الدارقطني علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، أبو الحسن الدارقطني الشافعي: إمام عصره في الحديث، وأول من صنف القراآت وعقد لها أبوابا. ولد بدار القطن (من أحياء بغداد) ورحل إلى مصر، فساعد ابن حنزابة (وزير كافور الإخشيدي) على تأليف مسنده. وعاد إلى بغداد فتوفى بها. من تصانيفه كتاب (السنن - ط) و (العلل الواردة في الأحاديث النبوية - خ) ثلاثة مجلدات منه، و (المجتبي من السنن المأثورة - خ) و (المختلف والمؤتلف) في الحديث، و (الضعفاء - خ).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 314
الدارقطني الحافظ أبو الحسن علي بن عمر.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
الدارقطني الحافظ علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله، أبو الحسن البغدادي الحافظ الإمام المشهور صاحب التصانيف الدارقطني. سمع من أبي القاسم البغوي وأبي بكر ابن أبي داود وابن صاعد ومحمد بن إبراهيم بن نيروز وخلق كثير بالبصرة والكوفة وواسط، ورحل في الكهولة إلى الشام ومصر. وحدث عنه أبو حامد الإسفراييني وأبو عبد الله الحاكم وأبو نعيم وجماعة من الكبار. ومولده سنة ست وثلاثين ومائة ووفاته سنة خمس وثمانين وثلاث مائة.
قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد أهل عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحويين، وأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله، وإليه انتهى علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث والرجال مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد والاضطلاع في علوم سوى علم الحديث، منها: القراءات، فإن له فيها مصنفا مختصرا جمع الأصل في أبواب عقدها في أول الكتاب، والمعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل على ذلك. ودرس فقه الشافعي على الاصطخري أبي سعيد، وقيل على غيره. ومنها المعرفة بالأدب والشعر، قيل: كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء، وقيل: كان يحفظ ديوان السيد الحميري ولهذا نسب إلى التشيع. وقال البرقاني: كان يملي علي العلل من حفظه. قال الشيخ شمس الدين: وهذا شيء مدهش. وقال أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا: رأيت في المنام في شهر رمضان كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام. وتوفي ثامن ذي القعدة.
وقبل القاضي ابن معروف شهادته في سنة ست وسبعين وثلاث مائة، فندم على ذلك وقال: كان يقبل قولي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بانفرادي، فصار لا يقبل قولي على نقل إلا مع آخر. وقد صنف كتاب السنن والمختلف والمؤتلف.
وتوجه من بغداد إلى مصر لأجل الوزير أبي الفضل جعفر بن حنزابة ليساعده على عمل المسند، فأقام عنده وبالغ في إكرامه، وأعطاه شيئا كثيرا وأنفق عليه نفقة واسعة. وكان يجتمع هو والحافظ عبد الغني ابن سعيد على تخريج المسند وكتابته إلى أن فرغ.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0
الدارقطني الإمام الحافظ المجود، شيخ الإسلام، علم الجهابذة، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله البغدادي، المقرئ المحدث، من أهل محلة دار القطن ببغداد.
ولد سنة ست وثلاث مائة، هو أخبر بذلك.
وسمع وهو صبي من أبي القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبي بكر بن أبي داود، ومحمد بن نيروز الأنماطي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبي علي محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، وأبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب القاضي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، والحسن بن علي العدوي البصري، ويوسف بن يعقوب النيسابوري، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، وعمر بن أحمد بن علي الديربي، وإسحاق بن محمد الزيات، وجعفر بن أبي بكر، وإسماعيل بن العباس الوراق، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأخيه أبي عبيد القاسم، وأبي العباس بن عقدة، ومحمد بن مخلد العطار، وأبي صالح عبد الرحمن بن سعيد الأصبهاني، ومحمد بن إبراهيم بن حفص، وجعفر بن محمد بن يعقوب الصيدلي، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، والحسين بن يحيى بن عياش، ومحمد بن سهل بن الفضيل، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وأحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي، والحسين بن محمد المطبقي، وأبي جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وخلق كثير، وينزل إلى أبي بكر الشافعي، وإلى ابن المظفر، وارتحل في الكهولة إلى الشام ومصر، وسمع من ابن حيويه النيسابوري، وأبي الطاهر الذهلي، وأبي أحمد بن الناصح، وخلق كثير.
