أبو الفرج الأصبهاني علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني الأموي القرشي، أبو الفرج الاصبهاني: من أئمة الأدب، الأعلام في معرفة التاريخ والأنساب والسير والآثار واللغة والمغازي. ولد في أصبهان، ونشأ وتوفي ببغداد. قال الذهبي: (والعجب أنه أموي شيعي). وكان يبعث بتصانيفه سرا إلى صاحب الأندلس الأموي فيأتيه إنعامه. من كتبه (الأغاني - ط) واحد وعشرون جزءا، لم يعمل في بابه مثله، جمعه في خمسين سنة، و (مقاتل الطالبيين - ط) و (نسب بني عبد شمس) و (القيان) و (الإماء الشواعر) و (أيام العرب) ذكر فيه 1700 يوم، و (التعديل والإنصاف) في مآثر العرب ومثالبها، و (جمهرة النسب) و (الديارات) و (مجرد الأغاني) و (الحانات) و (الخمارون والخمارات) و (آداب الغرباء). ولمحمد أحمد خلف الله، كتاب (صاحب الأغاني - ط).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 278
أبو الفرج الأصبهاني اسمه علي بن الحسين بن محمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن الحكم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 397
علي بن الحسين بن محمد أبو الفرج الأصبهاني المنتهي نسبه إلى مروان بن الحكم
قال التنوخي: من المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصبهاني ثم مدحه، وقال ابن شاكر في عيون التواريخ: أنه كان ظاهر التشيع وقال ابن الأثير في الكامل: وكان أبو الفرج شيعيا وهذا من العجيب، وقال ابن الجوزي في كتابه المنتظم في الملوك والأمم: أنه كان متشيعا ومثله لا يوثق بروايته.
ولد سنة 284 في أصفهان وتوفي سنة 356.
نشأ في بغداد بعد تركه أصفهان وأخذ العلم عن أعلامها، وكانت بغداد إذ ذاك قرارة العلم والعلماء ومثابة الأدب والأدباء ومهوى أفئدة الذين يرغبون في الإلمام بالثقافة أو يودون التخصص في فروعها.
وقد أخذ أبو الفرج نفسه بالجد في طلب العلم فنبغ وتفوق، وكان له من توقد ذكائه وسرعة حفظه وشغفه بالمعرفة ما مكن له من ناحية التفوق وذلل له من شماس النبوع وجعله ينهض بتأليف (الأغاني) العظيم ولما يبلغ الثلاثين من عمره، فإذا ما بلغها أو جاوزها بعام أو ببعض عام ألف كتابه الخالد (مقاتل الطالبيين).
وقد قدر له إن يعرف شابا من لداته يهيم بالمجد مثله ويبتغي إليه الوسيلة بالقوة في العلم والأدب، وهو الحسن بن محمد المهلبي، وتظهرهما المعرفة على ما بينهما من التمازج النفسي والالتقاء الكثير في الإرادات والاختيارات والشهوات فتوثق بينهما صداقة عقلية ومؤاخاة روحية، ستظل قوية العرى مستحصدة العلائق أبدا. ويختلف الدهر ويتبدل العسر باليسر، ويرق الزمان لفاقة المهلبي ويرثي لطول تحرقه وينيله ما يرتجي فيصير وزيرا لمعز الدولة البويهي. ويطيع الدهر بعد عصيانه لأبي الفرج فيصبح كاتبا لركن الدولة البويهي قريب المنزلة منه عظيم المكانة لديه ولعل من أسباب تلك الحظوة اتفاقهما في التشيع.
