الورداني علي بن سالم الورداني: أديب تونسي، من أصحاب الرحلات. ولد في (الوردانين) من مدن الساحل في دائرة سوسة، واليها نسبته. وتعلم في الصادقية بتونس، وأحسن التركية والفرنسية، واتصل بخير الدين باشا، فجعله من كتاب ديوانه. وسافر معه إلى اسطنبول سنة 1295 وأرسله السلطان عبد الحميد الثاني ترجمانا، في بعثة ترأسها محمود التركزي الشنقيطي، للبحث عن المخطوطات العربية، في اسبانيا وفرانسا وانكلترة. ثم عاد إلى تونس، وعين منشئا أول في الوزارة، ونشر مقالات وقصائد في صحفها. كما نشر كتابه (الرحلة الأندلسية) تباعا في 28 عددا من جريدة (الحاضرة) الأسبوعية، سنة 1305 - 1307هـ.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 290

الورداني علي بن سالم الورداني، الأديب الشاعر، الرحالة.
ولد في بلدة أكودة من ولاية سوسة، وتلقى التعلم الثانوي في المدرسة الصادقية، وأتقن بها من اللغات التركية، والفرنسية، والإيطالية.
وبمواهبه واجتهاده جذب أنظار الوزير خير الدين الذي دعاه مرات إلى تناول الطعام على مائدته، وجعله من كتاب ديوانه لأن مواهب هذا الطالب أعجبته، وعند ما بارح خير الدين تونس سنة 1295 هـ‍ واستقر باستانبول، استدعى المترجم فالتحق به، وسكن في قصر خير الدين بإستانبول، وتعرف برواد القصر من الشخصيات المرموقة، وأتقن اللغة التركية إتقانا جيدا، وعند ما أصبح خير الدين رئيسا لمجلس التاج مدى الحياة قدمه للسلطان عبد الحميد الثاني بصفة كاتب للبعثة العلمية برئاسة الشيخ محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي للبحث عن المخطوطات العربية في إسبانيا، وفرنسا، وإنكلترا.
وسافرت البعثة من إستانبول في 8 سبتمبر 1878، ونزلت لبضعة أيام في مرسيليا، وبعد وقفة قصيرة في باردو دخلت إسبانيا، ووصلت إلى مدريد، ثم دخلت دير الإسكوريال حيث شرعت في العمل بدون تأخير في فحص وفهرسة المخطوطات النادرة، وبالرغم من صعوبة العمل وفنيته فإن أعضاء البعثة أنهوا العمل في بضعة أسابيع.
وفي أثناء الإقامة شاهدوا آثار العاصمة الإسبانية، ورحلوا إلى مدن إشبيلية، وبلنسية، وقرطبة، وغرناطة، والمترجم دون كل ما يجذب نظره وانتباهه في أوصاف حية عجيبة، وترك الانطباعات التي جمعها خلال رحلته.
وبعد انتهاء مهمته عاد إلى إستانبول، ونزل في سراي تسناكيلي، وتوالت الإلحاحات من أمه لرجوعه التي حطمها طول الغياب، وعند ما عاد إلى تونس احتفل أصدقاؤه بقدومه، ومنذ الأيام الأولى سمي مترجما بالمصالح العدلية، ثم منشئا بقسم الدولة فيما بعد، وامتاز بدقة ترجمته.
وهو شاعر ينظم رباعيات أحيانا على غرار الخيام وغيره من الشعراء الماضين.
مات عن غير عقب، ولفقدانه المبكر غير المنتظر لم يفكر أصدقاؤه في جمع أشعاره وتقييدها.
له كتاب الرحلة الأندلسية نشره تباعا في 23 عددا من جريدة «الحاضرة» من سنة 1305 إلى سنة 1307.
المراجع:
- الأعلام 4/ 290 (ط 5/)، ورقات ... 2/ 461 - 466، وجوه تونسية للصادق الزمرلي (بالفرنسية) 59 - 62.

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 5- ص: 128