ابن المسلمة علي بن الحسن بن أبي الفرج أحمد، أبو القاسم، المعروف برئيس الرؤساء ابن المسلمة: من خيار الوزراء علما وعدلا. من بيت رياسة ومكانة ببغداد. سمع الحديث في صباه، وتضلع بعلوم كثيرة، وصار أحد المعدلين. واستكتبه القائم بأمر الله العباسي، ثم استوزره (سنة 437هـ) ولقبه (جمال الدين، شرف الوزراء، رئيس الرؤساء) وكان سديد الرأي وافر العقل. يرى بعض المؤرخين أنه بسياسة التقرب من زعماء الأتراك، والاستعانة بهم، أفسد خطط الفاطميين في القضاء على الخلافة العباسية. واستمر إلى ان كانت فتنة استيلاء البساسيري (أرسلان بن عبد الله) على بغداد، ودعوته للفاطميين، وكان شديد البغض لابن المسلمة، لأمور سبقت بيتهما، فقبض عليه ومثل به أفظع تمثيل ثم صلبه حتى مات، وله من العمر 52 سنة و5 أشهر، ومدة وزارته 12 سنة وشهر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 272
الوزير رئيس الرؤساء علي بن الحسن بن محمد بن عمر بن الرفيل بضم الراء، وفتح الفاء، وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها لام، كذا وجدته مضبوطا،الوزير أبو القاسم المعروف بابن المسلمة، رئيس الرؤساء، استكتبه الخليفة القائم بأمر الله، ثم استوزره، ولقبه رئيس الرؤساء، ورفع من قدره، وكان من خيار الرؤساء والوزراء، روى عنه الخطيب، وكان خصيصا به. وقال: ’’كتبت عنه وكان ثقة’’.
عظمه الخليفة إلى الغاية، ولم يبق له ضد إلا البساسيري وأرسلان التركي، ثم أن البساسيري خلع الخليفة وملك بغداد، وخطب بها للمستنصر صاحب مصر، وحبس رئيس الرؤساء، ثم أخرجه وعليه جبة صوف، وطرطور أحمر وفي رقبته مخنقة جلود، وهو يقرأ: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء} وهو يرددها، وطيف به على جمل، ثم نصب له خشبة بباب خراسان، وخيط عليه جلد ثور سلخ في الحال، وعلق في كلابان من حديد، وعلق على الخشبة حيا ولبث يضطرب إلى آخر النهار، ومات - رحمه الله تعالى - سنة خمسين وأربعمائة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
رئيس الرؤساء هو وزير القائم بأمر الله الصدر المعظم رئيس الرؤساء أبو القاسم؛ علي بن الحسن بن الشيخ أبي الفرج بن المسلمة.
استكتنه القائم ثم استوزره وكان عزيزا عليه جدا وكان من خيار الوزراء العادلين.
ولد سنة 397.
وسمع: من جده وابن أبي مسلم الفرضي، وإسماعيل الصرصري.
حدث عنه: الخطيب، وكان خصيصا به، ووثقه وقال: اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحد قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي.
قال ابن الجوزي: وزر أبو القاسم في سنة ثلاث وأربعين، ولقب جمال الورى، شرف الوزراء. ولم يبق له ضد إلا البساسيري؛ الأمير المظفر أبو الحارث التركي، فإن أبا الحارث عظم جدا ولم يبق للملك الرحيم بن بويه معه سوى الاسم ثم إنه خلع القائم وتملك بغداد وخطب بها لصاحب مصر المستنصر فقتل رئيس الرؤساء أبا القاسم بن المسلمة.
وقال محمد بن عبد الملك الهمذاني: أخرج رئيس الرؤساء وعليه عباءة وطرطور وفي رقبته مخنقة جلود وهو يقرأ: {قل اللهم مالك الملك}... ويرددها فطيف به على جمل ثم خيط عليه جلد ثور بقرنين وعلق وفي فكيه كلوبان وتلف في آخر النهار في ذي الحجة سنة خمسين وأربع مائة.
