أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب، الملقب بأبي عبيد: فقيه مجتهد، من القضاة، له تصانيف. ولد ببغداد وقدم مصر سنة 293 فولى قضاءها. وعزل سنة 311 فخرج إلى بغداد، فتوفي فيها.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 277
القاضي ابن حربويه الشافعي علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي القاضي أبو عبيد ابن حربويه. روى عنه النسائي في الصحيح، وقال الشيخ محيي الدين: كان من أصحاب الوجوه، وذكره في شرح المهذب والروضة. ولي قضاء مصر سنة ثمان عشرة، وكان عالما بالاختلاف والمعاني والقياس، عارفا بالقرآن والحديث. كان يتفقه على مذهب أبي ثور، وكان ثقة ثبتا. وتوفي سنة تسع عشرة وثلاث مائة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0
ابن حربويه القاضي العلامة، المحدث، الثبت، قاضي القضاة، أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي.
سمع: أحمد بن المقدام، والحسن بن عرفة، وزيد بن أخزم، ويوسف بن موسى القطان، والحسن بن محمد الزعفراني، وطبقتهم.
حدث عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، وعدة.
قال أبو بكر البرقاني: ذكرت ابن حربويه للدارقطني، فذكر من جلالته وفضله، وقال: حدث عنه النسائي في الصحيح، ثم قال: لم يحصل لي عنه حرف واحد، وقد مات بعد أن كتبت الحديث بخمس سنين.
قلت: ولي قضاء مصر، فقدمها سنة ثلاث وتسعين.
قال ابن زولاق: كان عالما بالاختلاف، والمعاني، والقياس، عارفا بعلم القرآن والحديث، فصيحا، عاقلا، عفيفا، قوالا بالحق، سمحا، متعصبا، كان أمير مصر تكين يأتي مجلسه، ولا يدعه أن يقوم له، فإذا جاء هو إلى مجلس تكين، مشى له وتلقاه. ولم يكن في
زيه ولا منظره بذاك، وكان بوجهه جدري، ولكنه كان من فحول العلماء. قال: الإمام أبو بكر بن الحداد: سمعت أبا عبيد القاضي يقول: ما لي وللقضاء! لو اقتصرت على الوراقة، ما كان خطي بالرديء. وكان رزقه في الشهر مائة وعشرين دينارا.
قال ابن زولاق: قال: أبو عبيد القاضي: ما يقلد إلا عصبي أو غبي. قال: فجمع أحكامه بمصر بما اختاره، وكان أولا يذهب إلى قول أبي ثور. وكان يورث ذوي الأرحام، وولي قضاء واسط أولا ....، إلى أن قال: وأبو عبيد آخر قاض، ركب إليه الأمراء بمصر، وقد تسرى بمصر بجارية، فتجنت عليه، وطلبت البيع، وكان به فتق. ثم ذكر ابن زولاق عدة حكايات تدل على وقار أبي عبيد، ورزانته، وورعه التام، وسعة علمه. قال: وحدث عنه في سنة ثلاث مائة النسائي.
قال الشيخ محيي الدين النواوي: كان من أصحاب الوجوه، تكرر ذكره في ’’المهذب’’، و’’الروضة’’.
وقال أبو سعيد بن يونس: هو قاضي مصر، أقام بها طويلا، كان شيئا عجبا، ما رأينا مثله، لا قبله ولا بعده، وكان يتفقه لأبي ثور، وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة؛ لأنه كتب يستعفي من القضاء، ووجه رسولا إلى بغداد يسأل في عزله، وأغلق بابه، وامتنع من الحكم، فأعفي، فحدث حين جاء عزله، وأملى مجالس، ورجع إلى بغداد. وكان ثقة، ثبتا.
حدث عن: زيد بن أخزم، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما.
