الباخرزي علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي، أبو الحسن: أديب من الشعراء الكتاب. من أهل باخرز (من نواحي نيسابور) تعلم بها وبنيسابور، وقام برحلة واسعة في بلاد فارس والعراق. وقتل في مجلس أنس بباخرز. كان من كتاب الرسائل. وله علم بالفقه والحديث. اشتهر بكتابة (دمية القصر وعصرة أهل العصر - ط) وهو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي. وله (ديوان شعر) في مجلد كبير.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 272
الباخرزي الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي، هو والد علي بن الحسن بن علي الباخرزي الشاعر المشهور، وسيأتي ذكر ولده في حرف العين مكانه إن شاء الله تعالى.
من شعر الحسن هذا، قوله في الجرب:
لنا جرب بين البنان نحكه | رضينا به والحاسدون غضاب |
وكنا معا كالراح والماء صحبة | علانا لطول الإمتزاج حباب |
ولما صفونا وامتزجنا محبة | علانا حباب الحب في ساعة المزج |
وما ضر من قد خاض بحر غرامه | وعاد وفي كفيه من لؤلؤ اللج |
ومطرب صوته وفوه | قد جمع الطيبات طرا |
لو لم يكن صوته بديعا | ما ملأ الله فاه درا |
إنسان عيني قط: لا يرتوي | من ماء وجه ملحت عينه |
كذلك الإنسان لا يرتوي | من شرب ماء ملحت عينه |
بنفسي ملول إن أردت اعتناقه | بكى ضجرا حتى ضجرت بكاء |
ويعرف إن مازحته ورد خده | فأخشى عليه أن يذوب حياء |
يا ملكا قال حملناكم | لما طغى الماء على الجاريه |
عبدك هذا قد طغى ماؤه | يا رب فاحمله على جاريه |
لنا صاحب إن يركب الفحل ظهره | يفر قريبا كي يكر فيرجعا |
فأفره به من مركب أي مركب | مكر مفر مقبل معا |
عسى الشيخ عن حسن منهاجه | فكاشفه إن شئت أو داجه |
فقد كاد شوقا ذباب الحسام | يطير إلى دم أوداجه |
ومسمعة صوتها شاقني | إلى نومها بل إلى موتها |
لها نوبة تستفيد الندام | جميع المسرات من فوقها |
فهم يطربون وهم يضحكون | لدى صمتها وعلى صوتها |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0
الباخرزي علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب، أبو الحسن الباخرزي، قد تقدم ذكر والده الحسن بن علي في حرف الحاء مكانه، وباخرز ناحية من نواحي نيسابور، كان أفراد عصره في الأدب والبلاغة، وحسن النظم والنثر، شدا طرفا من الفقه في صباه على أبي محمد الجويني، وسمع منه ومن أبي عثمان الصابوني، وعبيد الله بن أحمد الميكالي، ثم اشتغل بالكتابة، وخدم في الديوان، يترسل، وقدم بغداد أيام الإمام القائم ومدحه، واتصل بالوزير الكندري، وزير طغرلبك، وخدم بالبصرة مدة، وصنف كتاب ’’دمية القصر’’، وهو ذيل على ’’يتيمة الدهر’’ للثعالبي، ووضع عليه أبو الحسن علي بن زيد البيهقي كتابا، وسماه ’’وشاح الدمية’’، ولما صنف كتاب ’’الدمية’’، كتب إليه الأديب أبو العلاء محمد بن غانم الهروي الغانمي:
بقيت فأنت من أضحى وأمسى | على الفضلاء كلهم رئيسا |
ودمية قصرك الغراء وافت | فحاكت من محاسنها عروسا |
أتيت بها يدا بيضاء حتى | كأنك في الذي أبدعت موسى |
وقد أحييت موتى الفضل فينا | كما قد كان يحيي الميت عيسى |
يا فالق الصبح من الألاء غرته | وجاعل الليل من أصداغه سكنا |
بصورة الوثن استعبدتني وبها | فتنتني وقديما هجت لي شجنا |
لا غرو أن أحرقت نار الهوى كبدي | فالنار حق على من يعبد الوثنا |
لبس الشتاء من الجليد جلودا | فالبس فقد برد الزمان برودا |
كم مؤمن قرصته أظفار الشتا | فغدا لسكان الجحيم حسودا |
