القونوي علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي، أبو الحسن، علاء الدين: فقيه، من الشافعية. ولد بقونية، ونزل بدمشق سنة 691هـ. وانتقل إلى القاهرة، فتصوف، وتلقى علوم الأدب والفقه. ثم ولى قضاء الشام سنة 727هـ. فأقام بدمشق إلى أن توفى. له (شرح الحاوي الصغير - خ) فقه، و (مختصر منهاج الحليمي) و (التصرف في التصوف) و (الطعن في مقالة اللعن - خ) رسالة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 264

الشيخ علاء الدين القونوي علي بن إسماعيل بن يوسف الإمام العلامة القدوة العارف ذو الفنون، قاضي القضاة بدمشق، الشافعي شيخ الشيوخ، علاء الدين أبو الحسن القونوي التبريزي، ولد سنة ثمان وستين وستمائة، وتوفي بدمشق سنة تسع وعشرين وسبعمائة، في ذي القعدة، ودفن بسفح قاسيون بتربة اشتريت له، تفقه وتفنن، وبرع وناظر، قدم دمشق أول سنة ثلاث وتسعين وستمائة، فرتب صوفيا، ثم درس بالإقبالية، وسمع من أبي حفص ابن القواس، وأبي الفضل بن عساكر، وجماعة، وبمصر من الأبرقوهي، وطائفة.
واستوطن مصر، وولي مشيخة سعيد السعداء، وأقام عشرين سنة يصلي الصبح، ويقعد للأشغال في سائر الفنون إلى أذان الظهر، وتخرج به الأصحاب، وانتفع به الطلبة في العلوم خصوصا في الأصول، وكان ساكنا وقورا حليما، مليح الشيبة والوجه، تام الشكل، حسن التعليم، ذكيا قوي اللغة والعربية، كثير التلاوة والخير، درس بالشريفية بالقاهرة، وبها كان سكنه وأشغاله، ثم لما حضر قاضي القضاة جلال الدين إلى الديار المصرية عوضا عن قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة عينه السلطان لقضاء قضاة الشام، فأخرج كارها، وكان يقول لأصحابه الأخصاء سرا: أخملني السلطاني كونه لم يولني قضاء الديار المصرية، وليته كان عينني لذلك، وكنت سألته الإعفاء من ذلك، ولما خرج إلى الشام، حمل كتبه على خيل البريد معه، وأظنها كانت وقر خمسة عشر فرسا أو أكثر، وباشر المنصب أحسن مباشرة بصلف زائد، وعفة مفرطة، ولم تكن له نهمة في الأحكام، بل رغبته وتطلعه إلى الأشغال والإفادة، وطلب الإقالة، أولا من السلطان، فما أجابه، وكان منصفا في بحوثه - أيضا - معظما للآثار، ولم يغير عمته للتصوف، خرج له ابن طغربل، وعماد الدين ابن أكثير، ووصلهما بجملة، وشرح الحاوي في أربع مجلدات، وجوده، وله مختصر المنهاج للحليمي سماه الابتهاج، وله التصرف، شرح التعرف في التصوف، وكان يدري الأصلين، والمنطق وعلوم الحكمة، ويعرف الأدب، ويحكم العربية، ولكن له حظ من صلاة وخير وحياء، وكان مع مخالفته للشيخ تقي الدين ابن تيمية، وتخطئته له في أشياء كثيرة: يثني عليه ويعظمه، ويذب عنه، إلا أنه لما توجه من مصر إلى دمشق، قال له السلطان: إذا وصلت خل نائب الشام يفرج عن ابن تيمية، فقال: يا خوند، على ماذا حبستموه؟ فقال: لأجل ما أفتى به في تلك المسألة، فقال: إنما حبس للرجوع عنها، فإن كان قد تاب، ورجع، أفرجنا عنه، فكان ذلك سبب تأخيره في السجن، وكان له ميل إلى محي الدين بن العربي، إلا أن له ردودا على أهل الاتحاد، وكان يحدث على حديث أبي هريرة: ’’كنت سمعه الذي يسمع به’’، ويشرحه شرحا حسنا، ويبينه بيانا شافيا، وكان يكتب مليحا قويا جاريا، ورأيته يكتب بخطه على ما يقتنيه من الكتب التي فيها مخالفة السنة من اعتزال وغيره:

