صردر علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، أبو منصور: شاعر مجيد، من الكتاب. كان يقال لأبيه (صر بعر) لبخله، وانتقل اليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت (صر در، لا صر بعر) فلزمته. مدح القائم العباسي ووزيره ابن المسلمة. قال الذهبي: لم يكن في المتأخرين أرق طبعا منه، مع جزالة وبلاغة. تقنطر به فرسه، فهلك، بقرب خراسان. له (ديوان شعر - ط).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 272
صردر اسمه علي بن الحسن بن علي بن الفضل.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 387
صردر الشاعر اسمه علي بن الحسن بن علي.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
صردر علي بن الحسن بن علي بن الفضل أبو منصور الكاتب، المعروف بصردر بن صربعر، كان أبو منصور من فحول الشعراء، وله معرفة تامة بالأدب، سمع هو والخطيب بقراءته، سمع عليا وعبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران، وأحمد بن محمد بن خالد الكاتب، وعلي بن عمر بن أحمد الحمامي، وغيرهم.
وروى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الزوزني، وعلي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، وفاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم الخبري، وروت عنه ’’الاختبار الموفقيات’’ للزبير بن بكار، كان أبوه يقال له: صربعر، فقال - لأبي منصور لما سمع شعره - نظام الملك: أنت ابن صردر، لا ابن صربعر، فغلب ذلك عليه، وقد هجاه الشريف البياضي، وما أنصفه في قوله:
لئن نبز الناس قدما أباكا | وسموه من شحه صربعرا |
فإنك تنثر ما صره | عقوقا له وتسميه شعرا |
من علم القلب ما يملي من الغزل | نوح الحمام له أم حنة الإبل |
لا بل هو الشوق يدعو في جوانحنا | فيستجيب خيال الحازم البطل |
لكل داء لطاشي يلاطفه | فهل شفاك طبيب اللوم والعذل |
أبين وهجر يضيع الوصل بينهما | فكيف أرجو خصام الحب بالملل |
يميت بني في صدري ويدفنه | أني أرى النفث بالشكوى من الفشل |
إن اللآلئ حازتها حمولهم | وإنما أبدلوا الأصداف بالكلل |
فلست أدري بالأصداغ قد كحلو الـ | ـأجفان أم صبئو الأصداغ بالكحل |
ما يستريب النقا إن الغصون خطت | عليه لكن بأوراق من الحلل |
من يشهد الركب صرعى في محلهم | يدعوه رمسا ولا يدعوه بالطلل |
أمسى شحوبي وإرهاقي يدلسني | على الرقيب بسمر بينهم ذبل |
لم يسألوا عن مقامي في رحالهم | إلا أتيت على الأعذار والعلل |
لله قوم يبيحون القرى كرما | وينهرون ضيوف الأعين النجل |
لو عدموا البيض والخطي أنجدهم | ضرب دراك ورشقات من المقل |
كأنما بين جفني كل ناظرة | ترنو كنانة رام من بني ثعل |
لا روض أوجههم مرعى لواحظنا | ولا اللمى مورد التخميش والقبل |
تحكي الغمامة إيماضا مباسمهم | وليس يحكينها في جودها الهطل |
خافوا العيون على ما في براقعهم | من الجمال فصانوا الحسن بالبخل |
يا رائد الركب يستغوي لواحظه | برق يلاعب ماء العارض الهطل |
هذا جمال الورى تطفي مناصله | نار القرى بدماء الأينق البزل |
لا يسأل الوفد عما في حقائبهم | إن لم يوافوا بها ملأى من الأمل |
وما رعين المطايا في خمائله | إلا سخطن على الحوزان والنفل |
إن امتنعت حياء من مواهبه | أولاكها بضروب المكر والحيل |
قصرت يا سحب عن إدراك غايته | فما يروقك إلا حمرة الخجل |
ومصلح بين جدواه وراحته | يسعى ويكدح في صلح على دخل |
سيف لها ثم مسلول إذا خشنت | له الضرائب لم يفرق من الغلل |
في قبضة القائم المنصور قائمة | وشفرتاه من الأعداء في القلل |
بيض القراطيس كالبيض الرقاق له | وفي اليراع غنى عن أسمر خطل |
وطالما جدل الأمران منطقه | حتى أقروا بأن القول كالعمل |
يود كل خصيم أن يعممه | فصل الحسام ويعفيه من الجدل |
ما البأس في الصعدة السمراء أجمعه | في القول أمضي من الهندي والأسل |
ليس الرقى لجميع الداء شافية | الكي أشفى لجلد الأجرب النفل |
قل للعريب أنيبي إنها دول | والطعن في النحر دون الطعن في الدول |
هيهات ليس بنو العباس ظلهم | عن ساحة الدين والدنيا بمنتقل |
حمى حقيقتهم مر مذاقته | موسر الرأي بين الريث والعجل |
موطأ فإذا الزت حفظته | تكاشر الموت عن أنيابه العصل |
إيها عقيل إذا غابت كتائبه | فزتم وإن طلعت طرتم مع الحجل |
هلا وقفتم ولو مقدار بارقة | وما الفرار بمنجاة من الأجل |
فالهى عن الريف يا فقعا بقرقرة | وابغي النزول على اليربوع والورك |
نسج الخدرنق من أعلا ثيابكم | وخير زادكم ذهدية الجعل |
إن تعهدوا العز في الأطناب آونة | فذا أوان حلول الذل في الحلل |