وفي سنة 328 يستوزر ركن الدولة أبا الفضل بن العميد فيكون بينه وبين أبي الفرج ما يكون عادة من التحاسد والتباغض، والمصارعة النفسية والاستباق إلى قلب ركن الدولة، ويستطيل ابن العميد على أبي الفرج ويتعاظم، ولا يلقاه بما ينبغي له من الإجلال والتعظيم أثناء دخوله وخروجه فتثور نفسه ويخاطبه بقوله:
ما لك موفور فما باله | أكسبك التيه على المعدم |
ولم إذا جئت نهضنا وإن | جئنا تطاولت ولم تتمم |
وان خرجنا لم تقل مثل ما | نقول: قدم طرفه قدم |
إن كنت ذا علم فمن ذا الذي | مثل الذي تعلم لم يعلم |
ولست في الغارب من دولة | ونحن من دونك في المنسم |
وقد ولينا وعزلنا كما | أنت فلم نصغر ولم نعظم |
تكافأت أحوالنا كلها | فصل على الإنصاف أو فاصرم |
رهنت ثيابي وحال القضاء | دون القضاء وصد القدر |
وهذا الشتاء كما قد ترى | عسوف علي قبيح الأثر |
ينادى بصر من العاصفات | أو دمق مثل وخز الإبر |
وسكان دارك ممن أعول | يلقين من برده كل شر |
فهذي تحن وهذي تئن | وأدمع هاتيك تجري درر |
إذا ما تململن تحت الظلام | تعللن منك بحسن النظر |
ولاحظن ربعك كالممحلين | شاموا البروق رجاء المطر |
يؤملن عودي بما ينتظرون | كما يرتجي آيب من سفر |
فانعم بانجاز ما قد وعدت | فما غيرك اليوم من ينتظر |
وعش لي وبعدي فأنت الحيا | ة والسمع من جسدي والبصر |
إذا ما علاء في الصدر للنهي والأمر | وبثهما في النفع منه وفي الضر |
وأجرى ظبا أقلامه وتدفقت | بديهته كالمستمد من البحر |
رأيت نظام الدر في نظم قوله | ومنثوره الرقراق في ذلك النثر |
ويقتضب المعنى الكثير بلفظه | ويأتي بما تحوى الطوامير في سطر |
أيا غرة الدهر ائتنف غرة الشهر | وقابل هلال الفطر في ليلة الفطر |
بأيمن إقبال وأسعد طائر | وأفضل ما ترجوه في أفسح العمر |
أبعين مفتقر إليك رأيتين | بعد الغنى فرميت بي من حالق |
لست الملوم أنا الملوم لأنني | أملت للإحسان غير الخالق |
إلا موت يباع فاشتريه | فهذا العيش ما لا خير فيه |
يا سماء اسقطي ويا أرض ميدي | قد تولى الوزارة ابن البريدي |
من حمرة صفرة في خضرة | تخييلها يغني عن التحقيق |
وكان سالفتيه تبر سائل | وعلى المفارق منه تاج عقيق |
أبكي إذا أبصرت ربعك موحشا | بتحنن وتأسف وشهيق |
ويزيدني جزعا لفقدك صادح | في منزل دان إلي لصيق |
قرع الفؤاد وقد زقا فكأنه | نادى ببين أو نعي شقيق |
فتأسفي أبدا عليك مواصل | بسواد ليل أو بياض شروق |
وإذا أفاق ذوو المصائب سلوة | وتصيدوا أمسيت غير مفيق |
لهفي عليك أبا النذير لو أنه | دفع المنايا عنك لهف شفيق |
وعلى شمائلك اللواتي ما سمت | حتى ذوت من بعد حسن سموق |
وتكاملت جمل الجمال بأسرها | متلألئا ذا رونق وبريق |
من حمرة في صفرة في خضرة | تخييلها يغني عن التحقيق |
عرض يجل عن القياس وجوهر | لطفت معاينه عن التدقيق |
وخطرت ملتحفا ببرد حبرت | منه بديع الوشي كف أنيق |
كالجلنارة أو صفاء عقيقة | أو لمع نار أو وميض بروق |
أو قهوة تختال في بلورة | بتألق الترويق والتصفيق |
وكان سالفتيك تبر سائل | وعلى المفارق منك تاج عقيق |
وكان مجرى الصوت منك إذا نبت | وجفت عن الأسماع بح حلوق |
ناي دقيق ناعم قرنت به | نغم مؤلفة من الموسيقي |
يزقو ويصفق بالجناح كمنتش | وصلت يداه النقر بالتصفيق |
ويميس ممتطيا لسبع دجائج | مثل المهاري أحدقت بفنيق |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 198
أبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الفرج الأشبهاني الكاتب العلامة الأخباري صاحب الأغاني. ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، وتوفي سنة ست وخمسين وثلاث مائة، كذا قال الشيخ شمس الدين وغيره. وقال ياقوت في معجم الأدباء: ذكر في كتاب أدب الغرباء من تأليفه:
حدثني صديق لي، قال: قرأت على قصر معز الدولة بالشماسية: يقول فلان ابن فلان الهروي: حضرت وفي هذا الموضع في سماط معز الدولة والدنيا عليه مقبلة، وهيبة الملك عليه مشتملة. ثم عدت إليه في سنة اثنتين وستين وثلاث مائة، فرأيت ما يعتبر به اللبيب يعني من الخراب. وذكر موت معز الدولة وولاية ابنه بختيار، وكان ذلك في سنة ست وخمسين وثلاث مائة، انتهى.
قلت: قال كثير من الناس إنه مات في سنة ست وخمسين وثلاث مائة عالمان: أبو علي القالي وصاحب الأغاني، وثلاث ملوك: معز الدولة وكافور وسيف الدولة.
وسمع أبو الفرج من جماعة لا يحصون، وروى عنه الدارقطني وغيره.
استوطن بغداد وكان من أعيان أدبائها، وأفراد مصنفيها، وكان أخباريا نسابة، شاعرا ظاهر التشيع.
قال أبو علي التنوخي: كان يحفظ أبو الفرج من الشعر والأغاني والأخبار والمسندات والأنساب ما لم أر قط من يحفظ مثله. ويحفظ من سوى ذلك من علوم أخر، منها: اللغة والنحو والخرافات والمغازي والسير، وصنف لبني أمية أقاربه ملوك الأندلس تصانيف وسيرها إليهم، وجاءه الإنعام على ذلك. قال الشيخ شمس الدين: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه حرجا إلا قول ابن أبي الفوارس: خلط قبل أن يموت. وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء، انتهى.