وترى طيور الماء في وكناتها | تختار حر النار والسفودا |
وإذا رميت بفضل كاسك في الهوى | عادت عليك من العقيق عقودا |
يا صاحب العودين لا تهملهما | حرق لنا عودا وحرك عودا |
وإني لأشكو لسع أصداغك التي | عقاربها في وجنتيك تحوم |
وأبكي لدر الثغر منك ولي أب | فكيف يديم الضحك وهو يتيم |
يا خالق الخلق حملت الورى | لما طغى الماء على جاريه |
وعبدك الآن طغى ماؤه | في الصلب فاحمله على جارية |
القبر أخفى ستره للبنات | ودفنها يروى من المكرمات |
أما رأيت الله سبحانه | قد وضع النعش بجنب البنات |
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا | كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا |
أليس من عجب أني ضحى رحلوا | أوقدت من دمع عيني في الحشا لهبا |
وأن أجفان عيني أمطرت ورقا | وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا |
غيداء أغوى وأودى حبها وكذا ال ـ | ـ غيداء غي وداء لفقا لقيا |
إذا دنا طرفها لم يدر رامقها | أتلك أجفان ظبي أم جفون ظبى |
أقول للغصن لا ألقاك منثنيا | من ذات نفسك إلا أن تهب صبا |
تعبت كي تنثني كمثل قامتها | استغفر الله منه وارتج التعبا |
صبرا جميلا فلعل أو عسى | يورق عود الوصل بعدما غسا |
واليأس إحدى الراحتين قيل في | أمثالهم فاربح بأن تستأنسا |
وسقني مشمولة يسعى بها | قضيب بان في فؤادي غرسا |
وناد بالولدان إني رجل | أعجم لا أعرف سورة النسا |
إن شئت أن تعرف أن عدله | قد فرش الأمن فلاق النرجسا |
أو حمل الطست من التير على | الرأس ولولا أمنه لاحترسا |
قالت وقد فتشت عنها كل من | لاقيته من حاضر أو بادي |
أنا في فؤادك فارم طرفك نحوه | ترني فقلت لها وأين فؤادي |
يا أثقل الناس يا من لو قبلت من الـ | ـ كفار أكثرت أنواع الخطيات |
ما خفت والله رجحانا لمعصيتين | لو كنت وحدك في ميزان خيراتي |
لا حبذا البخت أعيانا ومال إلى | قوم يعدهم الأرزال أعيانا |
يدرع البصل المذموم أكسية | ويترك النرجس المحمود عريانا |
وينبت الشوك في أرض وجارئها | تجني أكف بغاة الرزق عقيانا |
أفدي الذي ساد الحسان ملاحة | حتى تواضع كلهم لسيادته |
ضاجعته والورد تحت لحافه | ولثمته والبدر فوق وسادته |
وبي زكام وسعال معا | قد برحا بي حين لم يبرحا |
كأن أنفي نهر طاحونة | إذ لسعالي صوت جر الرحى |
جل الإمام الحبر عن علة | في ضرسه لم تك معتاده |
لسانه فتت أسنانه | والسيف قد يأكل أغماده |
بنفس الذي إن رمت تغليظ حلفة | لعزته عندي حلفت بوده |
إذا جذبت ريح الصبا هدب صدغه | تمايل كالنشوان من خمر خده |
فلا تحسبوا إبليس علمني الخنا | فإني منه بالفضائح أبصر |
وكيف يرى إبليس معشار ما أرى | وقد فتحت عيناي لي وهو أعور |
لولا سعيد لنفت سعدها | مجالس الحكم وتدريسها |
شمس يعم الأرض إشراقه | وغيره لو كنت تدري سهى |
فضحت الغصون بقاماتهن | وعفر الظباء بأعناقهن |
وزادت خلاخيل أسواقهن | نفاق بضاعات أسواقهن |
وإن يطسن وتد ما بين فخذك وفاش | ججه فقدما أذاقوا الشجة الوتدا |
والقوس إذ زوجوها السهم شاكية | تئن والسيف بسام بما انفردا |
وقالوا في العزوبة كل غم | فقلت لهم وفي التزويج أيضا |
فذا في حيص بيص بغير أهل | وذا مع أهله في خيفن بيضا |
كم راكب لم يترجل ماشيا | وعقله دون عقول الماشيه |
تعجبه غاشية يحملها أمامه | في السوق بعض الحاشيه |
لم يأتني حديثها قبل فهل | أتاك يا صاح حديث الغاشيه |