وكان يترسل جيدا من غير سجع، ويستشهد بالآيات المناسبة، والأحاديث والأبيات اللائقة بذلك المقام، وكنت أكتب عن أمير حسين - رحمه الله تعالى - إليه من الشام، وهو بالقاهرة فتأتيه أجوبته بخطه، وهي في غاية الحسن، وفيها السلام علي، والثناء الكثير، والتودد، فلما دخلت القاهرة واجتمعت به مرات، عاملني بكل جميل، وطلب مني كتابي الذي وضعته في الجناس، ووقف عليه مديدة، وأعاده إلي وبلغني الثناء الزائد منه عليه، ثم لما قدمت إلى الشام، متوجها إلى رحبة مالك بن طوق، وهو بالشام يومئذ قاض طلب ذلك المصنف مني، وبقي عنده مديدة، ثم أعاده، وأخذ في التفضل والشكر على عادته - رحمه الله-.
ومات بورم الدماغ أحد عشر يوما ومات في بستان ضمنة، وتأسف الناس لموته أسفا كثيرا:
وله نظم منه أبيات في الشجاج، وهي ما أنشد فيه من لفظه الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الرحيم بن علي بن عبد الملك بن المنجاين علي بن جعفر السلمي المسلاتي المالكي، قال: أنشدني شيخنا علاء الدين القونوي من لفظه لنفسه، وسمعتها منه غير مرة:
وكتب إلى ناصر الدين شافع، وقد طلب منه شيئا من شعره:
يقبل اليد الشريفة، لا زالت للمكرمات مستديمة، وفي سبيل الخيرات مستقيمة، وينهى أن بضاعة المملوك في كل الفنون مزجاة، لاسيما فن الأدب، فإنه فيه في أدنى الدرجات، وقد وردت عليه إشارة مولانا، حرسه الله تعالى في طلب شيء من الشعر الذي ليس المملوك منه في عير ولا نفير، ولا حظي منه بنقير ولا قطمير، سوى ما شذ من الهذيان، الذي لا يصلح لغير الكتمان، ولا يحفظ إلا للنسيان، والمسؤول، من فضل مولانا وكرمه المبذول أن يتم إحسانه إليه، بالستر عليه، فإنه وجميع ما لديه من سقط المتاع، ولا يعار لسقاطته ولا لنفاسته ولا يباع، والله يؤيد مولانا ويسعده، ويحرسه بالملائكة ويعضده.
وكتب إليه، وقد وقف على كتابه الذي سماه: ’’مخالفة المرسوم، في حل المنثور والمنظوم’’:
وشاعت بالشام صورة فتيا على لسان بعض اليهود، وهي هذه:
فكتب الشيخ علاء الدين القرنوي جوابه:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0

القونوي علاء الدين علي بن إسماعيل.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