وكان من بحور العلم، ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله، مع التقدم في القراءات وطرقها، وقوة المشاركة في الفقه والاختلاف والمغازي وأيام الناس، وغير ذلك.
قال أبو عبد الله الحاكم في كتاب ’’مزكي الأخبار’’: أبو الحسن صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحويين، أول ما دخلت بغداد كان يحضر المجالس وسنه دون الثلاثين، وكان أحد الحفاظ.
قلت: وهم الحاكم، فإن الحاكم إنما دخل بغداد سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة، وسن أبي الحسن خمس وثلاثون سنة.
صنف التصانيف، وسار ذكره في الدنيا، وهو أول من صنف القراءات، وعقد لها أبوابا قبل فرش الحروف.
تلا على أبي الحسين أحمد بن بويان، وأبي بكر النقاش، وأحمد بن محمد الديباجي، وعلي بن ذؤابة القزاز، وغيرهم، وسمع حروف السبعة من أبي بكر بن مجاهد، وتصدر في آخر أيامه للإقراء، لكن لم يبلغنا ذكر من قرأ عليه، وسأفحص عن ذلك -إن شاء الله تعالى.
قال ابن طاهر: له مذهب في التدليس، يقول فيما لم يسمعه من البغوي: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدثكم فلان.
حدث عنه: الحافظ أبو عبد الله الحاكم، والحافظ عبد الغني، وتمام بن محمد الرازي، والفقيه أبو حامد الإسفراييني وأبو نصر بن الجندي، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو مسعود الدمشقي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني، وأبو الحسن العتيقي، وأحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني النحوي، والقاضي أبو الطيب الطبري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وأبو الحسن بن السمسار الدمشقي، وأبو حازم بن الفراء أخو القاضي أبي يعلى، وأبو النعمان تراب بن عمر المصري، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، وأبو الحسين بن الآبنوسي محمد بن أحمد بن محمد، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، وحمزة بن يوسف السهمي، وخلق سواهم من البغاددة، والدماشقة، والمصريين، والرحالين.
قال الحاكم: حج شيخنا أبو عبد الله بن أبي ذهل، فكان يصف حفظه وتفرده بالتقدم في سنة ثلاث وخمسين، حتى استنكرت وصفه إلى أن حججت في سنة سبع وستين، فجئت بغداد وأقمت بها أزيد من أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وصفه ابن أبي ذهل، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها.
قال أبو بكر الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علو الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم سوى الحديث؛ منها القراءات، فإنه له فيها كتاب مختصر، جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وسمعت بعض من يعتني بالقراءات يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته في هذا. وصار القراء بعده يسلكون ذلك، قال: ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه ’’السنن’’ يدل على ذلك، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخري، وقيل: على غيره، ومنها: المعرفة بالأدب والشعر، حدثني حمزة بن محمد بن طاهر، أن الدارقطني كان يحفظ ديوان السيد الحميري، فنسب لذا إلى التشيع.
قال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كنا نمر إلى البغوي، والدارقطني صبي يمشي خلفنا بيده رغيف عليه كامخ.
قال الخطيب: حدثنا الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجعل ينسخ جزءا كان معه، وإسماعيل يملي، فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، كم تحفظ أملى الشيخ؟ فقال: لا أحفظ. فقال الدارقطني: أملى ثمانية عشر حديثا، الأول: عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا وكذا، والحديث الثاني: عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا وكذا، ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه، أو كما قال.