قال الخطيب: توفي ابن حربويه في صفر، سنة تسع عشرة وثلاث مائة، وصلى عليه أبو سعيد الاصطخري.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 328
على بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادى القاضى أبو عبيد بن حربويه قاضى مصر وأحد أركان المذهب وهو من تلامذة أبى ثور وداود إمام الظاهر عنهما حمل العلم
سمع أحمد بن المقدام العجلى ويوسف بن موسى والحسن بن عرفة وزيد ابن أخزم والحسن بن محمد الزعفرانى
روى عنه أبو عمر بن حيويه وأبو بكر بن المقرئ وعمر بن شاهين وجماعة
قال أبو حفص المطوعى في كتاب المذهب إنه تخرج بأبى ثور
قال وكان من خواص أصحابه وكان يسلك مناهجه في الاختيارات التى اختص بها والتخريجات التى تفرد باستنباطها ذكر ذلك في ذكر أبى ثور ثم ذكر في ذكر ابن حربويه قال هو حسنة أبى ثور والسالك لسبيله وكانت الخلفاء ترفع مجلسه انتهى
وقال البرقانى ذكرته للدارقطنى فذكر من جلالته وفضله وقال حدث عنه النسائى في الصحيح لم يحصل لى عنه حرف وقد مات بعد أن كتبت بخمس سنين
وقال أبو سعيد بن يونس هو قاضى مصر أقام بها طويلا وكان شيئا عجيبا ما رأينا مثله لا قبله ولا بعده وكان يتفقه على مذهب أبى ثور وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة لأنه كتب يستعفى ووجه بذلك رسولا إلى بغداد وأغلق بابه وامتنع
من الحكم فأعفى فحدث حين جاء عزله وأملى مجالس ورجع إلى بغداد وكان ثقة ثبتا
قلت كان رسوله إلى بغداد بالاستعفاء أبو بكر بن الحداد ورجع إليه ولم يعف لأن الوزير إذ ذاك أبى أن يعفيه فما عاد ابن الحداد إلى مصر إلا وقد ولى وزير غير ذلك الوزير وهو ابن الفرات وكان يكره أبا عبيد فصرفه بعد أن كان له في قضاء مصر أزيد من ثمانى عشرة سنة
وكان مهيبا مصمما مضبوط الكلمات قليلها وافر الحرمة لم يره أحد يأكل ولا يشرب ولا يلبس ولا يغسل يده إنما يفعل ذلك في خلوة وهو منفرد بنفسه ولا رآه أحد يمتخط ولا يبصق ولا يحك جسمه ولا يمسح وجهه وكان عليه من الوقار والهيبة والحشمة ما يتذاكره أهل بلده
وقال ابن زولاق كان عالما بالاختلاف والمعانى والقياس عارفا بعلم القرآن والحديث فصيحا عاقلا عفيفا قوالا بالحق سمحا منقبضا وكان رزقه في الشهر مائة وعشرين دينارا وكان يورث ذوى الأحكام وولى قضاء واسط قبل مصر وكان أمير مصر يأتى إلى داره
قال وهو آخر قاض ركب إليه الأمراء بمصر ولم يكن شكل أبى عبيد بهيا فكان من رآه ربما استزراه حتى يسمع كلامه وفصاحة لسانه فيقع من قلبه إذ ذاك أعظم موقع وكان ابن الحداد كثير المخالطة له والتعظيم له وله به خصوصية
قال ابن الحداد قدم أبو عبيد إلى مصر فرأيته في الطريق في جملة النظارة فما أعجبنى زيه ولا منظره ثم دخل شهر رمضان وكنا عند أبى القاسم بشر بن نصر الفقيه غلام عرق فدخل منصور بن إسماعيل الفقيه مهنئا له بشهر رمضان فقيل له من أين
