علي بن الجهم علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب: شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد. كان معاصرا لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي. ثم غضب عليه المتوكل، فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة. وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان من بني كلب، فقاتلهم، وخرج ومات من جراحه. له (ديوان شعر - ط).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 269
الشاعر القرشي علي بن الجهم بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسد بن أذينة، ينتهي إلى لؤي بن غالب، أبو الحسن القرشي السامي - بالسين المهملة - نسبة إلى سامة بن لؤي، كان شاعرا مجيدا عالما بفنون الشعر، وكان خصيصا بالمتوكل دينا فاضلا وكان مع انحرافه على علي - رضي الله عنه - مطبوعا، نفاه المتوكل إلى خراسان سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة تسع وثلاثين، لأنه هجاه، وكتب إلى طاهر بن عبد الله إذا ورد عليك، فاصلبه يوما، فوصل إلى شاذياخ بنيسابور، فحبسه طاهر، ثم أخرجه فصلبه مجردا نهارا كاملا، فقال في ذلك:
لم ينصبوا بالشاذياخ صبيحة ال ـ | ـ اثنين مسبوقا ولا مجهولا |
نصبوا بحمد الله ملء عيونهم | شرفا وملء صدورهم تبجيلا |
أزيد في الليل ليل | أم سال بالصبح سيل |
ذكرت أهل دجيل | وأين مني دجيل |
وا رجمتا للغريب في البلد ال ـ | ـ نازح ماذا بنفسه صنعا |
فارق أحبابه فما انتفعوا | بالعيش من بعده ولا انتفعا |
يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا | هل أنت إلا مليك جار إذ قدرا |
لولا الهوى لتجارينا على قدر | فإن أفق منه يوما ما فسوف ترى |
لا يؤيسنك من تفرج كربة | خطب رماك به الزمان الأنكد |
كم من عليل قد تخطاه الردى | فنجا ومات طبيبه والعود |
وقلت لها والدمع تدمى طريقه | ونار الهوى بالقلب يذكى وقودها |
فلا تجزعي إني رأيت وقوده | فإن خلاخيل الرجال قيودها |
ولكن إحسان الخليفة جعفر | دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر |
فسار مسير الشمس في كل بلدة | وهب هبوب الريح في البر والبحر |
وليلة كحلت بالنفس مقلتها | ألقت قناع الدجى في كل أخدود |
قد كاد تغرقني أمواج ظلمتها | لولا اقتباسي سنا وجه ابن داود |
وقلن لنا نحن الأهلة إنما | تضئ لمن يسري بليل ولا نقري |
فلا بذل إلا ما تزود ناظر | ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري |
لعمرك ما الجهم بن بدر بشاعر | وهذا علي بعده يدعي الشعرا |
ولكن أبي قد كان جارا لأمه | فلما ادعى الأشعار أوهمني أمرا |
بلاء ليس يشبهه بلاء | عداوة غير ذي حسب ودين |
يبيحك منه عرضا لم يصنه | ويرتع منك في عرض مصون |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0