعيل ورحل إلى المشرق فحج وسمع من حمزة بن محمد الكناني وأبي الحسن القلباني وأبي زيد المروزي وجماعة.
وكان واسع الرواية عالما بالحديث وعلله ورجاله فقيها أصوليا متكلما مؤلفا مجيدا. وكان من الصالحين المتقين وكان أعمى لا يرى شيئا وهو مع ذلك من أصح الناس كتبا وأجودهم ضبطا وتقييدا يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه والذي ضبط له البخاري: - سماعه على أبي زيد بمكة - أبو محمد الأصيلي.
حدث بعض شيوخ القيروان أنه كلم في الجلوس فأبى فكلم فأتى الناس يهدمون عليه بابه لما أغلقه دونهم فلما رأى ذلك خرج ينشد:
لعمر أبيك ما نسب المعلى | إلى كرم وفي الدنيا كريم |
ولكن البلاد إذا اقشعرت | وصوح نبتها رعي الهشيم |
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 101
أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعروف بابن القابسي مات سنة ثلاث وأربعمائة.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 161
القابسي
الحافظ المحدث الفقيه الإمام علامة المغرب أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري القروي
ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
وكان حافظًا للحديث والعلل بصيرًا بالرجال عارفًا بالأصلين رأسا في الفقه ضريراً زاهداً ورعاً له تصانيف بديعة توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 419
علي بن محمد بن خلف، أبو الحسن، القابسي، المعافري، القيرواني، الفقيه المالكي.
سمع من: أبي العباس عبد الله بن أحمد الإبياني، وأبي الحسن بن مسرور الدباغ، وأبي زيد المروزي، وأبي عبد الله بن مسرور الغسال، وأبي محمد بن مسرور الحجام، ودراس بن إسماعيل الفاسي، والسدري، وحمزة بن محمد الكتاني، وأبي الحسن التلباني، وابن أبي شريف، وابن زيد المروزي، وأبي الحسن بن حبونة النيسابوري، وأبي الحسن بن أبي هلال، وأبي الحسن بن شعبان الطحان، وخلق.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في ’’مستدركه’’ وأبو بكر عتيق السوسي، وأبو القاسم ابن الحساري، وابن سمحان، وابن أبي طالب العابد، وأبو عمرو بن العتاب، وابن محرز، وابن سفيان، وحاتم بن محمد الطرابلسي، والمهلب بن أبي صفرة، ومكي الفارسي، وأبي عبد الله الحسين الأجدابي، وغيرهم.
أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن أبي الفتح بن بدهن، وعليه اعتماده.
قال حاتم الطرابلسي: كان فقيهاً عالماً ورعاً محدثا متقللاً من الدنيا، لم أر أحداً ممن يشار إليه بالقيروان بعلم إلا وقد جالسه، وأخذ عنه، يعترف الجميع بحقه، ولا ينكر فضله. وقال محمد بن عمار الميورقي في ’’رسالته’’: متأخر في زمانه، متقدم في شأنه: العلم والعمل والرواية والدراية، من ذوي الاجتهاد في العبادة والزهاد، مجاب الدعوة، له مناقب يضيق عنها الكتاب، عالماً بالأصول والفروع والحديث، وغير ذلك من الدقائق. وقال أبو عبد الله ابن أبي صفرة: كان فقيه الصدر. وقال أبو عمرو الداني في ’’طبقات القراء’’: أخذ عن ابن بدهن، وأقرأ القرآن بالقيروان دهراً، ثم قطع القراءة لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه فقرأ عليه، ودرس أبو الحسن الفقه والحديث إلى أن رأس فيهما فبرع وصار إمام عصره، وفاضل دهره. وقال ابن ماكولا في ’’الإكمال’’: فقيه على مذهب مالك، من فقهاء القيروان، زاهد مشهور عندهم. وقال القاضي عياض: كان واسع الرواية، عالماً بالحديث وعلله ورجاله، فقيهاً، أصولياً، متكلماً، مؤلفاً مجيداً، وكان من الصالحين المتقين، الزاهدين الخائفين، وكان أعمي لا يرى شيئاً، وهو مع ذلك من أصح الناس كتباً، وأجودهم ضبطاً وتقييداً، يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه، والذي ضبط له في البخاري، في سماعه على أبي زيد المروزي بمكة - حرسها الله - أبو محمد الأصيلي بخط يده، وكان يزور الشيخ الزاهد أبا إسحاق الجنبياني فدعا له. وقال ابن عساكر في ’’تبيين كذب المفتري’’: من كبار أئمة المالكية بالمغرب. وقال ابن خلكان: كان إماماً في علم الحديث ومتونه وأسانيده، وجميع ما يتعلق به، وكان للناس فيه اعتقاد كثير، وصنف في الحديث كتاب ’’الملخص’’ جمع فيه ما اتصل إسناده من حديث مالك بن أنس، وهو على صغر حجمه جيد في بابه. وقال الذهبي في ’’التذكرة’’: الحافظ المحدث الفقيه الإمام علامة المغرب، كان حافظاً للحديث والعلل، بصيراً بالرجال، عارفاً بالأصلين، رأساً في الفقه. وقال في ’’النبلاء’’: كان عارفا بالعلل والرجال والفقه والأصول والكلام، مصنفاً يقظاً ديناً تقياً.