قلت: كان من علماء الكبراء ونبلائهم.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق أخبرنا، الفتح بن عبد السلام أخبرنا، محمد بن عمر ومحمد بن أحمد الطرائفي ومحمد بن علي قالوا: أخبرنا، أبو جعفر محمد بن أحمد المعدل أخبرنا، عبيد الله بن عبد الرحمن سنة ثمانين وثلاث مائة أخبرنا، جعفر بن محمد الفريابي حدثنا، قتيبة بن سعيد حدثنا، أبو عوانة عن، قتادة عن، أنس عن، أبي موسى الأشعري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة؛ ريحها طيب وطعمها طيب’’.
وبه: إلى الفريابي: حدثنا، هدبة حدثنا، همام حدثنا، قتادة عن، أنس بن مالك عن، أبي موسى: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة’’. متفق عليه.
مات مع ابن المسلمة السلطان ألب آرسلان السلجوقي وعائشة ابنة أبي عمر البسطامي وأبو الغنائم بن المأمون وأبو القاسم بن القشيري وصردر شاعر وقته أبو منصور علي بن الحسن والحافظ أبو سعد السكري وكريمة المروزية وأبو عثمان محمد بن أحمد بن محمد بن ورقاء وأبو الحسين بن المهتدي بالله وأبو المظفر هناد النسفي.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 389
علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر أبو القاسم بن المسلمة وزير القائم بأمر الله أمير المؤمنين لقبه القائم رئيس الرؤساء شرف الوزراء جمال الورى
وقد حكى عنه الشيخ أبو إسحاق حكاية ولقبه بهذا اللقب وتلك منقبة
ولد في شعبان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة
سمع إسماعيل بن الحسن بن هشام الصرصري وأبا أحمد الفرضي وغيرهما
وروى عنه الخطيب وكان خصيصا به وقال كتبت عنه وكان ثقة قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحد قبله مع سداد مذهب وحسن اعتقاد ووفور عقل وأصالة رأي
قال وسمعته يقول رأيت في المنام وأنا حدث كأني أعطيت شبه النبقة الكبيرة وقد ملأت كفي وألقي في روعي أنها من الجنة فعضضت منها عضة ونويت بذلك حفظ القرآن وعضضت أخرى ونويت درس الفقه وعضضت أخرى ونويت درس الفرائض وعضضت أخرى ونويت درس النحو وعضضت أخرى ونويت درس العروض فما من علم من هذه العلوم إلا وقد رزقني الله منه نصيبا
قال الخطيب قتل الوزير ابن المسلمة في يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة خمسين وأربعمائة قتله أبو الحارث البساسيري التركي وصلبه ثم قتل البساسيري وطيف برأسه ببغداد في يوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين
شرح حال مقتل هذا الوزير
كان هذا الوزير قد ارتفعت درجته وتمكن من قلب الخليفة وكان السلطان في ذلك الوقت الملك الرحيم ابن بويه ففي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وهي ابتداء الدولة السلجوقية سقى الله عهدها ضعف أمر الملك الرحيم لاستيلاء أبي الحارث أرسلان التركي المعروف بالبساسيري
والبساسيري بفتح الباء الموحدة وألف بين سينين مهملتين أولاهما مفتوحة وأخراهما مكسورة بعدها آخر الحروف ساكنة وفي آخرها الراء نسبة إلى قرية بفارس يقال لها بسا وبالعربية فسا والنسبة إليهما بالعربية فسوي ولكن أهل فارس يقولون البساسيري