قال الحافظ أبو ذر الهروي: سمعت أن الدارقطني قرأ كتاب ’’النسب’’ على مسلم العلوي، فقال له المعيطي الأديب بعد القراءة: يا أبا الحسن، أنت أجرأ من خاصي الأسد، تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر والأدب، فلا يؤخذ فيه عليك لحنة، وتعجب منه، هذه حكاها الخطيب عن الأزهري، فقال مسلم بن عبيد الله: وإنه كان يروي كتاب ’’النسب’’ عن الخضر بن داود عن الزبير.
قال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله: {فلا تزكوا أنفسكم} فألححت عليه، فقال: لم أر أحدا جمع ما جمعت، رواها أبو ذر، والصوري عن رجاء المصري، وقال أبو ذر: قلت لأبي عبد الله الحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو ما رأى مثل نفسه، فكيف أنا؟! وكان الحافظ عبد الغني الأزدي إذا حكى عن الدارقطني يقول: قال أستاذي.
وقال الصوري: سمعت الحافظ عبد الغني يقول: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة: ابن المديني في وقته، وموسى بن هارون -يعني: ابن الحمال في وقته، والدارقطني في وقته.
وقال القاضي أبو الطيب الطبري: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الأزهري: كان الدارقطني ذكيا، إذا ذكر شيئا من العلم أي نوع كان، وجد عنده منه نصيب وافر، لقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع أبي الحسن دعوة عند بعض الناس ليلة، فجرى شيء من ذكر الأكلة، فاندفع أبو الحسن يورد أخبار الأكلة وحكاياتهم ونوادرهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك، قال الأزهري: ورأيت ابن أبي الفوارس سأل الدارقطني عن علة حديث، أو اسم، فأجاب ثم قال: يا أبا الفتح، ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
قال القاضي أبو الطيب الطبري: حضرت الدارقطني، وقد قرئت الأحاديث التي جمعها في مس الذكر عليه، فقال: لو كان أحمد بن حنبل حاضرا لاستفاد هذه الأحاديث.
وقال أبو بكر البرقاني: كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه.
قلت: إن كان كتاب ’’العلل’’ الموجود قد أملاه الدارقطني من حفظه -كما دلت عليه هذه الحكاية، فهذا أمر عظيم يقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا، وإن كان قد أملى بعضه من حفظه، فهذا ممكن، وقد جمع قبله كتاب ’’العلل’’ علي بن المديني حافظ زمانه.
قال رجاء بن محمد المعدل: كنا عند الدارقطني يوما والقارئ يقرأ عليه، وهو يتنفل، فمر حديث فيه نسير بن ذعلوق، فقال القارئ: بشير، فسبح الدارقطني فقال: بشير، فسبح، فقال: يسير. فتلا الدارقطني: {ن والقلم}.
وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كنت عند الدارقطني وهو قائم يتنفل، فقرأ عليه أبو عبد الله بن الكاتب: عمرو بن شعيب، فقال: عمرو بن سعيد. فسبح الدارقطني، فأعاد، وقال: ابن سعيد، ووقف، فتلا الدارقطني: {يا شعيب أصلاتك تأمرك}. فقال ابن الكاتب: شعيب.
قال أبو الحسن العتيقي: حضرت أبا الحسن وجاءه أبو الحسين البيضاوي بغريب ليقرأ له شيئا فامتنع، واعتل ببعض العلل، فقال: هذا غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى
عليه أبو الحسن من حفظه مجلسا تزيد أحاديثه على العشرين، متن جميعها: ’’نعم الشيء الهدية أمام الحاجة’’. قال: فانصرف الرجل ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئا فقربه،. وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثا، متون جميعها: ’’إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه’’.
قلت: هذه حكاية صحيحة، رواها الخطيب عن العتيقي، وهي دالة على سعة حفظ هذا الإمام، وعلى أنه لوح بطلب شيء، وهذا مذهب لبعض العلماء، ولعل الدارقطني كان إذ ذاك محتاجا، وكان يقبل جوائز دعلج السجزي، وطائفة، وكذا وصله الوزير ابن حنزابة بجملة من الذهب لما خرج له المسند.