أقبلت فقال من عند القاضى هنأته بدخول الشهر قال ابن الحداد فقلت له كيف رأيت القاضى قال رأيت رجلا عالما بالقرآن والفقه والحديث والاختلاف ووجوه المناظرات وعالما باللغة والعربية وأيام الناس عاقلا ورعا زاهدا متمكنا فقلت له هذا يحيى بن أكثم فقال الذى عندى قلت لك
قال ابن الحداد ثم دخلت إليه فوجدت منصورا مقصرا في وصفه
توفى في صفر سنة تسع عشرة وثلاثمائة ببغداد وصلى عليه أبو سعيد الاصطخرى
ومن الرواية والفوائد والغرائب والملح عنه
أخبرنا المسند أبو العباس أحمد بن على الجزرى سماعا عليه أخبرنا محمد بن عبد الهادى إجازة عن أبى طاهر السلفى أخبرنا القاضى أبو عمر مسعود ابن على بن الحسين الملحى بأردبيل أخبرنا أبو على محمد بن وشاح بن عبد الله الكاتب ببغداد أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن داود بن الجراح الوزير حدثه أبو عبيد على بن الحسين بن حرب القاضى حدثنا زكريا بن يحيى الكوفى حدثنى عبد الله بن صالح اليمانى حدثني أبو همام القرشى عن سليمان بن المغيرة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق وعلم الناس سنتى وإن كرهوا ذلك وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك
ليس لطارق بن شهاب عن أبى هريرة شئ في الكتب الستة
قيل إن أبا عبيد قال لأبى جعفر الطحاوى وقد رآه يصمم على مقاله يا أبا جعفر أما علمت أن من لا يخالف إمامه في شئ عصى قال نعم أيها القاضى وغبى
نقل المطوعى والجورى أن أبا عبيد أوجب الكفارة على من حرم مالا له من ثوب أو دار وما أشبههما وسوى بين ذلك وتحريم البضع من الزوجة
قال العبادى حكم أبو عبيد بأن الولد يلحق بالخصى إذا لم يكن مجبوبا فرفع الخصى الولد ونادى عليه بمصر ألا إن القاضى يلحق أولاد الزنا بالخدم
قلت وإنما تعرف هذه الحكاية عن أبى عبد الله الحسين بن الحسن بن عطية ابن سعد العوفى قاضى الشرقية ببغداد ثم قاضى عسكر المهدى وهو متقدم مات سنة إحدى ومائتين
قال الحارث بن أبي أسامة حدثني بعض أصحابنا قال جاءت امرأة إلى العوفى فساق الحكاية ولعلها اتفقت للقاضيين
والظاهر في المذهب أن المسلول الخصيتين الباقى الذكر كالفحل في لحوق النسب فما حكم أبو عبيد إلا بالمذهب الظاهر ولعل الذى حكم به أبو عبيد والعوفى إنما هو في الممسوح وهو فاقد الذكر والأنثيين جميعا بالكلية ومع ذلك هو قول للشافعى اختاره بعض الأصحاب وإلا فلو كان في الخصى الباقى الذكر لما استغربه أبو عاصم فليحقق ذلك
وقد أطال ابن زولاق في ذكر أخبار القاضى أبى عبيد والثناء على محاسنه وقول أهل مصر إنهم لم يروا قبله ولا بعده قاضيا مثله قال وكان يذهب إلى قول أبى ثور ثم صار يختار فجميع أحكامه بمصر باختياره وحكم بمصر بأحكام لو حكم بها غيره
لأنكر عليه فما أنكر عليه أحد لأن أبا عبيد كان رجلا لا يطعن عليه في علم ولا تلحقه ظنة في رشوة ولا يحيف في حكم وكان يورث ذوى الأرحام
قال ابن الحداد وما كان أبو عبيد يؤمر أحدا بل إذا ذكر تكين أمير مصر يقول أبو منصور تكين ولا يقول الأمير قال وكان إذا ركب لا يلتفت ولا يتحدث مع أحد ولا يصلح رداءه وركب مرة إلى أمير مصر تكين وهو بالجيزة في كاينة اتفقت له فقيل له قد رأى القاضى النيل فقال قد سمعت خرير الماء