وكان هذا البساسيري يتحلم على القائم بأمر الله واستفحل أمره ولم يبق للملك الرحيم معه إلا مجرد الاسم ثم عن له الخروج على الخليفة بأسباب أكدها مكاتبات المستنصر العبيدي له من مصر فبلغ ذلك القائم فكاتب السلطان طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق يستنجد به على البساسيري ويعده بالسلطنة ويحضه على القدوم وكان طغرلبك بالري وقد استولى على الممالك الخراسانية وغيرها وكان البساسيري يومئذ بواسط ومعه أصحابه ففارقه طائفة منهم ورجعوا إلى بغداد فوثبوا على دار البساسيري فنهبوها وأحرقوها وذلك برأي رئيس الرؤساء وسعيه وكان رئيس الرؤساء هو القائم عند القائم في إبعاد البساسيري وهو الذي أعلمه بأنه يكاتب المصريين ويكاتبونه فقدم
السلطان طغرلبك في رمضان بجيوشه فذهب البساسيري من العراق وقصد الشام ووصل إلى الرحبة وكاتب المستنصر العبيدي الشيعي الرافضي صاحب مصر واستولى على الرحبة وخطب للمستنصر بها فأمده المستنصر بالأموال وأما بغداد فخطب بها للسلطان طغرلبك بعد القائم ثم ذكر بعده الملك الرحيم وذلك بشفاعة القائم فيه إلى طغرلبك ثم إن السلطان قبض على الملك الرحيم بعد أيام وقطعت خطبته في سلخ رمضان وانقرضت دولة بني بويه وكانت مدتها مائة وسبعا وعشرين سنة وقامت دولة بني سلجوق فسبحان مبدي الأمم ومبيدها
ودخل طغرلبك بغداد في جمع عظيم وتجمل هائل ودخل معه ثمانية عشر فيلا ونزل بدار المملكة وكان قدومه في الظاهر أنه أتى من غزو الروم إلى همذان فأظهر أنه يريد الحج وإصلاح طريق مكة والمضي إلى الشام من الحج ليأخذها ويأخذ مصر ويزيل دولة الشيعة بها فراج هذا على عامة الناس وكان رئيس الرؤساء يؤثر تملكه وزوال دولة بني بويه فقدم الملك الرحيم من واسط وراسلوا طغرلبك بالطاعة واستمر أمر طغرلبك في ازدياد إلى سنة خمسين وأربعمائة توجه إلى رحبة الموصل ونصيبين وغيرهما واشتغل بحصار طائفة عصت عليه وسلم مدينة الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال وتوجه ليفتح الجزيرة فراسل البساسيري إبراهيم ينال أخا السلطان يعده ويمنيه ويطمعه في الملك فأصغى إليه وخالف أخاه وسار في طائفة من العسكر إلى الري فانزعج السلطان وسار وراءه وترك بعض العسكر بديار بكر مع زوجته ووزيره عميد الملك الكندري وربيبه أنوشروان فتفرقت العساكر وعادت زوجته الخاتون إلى بغداد فأما السلطان فالتقى هو وأخوه فظهر عليه أخوه فدخل السلطان همذان فنازله أخوه وحاصره فعزمت الخاتون على إنجاد زوجها واختبطت بغداد
واستفحل البلاء وقامت الفتنة على ساق وتم للبساسيري ما دبر من المكر وأرجف الناس بمجيء البساسيري إلى بغداد ونفر الوزير الكندري وأنو شروان إلى الجانب الغربي وقطعا الجسر ونهبت الغز دار الخاتون وأكل القوي الضعيف ثم دخل البساسيري بغداد في ثامن ذي القعدة بالرايات المستنصرية عليها ألقاب المستنصر فمال إليه أهل باب الكرخ لرفضهم وفرحوا به وتشفوا بأهل السنة وشمخت أنوف الرافضة وأعلنوا بالأذان بحي على خير العمل