قال الحاكم: دخل الدارقطني الشام ومصر على كبر السن، وحج واستفاد وأفاد، ومصنفاته يطول ذكرها.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي فيما نقله عنه الحاكم وقال: شهدت بالله إن شيخنا الدارقطني لم يخلف على أديم الأرض مثله في معرفة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة والتابعين وأتباعهم، قال: وتوفي يوم الخميس لثمان خلون من ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وثلاث مائة، وكذا أرخ الخطيب وفاته.
وقال الخطيب في ترجمته: حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: رأيت كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام.
وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام.
قلت: لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا، سمع هذا القول منه أبو عبد الرحمن السلمي.
وقال الدارقطني: اختلف قوم من أهل بغداد، فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: علي أفضل، فتحاكموا إلي، فأمسكت وقلت: الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، وقلت للذي استفتاني: ارجع إليهم، وقل لهم: أبو الحسن يقول: عثمان أفضل من علي باتفاق جماعة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، هذا قول أهل السنة، وهو أول عقد يحل في الرفض.
قلت: ليس تفضيل علي برفض ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة، وهما من سادة الشهداء -رضي الله عنهما، ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان على الإمام علي، وإليه نذهب، والخطب في ذلك يسير، والأفضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر، من خالف في ذا، فهو شيعي جلد، ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة -أبعدهم الله.
قال الدارقطني: يقدم في ’’الموطأ’’ معن، وابن وهب، والقعنبي، قال: وأبو مصعب ثقة في ’’الموطأ’’.
قال حمزة السهمي: سئل أبو الحسن: إذا حدث النسائي وابن خزيمة بحديث، أيهما نقدم؟ فقال: النسائي، فإنه لم يكن مثله، ولا أقدم عليه أحدا.
الراوية عنه: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي، وجماعة إجازة قالوا: أخبرنا داود بن أحمد الوكيل، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر القاضي، أخبرنا عبد الصمد بن علي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثني سريج بن يونس، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: خطبنا عمار فأبلغ وأوجز، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة’’.
أخرجه مسلم عن سريج، فوافقناه بعلو.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن عبد الرحمن الأزدي سنة سبع مائة، أخبرنا المسلم بن أحمد، أخبرنا علي بن الحسن الحافظ، أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أخبرنا عبد الصمد بن علي، أخبرنا علي بن عمر الدارقطني، حدثنا محمد بن يحيى بن هارون الإسكاف، حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا خالد بن عبد الله، عن يونس بن عبيد، عن عبد الرحمن بن عتبة، عن ابن مسعود قال: ذكر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصدقة فقال: ’’إن من الصدقة أن تفك الرقبة، وتعتق النسمة’’. فقال رجل: يا رسول الله، أليستا واحدة، فقال: ’’لا، عتقها أن تعتقها، وفكاكها أن تعين في ثمنها’’. قال: أرأيت إن لم أستطع ذلك؟ قال: ’’تطعم جائعا، وتسقي ظمآنا’’ قال: أرأيت إن لم أجد؟ قال: ’’تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر’’ قال: أرأيت إن لم أستطع؟ قال: ’’فكف إذا شرك’’. غريب، تفرد به خالد الطحان.
أخبرنا عبد الخالق بن عبد السلام القاضي، وست الأهل بنت علوان قالا: أخبرنا عبد الرحيم بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا عبد المغيث بن زهير، أخبرنا أحمد بن عبيد الله العكبري، أخبرنا أبو طالب محمد بن علي الحربي، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا ابن صاعد، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد، سمعت أبا أمامة، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب، مع كل ألف سبعين ألفا وثلاث حثيات من حثيات ربي -عز وجل ’’.
وحدثنا ابن صاعد، حدثنا محمد بن حرب بواسط، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل نحوه.