قال ابن عرس الموصلي: كتب إلي أبو تغلب ابن ناصر الدولة يأمرني بابتياع كتاب الأغاني، فابتعته له بعشرة آلاف درهم، فلما حملته إليه ووقف عليه قال: لقد ظلم وراقه المسكين، وإنه ليساوي عشرة آلاف دينار، ولو فقد ما قدرت عليه الملوك إلا بالرغائب، وأمر أن يكتب له به نسخة أخرى. وأبيعت مسودات الأغاني وأكثرها في ظهور بخط التعليق، فاشتريت لأبي أحمد بن محمد بن حفص بأربعة آلاف درهم. وأهدى أبو الفرج به نسخة لسيف الدولة ابن حمدان فأعطاه ألف دينار. وبلغ ذلك الصاحب ابن عباد فقال: لقد قصر سيف الدولة، وإنه يستأهل أضعافها، ووصف الكتاب وأطنب في وصفه، ثم قال: لقد اشتملت خزانتي على مائتي ألف مجلد وسبعة عشر ألف مجلد ما منها ما هو سميري غيره، ولا راقني منها سواه. ولم يكن كتاب الأغاني يفارق سيف الدولة في سفر ولا حضر. وقال أبو الفرج: جمعته في خمسين سنة، وكتبت به نسخة واحدة وهي التي أهديت لسيف الدولة.
قال ياقوت: كتبت منه نسخة بخطي في عشر مجلدات، وجمعت تراجمه، ونبهت على فوائده، وذكرت السبب الذي من أجله وضع تراجمه. ووجدته يعد بشيء ولا يفي به في غير موضع منه، كقوله في آخر أخبار أبي العتاهية: وقد طالت أخباره ها هنا، وسنذكر أخباره مع عتب في موضع آخر، ولم يفعل. وقال في موضع آخر: أخبار أبي نواس مع جنان، إذ كانت سائر أخباره قد تقدمت، ولم يتقدم شيء، إلى أشباه ذلك. والأصوات المائة هي تسع وتسعون، وما أظن إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء، أو يكون النسيان غلب عليه، والله أعلم.
قلت: وقد ذكرت في صدر الكتاب في الديباجية عندما سردت أسماء الكتب المصنفة في التواريخ، جماعة ممن اختار كتاب الأغاني. وكان أبو الفرج من أصحاب الوزير أبي محمد المهلبي الخصيصين به، وكان أبو الفرج وسخا في نفسه ثم في ثوبه قذرا، لم يكن يغسل دراعة يلبسها، ولا تزال عليه إلى أن تبلى. وكان له قط اسمه يقق، مرض ذلك القط بقولنج فحقنه بيده، وخرج ذلك الغائط على يديه، وقد طرق الباب عليه بعض أصحابه الرؤساء، فخرج إليهم وهو بتلك الحال، لم يغسل يديه، واعتذر إليهم بشغله عنهم بأمر القط. وكان يوما على مائدة الوزير أبي محمد المهلبي، فقدمت سكباجة، فوافقت من أبي الفرج سعلة، فبدر من فمه قطعة بلغم وقعت في وسط السكباجة، فقال الوزير: إرفعوها وهاتوا من هذا اللون بعينه في غير هذه الغضارة. ولم يبن عنده ولا في وجهه إنكار، ولا داخل أبا الفرج استحياء ولا انقباض.
وكان الوزير من الصلف على ما حكي عنه، أنه كان إذا أراد أكل شيء بملعقة كالأرز واللبن وغير ذلك، وقف من الجانب الأيمن غلام معه ثلاثون ملعقة زجاجا مجرودا، فيأخذ ملعقة ويأكل بها لقمة واحدة، وناولها لغلام آخر وقف على يساره، ثم يتناول ملعقة غيرها جديدة ويأكل بها لقمة واحدة، ثم يدفعها إلى الغلام الذي على يساره حتى لا يدخل الملعقة في فمه مرة أخرى. وكان مع هذا الصلف والظرف والتجنب يصبر على مواكلة أبي الفرج ويحتمله لأدبه ومحادثته. ولما طال الأمر على الوزير، صنع له مائدتين عامة وخاصة، يدعو إلى الخاصة من يريد مواكلته.
وكان أبو الفرج أكولا نهما، فإذا ثقل الطعام على معدته تناول خمسة دراهم فلفلا مدقوقا، ولا يؤذيه ولا تدمع منه عيناه. وكان لا يقدر أن يأكل حمصة واحدة، ولا يأكل طعاما فيه حمص، وإذا أكل شيئا منه سرى بدنه كله، وبعد ساعة أو ساعتين يفصد، وربما فصد لذلك دفعتين. قال: ولم أدع طبيبا حاذقا إلا سألته عن ذلك ولا يخبرني عن السبب، ولا يعلم له دواء. فلما كان قبل فالجه ذهبت عنه العادة في الحمص، فصار يأكله ولا يضره، وبقيت عليه عادة الفلفل.