علي بن إسماعيل بن يوسف الإمام العالم العامل العلامة القدوة العارف المسلك، ذو الفنون قاضي القضاة بدمشق الشافعي شيخ الشيوخ بالديار المصرية، القونوي التبريزي.
سمع الحديث عن إبراهيم بن عنبر المعروف بالمارداني، وأبي العباس أحمد بن عبد الله اليونيني، وأبي العباس أحمد بن عبد الواحد الزملكاني، وأبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر، وإسماعيل بن عثمان بن المعلم، وأبي الخير سلامة بن سالم الجعبري، وعبد الله بن محمد الرصافي، وأبي حفص عمر بن القواس.
وسمع بمصر من الأبرقوهي، وابن الصواف، وابن القيم، ومن الحافظ شرف الدين الدمياطي، وقاضي القضاة تقي الدين أبي الفتح بن دقيق العيد، ولازمه زمنا طويلا، يحضر عنده بالليل، وكتب له بخطه مع تحريه وضبطه على مختصر ابن الحاجب على النسخة التي هي ملكه، باحثت صاحب هذا الكتاب، ونعته وقال: فوجدته يطلق اسم الفاضل عليه استحقاقا. وحسبك هذا الثناء من الشيخ تقي الدين رضي الله عنه وعلى من كان يطلق هذا اللفظة، أعني الفاضل.
وكان الشيخ علاء الدين رحمه الله تعالى جبل علوم، وطود حلوم، وبحر فضائل ومسل مسائل، فاضل الدهر وعالمه العلامة، ومن إذا ذكر الناس غيره لم يقل الإنصاف له إلا مه، عرف التفسير وكشف سر كشافه، وعلم ما يخاطب به منه وما يشافه، وخاض بحر الفقه فلو رآه الروياني لأغرقه في بحره، وحوى محاسن الحاوي، فلو عاصر الماوردي لعجز عن ثنائه الطيب وشكره، ومخض زبد الكلام، فلو تأمله السيف الآمدي لوقف فيه عند حده، أو الإمام فخر الدين لتحقق أن محصله من عنده، وحقق أصول الفقه فلو تقدم زمانه كان ابن الحاجب بين يديه نقيبا، أو البيضاوي لتسود وجوه طروسه ولم يكن في منهاجه مصيبا.
وذاق لب العربية فالفارسي يفتخر به ويقول أنا أبو علي، وابن مالك يقول: من شافعي في هذا الفن إلى هذا الولي. وخاض في لجة المعاني والبيان، فعبد القاهر عنده عبد مقهور، وصاحب المفتاح لا نسبة له إلى من عنده خزائن المنظوم والمنثور.
وبرع في المنطق فهو من الخونجي أفضل، ومن الكاتبي أنبه، ومن الأبهري أبهر وأنبل.
وجد للجدل حتى وافقه العميدي على الخلاف، ونسف حبال النسفي وما تلافاه أحد من التلاف.
وهذب نفسه بالمعارف في التصوف، وذاب في خلواته من التشوق إلى حضرة القدس والتشوف، فلو رآه الشبلي لقال هذا الأسد، أو معروف لأنكر نفسه وقال: هذا الذي بلغ من الأشد الأشد.
هذا إلى صورة قد حسنها الذي فطرها، وشيبة بيضها الله ونورها، وأخلاق ليس للنسيم لطفها، ولا للرياض نضرتها وظرفها.
أقمام في القاهرة فملأها علما، وجاء إلى دمشق فسرها حكما وحلما.
ولم يزل فيها على حاله إلى أن غاض بحره العجاج، وطفئ سراجه الوهاج.
وتوفي رحمه الله تعالى بدمشق رابع عشر ذي القعدة سنة تسع وعشرين وسبع مئة.
ومولده سنة ثمان وستين وست مئة.
ودفن بسفح قاسيون بتربة اشتريت له.
ومات بورم الدماغ بقي مريضا أحد عشر يوما. وكانت جنازته حافلة، وتأسف الناس عليه.

