ابن شيخ العوينة علي بن الحسين بن القاسم الموصلي، أبو الحسن، زين الدين، ابن شيخ العوينة: فقيه شافعي أصولي، عالم بالعربية. مولده ووفاته بالموصل. تعلم بها وببغداد، وزار دمشق سنة 738 فأخذ عن علمائها. له (شرح المفتاح) و (شرح التسهيل) و (شرح مختصر ابن الحاجب) و (شرح البديع) لابن الساعاتي، و (نظم الحاوي الصغير).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 280
ابن شيخ العوينة علي بن الحسين بن القاسم بن منصور بن علي، هو الشيخ الإمام العالم الفاضل المتبحر المفتي العلامة الأصولي الفقيه النحوي الكامل زين الدين أبو الحسن ابن الشيخ جمال الدين ابن الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين ابن الشيخ زين الدين شيخ العوينة الموصلي. كان هذا الشيخ زين الدين الأعلى من أهل الثروة والسعادة بالموصل، فآثر الانقطاع والعزلة، فآوى إلى الجبانة بباب الميدان ظاهر الموصل، ولا ماء هناك إلا من آبار محفورة طول البئر خمسون ذراعا وستون ذراعا وأكثر وأقل. وكان الشيخ زين الدين المذكور يتوجه كل يوم إلى الشط ويملأ إبريقين ويحملهما ويجيء بهما لأجل شربه ووضوئه. فمكث على ذلك مدة وهو يقاسي مشقة لبعد المسافة. فلما كان في ليلة رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول له: إحفر عندك حفيرة يظهر لك الماء، فلما انتبه استبعد ذلك لأن الآبار هناك بعيدة الغور. ولبث مدة، فرأى تلك الرؤيا، فاستبعد ذلك، ولبث مدة ثم رأى تلك الرؤيا وقال: لو حفرت بعكازك طلع لك الماء. فقص ذلك على بعض أصحابه، وحفر في ذلك المكان تقدير ثلاثة أذرع أو أكثر فأجرى الله تعالى له هناك عينا، وهي مشهورة هناك، فمن ثم قيل له شيخ العوينة. وكان من الصلحاء الكبار.
وأما الشيخ زين الدين صاحب هذه الترجمة، فإني اجتمعت به بدمشق في شهر شوال سنة خمسين وسبع مائة بالمدرسة القليجية، وقد حضر متوجها إلى الحجاز مع بيت صاحب ماردين. فرأيته حسن الشكل نير الوجه أحمر الخدين نقي الشيب، يعلوه بهاء ورونق. وسألته عن مولده فقال: بالموصل ثاني عشر شهر رجب سنة إحدى وثمانين وست مائة. قرأ القرآن في بغداد على الشيخ عبد الله الواسطي الضرير لعاصم من طريق أبي بكر، وشرح الشاطبية على الشيخ شمس الدين ابن الوراق الموصلي. وحفظ الحاوي الصغير وشرحه على أقضى القضاة عز الدين أبي السعادات عبد العزيز بن عدي البلدي، وشرحه أيضا على السيد ركن الدين الاستراباذي. وقرأ مختصر ابن الحاجب وشرحه على السيد ركن الدين أيضا. وقرأ أصول الدين والمعقولات على السيد ركن الدين أيضا. وقرأ ألفية ابن معط على الشيخ شمس الدين المعيد المعروف بابن عائشة، وقرأ اللمع أيضا لابن جني ببغداد على مهذب الدين النحوي وعلى شمس الدين الحجري -بفتح الحاء والجيم- التبريزي، مدرس العربية في المستنصرية. وقرأ الحساب على القاضي عز الدين المذكور آنفا، وقرأ عليه الطب أيضا. وأجاز له جماعة منهم: الشيخ تاج الدين ابن بلدجي الحنفي، وسمع عليه بعض جامع الأصول لابن الأثير، وكان يرويه عن الحامض عن المصنف. وسمع أكثر شرح السنة للبغوي على الشيخ تاج الدين عبد الله بن المعافى. وأجاز له الشيخ شمس الدين ابن الوراق الموصلي الحنبلي. وقدم إلى دمشق سنة ثمان وثلاثين وسبع مائة، وسمع على الشيخ جمال الدين المزي صحيح البخاري والترمذي ومسند الشافعي وأجزاء كثيرة، وعلى الشيخ شمس الدين السلاوي صحيح مسلم، وعلى الشيخ زين الدين عمرو بن تيمية التنوخي النسائي، وعلى الشيخ شمس الدين الذهبي سنن ابن ماجة. وسمع على الشيخ شمس الدين ابن النقيب قاضي حلب بعض سنن الدارقطني، وأجازه الباقي. وسمع على الشيخ علم الدين البرزالي كتاب علم الحديث لابن الصلاح، وأجازه الشيخ شمس الدين محمد بن شكاره المؤدب الموصلي المقامات الحريرية.