وكان يوما هو والوزير المهلبي في مجلس شراب، فسكر الوزير ولم يبق أحد من الندماء غير أبي الفرج فقال له: يا أبا الفرج، أنا أعلم أنك تهجوني سرا فاهجني الساعة جهرا. فقال: الله الله أيها الوزير في إن كنت قد مللتني انقطعت، وإن كنت تؤثر قتلي فبالسيف إذا شئت، فقال: لا بد من ذلك، فقال:
#لي أير بلولب
فقال الوزير
#في حر أم المهلب
هات مصراعا آخر، فقال: الطلاق يلزم الأصفهاني إن زاد على هذا.
وكان أبو القاسم الجهني المحتسب على فضله فاحش الكذب. كان في بعض الأيام في مجلس فيه أبو الفرج، فجرى حديث النعنع وإلى أي حد يطول. فقال الجهني: في البلد الفلاني نعنع يتشجر حتى يعمل من خشبه السلاليم، فاغتاظ أبو الفرج من ذلك وقال: نعم عجائب الدنيا كثيرة، ولا يدفع هذا ولا يستبعد. وعندي ما هو أعجب من هذا وأغرب، وهو زوج حمام راعبي يبيض في كل نيف وعشرين يوما بيضتين فأنتزعهما من تحته، وأضع مكانهما صنجة مائة وصنجة خمسين، فإذا انتهت مدة الحضان تفقست الصنجتان عن طست وإبريق أو سطل وكرنيب. فعم أهل المجلس الضحك، وفطن الجهني وانقبض عن كثير مما كان يحكيه.
ومن تصانيف أبي الفرج: كتاب الأغاني الكبير، كتاب مجرد الأغاني، كتاب التعديل والانتصاف في أخبار القبائل وأنسابها، كتاب مقاتل الطالبيين، كتاب أخبار الفتيان، كتاب الإماء الشواعر، كتاب المماليك الشعراء، كتاب أدب الغرباء، كتاب الديارات، كتاب تفضيل ذي الحجة، كتاب الأخبار والنوادر، كتاب أدب السماع، كتاب أخبار الطفيليين، كتاب مجموع الأخبار والآراء، كتاب الخمارين والخمارات، كتاب الفرق والمعيار في الأوغاد والأحرار، وهو رسالة عملها في هرون بن المنجم، كتاب دعوة التجار، كتاب أخبار جحظة البرمكي، كتاب جمهرة النسب، كتاب نسب بني عبد شمس، كتاب نسب بني شيبان، كتاب نسب المهالبة، كتاب نسب بني تغلب، كتاب الغلمان المغنين، كتاب مناجيب الخصيان، عمله للوزير المهلبي في خصيين كانا له مغنيين، كتاب الحانات.
ومن شعره، ما كتبه إلى الوزير المهلبي يشكو الفأر ويصف الهر:
يا لحدب الظهور قعص الرقاب | لدقاق الأنياب والأذناب |
خلقت للفساد مذ خلق الخلـ | ـق وللعيث والأذى والخراب |
ناقبات في الأرض والسقف والحيـ | ـطان نقبا أعي على النقاب |
آكلات كل المآكل لا تأمـ | ـننها شاربات مع ذاك كل الشراب |
آلفات قرض الثياب وقد يعـ | ـدل قرض القلوب قرض الثياب |
زال همي منهن أزرق تر | كي السبالين أنمر الجلباب |
ليث غاب خلقا وخلقا فمن لا | ح لعينيه خاله ليث غاب |
ناصب طرفه إزاء الزوايا | وإزاء السقوف والأبواب |
ينتضي الظفر حين يظفر للصيـ | ـد وإلا فظفره في قراب |
لا ترى أخبثيه عين ولا يعـ | ـلم ما جنتاه غير التراب |
قرطقوه وشنفوه وحلو | ه أخيرا وأولا بالخضاب |
فهو طورا يمشي بحلي عروس | وهو طورا يخطو على عناب |
حبذا ذاك صاحبا هو في الصحـ | ـبة أوفى من أكثر الأصحاب |
أبعين مفتقر إليك نظرتني | فأهنتني وقذفتني من حالق |
لست الملوم أنا الملوم لأنني | أنزلت آمالي بغير الخالق |
حضرتكم دهرا وفي الكم تحفة | فما أذن البواب لي في لقائكم |
إذا كان هذا حالكم يوم أخذكم | فما حالكم بالله يوم عطائكم؟ |
ولما انتجعنا لائذين بظله | أعان وما عنى، ومن وما منى |
وردنا عليه مقترين فراشنا | وردنا نداه مجدبين فأخصبنا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0
علي بن الحسين بن محمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الفرج الأصبهاني العلامة النساب الأخباري الحفظة الجامع بين سعة الرواية والحذق في الدراية: لا أعلم لأحد أحسن من تصانيفه في فنها وحسن استيعاب ما يتصدى لجمعه، وكان مع ذلك شاعرا مجيدا، مات في رابع عشر ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة في خلافة المطيع لله ومولده سنة أربع وثمانين ومائتين. روى عن أبي بكر ابن دريد وأبي بكر ابن الانباري والفضل بن الحباب الجمحي وعلي بن سليمان الأخفش وإبراهيم نفطويه.