وكان الشيخ علاء الدين رحمه الله تعالى قد قدم دمشق في أول سنة ثلاث وتسعين وست مئة، فرتب صوفيا، ثم إنه درس بالإقبالية، ثم إنه توجه إلى الديار المصرية، وأقام بها، وولي مشيخة سعيد السعداء، وأقام ثلاثين سنة على قدم واحد، إذا طلع الفجر خرج من مسكنه للصلاة بسكون ووقار، وإذا فرغ منها أخذ في إشغال الطلبة في غير ما فن إلى أن يؤذن الظهر، فيصلي، ويأكل شيئا في بيته، ثم إنه من الظهر إلى العصر يدور، إما أن يزور أصحابه الأعزة، أو يتوجه في شفاعة لأحد قصده، أو يسلم على غائب أو يهنئ أو يعزي أو يعود مريضا، إلى أن يتوجه إلى وظيفة الخانقاه للذكر والعبادة. هكذا أبدا لا يمر له وقت في غير ذلك.
وكان قد ولي تدريس الشريفية بالقاهرة، وبها سكنه. وكان السلطان يعظمه ويثني عليه، وكذلك الأمير سيف الدين أرغون النائب.
أخبرني القاضي ناصر الدين بن الصاحب شرف الدين كاتب السر بدمشق، قال: سمعت الأمير سيف الدين أرغون النائب يقول بحلب: ما رأيت رجلا مثل الشيخ علاء الدين القونوي ولا ملأ عيني غيره.
وكان يعرف بالتركي وبالعجمي.
ولم يزل على حاله إلى أن توفي الشيخ كمال الدين محمد بن الزملكاني ببلبيس، وقد طلبه السلطان ليوليه قضاء دمشق، فحينئذ عين السلطان الشيخ علاء الدين لقضاء الشام، فما خرج منها إلا كارها. كان يقول لأصحابه الأعزة عليه: أخملني السلطان كونه لم يولني قضاء الديار المصرية، وليته كان عينني لذلك في الظاهر، وكنت أنا سألته الإعفاء من ذلك.
ولما خرج إلى الشام حمل كتبه معه على البريد، وأظنها كانت وقر خمسة عشر فرسا أو أكثر. وباشر منصب الحكم بدمشق أحسن مباشرة بصلف زائد وعفة مفرطة، ولن يكن له تهمة في الأحكام، بل رغبته وتطلعه إلى الإشغال والإفادة. وطلب الإقالة أولا من السلطان، فما أجابه، ثم إنه لما جاء إلى الشام واستقر في دمشق، كتب إلى شيخنا العلامة تقي الدين السبكي ليناقله إلى وظائفه بالقاهرة، ويأخذ هو قضاء الشام، فما وافقه ذاك.
وكان منصفا في بحوثه، ريضا معظما للآثار، ولم يغير عمته للتصوف. ولما جاء إلى دمشق، بلغني أنه أحضر القاضي فخر الدين المصري والقاضي جمال الدين ابن جملة، وحل من وسطه كيسا فيه ألف دينار، وقال: هذه جاءت معي من الديار المصرية.
وخرج له ابن طغريل والشيخ عماد الدين بن كثير مشيخة، فوصلهما بجملة. وشرح الحاوي في أربع مجلدات وجوده، واختصر منهاج الحليمي وسماه الابتهاج. وله التصرف، شرح التعرف في التصوف.
وكان قد أحكم العبية، وله يد طولى في الأدب، ويكتب خطا قويا إلى الغاية مليحا تعليقا.
وكان له حظ وافر من صلاة وصيام وخير وحياء، وكان مع مخالفته للشيخ تقي الدين بن تيمية وتخطئته له في أشياء كثيرة، يثني عليه ويعظمه ويذب عنه، إلا أنه لما توجه من مصر قال له السلطان: إذا وصلت إلى دمشق، قل لنائب الشام يفرج عن ابن تيمية. فقال: يا خوند، على ماذا حبستموه؟ قال: لأجل ما أفتى به في تلك المسألة. فقال: إنما حبس للرجوع عنها، فإن كان قد تاب ورجع أفرجنا عنه. وكان ذلك سبب تأخيره في السجن إلى أن مات.
وكان له ميل إلى محيي الدين بن عربي، إلا أن له ردودا على أهل الاتحاد. وكان يتحدث على حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ’’كنت سمعه الذي يسمع به’’. وشرحه شرحا حسنا، وبينه بيانا شافيا.
ورأيته يكتب بخطه على ما يقتنيه من الكتب التي تخالف السنة من اعتزال وغيره:
وكان يترسل جيدا من غير سجع، ويستشهد بالأبيات المناسبة والأحاديث والآيات اللائقة بذلك المقام.
وكنت أنا بصفد أكتب إليه وهو بمصر عن الأمير شرف الدين حسين بن جندر رحمه الله تعالى فتأتي أجوبته بخطه، وهي في غاية الحسن، وفيها السلام علي والثناء الكبير والتودد من غير معرفة. ولما دخلت القاهرة واجتمعت به مرات، عاملني بكل جميل وطلب مني كتابي جنان الجناس. وقف عليه، وبقي عنده مدة، ثم أعاده إلي، وبلغني الثناء الزائد منه علي. ثم لما قدمت من مصر إلى دمشق متوجها إلى الرحبة، و هو بالشام قاض، طلب ذاك المصنف مني، فحملته إليه، وبقي عنده مديدة، ثم أعاده، وأخذ في الفضل والشكر على عادة إحسانه، جزاه الله عني الخير، ورحمه ورضي عنه.
وكتب هو رحمه الله إلى ناصر الدين شافع، وقد طلب منه شيئا من شعره:
يقبل الباسطة الشريفة، لا زالت للمكرمات مستديمة، وفي سبل الخيرات مستقيمة.
وينهي أن بضاعة المملوك فغي كل الفنون مزجاه، ولا سيما في فن الأدب، فإنه فيه في أدنى الدرجات. وقد وردت عليه إشارة مولانا حرسه الله تعالى في طلبه شيئا من الشعر الذي ليس المملوك منه في عير ولا نفير، ولا حظي منه بنقير ولا قطمير، سوى ما شذ من الهذيان، الذي لا يصلح لغير الكتمان، ولا يحفظ إلا للنسيان. والمسؤول من فضل مولانا وكرمه المبذول أن يتم إسحانه إليه بالستر عليه، فإنه وجميع ما لديه من سقط المتاع، ولا يعار لسقاطته لا لنفاسته ولا يباع، والله يؤيد مولانا ويسعده ويحرسه بالملائكة ويعضده.
وكتبت إليه وقد وقف على كتابه الذي سماه مخالفة المرسوم في حل المنثور والمنظوم:
وشاعت بالشام صورة فتيا على لسان بعض اليهود، وهي:
فكتب الشيخ علاء الدين رحمه الله الجواب:
ونظم الشيخ علاء الدين رحمه الله أبياتا في الشجاج، أنشدنيها عنه الإمام قاضي القضاة جمال الدين محمد بن عبد الرحيم بن علي بن عبد الملك المسلاتي المالكي. قال: أنشدنا لنفسه، وسمعتها منه غير مرة:

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 285

القونوي الشيخ علاء الدين علي بن إسماعيل.

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 136

علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي علاء علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي علاء الدين الفقيه الشافعي ولد سنة 68 بقونية من بلاد الروم وقدم دمشق سنة 93 - فدرس بالإقبالية ثم قدم القاهرة فولي مشيخة سعيد السعداء وسمع من إبراهيم بن عنبر المارديني وأحمد بن عبد الواحد الزملكاني وأبي الفضل بن عساكر والأبرقوهي وعمر بن القواس وابن القيم والدمياطي وابن الصواف وابن دقيق العيد وغيرهم ولازم شمس الدين الأيكي وقرأ الأصول على تاج الدين الحلافي وتقدم علاء الدين المذكور في معرفة التفسير والفقه والأصول والتصوف وأقام على قدم واحد ثلاثين سنة يصلي الصبح جماعة ثم ينتصب للأشغال إلى الظهر ثم يصليها ويأكل في بيته شيئا ثم يتوجه إلى زيارة صاحب أو عيادة مريض أو شفاعة أو سلام على غائب أو تهنئة أو تعزية ثم يرجع وقت حضور الخانقاه ويشتغل بالذكر إلى آخر النهار وولى تدريس الشريفية وسكن بها دهرا طويلا يشغل بعد صلاة الصبح إلى أذان الظهر فتخرج به جمع كثير في أنواع من العلوم وكان الناصر يعظمه ويثني عليه وكذا ارغون النائب حتى كان يقول ما ملأ عيني غيره ولما طلب ابن الزملكاني لتولي القضاء بدمشق فمات ببلبيس ولي الناصر علاء الدين المذكور قضاء دمشق فتوجه إليها في سنة 727 - في شوال فباشرها أحسن مباشرة وتصلب زائد وعفة ولم يكن له في الحكم نهمة بل هو على عادته من الإقبال على الأشغال وكان كثير الفنون منصفا في المباحث كثير الرياضة معظما للسنن ولم يغير عمامته الصوفية واحضر صحبته من الكتب ما حمل على نحو العشرين فرسا ولما استقر في القضاء بدمشق اخرج من وسطه كيسا فيه ألف دينار بحضرة الفخر المصري وابن جملة وقال هذه حضرت معي من القاهرة وكان محكما للعربية قوي الكتابة له يد طولى في الأدب وله شرح للحاوي ومختصر المنهاج للحليمي والتصرف في شرح التعرف في التصوف وكان يترسل جيدا من غير سجع ويستشهد بالآيات والأبيات والأحاديث اللائقة بذلك وكان قد لازم ابن دقيق العيد وقرأ عليه حتى كتب له بخطه على نسخته من مختصر ابن الحاجب باحثت صاحب هذا الكتاب فلانا فوجدته يطلق عليه اسم الفاضل استحقاقا وقد خرج له ابن طغريل وابن كثير فوصلهما وخرج له الذهنى فجلسا سمعناه من شيخنا البرهان الشامي بسماعه منهما وكان علاء الدين يقول اخملني السلطان بتوليتي قضاء دمشق بحيث أنه لو ولاني قضاء القاهرة يوما واحدا وسألته الإعفاء من ذلك ثم طلب الإقالة من قضاء دمشق فلم يجبه السلطان لذلك وكان الشيخ علاء الدين يميل إلى محي الدين ابن العربي مع تصنيفه في الرد على أهل الاتحاد وكان يقرر حديث أبي هريرة من عادى لي وليا تقريرا حسنا ويبين المراد بقوله كنت سمعه الذي يسمع به بيانا شافيا وكان يكتب بخطه على ما يقتنيه من الكتب التي تخالف السنة ما نصه