وروى مصنفات الشيخ موفق الدين الكواشي عن الشيخ شمس الدين ابن عائشة عن السيد ركن الدين عن المصنف، رحمه الله تعالى. وله من التصانيف: تفسير بنج الحمد، وهو خمس سور من القرآن الكريم أول كل سورة: ألحمد، وشرح مختصر ابن الحاجب في مجلد، وشرح البديع لابن الساعاتي الحنفي، وشرح مختصر المعالمين للسيد ركن الدين، وكتاب تنقيح الأفهام في جملة الكلام، اختصار مقاصد السول في علم الأصول للسيد ركن الدين. ونظم الحاوي الصغير في دون الخمسة آلاف بيت، وشرح المنظومة الأسعردية في الحساب، شرح التسهيل لابن مالك -ولم يكمل- وشرح قصيدة في الفرائض للشيخ عبد الله الجزري. وله كتاب عرف العبير في عرف التعبير.
وأنشدني من لفظه لنفسه ما كتب به إلى الشيخ شمس الدين الحيالي:
سلام مثل أنفاس العبير | على من حبه زاد المسير |
ونهج سبيله حرز الأماني | ومصباح الهداية للبصير |
عوارفه لأهل الكشف قوت | وإحياء لعلمهم الغزير |
إشارته النجاة لمن وعاها | ومنطقه شفاء للصدور |
تحية من ذريعته إليه | خلاصة نية وصفا ضمير |
وفي جمل الفصول له مثير | إلى المقصور في تلك القصور |
ولو واتاه تيسير وفوز | بتكميل المقاصد والسرور |
وقائل سره وجه التهاني | ولاح طوالع السعد المنير |
سعى ورمى جمار البعد عنه | وطاف بكعبة الحرم الخطير |
ولم يقنع بتحفة بنت فكر | ولا اعتاض السطور عن الحضور |
دعاها تواصل سيرها بسراها | ولا تردعاها فالغرام دعاها |
ولا تخشيا منها كلالا من السرى | وحقكما أن الكلال عداها |
فإن مل حاديها وحار دليلها | هداها إلى تلك القباب سناها |
عسى ينقضي في مسجد الخيف خوفها | وتلقى مناها في نزول مناها |
وتجرع من ماء الأجيرع شربة | وتنقع من حر الذميل صداها |
متى ما تخللت النخيل بيثرب | عدمت تثريبها وعناها |
ولم يبق من أكوارها في ظهورها | ظهور إذا ما بطن مر حواها |
إليك رسول الله سعي عصابة | تعد خطاها فيك محو خطاها |
أتت وقراها موقر بذنوبها | فأحسن كعادات الكرام قراها |
وليس لها عند الإله وسيلة | سواك إذا ما النار شب لظاها |
ودعتكم وتركت قلبي عندكم | ورحلت بالمخلوق من صلصال |
فالقلب في الفردوس يشهد حسنكم | والجسم في نار التفرق صال |
ألا إنما القرآن أكبر معجز | لأفضل من يهدى به الثقلان |
ومن جملة الإعجاز كون اختصاره | بإيجاز ألفاظ وبسط معاني |
ولكنني في الكهف أبصرت آية | بها الفكر في طول الزمان عناني |
وما ذاك إلا استطعما أهلها فقد | نرى استطعماهم مثله ببيان |
فما الحكمة الغراء في وضع ظاهر | مكان ضمير إن ذاك لشان |
سألت لماذا ’’استطعما أهلها’’ أتى | عن استطعماهم إن ذاك لشان |
وفيه اختصار ليس ثم ولم تقف | على سبب الرجحان منذ زمان |
فهاك جوابا رافعا لنقابه | يصير به المعنى كرأي عيان |
إذا ما استوى الحالان في الحكم رجح الضـ | ـمير وأما حين يختلفان |
بأن كان في التصريح إظهار حكمة | كرفعة شأن أو حقارة جان |