وجدت على الهامش بخط المؤلف تجاه وفاته ما صورته: وفاته هذه فيها نظر وتفتقر إلى تأمل لأنه ذكر في «كتاب أدب الغرباء» من تأليفه: حدثني صديق قال:
قرأت على قصر معز الدولة بالشماسية: يقول فلان بن فلان الهروي: حضرت هذا الموضع في سماط معز الدولة، والدنيا عليه مقبلة وهيبة الملك عليه مشتملة، ثم عدت إليه في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة فرأيت ما يعتبر به اللبيب يعني من الخراب.
وذكر في موضع آخر من كتابه هذا قصة له مع صبي كان يحبه ذكرتها بعد هذا يذكر فيها موت معز الدولة وولاية ابنه بختيار، وكان ذلك في سنة ست وخمسين وثلاثمائة ويزعم في تلك الحكاية أنه كان في عصر شبابه، فلا أدري ما هذا الاختلاف. (آخر ما كان على الهامش) .
وقال الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي في مقدمة ما انتخبه من كتاب الأغاني الذي ألفه أبو الفرج الأصبهاني إن أبا الفرج أهدى كتاب الأغاني إلى سيف الدولة ابن حمدان فأعطاه ألف دينار، وبلغ ذلك الصاحب أبا القاسم بن عباد فقال: لقد قصر سيف الدولة وإنه يستأهل أضعافها، ووصف الكتاب فأطنب ثم قال: ولقد اشتملت خزائني على مائتين وستة آلاف مجلد ما منها ما هو سميري غيره ولا راقني منها سواه.
قال: وقال أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف كاتب عضد الدولة: لم يكن كتاب الأغاني يفارق عضد الدولة في سفره ولا حضره، وانه كان جليسه الذي يأنس إليه وخدينه الذي يرتاح نحوه.
قال: وقال أبو محمد المهلبي: سألت أبا الفرج في كم جمعت هذا الكتاب؟ فقال في خمسين سنة، قال: وانه كتبه مرة واحدة في عمره، وهي النسخة التي أهداها إلى سيف الدولة.
قال المؤلف: ولعمري إن هذا الكتاب لجليل القدر شائع الذكر، جم الفوائد عظيم العلم، جامع بين الجد البحت والهزل النحت، وقد تأملت هذا الكتاب وعنيت به وطالعته مرارا وكتبت منه نسخة بخطي في عشر مجلدات، ونقلت منه إلى كتابي الموسوم ب «أخبار الشعراء» فأكثرت، وجمعت تراجمه فوجدته يعد بشيء ولا يفي به في غير موضع منه، كقوله في أخبار أبي العتاهية: «وقد طالت أخباره هاهنا وسنذكر خبره مع عتبة في موضع آخر» ولم يفعل. وقال في موضع آخر: «أخبار أبي نواس مع جنان إذ كانت سائر أخباره قد تقدمت» ولم يتقدم شيء، إلى أشباه لذلك.
والأصوات المائة هي تسع وتسعون، وما أظن إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء أو يكون النسيان غلب عليه والله أعلم.
قال المؤلف: وتصانيفه كثيرة، وهذا الذي يحضرني منها: كتاب الأغاني الكبير. كتاب مجرد الأغاني. كتاب التعديل والانتصاف في أخبار القبائل وأنسابها، لم أره وبودي لو رأيته، ذكره هو في كتاب الأغاني. كتاب مقاتل الطالبيين. كتاب أخبار القيان. كتاب الاماء الشواعر. كتاب المماليك الشعراء. كتاب أدب الغرباء.
كتاب الديارات. كتاب تفضيل ذي الحجة. كتاب الأخبار والنوادر. كتاب أدب السماع. كتاب أخبار الطفيليين. كتاب مجموع الأخبار والآثار. كتاب الخمارين والخمارات. كتاب الفرق والمعيار في الأوغاد والأحرار، وهي رسالة عملها في
هارون بن المنجم. كتاب دعوة التجار. كتاب أخبار جحظة البرمكي. كتاب جمهرة النسب. كتاب نسب بني عبد شمس. كتاب نسب بني شيبان. كتاب نسب المهالبة. كتاب نسب بني تغلب. كتاب الغلمان المغنين. كتاب مناجيب الخصيان، عمله للوزير المهلبي في خصيين مغنيين كانا له. وله بعد تصانيف جياد فيما بلغني كان يصنفها ويرسلها إلى المستولين على بلاد المغرب من بني أمية وكانوا يحسنون جائزته لم يعد منها إلى الشرق إلا القليل، والله أعلم.