قلت فلله در قاض أقام بمصر ثمانى عشرة سنة لم يبصر النيل وكانت الكاينة التى خرج فيها تكين إلى الجيزة قد قتل فيها في الواقعة على ماقيل نحو من خمسين ألفا أراد تكين أن يحفر لهم خندقا ويدفنهم فخرج إليه القاضى وقال إنك إن فعلت ذلك تلفت المواريث ولكن ناد في الناس من له قتيل يأخذه ففعل تكين ما قاله
قال ابن زولاق وجرى للقاضى في هذا الخروج إلى الجيزة خبر عجيب حركه البول وهو راجع فعدل إلى بستان فنزل وبال واستنجى وتوضأ من مائه ثم انصرف ثم سأل بعد أيام عن البستان فقيل لفلانة فأرسل إليها يستأذنها على الحضور إليها فارتاعت لذلك وقالت أنا أركب إليه وكانت من أهل الأقدار فأبى فركب إليها أبو عبيد وقد فرشت له الدار وحسنتها فقال لها البستان لك وحدك بلا شريك فقالت نعم وأنا التى أسقيه من مائى قال فأنا نزلت في أرضه وتوضأت من مائه فخذى ثمن ذلك فبكت وقالت أيها القاضى أنت في حل ولو علمت أن القاضى يقبله هدية لأهديته إليه فقال لها عن طيب نفس تركت ولم تتركى ذلك لأجل القاضى وحرمته فقالت نعم فانصرف
وحكى ابن زولاق أشياء من هذا الجنس دالة على تصلبه في الورع وأشياء أخر دالة على شدته في الحق وأشياء أخر دالة على تصميمه ووقاره وهيبته وأنه كان ينهى أن يتلفظ لافظ في مجلسه بذكر الطعام أو النساء
قال ومكث في مصر ثمانى عشرة سنة وستة أشهر ما رآه راء يأكل ولا يشرب
وذكر أن تواقيعه جمعت وكتبت لفصاحتها وبلاغتها وأنه كان إذا تكلم بكلمة طارت في البلد إعجابا بها
ومن مليح توقيعاته
رفع إليه أن امرأة امتنعت من السفر مع زوجها فوقع إلى كاتبه إن لم يكن لها مهر عليه باق ولم يكن بينهما شقاق يدعوهما إلى مساوئ الأخلاق فله أن يخرج بها إلى جميع الآفاق
وكتب إليه خليفته الحسن بن صالح البهنسى إن جماعة ذمونى عند القاضى فكتب إليه أبو عبيد لو كان المادحون لك بعدد الذامين الزارين عليك لما نقصك ذلك عندى فكيف والمثنون عليك أضعاف الذامين وسألتك بالله ألا يزيدك كتابى إلا تواضعا ولا تقعقع بكتاب قاضيك على رعيتك فتضعف قلوبهم فإنما قربك منى قربك من الحق ومتى بعدت منه بعدت من قلبى والسلام
وكان أبو بكر بن الحداد كثير الإجلال للقاضى أبى عبيد بحيث لا يقول له إلا القاضى غيبة وحضورا في حياته وبعد وفاته وإذا قيل له من القاضى غضب ويقول إنما القاضى أبو عبيد
ومن قضايا أبى عبيد
شكت إليه امرأة كبر آلة زوجها وأنها لا تطيقه فأمر شاهدا بالكشف عن ذلك ثم فرق بينهما
كذا نقل النقلة فإما أن يكون فرق بينهما بمعنى أن توسط بينهما واسترضى خاطر الزوج حتى طلقها وإما أن يكون للمرأة الفسخ بكبر آلة الزوج وهذا غريب لا أعرف من قال به
ومما يحكى في تصميمه أن مؤنسا الخادم وهو أكبر أمراء المقتدر وكان في خدمته سبعون أميرا سوى أصحابه وكان يخطب له على جميع المنابر مع الخليفة ورد إلى مصر في عسكر كبير فعرض له ضعف فأرسل إلى القاضى يطلب منه شهودا يشهدهم عليه أنه أوصى بوقف قرى كثيرة على سبيل البر وبعتق ستمائة مملوك وبأنواع من الخير فقال القاضى حتى يثبت عندى أن مؤنسا حر