يا جاهلا عاب شعري | فكد قلبي وآلم |
علي نحت القوافي | وما علي إذا لم |
علي نحت القوافي من مقاطعها | وما علي إذا لم تفهم البقر |
نك من هجاك بشعر | أو شانه بالزحاف |
وقل لمن لام فيه | علي نحت القوافي |
ورمانة شقها الاكتناز | وما مسها قط ناب وظفر |
فأضحت كما يفغر الليث فاه | وأنيابه من دم الصيد حمر |
سلام على وكري وإن طوي الحشا | على حسرات من فراخ بها زغب |
ووالهة غيري إذا اشتكت النوى | سقى نرجساها الورد باللؤلؤ الرطب |
أأذكر أيام الحمى لا وحقها | بلى أتناسى إن ذكر الحمى يصبي |
ألم ترني وترت بالشرق عزمة | رمتني كالسهم المريش في الغرب |
وطيرت نفسي فهي أسرى من القطا | عهدي بها من قبل أرسها من القطب |
أقوت معاهدهم بشط الوادي | فبقيت مقتولا بشط الوادي |
وسكرت من خمر الفراق، ورقصت | عيني الدموع على غناء الحادي |
كتبت وخطى حاش وجهك شاهد | بأن بناني من أذى السقم مرتعش |
ونفسي إن تأمر تعش في سلامة | فأهد لها منك السلام ومرتعش |
أصبحت عبدا لشمس | ولست من عبد شمس |
إني لأعشق ستي | وحق من شق خمسي |
أقبل من كندر مسخرة | للنحس في وجهه علامات |
يحضر دار الأمير وهو فتى | موضع أمثاله الخرابات |
فهو جحيم ودبره سعة | كجنة عرضها السموات |
إنسان عيني قط ما يرتوي | من ماء وجه ملحت عينه |
كذلك الإنسان ما يرتوي | من شرب ماء ملحت عينه |
قالوا التحى ومحا الإله جماله | وكساه ثوب مذلة ومحاق |
كتب الزمان على محاسن خده | هذا جزاء معذب العشاق |
عجبت من دمعتي وعيني | من قبل بين وبعد بين |
قد كان عيني بغير دمع | فصار دمعي بغير عين |
قال وقد أبصر دمعي دما | هذا وما لا رعتك بالبين |
فقلت لما فنيت أدمعي | بكيت بالدمع بلا عين |
لقد ظلم القمري إذ ناح باكيا | وليس له من مثل ما ذقته دوق |
فها أنا ذو شوق ولا طوق لي به | وها هو ذو طوق وليس له شوق |
لا تنكري يا عز إن ذل الفتى | ذو الأصل واستغنى لئيم المحتد |
إن البزاة رؤسهن عواطل | والساج معقود برأس الهدهد |
لا عار أن أعرى وغيـ | ـري في ثياب الوشي رافل |
إن الحمائم ذات أطو | اق وجيد الباز عاطل |
لا يشرف الرذل بأن يكتسي | من الغنى تاجا وديباجا |
وهل نجا الهدهد من نتنه | بلبسه الديباج والتاجا |
فدتك النفس يا قمري وشمس | ويومي في ودادك مثل أمس |
طلعت فكدت أصبح من تلالي | جبينك فقال الصدغ أمسي |
تعالى واملئي ستي صباحا | وجهك الوردي خمسي |
على وجه الدي أجني بناني | ثمارا للمكارم وهو غرسي |
وإن سائلتني من ذاك أنشد | وذاك محمد تفديه نفسي |
ساري النديم | بذي سلم |
وهنا ألم | فلم ينم |
حتى المتيم | فيه ازدحم |
فلا جرم | صافح ثم |
نعمى النعم | غنم الغنم |
بكى الرهم | حتى ابتسم |
فهو أرم | قم يا حنم |
عذب الشيم | واسيق فلم |
يبق ألم | ولا ارتكم |
غمام غم | لما بغم |
ظبي ظلم | بدر الظلم |
يا ليتني فيها جذع | تخب فيها وأضع |
طيف ألم | بذي سلم |
بعد العتم | يطوي الألم |
جاد بغم | وملتزم |
فيه هضم | إذا يضم |
موسى المطر | غيث بكر |
ثم انهمر | ألوى المرر |
اعتسر | ثم اتسر |
وكم قدر | ثم غفر |
عدل السير | باقي الأثر |
خير وشر | نفع وضر |
خير البشر | فرع مضر |
بدر بدر | هو الوزر |
لمن حضر | والمفتخر |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي السبخي أبو الحسن:
وقال أبو الحسن البيهقي: كنية الباخرزي أبو القاسم وهو الصحيح؛ وباخرز من نواحي نيسابور- ذكره العماد الكاتب في «الخريدة» فقال: وهو الذي صنف «كتاب دمية القصر في شعراء العصر». قال: وطالعت هذا الكتاب بأصفهان في دار الكتب التي لتاج الملك بجامعها وبعثني ذلك على تأليف كتابي هذا- يعني كتابه الذي نقلت هذا منه وسماه «خريدة القصر في شعراء العصر». قال: ومات في سنة سبع وستين وأربعمائة قال: قتل في مجلس أنس بباخرز وذهب دمه هدرا. قال: وكان واحد دهره في فنه، وساحر زمانه في قريحته وذهنه، صاحب الشعر البديع، والمعنى الرفيع، وأثنى عليه قال: ولقد رأيت أبناء العصر بأصفهان مشغوفين بشعره، متيمين بسحره، وورد إلى بغداد مع الوزير الكندري، وأقام بالبصرة برهة، ثم شرع في الكتابة معه مدة، واختلف إلى ديوان الرسائل، وتنقلت به الأحوال في المراتب والمنازل، وله ديوان كبير.
ومما أورده في «دمية القصر» لنفسه:
ولقد جذبت إلي عقرب صدغها | فوجدتها جرارة مجروره |
وكشفت ليلة خلوة عن ساقها | فرأيتها مكارة ممكوره |
زكاة رؤوس الناس في عيد فطرهم | بقول رسول الله صاع من البر |
ورأسك أغلى قيمة فتصدقي | بفيك علينا فهو صاع من الدر |
قد قلت لما فاق خط عذاره | في الحسن خط يمينه المستملحا |
من يكتب الخط المليح لغيره | فلنفسه لا شك يكتب أملحا |
قالوا التحى ومحا الإله جماله | وكساه ثوب مذلة ومحاق |
كتب الزمان على محاسن خده | هذا جزاء معذب العشاق |
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما | نجح الأمور بقوة الأسباب |
فاليوم حاجتنا إليك وإنما | يدعى الطبيب لكثرة الأوصاب |
يروقك بشرا وهو جذلان مثلما | تخاف شباه وهو غضبان محنق |
كذا السيف في أطرافه الموت كامن | وفي متنه ضوء يروق ورونق |
قالت وقد ساءلت عنها كل من | لا قيته من حاضر أو بادي |
أنا في فؤادك فارم طرفك نحوه | ترني فقلت لها وأين فؤادي |
لبس الشتاء من الجليد جلودا | فالبس فقد برد الزمان برودا |
كم مؤمن قرصته أظفار الشتا | فغدا لأصحاب الجحيم حسودا |
وترى طيور الماء في أرجائها | تختار حر النار والسفودا |
فإذا رميت بسؤر كأسك في الهوا | عادت عليك من العقيق عقودا |
يا صاحب العودين لا تهملهما | حرق لنا عودا وحرك عودا |
إنسان عيني قط ما يرتوي | من ماء وجه ملحت عينه |
كذلك الإنسان ما يرتوي | من شرب ماء ملحت عينه |
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا | كل الشهور، وفي الأمثال «عش رجبا» |
أليس من عجب أني ضحى ارتحلوا | أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا |
وأن أجفان عيني أمطرت ورقا | وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا |
وإن تلهب برق من جوانبهم | توقد الشوق في جنبي والتهبا |
هبت علي صبا تكاد تقول | إني إليك من الحبيب رسول |
سكرى تجشمت الربى لتزورني | من علتي وهبوبها تعليل |
حمل العصا للمبتلى | بالشيب عنوان ابلى |
وصف المسافر أنه | ألقى العصا كي ينزلا |
فعلى القياس سبيل من | حمل العصا أن يرحلا |
أقبل من كندر مسيخرة | للنحس في وجهه علامات |
يحضر دار الأمير وهو فتى | موضع أمثاله الخرابات |
فهو جحيم ودبره سعة | كجنة عرضها السماوات |
أقوت معاهدهم بشط الوادي | فبقيت مقتولا وشط الوادي |
وسكرت من خمر الفراق ورقصت | عيني الدموع على غناء الحادي |
في ليلة من هجره شتوية | ممدودة مخضوبة بمداد |
عقمت بميلاد الصباح وإنها | في الإمتداد كليلة الميلاد |
غر الأعادي منه رونق بشره | وأفادهم بردا على الأكباد |
هيهات لا يخدعهم إيماضه | فالغيظ تحت تبسم الآساد |