وحدث الرئيس أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابئ في الكتاب الذي ألفه في «أخبار الوزير أبي محمد المهلبي» واسمه الحسن بن محمد بن هارون بن إبراهيم بن عبد الله بن زيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة، وزير معز الدولة بن بويه الديلمي قال: وكان أبو الفرج الأصفهاني صاحب «كتاب الأغاني» من ندماء الوزير أبي محمد الخصيصين به، وكان وسخا قذرا لم يغسل له ثوبا منذ فصله إلى أن قطعه، وكان المهلبي شديد التقشف عظيم التنطس، وكان يحتمل له ذلك لموضعه من العلم. فقال فيه: كان أبو الفرج علي بن الحسين الاصفهاني، وكان أموي النسب، غزير الأدب عالي الرواية حسن الدراية، وله تصنيفات منها «كتاب الأغاني» وقد أورد فيه ما دل به على اتساع علمه وكثرة حفظه، وله شعر جيد، إلا أنه في الهجاء أجود وإن كان في غيره غير متأخر. وكان الناس على ذلك العهد يحذرون لسانه ويتقون هجاءه، ويصبرون في مجالسته ومعاشرته ومواكلته ومشاربته على كل صعب من أمره، لأنه كان وسخا في نفسه ثم في ثوبه وفعله حتى إنه لم يكن ينزع دراعة يقطعها إلا بعد بلائها وتقطيعها، ولا يعرف لشيء من ثيابه غسلا، ولا يطلب منه في مدة بقائه عوضا؛ فحدثني جدي، وسمعت هذا الخبر من غيره، لأنه متفاوض متعاود، أن أبا الفرج كان جالسا في بعض الأيام على مائدة أبي محمد المهلبي، فقدمت سكباجة وافقت من أبي الفرج سعلة، فبدرت من فمه قطعة من بلغم فسقطت وسط الغضارة، فتقدم أبو محمد برفعها وقال: هاتوا من هذا اللون في غير هذه الصحفة ولم يبن في وجهه إنكار ولا استكراه، ولا داخل أبا الفرج في هذه الحال استحياء ولا انقباض؛ هذا إلى ما يجري هذا المجرى على مضي الأيام. وكان
أبو محمد عزوف النفس بعيدا من الصبر على مثل هذه الأسباب، إلا أنه كان يتكلف احتمالها لورودها من أبي الفرج، وكان من ظرفه في فعله ونظافته في مأكله أنه كان إذا أراد أكل شيء بملعقة كالأرز واللبن وأمثاله وقف من جانبه الأيمن غلام معه نحو ثلاثين ملعقة زجاجا مجرودا، وكان يستعمله كثيرا، فيأخذ منه ملعقة يأكل بها من ذلك اللون لقمة واحدة، ثم يدفعها إلى غلام آخر قائم من الجانب الأيسر، ثم يأخذ أخرى فيفعل بها فعل الأولى، حتى ينال الكفاية، لئلا يعيد الملعقة إلى فيه دفعة ثانية، فلما كثر على المهلبي استمرار ما قدمنا ذكره جعل له مائدتين إحداهما كبيرة عامة وأخرى لطيفة خاصة وكان يواكله عليها من يدعوه إليها.
قال مؤلف الكتاب: وقد ذكر مثل هذا عن أبي رياش أحمد بن إبراهيم اللغوي وقد ذكرناه في بابه.
قال هلال: وعلى صنع أبي محمد بأبي الفرج ما كان يصنعه فما خلا من هجوه، قال فيه:
أبعين مفتقر إليك رأيتني | بعد الغنى فرميت بي من حالق |
لست الملوم أنا الملوم لأنني | أملت للإحسان غير الخالق |
يا لحدب الظهور قعص الرقاب | لدقاق الأنياب والأذناب |
خلقت للفساد مذ خلق الخل | ق وللعيث والأذى والخراب |
ناقبات في الأرض والسقف والحي | طان نقبا أعيا على النقاب |
آكلات كل المآكل لا تأ | منها شاربات كل الشراب |
آلفات قرض الثياب وقد يع | دل قرض القلوب قرض الثياب |
زال همي منهن أزرق ترك | ي السبالين أنمر الجلباب |
ليث غاب خلقا وخلقا فمن لا | ح لعينيه خاله ليث غاب |
ناصب طرفه إزاء الزوايا | وإزاء السقوف والأبواب |
ينتضي الظفر حين يظفر للصي | د وإلا فظفره في قراب |
لا يري أخبثيه عينا ولا يع | لم ما جنتاه غير التراب |
قرطقوه وشنفوه وحلو | ه أخيرا وأولا بالخضاب |
فهو طورا يمشي بحلي عروس | وهو طورا يخطو على عناب |
حبذا ذاك صاحبا هو في الصح | بة أوفى من أكثر الأصحاب |
طازاد مشتق من الطيز | فعد عن ذكر فتى الخوز |
كأن رجليه إذا ما مشى | مخنث يلعب بالشيز |
مالك موفور فما باله | أكسبك التيه على المعدم |
ولم إذا جئت نهضنا وإن | جئنا تطاولت ولم تتمم |
