الأحمر علي بن الحسن (أو المبارك) المعروف بالأحمر: مؤدب المأمون العباسي، وشيخ النحاة في عصره. كان في صباه جنديا من رجال النوبة على باب الرشيد. وأخذ العربية عن الكسائي، فنبغ. وأوصله الكسائي إلى الرشيد، لعهد اليه بتأديب أبنائه. واستمر في نعمة إلى أن توفي بطريق الحج. وكان قوى الذاكرة يحفظ 40 ألف بيت من شواهد النحو. وناظر سيبوية في مجلس يحيى بن خالد البرمكي. وصنف من الكتب (تفنن البلغاء) و (التصريف).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 271
الأحمر صاحب الكسائي علي بن الحسن
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
الأحمر صاحب الكسائي علي بن الحسن الأحمر صاحب الكسائي أبو الحسن بن الحسن المؤدب، لم يصر لأحد قط من التأديب ما صار إليه.
فال أبو سعيد الطوال: مات الأحمر قبل الفراء بمدة، قال الحاكي: أحسبه قال: سنة أربع وتسعين ومائة، وكان رجلا من الجند من رجالة النوبة على باب الرشيد، وكان يحب علم العربية، ولا يقدر على مجالس الكسائي، إلا في أيام غير نوبته، وكان يرصد مصير الكسائي إلى الرشيد، ويعرض له في طريقه فإذا أقبل، تلقاه وأخذ بركابه وماشاه إلى أن يبلغ الستر، وهو يسأله عن المسألة بعد المسألة، وكذلك يفعل به إذا خرج من الستر إلى أن يركب، ولم يزل كذلك إلى أن تمكن، فلما أصاب الكسائي الوضح في بدنه ووجهه، كره الرشيد ملازمته لأولاده، فأمر بأن يرتاد لهم من ينوب عنه، وكان الكسائي قد بلغه قدوم سيبويه والأخفش، فقال للأحمر: هل فيك خير قال: نعم فاستخلفه على أولاد الرشيد، فقال له: لعلي لا أفي ما يطلبون، فقال: إنما يريدون في كل يوم مسألتين في النحو وبيتين من معاني الشعر، وأحرفا من اللغة، وأنا ألقنك كل يوم ذلك قبل أن تأتيهم فقال: نعم فدخل به إليهم، وأجلسوه في بيت، وفرشوه له، وكانت العادة جارية بأنه إذا دخل معلم لأولاد الخلفاء يحمل بعد قيامه كل ما في ذلك البيت الذي جلس فيه إليه، فحمل ذلك إلى الأحمر، وشريت له دار وجارية، وحمل على مركوب، ووهب له غلام، ورتب له جاريا يكفيه، وكان الكسائي يأتيهم في الشهر مرة أو مرتين، فيعرضون عليه بحضرة الرشيد ما أقرأهم الأحمر، وكان بينه وبين الفراء تباعد وجفاء، فحج الأحمر فمات في طريق الحج، فلما بلغ الفراء ذلك، استرجع وترحم عليه، وقال: أما والله لقد علمته شيخا ذكيا عالما ذا مروءة.
ومن شعر الأحمر:
وفتيان صدق دعوا للندى | وفاض السرور بأرض الطرب |
أفسد النحو الكسائـ | ـي وثنى ابن غزاله |
وأرى الأحمر تيسا | فاعلفوا التيس النخاله |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
الأحمر النحوي علي بن المبارك الأحمر شيخ العربية وتلميذ الكسائي، أدب الأمين بتعيين الكسائي له، وهو الذي ناظر سيبويه بحضرة يحيى بن خالد البرمكي. توفي في حدود المائتين.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 21- ص: 0
علي بن الحسن الأحمر صاحب الكسائي: قال الجعابي، قال محمد بن يحيى الصولي: الأحمر أبو الحسن علي بن الحسن مؤدب الأمين لم يصر إلى أحد قط من التأديب ما صار إليه. وقال محمد بن داود: الأحمر اسمه علي بن المبارك. ومات الأحمر فيما ذكره الصولي عن أحمد بن فرج قال سمعت أبا سعيد الطوال يقول: مات الأحمر قبل الفراء بمدة، قال: أحسبه سنة أربع وتسعين ومائة ومات الفراء سنة أربع ومائتين.