واجتمع خلق من أهل السنة أيام إلى القائم بأمر الله وقاتلوا معه ونشبت الحرب بين الفريقين في السفن أربعة أيام وخطب يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة ببغداد للمستنصر العبيدي بجامع المنصور وأذنوا بحي على خير العمل وعقد الجسر وعبرت عساكر البساسيري وتفلل عن القائم أكثر الناس فاستجار بقريش بن بدران أمير العرب وكان مع البساسيري فأجاره ومن معه وأخرجه إلى مخيمه وقبض البساسيري على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم بن المسلمة وقيده وشهره على جمل عليه طرطور وعباءة وجعل في رقبته قلائد كالمسخرة وطيف به في الشوارع وخلفه من يصفعه ثم سلخ له ثور وألبس جلده وخيط عليه وجعلت قرون الثور بجلدها في رأسه ثم علق على خشبة وعمل في فيه كلابان ولم يزل يضطرب حتى مات ونصب للقائم خيمة صغيرة بالجانب الشرقي في المعسكر ونهبت العامة دار الخلافة وأخذوا منها أموالا جزيلة
فلما كان يوم الجمعة رابع ذي الحجة لم تصل الجمعة بجامع الخليفة وخطب بسائر الجوامع للمستنصر وقطعت الخطبة العباسية بالعراق ثم حمل القائم بأمر الله إلى حديثة عانة فاعتقل بها وسلم إلى صاحبها مهارش وذلك لأن البساسيري وقريش بن بدران اختلفا في أمره ثم وقع اتفاقهما على أن يكون عند مهارش إلى أن يتفقا على ما يفعلان به
ثم جمع البساسيري القضاة والأشراف وأخذ عليهم البيعة للمستنصر صاحب مصر فبايعوا قهرا ولا قوة إلا بالله وكان ذلك بسوء تدبير حاشية الخليفة القائم واستعجالهم على الحرب ولو طاولوا حتى ينجدهم طغرلبك لما تم ذلك على ما قيل
وذكر أن رئيس الرؤساء كان لا يدري الحرب وكان الأمر بيده فلم يحسن التدبير ثم لما انهزموا لم يشتغل بنفسه بل بالخليفة فإنه صاح يا علم الدين يعني قريشا أمير المؤمنين يستدنيك فدنا منه فقال قد أنالك الله منزلة لم ينلها أمثالك أمير المؤمنين يستذم منك على نفسه وأصحابه بذمام الله وذمام رسوله وذمام العرب فقال قد أذم الله تعالى له
قال ولي ولمن معه قال نعم وخلع قلنسوته فأعطاها للخليفة وأعطى رئيس الرؤساء مخصرة ذماما فنزل إليه الخليفة ورئيس الرؤساء فسارا معه فأرسل إليه البساسيري أتخالف ما استقر بيننا واختلفا ثم اتفقا على أن يسلم إليه رئيس الرؤساء ويترك الخليفة عنده
وسار حاشية الخليفة على حامية إلى السلطان طغرلبك بالخير مستفزين له ثم أرسل البساسيري رسله بالبشارة إلى صاحب مصر وإعلامه الخبر
وكان وزير مصر أبا الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي وكان سنيا وهو ممن هرب من البساسيري فذم فعله وخوف من سوء عاقبته فتركت أجوبته مدة ثم عادت بغير الذي أمله وصار البساسيري إلى واسط والبصرة فملكهما وخطب للمصريين
وأما طغرلبك فكان مشغولا بأخيه إلى أن انتصر عليه وقتله وكر راجعا إلى العراق وقد بلغه الأخبار فجاء ليس له هم إلا إعادة الخليفة إلى رتبته فلما وصل إلى العراق وكان وصوله إليها في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة هرب جماعة البساسيري وانهزم أهل الكرخ
وكانت مدة أيام البساسيري سنة كاملة
ثم بعث السلطان الإمام أبا بكر أحمد بن محمد بن أيوب بن فورك إلى قريش ليبعث معه أمير المؤمنين ويشكره على ما فعل فكان رأيه أن يأخذ الخليفة ويدخل به البرية فلم يوافقه مهارش بل سار بالخليفة فلما سمع السلطان طغرلبك بوصول الخليفة إلى بلاد بدر بن مهلهل أرسل وزيره عميد الملك الكندري والأمراء والحجاب بالسرادقات العظيمة والأهبة التامة فوصلوا وخدموا الخليفة فوصل النهروان في رابع عشرى ذي القعدة وبرز السلطان إلى خدمته وقبل الأرض وهنأه بالسلامة واعتذر عن تأخره بعصيان أخيه وأن قتله عقوبة لما جرى منه من الوهن على الدولة العباسية