وإن خرجنا لم تقل مثل ما | نقول: قدم طرفه قدم |
إن كنت ذا علم فمن ذا الذي | مثل الذي تعلم لم يعلم |
ولست في الغارب من دولة | ونحن من دونك في المنسم |
وقد ولينا وعزلنا كما | أنت فلم نصغر ولم تعظم |
تكافأت أحوالنا كلها | فصل على الإنصاف أو فاصرم |
حضرتكم دهرا وفي الكم تحفة | فما أذن البواب لي في لقائكم |
إذا كان هذا حالكم يوم أخذكم | فما حالكم تالله يوم عطائكم |
رأى خلتي من حيث يخفى مكانها | فكانت قذى عينيه حتى تجلت |
خرجت يوم عيدها | في ثياب الرواهب |
فتنت باختيالها | كل جاء وذاهب |
لشقائي رأيتها | يوم دير الثعالب |
تتهادى بنسوة | كاعب في كواعب |
هي فيهم كأنها ال | بدر بين الكواكب |
مرت بنا في الدير خمصانه | ساحرة الناظر فتانه |
أبرزها الذكران من خدرها | تعظم الدير ورهبانه |
مرت بنا تخطر في مشيها | كأنما قامتها بانه |
هبت لنا ريح فمالت بها | كما تثنى غصن ريحانه |
فتيمت قلبي وهاجت له | أحزانه قدما وأشجانه |
الحمد لله على ما أرى | من ضيعتي من بين هذا الورى |
أصارني الدهر إلى حالة | يعدم فيها الضيف عندي القرى |
بدلت من بعد الغنى حاجة | إلى كلاب يلبسون الفرا |
أصبح أدم السوق لي مأكلا | وصار خبز البيت خبز الشرا |
وبعد ملكي منزلا مبهجا | سكنت بيتا من بيوت الكرا |
فكيف ألفى لاهيا ضاحكا | وكيف أحظى بلذيذ الكرى |
سبحان من يعلم ما خلفنا | وبين أيدينا وتحت الثرى |
والحمد لله على ما أرى | وانقطع الخطب وزال المرا |
يا من أظل بباب داره | ويطول حبسي لانتظاره |
وحياة طرفك واحوراره | ومجال صدغك في مداره |
لا حلت عمري عن هوا | ك ولو صليت بحر ناره |
بت وبات الحبيب ندماني | من بعد نأي وطول هجران |
نشرب قفصية معتقة | بحانة الشط منذ أزمان |
وكلما دارت الكؤوس لنا | ألثمني فاه ثم غناني |
الحمد لله لا شريك له | أطاعني الدهر بعد عصيان |
أبا فرج أهجى لديك ويعتدى | علي فلا تحمى لذاك وتغضب |
لعمرك ما أنصفتني في مودتي | فكن معتبا إن الأكارم تعتب |
عجبت لما بلغت عني باطلا | وظنك بي فيه لعمرك أعجب |
ثكلت إذن نفسي وعزي وأسرتي | بفقدي ولا أدركت ما كنت أطلب |
فكيف بمن لا حظ لي في لقائه | وسيان عندي وصله والتجنب |
فثق بأخ أصفاك محض مودة | تشاكل منها ما بدا والتغيب |
يا سماء اسقطي ويا أرض ميدي | قد تولى الوزارة ابن البريدي |
جل خطب وحل أمر عضال | وبلاء أشاب رأس الوليد |
هد ركن الاسلام وانهتك المل | ك ومحت آثاره فهو مودي |
أخلقت بهجة الزمان كما أن | هج طول اللباس وشي البرود |
وتوهمت أن سيخدعه ذا | ك فيغتاله اصطياد الصيود |
هو أزنى مما تقدر أما | ليس ممن يصاد بالتقليد |
ولما انتجعنا عائذين بظله | أعان وما عنى ومن وما منا |
وردنا عليه مقترين فراشنا | وردنا نداه مجدبين فأخصبنا |
اسعد بمولود أتاك مباركا | كالبدر أشرق جنح ليل مقمر |
سعد لوقت سعادة جاءت به | أم حصان من بنات الأصفر |
متبخبخ في ذروتي شرف العلى | بين المهلب منتماه وقيصر |
شمس الضحى قرنت إلى بدر الدجى | حتى إذا اجتمعا أتت بالمشتري |
إذا ما علا في الصدر للنهي والأمر | وبثهما في النفع منه وفي الضر |
وأجرى ظبا أقلامه وتدفقت | بديهته كالمستمد من البحر |
رأيت نظام الدر في نظم قوله | ومنثوره الرقراق في ذلك النثر |
ويقتضب المعنى الكثير بلفظة | ويأتي بما تحوي الطوامير في سطر |
أيا غرة الدهر ائتنف غرة الشهر | وقابل هلال الفطر في ليلة الفطر |
بأيمن إقبال وأسعد طائر | وأفضل ما ترجوه من أفسح العمر |
مضى عنك شهر الصوم يشهد صادقا | بطهرك فيه واجتنابك للوزر |
فأكرم بما خط الحفيظان منهما | وأثنى به المثني وأطرى به المطري |
وزكتك أوراق المصاحف وانتهى | إلى الله منها طول درسك والذكر |
وقبضك كف البطش عن كل مجرم | وبطشكها بالعرف والخير والبر |
وقد جاء شوال فشالت نعامة ال | صيام وأبدلنا النعيم من الضر |