وحدث المرزباني قال: روى عبد الله بن جعفر عن علي بن مهدي الكسروي عن ابن قادم صاحب الكسائي قال: كان الأحمر صاحب الكسائي رجلا من الجند من رجالة النوبة على باب الرشيد، وكان يحب علم العربية، ولا يقدر على مجالس الكسائي إلا في أيام غير نوبته، وكان يرصد مصير الكسائي إلى الرشيد ويعرض له في طريقه كل يوم، فإذا أقبل تلقاه وأخذ بركابه ثم أخذ بيده وماشاه إلى أن يبلغ الستر، وساءله في طريقه عن المسألة بعد المسألة، فإذا دخل الكسائي رجع إلى مكانه، فإذا خرج الكسائي من الدار تلقاه إلى الستر وأخذ بيده، وما شاه يسائله حتى يركب
ويجاوز المضارب، ثم ينصرف إلى الباب. فلم يزل كذلك يتعلم المسألة بعد المسألة حتى قوي وتمكن، وكان فطنا حريصا، فلما أصاب الكسائي الوضح في وجهه وبدنه كره الرشيد ملازمته أولاده، فأمر أن يرتاد لهم من ينوب عنه ممن يرتضي به وقال: إنك قد كبرت ونحن نحب أن نودعك، ولسنا نقطع عنك جاريك، فجعل يدافع بذلك ويتوقى أن يأتيهم برجل فيغلب على موضعه، إلى أن ضيق عليه الأمر وشدد، وقيل له إن لم تأتنا أنت من أصحابك برجل ارتدنا نحن لهم من يصلح، وكان قد بلغه أن سيبويه يريد الشخوص إلى بغداد والأخفش، فقلق لذلك، ثم عزم على أن يدخل إلى أولاد الرشيد من لا يخشى ناحيته، ومن ليس ممن اشتد من أصحابه، فقال للأحمر:
هل فيك خير؟ قال: نعم، قال: قد عزمت أن أستخلفك على أولاد الرشيد، فقال الأحمر: لعلي لا أفي بما يحتاجون إليه، فقال الكسائي: إنما يحتاجون في كل يوم إلى مسألتين في النحو وثنتين من معاني الشعر وأحرف من اللغة، وأنا ألقنك في كل يوم قبل أن تأتيهم ذلك فتتحفظه وتعلمهم، فقال: نعم، فلما ألحوا عليه قال: قد وجدت من أرضاه، وإنما أخرت ذلك حتى وجدته، وأسماه لهم. فقالوا له: إنما اخترت لنا رجلا من رجال النوبة ولم تأت بأحد متقدم في العلم، فقال: ما أعرف أحدا في أصحابي مثله في الفهم والصيانة، ولست أرضى لكم غيره، فأدخل الأحمر إلى الدار وفرش له البيت الذي يؤدب فيه بفرش حسن، وكان الخلفاء إذا أدخلوا مؤدبا إلى أولادهم فجلس أول يوم أمروا بعد قيامه بحمل كل ما في المجلس إلى منزله مع ما يوصل به ويوهب له، فلما أراد الأحمر الانصراف إلى منزله دعي له بحمالين فحمل معه ذلك كله مع بز كثير، فقال الأحمر: والله ما يسع بيتي هذا، وما لنا إلا غرفة ضيقة، ليس فيها من يحفظه غيري، في بعض الخانات، وإنما يصلح مثل هذا لمن له دار وأهل وكل شيء يشاكله، فأمر بشراء دار له وجارية، وحمل على دابة، ووهب له غلام، وأقيم له جار ولمن عنده. فجعل يختلف إلى الكسائي كل عشية ويتلقن ما يحتاج إليه أولاد الرشيد ويغدو عليهم فيلقنهم، وكان الكسائي يأتيهم في الشهر مرة أو مرتين فيعرضون عليه بحضرة الرشيد ما علمهم الأحمر، ويرضاه، فلم يزل الأحمر كذلك حتى صار نحويا وجلت حاله وعرف بالأدب حتى قدم على سائر أصحاب الكسائي، ولم يكن له قبل ذلك ذكر ولا يعرف.
وحدث محمد بن الجهم السمري قال: كنا إذا أتينا الأحمر تلقانا الخدم فندخل قصرا من قصور الملوك فيه من فرش الشتاء في وقته ما لم يكن مثله إلا في دار أمير المؤمنين، ويدفع إلينا دفاتر الكاغد والجلود قد صقلت والمحابر المخروطة والأقلام والسكاكين، ويخرج إلينا وعليه ثياب الملوك تنفح منها رائحة المسك والبخور، فيلقانا بوجه منطلق وبشر حسن، حتى ننصرف ونصير إلى الفراء، فيخرج إلينا معبسا قد اشتمل بكسائه، فيجلس لنا على بابه ونجلس في التراب بين يديه، فيكون أحلى في قلوبنا من الأحمر وجميل فعله.
وحدث سلمة قال: كان الأحمر قد أملى على الناس شواهد النحو، فأراد الفراء أن يتممها فلم يجتمع له أصحاب الكسائي كما اجتمعوا للأحمر، فقطع ولم يعرض له.
قال عبد الله بن جعفر: أخبرنا غير واحد عن سلمة بن عاصم صاحب الفراء قال: كان بين الفراء والأحمر تباعد وجفاء، فحج الأحمر فمات في طريق مكة، فقيل للفراء: إن الأحمر قد نعي إلى أهله، فاسترجع وتوجع وترحم عليه وجعل يقول: أما والله لقد علمته صدوقا سخيا ذكيا عالما ذا مروءة ومودة، رضي الله عنه، فقيل له أين هذا مما كنت تقول فيه بالأمس؟ قال: والله ما يمنعني ما كان بيني وبينه أن أقول فيه الحق، وما تعديت فيه قط في قول ولا تحريت فيه إلا الصدق قبل وإلى الآن.
وأنشد إسحاق الموصلي قال: أنشدني الأحمر غلام الكسائي لنفسه:
وفتيان صدق دعوا للندى | رياض السرور بأرض الطرب |
أفسد النحو الكسائي | وثنى ابن غزاله |
وأرى الأحمر تيسا | فاعلفوا التيس النخاله |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1670
الأحمر شيخ العربية، علي بن المبارك. وقيل: علي بن الحسن، تلميذ الكسائي، ناظر سيبويه مرة.
قال ثعلب: كان الأحمر يحفظ -سوى ما يحفظ- أربعين ألف بيت شاهدا في النحو.
وقال الأحمر: وصلني في يوم ثلاثمائة ألف درهم.
وكان متمولا، متجملا، فاخر البزة، كأن داره دار ملك بالخدم والحشم.
أخذ عنه: إسحاق النديم، وسلمة بن عاصم، ويقال: إن محمد بن الجهم أدركه.
وقيل: كان شابا، من رجالة باب الخلافة، وكان يتوقد ذكاء، فرأى الكسائي يدخل ويخرج، فلزمه إلى أن برع، فندبه لتعليم أولاد الرشيد، نيابة عن نفسه.
توفي الأحمر: بطريق مكة، فتوجع الفراء لموته.
فقيل: مات سنة أربع وتسعين ومائة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 529