وقال أنا أمضي خلف هذا الكلب يعني البساسيري إلى الشام وأفعل في حق صاحب مصر ما أجازى به فقلده الخليفة سيفا كان في يده وقال لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه فنزل به أمير المؤمنين وكشف غشاء الخركاه حتى رآه الأمراء فخدموه ودخل بغداد وكان يوما مشهودا ثم جهز السلطان عسكرا خلف البساسيري فثبت لهم البساسيري وقاتل إلى أن جاءه سهم ضربه به قريش فوقع فنزل إليه دوادار عميد الملك فحز رأسه وحمل على رمح إلى بغداد وطيف به ثم علق في السوق
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 5- ص: 247
وزير القائم بأمر الله. روي لنا عن القزاز، عن الخطيب قال: كان أحد الشهود المعدلين، ثم استكتبه الخليفة القائم بأمر الله، ولقبه: رئيس الرؤساء، شرف الوزراء، جمال الورى، وكان قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحد قبله، مع سداد مذهب، وحسن اعتقاد، ووفور عقل، وأصالة رأي.
وسمعته يقول: ولدت في شعبان من سنة سبع وتسعين وثلاث مئة، ورأيت في المنام وأنا حدث كأني أعطيت شبه النبقة الكبيرة، وقد ملأت كفي، وألقي في روعي أنها من الجنة فعضضت منها عضة ونويت بذلك حفظ القرآن، وعضضت أخرى ونويت درس الفقه، وعضضت أخرى ونويت درس العروض، فما شيء من هذه العلوم إلا وقد رزقني الله منه نصيبا.
قال الخطيب: حدثنا رئيس الرؤساء أبو القاسم مرات كثيرة، قال: رأيت أبا الحسين ابن القدوري الفقيه بعد موته في المنام، فقلت له: كيف حالك؟ فتغير وجهه ودق حتى صار كهيئة الوجه المرئي في السيف دقة وطولا، وأشار إلى صعوبة الأمر، قلت: فكيف حال الشيخ أبي الفرج؟ يعني: جده، فعاد وجهه إلى ما كان عليه، وقال لي: ومن مثل الشيخ أبي الفرج ذاك، ثم رفع يده إلى السماء، فقلت في نفسي: يريد بها قول الله تعالى: {وهم في الغرفات آمنون} [سبأ: 37]، وكان جده سمع الحديث ورواه.
سمع أبا أحمد الفرضي، وإسماعيل الصرصري، وغيرهما.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. قتله رحمه الله الوزير أبو الحارث البساسيري التركي صلباً، في ذي الحجة سنة خمسين وأربع مئة، وانتقم الله سبحانه وتعالى وله الحمد من البساسيري فقتل وطيف برأسه ببغداد، وصلب في ذي الحجة أيضا من السنة الثانية انتهاء سنة إحدى
وكان جده أبو الفرج أحمد ابن المسلمة وهو الذي له “ أمالـ “تروى - جليلاً، عابداً اختلف في الفقه إلى أبي بكر الرازي الحنفي، وكانت داره مألفاً لأهل العلم، وكان كثير البر والإفضال.
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 608
علي بن الحسن بن أحمد أبو القاسم المعروف بابن المسلمة الملقب برئيسى الرؤساء شرف الوزراء جمال الورى وزير القائم بأمر اللَّه.
حكى عنه الشيخ أبو إسحاق فى طبقاته حكاية في ترجمه الشيخ أبي حامد ولقبه بهذه الألقاب، ترجم له الخطب فأبلغ، قتل عن ثلاث وخمسين سنة سنة خمسين وأربعمائة.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1