وضجت حبيس الدن من طول حبسها | ولامت على طول التجنب والهجر |
وأبرزها من قعر أسود مظلم | كاشراق بدر مشرق اللون كالبدر |
إذا ضمها والورد فوه وكفه | فلا فرق بين اللون والطعم والنشر |
وتحسبه إذ سلسل الكأس ناظما | على الكوكب الدري سمطا من الدر |
أبا محمد المحمود يا حسن الاح | سان والجود يا بحر الندى الطامي |
حاشاك من عود عواد إليك ومن | دواء داء ومن إلمام آلام |
يا فرجة الهم بعد اليأس من فرج | يا فرحة الأمن بعد الروع من وهل |
اسلم ودم وابق واملك وانم واسم وزد | وأعط وامنع وضر وانفع وصل وصل |
اسمع حديثي تسمع قصة عجبا | لا شيء أظرف منها تبهر القصصا |
طلبت عكازة للوحل تحملني | ورمتها عند من يخبا العصا فعصا |
وكنت أحسبه يهوى عصا عصب | ولم أكن خلته صبا بكل عصا |
رهنت ثيابي وحال القضاء | دون القضاء وصد القدر |
وهذا الشتاء كما قد ترى | عسوف علي قبيح الأثر |
يغادي بصر من العاصفا | ت أو دمق مثل وخز الابر |
وسكان دارك ممن أعو | ل يلقين من برده كل شر |
فهذي تحن وهذي تئن | وأدمع هاتيك تجري درر |
إذا ما تململن تحت الظلام | يعللن منك بحسن النظر |
ولا حظن ربعك كالممحلين | شاموا البروق رجاء المطر |
يؤملن عودي بما ينتظرن | كما يرتجى آيب من سفر. |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1707
صاحب الأغاني العلامة الأخباري، أبو الفرج، علي بن الحسين بن محمد القرشي الأموي الأصبهاني الكاتب، مصنف كتاب ’’الأغاني’’، يذكر أنه من ذرية الخليفة هشام بن عبد الملك. قاله محمد بن إسحاق النديم، بل الصواب أنه من ولد مروان الحمار.
كان بحرا في نقل الآداب.
سمع مطينا، ومحمد بن جعفر القتات، وعلي بن العباس البجلي، وأبا الحسين بن أبي الأحوص، وأبا بكر بن دريد، وجحظة، ونفطويه، وخلائق.
وجده محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله ابن الخليفة مروان الحمار.
حدث عنه: الدارقطني، وإبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز، وآخرون.
وكان بصيرا بالأنساب وأيام العرب، جيد الشعر.
قال أبو علي التنوخي: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأخبار والأغاني والمسندات والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله، ويحفظ اللغة والنحو والمغازي، وله تصانيف عديدة، بعثها إلى صاحب الأندلس الأموي سرا، وجاءه الإنعام، وله: ’’نسب عبد شمس’’، و’’نسب بني شيبان’’، و’’نسب آل الملهب’’، جمعه للوزير الملهبي، وكان ملازمه، وله ’’مقاتل الطالبين’’، وكتاب ’’أيام العرب’’ في خمسة أسفار.
والعجب أنه أموي شيعي.
قال ابن أبي الفوارس: خلط قبل موته.
قلت: لا بأس به.
وكان وسخا زريا يتقون هجاءه.
وله حكاية مع الجهني المحتسب: كان يجازف، فقال مرة: بالبلد الفلاني نعنع يطول حتى يعمل منه سلالم، فبدر أبو الفرج وقال: عجائب الدنيا ألوان، والقدرة صالحة، فعندنا ما هو أعجب من ذا، زوج حمام يبيض بيضتين، فنأخذهما ونضع بدلهما سنجتين نحاسا، فتفقس عن طست ومسينه، فتضاحكوا، وخجل الجهني.
مات في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وله اثنتان وسبعون سنة.
ركن الدولة، والخيام، والذهلي:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 256
أبو الفرج الأصبهاني
علي بن الحسين بن مروان بن الحكم. م سنة 356 هـ صاحب كتاب الأغاني العلامة النسابة الأخباري الحفظة.
قال ياقوت: لم أره وبودي لو رأيته.
وقال الذهبي: ومن العجائب أنه مرواني يتشيع.
1 - كتاب جمهرة النسب.
2 - كتاب نسب بني عبد شمس.
3 - كتاب نسب بني شيبان.
4 - كتاب نسب المهالبة. لكونه كان منقطعاً إلى الوزير المهلبي.
5 - كتاب نسب بني تغلب.
6 - التعديل والانتصاف في مآثر العرب وأمثالها.
7 - نسب بني كلاب.
8 - مقاتل الطالبيين. مطبوع.
دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 85