وروى بقية، عن محمد بن زياد نحوه، فإسناده قوي.
قال الخطيب: سألت البرقاني: هل كان أبو الحسن يملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم، أنا الذي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي.
ولحمزة بن محمد بن طاهر في الدارقطني:
جعلناك فيما بيننا ورسولنا | وسيطا فلم تظلم ولم تتحوب |
فأنت الذي لولاك لم يعرف الورى | ولو جهدوا ما صادق من مكذب |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 414
على بن عمر بن أحمد بن مهدى بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله الإمام الجليل أبو الحسن الدارقطنى البغدادى الحافظ المشهور الاسم صاحب المصنفات إمام زمانه وسيد أهل عصره وشيخ أهل الحديث
مولده في سنة ست وثلاثمائة
سمع من أبى القاسم البغوى وأبى بكر بن أبي داود وابن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمى وعلى بن عبد الله بن مبشر الواسطى وأبى عمر محمد بن يوسف القاضى
والقاسم والحسين ابنى المحاملى وأبى بكر بن زياد النيسابورى وأبى روق الهزانى وبدر بن الهيثم وأحمد بن إسحاق بن البهلول وأحمد بن القاسم الفرائضى وأبى طالب أحمد بن نصر الحافظ وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط
ورحل في الكهولة إلى الشام ومصر فسمع القاضى أبا الطاهر الذهلى وهذه الطبقة
روى عنه الشيخ أبو حامد الإسفراينى الفقيه وأبو عبد الله الحاكم وعبد الغنى ابن سعيد المصرى وتمام الرازي وأبو بكر البرقانى وأبو ذر عبد بن أحمد وأبو نعيم الأصبهاني وأبو محمد الخلال وأبو القاسم التنوخى وأبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب والقاضى أبو الطيب الطبري وأبو الحسن العتيقى وحمزة السهمى وأبو الغنائم بن المأمون وأبو الحسين بن المهتدى بالله وأبو محمد الجوهرى وخلق كثير
قال الحاكم صار الدارقطنى أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإماما في القراء والنحويين وفى سنة سبع وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر وكثر اجتماعنا بالليل والنهار فصادفته فوق ما وصف لى وسألته عن العلل والشيوخ
قال وأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله
وقال الخطيب كان الدارقطنى فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث
منها القراءات فإن له فيها مصنفا مختصرا جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب وسمعت من يعتنى بالقراءات يقول لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التى سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات وصار القراء بعده يسلكون ذلك ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء فإن كتابه السنن يدل على ذلك وبلغنى أنه درس فقه الشافعي على أبى سعيد الإصطخرى وقيل على غيره
ومنها المعرفة بالأدب والشعر فقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة
قال وحدثنى الأزهرى قال بلغنى أن الدارقطنى حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار فجلس ينسخ جزءا والصفار يملى فقال رجل لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال الدارقطنى فهمى للإملاء خلاف فهمك تحفظ كم أملى الشيخ قال لا قال أملى ثمانية عشر حديثا الحديث الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا والحديث الثانى عن فلان عن فلان ومتنه كذا ثم مر في ذلك حتى أتى على الأحاديث فتعجب الناس منه أو كما قال
وقال رجاء بن محمد المعدل قلت للدارقطنى رأيت مثل نفسك فقال قال الله تعالى {فلا تزكوا أنفسكم} فألححت عليه فقال لم أر أحدا جمع ما جمعت
وقال أبو ذر عبد بن أحمد قلت للحاكم بن البيع هل رأيت مثل الدارقطنى فقال هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا
وقال أبو الطيب القاضى الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث
وقال الأزهرى كان الدارقطنى ذكيا إذا ذوكر شيئا من العلم أى نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر ولقد حدثنى محمد بن طلحة النعالى أنه حضر مع الدارقطنى دعوة فجرى ذكر الأكلة فاندفع الدارقطنى يورد أخبارهم ونوادرهم حتى قطع أكثر ليلته بذلك
وقال الأزهرى رأيت الدارقطني أجاب ابن أبى الفوارس عن علة حديث أو اسم ثم قال له يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيرى
وقال البرقانى كان الدراقطنى يملى على العلل من حفظه قال وأنا الذى جمعتها وقرأها الناس من نسختى
قال شيخنا الذهبى وهذا شئ مدهش فمن أراد أن يعرف قدر ذلك فليطالع كتاب العلل للدراقطنى
وقال الخطيب حدثنى العتيقي قال حضرت الدراقطنى وجاءه أبو الحسن البيضاوى بغريب ليسمع منه فامتنع واعتل ببعض العلل فقال هذا رجل غريب وسأله أن يملى عليه أحاديث فأملى عليه أبو الحسن من حفظه مجلسا تزيد أحاديثه على العشرين متون أحاديثه جميعها نعم الشئ الهدية أمام الحاجة فانصرف الرجل ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا فقربه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثا متون جميعها (إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه
وقال الحافظ عبد الغنى بن سعيد أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على بن المدينى في وقته وموسى بن هارون في وقته وعلى ابن عمر الدارقطنى في وقته
وقال رجاء بن محمد المعدل كنا عند الدارقطنى يوما والقارئ يقرأ عليه وهو يتنفل فمر حديث فيه نسير بن ذعلوق فقال القارئ بشير فسبح الدارقطنى
فقال بشير فسبح فقال بسير فتلا الدارقطنى {ن والقلم}
وقال حمزة بن محمد بن طاهر كنت عند الدارقطنى وهو قائم يتنفل فقرأ عليه أبو عبد الله ابن الكاتب عمرو بن شعيب فقال عمرو بن سعيد فسبح الدارقطنى فأعاده وقال ابن سعيد ووقف فتلا الدارقطنى {يا شعيب أصلاتك تأمرك} فقال ابن شعيب
قلت وهذا في الحكايتين مع حسنه فيه من أبى الحسن استعمال للمسألة المشهورة فيمن أتى في الصلاة بشئ من نظم القرآن قاصدا للقراءة وشئ آخر فإن صلاته لا تبطل على الأصح ولو قصد ذلك الشئ الآخر وحده لبطلت
وقال محمد بن طاهر المقدسى كان للدارقطنى مذهب في التدليس خفى يقول فيما لم يسمعه من أبى القاسم البغوى قرئ على أبى القاسم البغوي حدثكم فلان
توفى الدارقطنى يوم الخميس لثمان خلون من ذى القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة
قال أبو نصر بن ماكولا رأيت في المنام كأنى أسأل عن حال الدارقطنى في الآخرة فقيل لى ذاك يدعى في الجنة الإمام
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 3- ص: 462
نبئت عن السلفي، عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، عن أبي الحسين العلوي، عن القاضي أبي الطيب الطبري قال: رأيت الحاكم أبا عبد الله النيسابوري بين يدي أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني يسأله عن أشياء، فلما خرجنا من عنده قال: ما رأيت مثله.
وقال أبو الفتح ابن أبي الفوارس الحافظ: توفي الحافظ أبو الحسن الدارقطني يوم الأربعاء الثامن من ذي القعدة سنة خمس وثمانين، يعني: وثلاث مئة.
قال: وكان قد انتهى إليه علم هذا الشأن، وما رأينا في الحفظ في جميع علوم الحديث، والقراءات، والأدب مثله، وكان متفنناً.
وقال غيره: وكان مولد الدارقطني سنة خمس، وقيل: سنة ست وثلاث مئة، ودفن قربياً من معروف الكرخي (رضي الله عنهما) .
وقال الخطيب أبو بكر البغدادي: وكان فريد عصره، وقريع دهره ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق، والأمانة، والثقة، والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها: علم القراءات، فإن له فيها كتابا مختصرا موجزاً جمع الأصول في أبواب عقدها أول الكتاب، وسمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول: لم يسبق إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم، ويحذون حذوه.