ترقبوها من الجودي كامنة | في نقعها ككمون الشمس في الطفل |
لكل مرتعد الغربين ما عرفت | حوباؤه خور الهيابة الوكل |
تدعو على ساعديه كلما اشتملت | على حنيته الأرواح بالهبل |
في جحفل كالغمام الجون ملتبس | بالبرق والرعد من لمع ومن زحل |
يزجي قوارع فأتت باع ملجمها | فأنت تحسبها صدرا بلا كفل |
والأرض دارك والأيام تنفقها | على بقائك والآمال كالخول |
متع لواحظنا حتى نقول لها | لقد رأيت جميع الناس في رجل |
لولا كهانة عيني ما درت كبدي | أن الخمار سحاب فيه أقمار |
إيه أحاديث نعمان وساكنه | إن الحديث عن الأحباب أسمار |
يا حبذا روضة الأحوى إذا احتجبت | عن الثغور حكاها منه نوار |
وحبذا البان أغصان كرمن فما | لهن إلا الحمام الورق أثمار |
ظللت مغرى بذي عينين تعذله | وقبله قد تعاطى العشق بشار |
عند العذول اعتراضات معنفة | وفي القباب جوابات وأعذار |
علقتها صماء مصقولة | سواد قلبي صفة فيها |
ما انكسف البدر على تمه | ونوره إلا ليحكيها |
لأجلها الأزمان أوقاتها | مؤرخات بلياليها |
لم أبك أن رحل الشباب وإنما | أبكي لأن يتقارب الميعاد |
شعر الفتى أوراقه فإذا ذوى | جفت على آثاره الأعواد |
لا تغتبط يا ابن الحصين بصبية | أضحت لديك كثيرة الأعداد |
لا فخر فيك ولا افتخار فيهم | إن الكلاب كثيرة الأولاد |
لا تظنن بي سلوا بأن كن ـ | ـ ت غزير الدموع بين الجفون |
فبكاء القلوب أشرف في حك ـ | ـ م المحبين من بكاء العيون |
قلقل ركابك في الفلا | ودع الغواني للقصور |
فمحالفي أوطانهم | أمثال سكان القبور |
لولا التغرب ما ارتقى | در البحور إلى النحور |
تموت نفوس بأوصابها | وتكتم عوادها ما بها |
وما أنصفت مهجة تشتكي | هواها إلى غير أحبابها |
ألا أرني لوعة في الحشا | وليس الهوى بعض أسبابها |
ومن شرف الحب أن الرجا ـ | ـ ل تشري أذاه بألبابها |
وفي السرب مثرية بالجما ـ | ـ ل تقسمه بين أترابها |
فللبدر ما فوق أزرارها | وللغصن ما تحت جلبابها |
كأني دعوت بها في الخبا ـ | ـ ء وحشية عند محرابها |
أتبعها نظرا معجلا | فتعثر عني بهرابها |
متى شاء يقطف ورد الخدود | وقته الأكف بعنابها |
كفاني من وصلها ذكرة | تمر على برد أنيابها |
وأن تتلالا بروق الحمى | وإن أضرمتني بألهابها |
وكم ناحل بين تلك الخيا ـ | ـ م تحسبه بعض أظنابها |
فمن مخبر حاسدي أنني | وهبت الأماني لطلابها |
فإن عرضت نفسها لم تجد | فؤادي من بعض خطابها |
ولو شئت أرسلتها غارة | فعادت إلي بأسلابها |
ولكنني عائف شهدها | فكيف أنافس في صابها |
تذل الرجال لأطماعها | كذل العبيد لأربابها |
فلا تقطفن ثمار المنى | فيأس عصارة أعنابها |
وليلة بالهجر مدت فما | يفني مداها سعي مشتاق |
كان شرابي وقياني بها | دمعي وورق ذات أطواق |
حتى محا الصبح سواد الدجى | كلمة في يد حلاق |
ما شهوة النوم وما لذته | قلب تغشت لبه غفلته |
هل هو إلا ميتة عجلت | وإنما قد قربت رجعته |
أبوابه للرقد مفتوحة | كأنها أجفان عشاق |
تستغلق الرهن أفاويقه | إن جعل الرهن لسباق |
أكذا يجازى ود كل قرين | أم هذه شيم الظباء العين |
قصوا علي حديث من قتل الهوى | إن النأسي روح كل حزين |
ولئن كتمتم مشفقين لقد درى | بمصارع العذراء والمجنون |
فوق الركاب ولا أطيل مشبها | بل ثم شهوة أنفس وحيون |
هزت قدودهم وقالت للصبا | هزءا عند البان مثل غصون |
وكأنما نقلت مأزرهم إلى | جدد الحمى الأنقاء من يبرين |
ووراء فرياك المقبل مورد | حصباؤه من منهل مكنون |
أما بيوت النحل بين شفاههم | موضونة أو حانة الزرجون |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
صردربعر الشاعر المفلق أديب وقته، أبو منصور علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، الكاتب. ويلقب بصربعر. صاحب بلاغة وجزالة ورقة وحلاوة، وباع أطول في الأدب.
سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الحسن بن الحمامي.
وعنه: أبو سعد الزوزني، وعلي بن عبد السلام، وفاطمة بنت الخبري.
قال ابن عبد السلام الكاتب: كان نظام الملك يقول له: أنت صردر لا صربعر.
قال ابن النجار: مدح الخليفة القائم ووزيره أبا القاسم بن المسلمة، لم يك في المتأخرين أرق طبعا منه، مع جزالة وبلاغة.
وقال بعض الأدباء: هو أشعر من مهيار.
وقيل: ظلم أهل شهرابان، وسعى بهم. وخلط في دينه. تقطر به فرسه فهلك، في ربيع الأول، سنة خمس وستين وأربع مائة. وقع به الفرس في زبية للأسد فهلكا معا.
وقيل: إنما أبوه لقب بصربعر لبخله.
ابن السمناني، ابن القطان:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 434