كمثل أمير المؤمنين يقول ذا | وما نحن فيه صوحوا بأمان |
وهذا على الإيجاز واللفظ جاء في | جوابي منثورا بحسن بيان |
فلا تمتحن بالنظم من بعد عالما | فليس لكل بالقريض يدان |
وقد قيل أن الشعر يزري بهم فلا | تكاد ترى من سابق برهان |
ولا تنسني عند الدعاء فإنني | سأبدي مزاياكم بكل مكان |
وأستغفر الله العظيم لما طغى | به قلمي أو طال فيه لساني |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0
علي بن الحسين بن القاسم بن منصور علي بن الحسين بن القاسم بن منصور بن علي الموصلي زين الدين أبو الحسن ابن شيخ العوينة الشافعى وشيخ العوينة جده الأعلى على
يقال إنه كان منقطعا بزاوية بالموصل وكان الماء بعيدا عنه فرأى رؤيا فحفر حفيرة في الزاوية فنبع منها وجرت منه عين لطيفة فقيل له شيخ العوينة ولد في رجب سنة 681 بالموصل ونشأ في تلك البلاد وحج صحبة بنت صاحب ماردين في سنة 750 وقرأ القراآت على الشيخ عبد الله الواسطي النحرير وأخذ الشاطبية عن الشيخ شمس الدين ابن الوراق وشرحها عليه وحفظ مختصرا في الفقه يسمى الحصن النافع تأليف القاضي تاج الدين مفرج التكريتي مدرس النظامية وشرح الحاوي على القاضي عز الدين أبي السعادات عبد العزيز بن عدي البلدي وعلى السيد ركن الدين وأخذ عنه مختصر ابن الحاجب وشرحه وأخذ ألفية ابن معطي عن الشيخ شمس الدين المعيد المعروف بابن عائشة وقرأ اللمع ببغداد على الشيخ شمس الدين محمد بن فضل الله الحجري بفتح المهملة وسكون الجيم التبريزي المدرس بالمستنصرية وقرأ اللمع لابن جني على مهذب الدين النحوي ببغداد وسمع بعض جامع الأصول على تاج الدين بلدجي النحوي وأجاز له وكان يرويه عن ابن الحامض عن المؤلف وسمع أكثر شرح السنة للبغوي على تاج الدين عبد الله ابن المعافي وقدم دمشق سنة 38 - فأخذ عن فضلائها وسمع الحديث من زينب بنت الكمال والسلاوي والمزي وغيرهم وشرع في التصانيف فشرح مختصر ابن الحاجب والفروع والبديع لابن الساعاتي ونظم الحاوي الصغير وشرح المفتاح اثنى عليه ابن حبيب وشرع في شرح التسهيل لابن مالك وغير ذلك وذكر أن جده الأعلى زين الدين علي والد منصور كان زاهدا منقطعا بمكان من جبانة الموصل ولم يكن عنده ماء يشرب منه قريب فكان يقاسي لذلك شدة فرأى رؤيا فحفر حفيرة فظهر له الماء وجرت عين فنسب إليها فقيل له شيخ العوينة بالتصغير وكان له نظم حسن فمنه قصيدة نبوية أولها
دعاها تواصل سيرها بسراها | ولا تردعاها فالغرام دعاها |
ألا إنما القرآن أكبر معجز | لأفضل من يهدى به الثقلان |
ومن جملة الإعجاز كون اختصاره | بايجاز ألفاظ وبسط معان |
ولكنني في الكهف أبصرت آية | بها الفكر في طول الزمان عناني |
وما ذاك إلا استطعما أهلها فقد | يرى أستطعماهم مثله ببيان |
فما الحكمة الغراء في وضع ظاهر | مكان ضمير أن ذاك لشان |
سألت لماذا استطعما اهلها أتى | عناستطعماهم إن ذاك لشان |
وفيه اختصار ليس ثم ولم تقف | على سبب الرجحان منذ زمان |