هذا ومؤنس أكبر أمراء الإسلام فصمم القاضى وقال إن لم يرد على كتاب المقتدر أنه أعتقه وإلا فلا أفعل
ومن ذلك أن أمير المؤمنين المقتدر كتب كتابا إلى القاضى فوصل الكتاب إلى مؤنس فاستدعى بعض الأمراء ليوصله إلى القاضى فهاب القاضى فدعى تكين أمير مصر وحمله أن يذهب إلى القاضى ويوصل الكتاب إليه فأتى إلى القاضى وأومى بيده إلى أن ناوله الكتاب فقال القاضى ما هذا
فقال كتاب أمير المؤمنين
فقال أمن يدك فقال بلى
فقال بل من يد شاهدين عدلين يشهدان أنه كتاب أمير المؤمنين
وذكر أن شخصا يقال له إبراهيم أصبح في منزله يوما جنبا ليس معه شئ يدخل به الحمام قال فخرجت رجاء صديق يدخلنى الحمام فإذا بغريم على بابى يطالبنى بخمسة دنانير فحدثته حديثي فقال ما نفترق إلا إلى القاضى فتوجهنا إلى القاضى أبى عبيد فوجدناه خارجا من المسجد وبين يديه غلام أسود خصى فقال له خصمى أيد الله القاضى انظر في أمرى فإنى بت على بابك
والقاضى مطرق لا ينظر إلينا حتى دخل داره وليس على بابه حاجب ولا أحد ثم خرج إلينا الغلام وقال ادخلا فدخلنا فوجدناه جالسا في وسط مجلسه فقال تكلما فسبقت أنا فصرت المدعى فقالت أيد الله القاضى لى على هذا خمسة دنانير
فقال مصرية
فقلت نعم
فقال حالة
فقلت نعم فقال للخصم ما تقول فضحك متعجبا فصاح القاضى صيحة ملأت الدار وقال مم تضحك لا أضحك الله سنك ويحك تضحك في مجلس الله مطلع عليك فيه ويحك تضحك وقاضيك بين الجنة والنار فأرعب القاضى الرجل وقال أنا أدفع إليه قم فقمنا فلما خرج قال لى امض فأنت في حل فقلت ما نفترق إلا بخمسة دنانير ارجع بنا إلى القاضى فأعطانى دينارا ومرض ثلاثة أشهر فكنت إذا عدته يقول لى صيحة القاضى في قلبى إلى الساعة وأحسبها تقتلنى
ومن المسائل عن القاضى أبى عبيد
مسألة اجتناب الحائض
حكى الرافعى في كتاب النكاح عن أبى عبيد بن حربويه أنه تتجنب الحائض في جميع بدنها لظاهر قوله تعالى {فاعتزلوا النساء في المحيض} ولم يحك هذا في باب الحيض
وقال النووى إن قول أبى عبيد هذا غلط فاحش مخالف للأحاديث الصحيحة المشهورة لقوله صلى الله عليه وسلم (اصنعوا كل شئ إلا النكاح) ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يباشر فوق الإزار قال وقد خالف قائله إجماع المسلمين
قال ابن الرفعة الإجماع إن صح فالغلط فاحش وإن لم يصح ففيه للبحث مجال لأن الشافعي قال في الأم في الجزء الرابع عشر في باب ما ينال من الحائض تحتمل الآية فاعتزلوا فروجهن لما وصف من الأذى وتحتمل اعتزال فروجهن وجميع أبدانهن فروجهن وبعض أبدانهن دون بعض وأظهر معانيه اعتزال أبدانهن كلها