ومنها: المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه “ السنن “ الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام.
قال: وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخري، وقيل: درس الفقه على صاحب لأبي سعيد، وكتب الحديث عن أبي سعيد نفسه.
ومنها: المعرفة بالأدب والشعر، وقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء، وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول: كان أبو الحسن الدارقطني يحفظ “ ديوان “ السيد الحميري في جملة ما يحفظ، فنسب إلى التشييع لذلك.
وحدثني الأزهري أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقال له: مسلم بن عبيد الله، وكان عنده كتاب “النسب”، عن الخضر بن داود، عن الزبير بن بكار، وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة، المطبوعين على العربية، فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب “النسب”، ورغبوا في سماعه بقراءته، فأجابهم إلى ذلك، واجتمع في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب والفضل، فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة، أو يظفروا منه بسقطه، فلم يقدروا على ذلك، حتى جعل مسلم يعجب، ويقول: وعربية أيضا
قال: وحدثني الصوري قال: سمعت أبا محمد رجاء بن محمد المعدل قال: قلت للدارقطني: رأى الشيخ مثل نفسه؟ فقال لي:: قال الله: {فلا تزكوا أنفسكم} [النجم: 32]، فقلت له: لم أرد هذا، إنما أردت أن أعلمه لأقول: رأيت شيخا لم ير مثله، فقال: إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وإن كان من اجتمع فيه ما اجتمع في فلا. انتهى كلام الخطيب.
وروى ابن طاهر: أن الدارقطني قال: ما في الدنيا شيء أبغض إلي من الكلام، وأنه كان طوالاً أبيض.
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 616
الدارقطني
الإمام الحافظ المجود شيخ الإسلام أبو الحسن على بن عمر البغدادي. م سنة 385 هـ.
قال الحافظ أبو ذر الهروي: سمعت أن الدارقطني قرأ كتاب النسب، على مسلم العلوي، فقال له: المعيطي الأديب بعد القراءة: يا أبا الحسن، أنت أجرأ من خاصي الأسد تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر والأدب، فلا يؤخذ عليك فيه لحنة، وتعجب منه، هذه حكاها الخطيب عن الزهري، فقال مسلم بن عبيد الله: وإنه كان يروي كتاب النسب، عن الخضر بن داود عن الزبير.
له: المختلف والمؤتلف. وهو كتاب حافل. وقد طبع باسم: المؤتلف والمختلف في أربعة مجلدات عام 1406 هـ نشر دار الغرب الإسلامي.
دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 89
الدارقطني الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن عمر
ابن أحمد بن مهدي البغدادي
الحافظ الهشير صاحب السنن والعلل والأفراد وغير ذلك
ولد سنة ست وثلاثمائة
وسمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد وابن دريد وخلائق ببغداد والبصرة والكوفة وواسط ومصر والشام
حدث عنه الحاكم وأبو حامد الإسفرايني وعبد الغني والبرقاني وأبو نعيم والقاضي أبو الطيب وخلائق
قال الحاكم أوحد عصره في الفهم والحفظ والورع إمام في القراء والمحدثين لم يخلف عن أديم الأرض مثله
وقال الخطيب كان فريد عصره وإمام وقته وانتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد والأخذ من العلوم كالقراءات فإن له مصنفا سبق فيه إلى عقد الأبواب قبل فرش الحروف وتأسى به القراء بعده والمعرفة بمذاهب الفقهاء درس الفقه على الإصطخري والمعرفة بالأدب والشعر فقيل كان يحفظ دواوين جماعة منهم السيد الحميري ولهذا نسب إلى التشيع وما أبعده منه
قال رجاء بن المعدل قلت للدارقطني هل رأيت مثل نفسك فقال
قال الله تعالى {فلا تزكوا أنفسكم} فألححت عليه فقال لم أر أحد جمع ما جمعت
وقال أبو ذر الحافظ قلت للحاكم هل رأيت مثل الدارقطني فقال هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا وكان عبد الغني إذا ذكر الدارقطني قال أستاذي
قال القاضي أبو الطيب الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث
وقال البرقاني أملى علي كتاب العلل من حفظه
قال السلمي سمعت الدارقطني يقول ما شيء أبغض إلي من الكلام
وقال ابن طاهر للدارقطني مذهب خفي في التدليس يقول فيما لم يسمعه من البغوي قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان
تصدر في آخر أيامه للإقراء وكان تلا على ابن مجاهد والنقاش مات ثامن ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 393
علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله، أبو الحسن، البغدادي، الدارقطني.