فالبهو منه بالبهاء موشح | والسرج منه مورق الأعواد |
وإذا شياطين الضلال تمردوا | خلاهم قرناء في الاصفاد |
قالوا محا السلطان عنه بعدكم | سمة الفحول وكان قرما صائلا |
قلت اسكتوا فالآن زاد فحولة | لما اغتدى عن أنثييه عاطلا |
فالفحل يأنف أن يسمى بعضه | أنثى لذلك جذه مستاصلا |
وعمك أدناه وأعلى محله | وبوأه من ملكه كنفا رحبا |
قضى كل مولى منكم حق عبده | فخوله الدنيا وخولته العقبى |
مفترقا في الأرض أجزاؤه | بين قرى شتى وبلدان |
جب بخوارزم مذاكيره | طغرل ذاك الملك الفاني |
ومص مرو الروذ من جيده | معصفرا يخضبها قاني |
والشخص في كندر مستبطن | وراء أرماس وأكفان |
ورأسه طار فلهفي على | مجثمه في خير جثمان |
خلوا بنيسابور مضمونه | وقحفه الخالي بكرمان |
والحكم للجبار فيما مضى | وكل يوم هو في شان |
حبا لك من تحت ذيل الحبى | شعاع كحاشية المشرفي |
وسقت الركائب حتى أنخن | بسبط الأنامل سبط النبي |
علي بن موسى مواسي العفاة | أبي القاسم السيد الموسوي |
نماه الفخار إلى جده | علي ففاز بجد علي |
ولا يتأشب عيص السري | إذا هو لم يكن ابن السري |
أبا قاسم يا قسيم السخاء | إذا جف ضرع الغمام الحبي |
وفدت إليك مع الوافدين | وفود البشارة غب النعي |
وزارك مني سمي كني | فراع حقوق السمي الكني |
فهاك القصيدة بكرا تصل | على نحرها حصيات الحلي |
جعلت هداك جهازا لها | فجاءتك مائسة كالهدي |
سحرت بها ألسن السامرين | ولم أترك السحر للسامري |
ولما نشرت أفاويقها | طوى الناس ديباجة البحتري |
يا فالق الصبح من لألاء غرته | وجاعل الليل من أصداغه سكنا |
لاغرو أن أحرقت نار الهوى كبدي | فالنار حق على من يعبد الوثنا |
كتبت وخطي حاش وجهك شاهد | بأن بناني من أذى السقم مرتعش |
ونفسي إن تأمر تعش في سلامة | فأهد لها منك السلام ومرتعش. |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1682
الباخرزي العلامة الأديب، صاحب ’’دمية القصر’’ أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي، الشاعر، الفقيه الشافعي.
تفقه بأبي محمد الجويني، ثم برع في الإنشاء والآداب، وسافر الكثير، وسمع الحديث، وكتابه هو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي. وقيل: ذيل علي بن زيد البيهقي الأديب عليه بكتاب ’’وشاح الدمية’’.
وللباخرزي ديوان كبير، ونظمه رائق.
قتل بباخرز -من أعمال نيسابور- وطل دمه في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربع مائة وكان من كبار كتاب الإنشاء. ذكره ابن خلكان.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 465
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب أبو الحسن الباخرزي الأديب مصنف دمية القصر
وباخرز ناحية من نواحي نيسابور الدية
ذيل علي يتيمة الثعالبي
تفقه على الشيخ أبي محمد الجويني ثم أخذ في الأدب وتنقلت به الأحوال إلى أن قتل بباخرز في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة
ومن شعره
يا فالق الصبح من لألاء غرته | وجاعل الليل من أصداغه سكنا |
بصورة الوثن استعبدتني وبها | فتنتني وقديما هجت لي شجنا |
لا غرو أن أحرقت نار الهوى كبدي | فالنار حق على من يعبد الوثنا |
عجبت من دمعتي وعيني | من قبل بين وبعد بين |
قد كان عيني بغير دمع | فصار دمعي بغير عين |
أصبحت عبدا لشمس | ولست من عبد شمس |
إني لأعشق ستي | وحق من شق خمسي |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 5- ص: 256