الناشئ الأصغر علي بن عبد الله بن وصيف، أبو الحسن الحلاء المعروف بالناشئ الأصغر: شاعر: مجيد، من أهل بغداد. كان إماميا، له قصائد كثيرة في أهل البيت. أخذ علم الكلام عن ابن نوبخت وغيره، وصنف كتبا. وقصد سيف الدولة بحلب، وأملى (ديوان شعره) في مسجد الكوفة، فحضر مجلسه بها المتنبي، وهو صغير. وتوفي ببغداد. كان في صغره يعمل النحاس ويحليه في صنعة بديعة، فقيل له (الحلاء) وكان جده (وصيف) مملوكا، وأبوه عبد الله عطارا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 304
الناشي الصغير اسمه علي بن عبد الله بن وصيف.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 200
الناشئ الأصغر علي بن عبد الله بن وصيف أبو الحسين الحلاء -بالحاء المهملة واللام المشددة- كان يعمل حلية المداخن والمقدمات، ويعمل الصفر ويخرمه، وله فيه صنعة بديعة، وكان يعرف بالناشيء الأصغر-بالنون وبعد الألف شين معجمة- وكان من متكلمي الشيعة الإمامية الفضلاء، وله شعر مدون، وروى عن ابن المعتز والمبرد، وروى عنه ابن فارس اللغوي وعبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبة الهمذاني وغيرهما. وقال: كان ابن الرومي يجلس في دكان أبي، وهو عطار ويلبس الدراعة وثيابه وسخة، وأنا لا أعرفه. وانقطع مدة فسألت أبي عنه: ما فعل ذلك الشيخ؟ فقال: ويلك ذاك ابن الرومي، وقد مات. فندمت إذ لم أكن أخذت عنه شيئا.
وأشعار الناشيء لا تحصى كثرفة في مدح أهل البيت حتى عرف بهم. وقصد كافورا الإخشيدي ومدحه، ومدح الوزير ابن حنزابة ونادمه، ومدح سيف الدولة وابن العميد وعضد الدولة. وكان مولده سنة إحدى وسبعين ومائتين، وتوفي سنة ست وستين وثلاث مائة. وكان يميل إلى الأحداث ولا يشرب النبيذ، وله في المجون طبقة عالية، وعنه أخذ مجان باب الطاق كلهم هذه الطريقة.
قال الخالع: كانت للناشيء جارية سوداء تخدمه، فدخل يوما إلى دار أخته وأنا معه، فرأى صبيا صغيرا أسود فقال لها: من هذا؟ فسكتت، فألح عليها، فقالت: ابن بشارة، فقال: ممن؟ فقالت: من أجل ذلك أمسكت. فاستدعى الجارية فقال لها: هذا الصبي من أبوه؟ فقالت: ما له أب. فالتفت إلي وقال: سلم لي على المسيح عليه السلام إذا.
وكان شيخا طويلا جسيما عظيم الخلقة، عريض الألواح، موفر القوة، جهوري الصوت. عمر نيفا وتسعين سنة ولم تضطرب أسنانه. وناظر يوما علي بن عيسى الرماني في مسألة فانقطع الرماني فقال: أعاود النظر، وربما كان في أصحابي من هو أعلم مني بهذه المسألة، فإن ثبت الحق معك، وافقتك عليه، فأخذ يندد به، فدخل عليهما علي بن كعب الأنصاري المعتزلي فقال: في أي شيء أنتما يا أبا الحسين؟ فقال: في ثيابنا، فقال: دعنا من مجونك وأعد المسألة، فلعلنا أن نقدح فيها، فقال: كيف تقدح وحراقك رطب؟ وناظر أشعريا فصفعه فقال: ما هذا يا أبا الحسين؟ فقال: هذا فعله الله بك فلم تغضب مني؟ فقال: ما فعله غيرك، وهذا سوء أدب وخارج عن المناظرة، فقال: ناقضت، إن أقمت على مذهبك، فهو من فعل الله، وإن انتقلت فخذ العوض، فانقطع المجلس بالضحك، وصارت نادرة.
قال ياقوت في معجم الأدباء: لو كان الأشعري ماهرا لقام إليه وصفعه أشد من تلك، ثم يقول له: صدقت، تلك من فعل الله بي، وهذه من فعل الله بك، فتصير النادرة عليه لا له. وقال: كنت بالكوفة سنة خمس وعشرين وثلاث مائة وأنا أملي شعري في المسجد الجامع بها والناس يكتبونه عني، وكان المتنبي إذ ذاك يحضر وهو بعد لم يعرف ولم يلقب بالمتنبي، فأمليت القصيدة التي أولها:
بآل محمد عرف الصواب | وفي أبياتهم نزل الكتاب |
كأن سنان ذابله ضمير | فليس عن القلوب له ذهاب |
وصارمه كبيعته بخم | مقاصدها من الخلق الرقاب |
كأن الهام في الهيجا عيون | وقد طبعت سيوفك من رقاد |
وقد صغت الأسنة من هموم | فما يخطرن إلا في فؤاد |
إذا أنا عاتبت الملوك فإنني | أخط على صفح من الماء أحرفا |
وهبه أرعوى بعد العتاب ألم تكن | مودته طبعا فصارت تكتلفا؟ |
وليل توارى النجم من طول مكثه | كما ازور محبوب لخوف رقيبه |
كأن الثريا فيه باقة نرجس | يحيي بها ذو صبوة لحبيبه |
دنان كرهبان عليها برانس | من الخز دكن يوم فصح تقصف |
ينظم منها المزج سلكا كأنه | إذا ما بدا في الكأس در منصف |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0
الناشئ الصغير من فحول الشعراء، ورءوس الشيعة، أبو الحسن علي بن عبد الله ابن وصيف الحلاء.
أخذ الكلام عن إسماعيل بن نوبخت وغيره، وصنف التصانيف، والحلاء: صانع حلية النحاس.
وهو القائل:
إذا أنا عاتبت الملوك فإنما | أخط بأقلامي على الماء أحرفا |
وهبه ارعوى بعد العتاب ألم | تكن مودته طبعا فصارت تكلفا |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 270