وإذا كان هذا ظاهر الآية فما ذكر من مباشرة النبى صلى الله عليه وسلم للحائض فيما فوق الإزار يجوز أن يكون من خصائصه كيف وسياق الآية يصرفها إلى الأمة قال الله تعالى {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} والظاهر أن قوله تعالى {فاعتزلوا النساء في المحيض} من جملة ما أمر أن يقوله لهم وإذا كان كذلك فهو غير داخل باللفظ فيهم وإن قال بعضهم إنه يشمله الخطاب لكنه من غير اللفظ وإذا كان غير داخل فيهم فلا يكون فعله مبينا له مقيدا أو مخصصا لما اقتضاه ظاهر الآية فيهم
وأما قوله عليه السلام (اصنعوا كل شئ إلا النكاح) فلعل أبا عبيد يحمل النكاح على المباشرة بآلته وهو الذكر ولا يخصه بمحل بل يجريه في جميع البدن كما هو ظاهر الآية ويكون قائلا بإباحة القبلة والمعانقة ونحوهما ويحمل قوله صلى الله عليه وسلم على ذلك
وعلى الجملة فمذهب أبى عبيد مرجوح ونص الشافعي في الأم في الجزء الرابع عشر في باب إتيان الحائض على خلافه فإنه قال إن الآية وإن احتملت الجماع وغيره فالجماع أظهر لأن الله تعالى أمر بالاعتزال ثم قال تعالى {ولا تقربوهن} فأشبه أن يكون أمرا بينا ولهذا نقول بالاستدلال بالسنة انتهى كلامه في المطلب
قال أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوى في جزء له لطيف سماه فتيا فقيه العرب يرويه الخطيب البغدادى عن القاضى أبى زرعة روح بن محمد الرازي عن ابن فارس قال سمعت أبا بكر محمد بن الحسين الفقيه يقول ادعى رجل مالا بحضرة أبى عبيد بن حربويه فقال المدعى عليه ماله على حق بضم اللام فقال أبو عبيد أتعرف الإعراب قال نعم قم قد ألزمتك المال انتهى
قال وهى مسألة غريبة وحكمها متجه
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 3- ص: 446
أبو عبيد بن خرنوبة القاضي: واهٍ.
مكتبة النهضة الحديثة - مكة-ط 2( 1967) , ج: 1- ص: 463
علي بن الحسين بن حرب، أبو عبيد، قاضي مصر.
قال ابن يونس: حدث عن زيد بن أخزم وطبقة نحوه، وعن أحمد بن المقدام العجلي أبي الأشعث، وكتب عنه، وكانت له مجالس إملاء حديث على الناس، وكان ثقة ثبتاً وكان شيئاً عجيباً ما رأينا مثله قبله ولا بعده، وكان يتفقه على مذهب أبي ثور. توفي ببغداد سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وقال مسلمة: كان عالماً فاضلاً ذكياً تقياً. توفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
وقال أيضاً: روى عنه بعض أصحابنا ووثقه.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 7- ص: 1
علي بن الحسين بن حرب قاضي مصر أبو عبيد بن حربويه.
كان يذهب أولاً إلى قول أبي ثور وبه تخرج، وكان يورث ذوى الأرحام، وترك قضاء مصر بعد أن مكث به مدة طويلة، وكانت الخلفاء تعظمه والأمراء تأتي إليه، وذهب إلى بغداد فأقام بها مات سنة تسع عشرة وثلثمائة وصلى عليه الإصطخرى. ومن مفرداته: أنه جوز لمن عليه كفارة الظهار أن يصوم رمضان بنية رمضان وعن الكفارة ويصوم معه شهراً آخر، كرر الرافعي النقل عنه في آخر التيمم وغيره.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
أبو عبيد ابن حربويه.
وقد يقال ابن حرب هو علي بن الحسين، تقدم في الطبقة الثالثة.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1