فهاك جوابا رافعا لنقابه | بصير به المعنى كراي عيان |
إذا ما استوى الحالان رجح منهما ال | ضمير وأما حين يختلفان |
فإن كان في التصريح إجهار حكمة | لرفعه شأن أو حقارة جان |
كمثل أمير المؤمنين يقول ذا | وما بحن فيه صرحوا بأمان |
وهذا على الإيجاز واللفظ جاء في | جوابي منشورا بحسن بيان |
فلا تمتحن بالنظم من بعد عالما | فليس لكل بالقربض يدان |
وقد قيل إن الشعر يزري بهم فلا | يكاد يرى من سابق برهان |
ولا تنسنى عند الدعاء فاننى | سابدى مزيا كم بكل مكان |
واستغفر الله العظيم لما طغى | به قلمي أو طال فيه لساني |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0
علي بن الحسين بن القاسم بن منصور بن علي الشيخ زين الدين أبو الحسن ابن شيخ العوينة الموصلي ...
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 10- ص: 136
علي بن الحسين بن القاسم بن منصور بن علي الموصلي زين الدين بن شيخ القوفية بالتصغير اسم مكان كان جده الأعلى منقطعاً بمكان بالموصل وكان الماء بعيدا عنه فرأى رؤيا فحفر حفيرة في ذلك المكان فجرت منه عين لطيفة فقيل له شيخ القوفيه ولد صاحب الترجمة في رجب سنة 681 إحدى وثمانين وستمائة بالموصل ونشأ بها وقرأ القرآن وأخذ الشاطبية وشرحها عن الشيخ شمس الدين بن الوراق وأخذ سائر العلوم عن جماعة وسمع الحديث عن زينب بنت الكمال والمزي وغيرهما وشرع في التصانيف فشرح مختصر ابن الحاجب وفروع ابن الساعاتي ونظم الحاوي الصغير وشرح المنهاج وشرع في شرح التسهيل لابن مالك وغير ذلك قال ابن رافع في ذيل تاريخ بغداد كان حسن العبارة لطيف المحاضرة مليح البزة جميل الهيئة كثير التودد خيراً ديناً وهو الذي كتب إليه الصفدي السؤال المشهور في قوله تعالى استطعما أهلها وجعله نظماً فقال
ألا إنما القرآن أكبر معجز | لافضل من يهدي به الثقلان |
ومن جملة الإعجاز كون اختصاره | بإيجاز ألفاظ وبسط معان |
ولكنني في الكهف أبصرت آية | بها الفكر في طول الزمان عناني |
وما ذاك إلا استطعما أهلها فقد | يرى استطعماهم مثله ببيان |
فما الحكمة الغراء في وضع ظاهر | مكان ضمير إن ذاك لشان |
سألت لماذا استطعما أهلها أنى | عن استطعماهم ان ذاك لشان |
وفيه اختصار ليس ثم ولم تقف | على سبب الرجحان منذ زمان |
فهاك جوابا رافعا لنقابه | يصير به المعنى كرأي عيان |
إذا ما استوى الحالان في الحكم رجح ال | ضمير وأما حين يلتقيان |
فإن كان في التصريح أظهر حكمة | لرفعة شأن أو حقارة جان |
كمثل أمير المؤمنين يقول ذا | وما نحن فيه صرحوا بأمان |
وهذا على الإيجاز واللفظ جاء في | جوابي منثوراً بحسن بيان |
فلا تمتحن بالنظم من بعد عالما | فليس لكل بالقريض يدان |
وقد قيل إن الشعر يزري بهم فلا | يكاد ترى من سابق برهان |
واستغفر الله العظيم بما طغى | به قلمي أو طال فيه لساني |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 442