ترجمت له ترجمة مطولة في مقدمة ’’معجم شيوخه’’، فعليه رحمة الله تعالى، ولله الحمد.
قلت: [إمام حافظ مصنف ناقد].
دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1
الدارقطني
الإمام، الحافظ الكبير، شيخ الإسلام، أبو الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود، البغدادي.
مولده سنة ست وثلاث مئة.
سمع البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وبدر بن الهيثم القاضي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وأبا حامد الحضرمي، وعلي بن عبد الله بن مبشر، ومحمد بن القاسم المحاربي، وأبا علي [محمد] ابن سليمان المالكي، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر النيسابوري، وأبا طالب الحافظ، وخلقاً كثيراً يطول ذكرهم.
روى عنه: الحاكم، وأبو حامد الإسفراييني، وتمام الرازي، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وأبو ذر الهروي، وأبو نعيم الأصبهاني، والقاضي أبو الطيب الطبري، وعبد الصمد بن مأمون، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، وخلق.
قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً في القراء والنحويين، وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها، فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسج وحده، وإمام
وقته، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق والأمانة والثقة والعدالة، وقبول الشهادة وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها: القراءات، ومنها: المعرفة بمذاهب الفقهاء، ومنها: المعرفة بالأدب والشعر، وقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعةٍ من الشعراء، وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول: كان أبو الحسن الدارقطني يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر.
ثم ذكر الخطيب أن الدارقطني قرأ كتاب ’’النسب’’ للزبير بن بكار على مسلم بن عبيد الله العلوي فلم يحفظ عليه لحنة.
وقال القاضي أبو الطيب الطبري: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظاً ورد بغداد إلا مضى إليه وسلم له - يعني سلم له التقدمة في الحفظ، وعلو المنزلة في العلم.
وقال عبد الغني بن سعيد: أحسن الناس كلاماً على حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: علي بن المديني [في وقته]، وموسى بن هارون في وقته، والدارقطني في وقته.
وقال البرقاني: كنت أسمع عبد الغني بن سعيد كثيراً إذا حكى عن الدارقطني شيئاً يقول: قال أستاذي، وسمعت أستاذي. قال البرقاني: وما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني.
وقال الخطيب: سألت البرقاني، فقلت له: هل كان أبو الحسن الدارقطني يملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم.
وقال أبو ذر الهروي: سمعت الحاكم - وسئل عن الدارقطني - فقال: ما رأى مثل نفسه.
وقال الأزهري: كان الدارقطني ذكياً إذا ذكروا شيئاً من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر.
وقال السلمي: سمعت الدارقطني يقول: ليس شيءٌ أبغض إلي من الكلام.
وقال أبو الحسن بن القطان: الدارقطني منسوب إلى دار القطن، محلة من محال بغداد، وهو الحافظ الإمام بلا مدافعة.
وقال الخطيب: حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن ماكولا قال: رأيت في المنام ليلةً من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عن حال أبي الحسن الدارقطني في الآخرة، وما آل إليه أمره. فقيل لي: ذاك يدعي في الجنة الإمام.
مات الدارقطني في ذي القعدة سنة خمسٍ وثمانين وثلاث مئة، رحمه الله.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1