ولد يوم الاثنين لست مضين من رجب سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ورحل إلى الشرق يوم السبت لعشر مضين من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وحج سنة ثلاث وخمسين، وتوفي ليلة الأربعاء ثالث شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة، ودفن بباب تونس.
تنبيه: قال أبو بكر الصقلي: قال لي أبو الحسن القابسي: كذب علي وسموفي بالقابسي، وما أنا بالقابسي، وإنما السبب في ذلك أن عمي كان يشد عمامته شدة قابسية، فقيل لعمي: قابسي، واشتهرنا بذلك، وإلا فأنا قروي.
قال مقيده - عفا الله عنه -: وفي هذا رد على ما ذكره الأمير ابن ماكولا في ’’إكماله’’ حيث قال: وأما القابسي فجماعة من أهل قابس، بلد بالمغرب، ومنهم أبو الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي.
تنبيه آخر: قال شيخنا - رحمه الله تعالي -: هو والحاكم في عصر واحد أقران، فرواية الحاكم عنه من رواية الأقران.
قلت: [أحد الحفاظ والأئمة، رأس في الفقه، مجاب الدعوة، كثير المناقب].
’’المستدرك’’ (3/ 696/ 6480)، ’’المعرفة’’ (85)، ’’الإكمال’’
(6/ 380)، ترتيب المدارك (2/ 616)، ’’تبيين كذب المفتري’’ (122)، ’’الكامل في التاريخ’’ (7/ 269)، ’’وفيات الأعيان’’ (3/ 320)، ’’طبقات علماء الحديث’’ (3/ 276)، ’’تذكرة الحفاظ’’ (3/ 1079)، ’’النبلاء’’ (17/ 158)، ’’تاريخ الإسلام’’ (28/ 85)، ’’العبر’’ (2/ 206)، ’’دول الإسلام’’ (1/ 242)، ’’مختصر نكت العميان’’ (177)، ’’الديباج في المذهب’’ (388)، ’’الوفيات’’ لابن قنفذ (227)، ’’النجوم الزاهرة’’ (4/ 233)، ’’غاية النهاية’’ (1/ 567)، ’’طبقات الحفاظ’’ (947)، ’’الشذرات’’ (5/ 20)، ’’شجرة النور الزكية’’ (1/ 97)، ’’معجم المؤلفين’’ (7/ 195)، ’’جمهرة تراجم الفقهاء المالكية’’ (2/ 863).
دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1
القابسي
الحافظ، الفقيه، العلامة، أبو الحسن، علي بن محمد بن خلف، المعافري، القروي.
أخذ بأفريقية عن: ابن مسرور الدباغ، ودراس بن إسماعيل، وبمصر عن حمزة بن محمد الحافظ، وأبي زيد المروزي.
ولد سنة أربع وعشرين وثلاث مئة، وكان ضريراً، وكتبه في نهاية الصحة، كان يضبطها له ثقات أصحابه، والذي ضبط له ’’الصحيح’’ بمكة على أبي زيد صاحبه أبو محمد الأصيلي.
ذكره الطرابلسي، فقال: كان زاهداً ورعاً يقظاً، لم أر بالقيروان أحداً إلا معترفاً بفضله، تفقه عليه أبو عمران الفاسي، وأبو القاسم اللبيدي، وعتيق السوسي، وغيرهم وله تواليف بديعة ككتاب ’’الممهد’’ في الفقه و ’’أحكام الديانات’’ و’’المنقذ من شبه التأويل’’ وكتاب ’’المنبه للفطن من غوائل الفتن’’ و’’ملخص الموطأ’’ وكتاب ’’المناسك’’ و ’’عقائد’’ وغير ذلك.
وإنما قيل له القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شدة أهل قابس.
وممن روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، شيخ الرازي، والحافظ أبو عمرو الداني، وقال: أخذ القراءة عرضاً عن أبي الفتح بن بدهن، وعليه كان اعتماد قراء أهل القيروان، ثم قطع الأقراء لما بلغه أن تلميذاً له أقرأ الوالي. ثم أعمل نفسه في الفقه حتى صار إمام أهل زمانه، كتبت عنه شيئاً كثيراً، ارتحل سنة اثنتين وخمسين فغاب خمسة أعوام.
قال حاتم: توفي في ربيع الآخرة سنة ثلاثٍ وأربع مئة بمدينة
القيروان. وبات عند قبره خلق كثير، وضربت الأخبية لهم، ورثته الشعراء.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1