وكان يعظم الشيخ تقي الدين ابن تيمية ويذب عنه مع مخالفته له في أشياء وتخطئته له ويقال إن الناصر قال له إذا وصلت إلى دمشق قل للنائب يفرج عن ابن تيمية فقال يا خوند لأي معنى سجن قال لأجل الفتاوي قال فإن كان رجع عنها أفرجنا عنه فيقال كان هذا الجواب سببا في استمرار الشيخ ابن تيمية في السجن إلى أن مات لأنه كان لا يتصور رجوعه قال الذهبي حدثني ابن كثير أنه حضر مع المزي عند القونوي فجرى ذكر الفصوص فقال القونوي لا ريب أن الكلام الذي فيه كفر وضلال فقال له بعض أصحابه فلا يتأوله مولانا فقال لا إنما يتأول كلام المعصوم قال وحدثنى أمين الدين الوانى أنه قال له أنا أحب أهل العلم وأحب من بينهم أهل الحديث أكثر ولما خرج ابن قيم الجوزية من القلعة أتاه فبش به وأكرمه ووصله وكان يثني على بحوثه وحضر عنده ابن جملة فحط على ابن تيمية فقال القونوي بالتركي هذا ما يفهم كلام الشيخ تقي الدين وقال الأسنوى في الطبقات ملأ بالرئاسة والسيادة أرجاء شامه ومصره وارتفعت منزلته فما داناه أحد من أهل عصره وكان صالحا ضابطا متثبتا كثير الإنصاف مثابرا على تحصيل الفائدة طاهر اللسان مهيبا وقورا إلى أن قال وكان أجمع من رأيناه للعلوم مع الاتساع فيها خصوصا العقلية واللغوية لا يشار فيها إلا إليه وكان قليل المثل من عقلاء الرجال وكان قدومه القاهرة سنة 700 وبه تخرج أكثر علماء المصريين قال وتحيل عليه جماعة من الكبار في أن يبعد عن الديار المصرية لأغراض فحسنوا للسلطان توليته الشام ففعل عند انتقال القاضي جلال الدين القزويني منها إلى قضاء الديار المصرية فسأله السلطان في ذلك وتلطف به فاعتذر فذكر لي أنه قال له لي أطفال يتأذون بالحركة فقال له السلطان وبسط يديه أنا احملهم على كفوفي إلى الشام فقبل إذا حياء فقدرت وفاته بالشام فقدمها في ذي القعدة سنة 727 - فباشرها سنتين ومن شعر الشيخ علاء الدين
وله
#التي هي آتية
الأبيات أوردها في شرح الحاوي
وفيه يقول ابن الوردي
#مات في الرابع عشر ذي القعدة سنة 729 بعد أن مرض أحد عشر يوما بورم الدماغ تأسف الناس عليه رحمه الله وإيانا

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0

علي بن إسماعيل بن يوسف قاضي القضاة الشيخ علاء الدين القونوي شيخ الشيوخ
قدم دمشق قديما وسمع الحديث بهذه الديار من أبي الفضل أحمد بن هبة الله ابن عساكر وأبي حفص عمر بن القواس وأبي العباس الأبرقوهي وابن الصواف وابن القيم والحافظين أبي محمد الدمياطي وشيخ الإسلام ابن دقيق العيد
وشغل الناس بالعلم شاما ومصرا ومع ملازمة التقوى وحسن السمت وكثرة العلم والإفادة
انتفع به أهل مصر ثم ولي قضاء الشام فسار سيرة حسنة
ذكره كمال الدين جعفر الأدفوي في كتاب البدر السافر فقال شيخ الدهر وعالمه من شادت به أركان التصوف ومعالمه إن ذكر التفسير فالزمخشري أو الفقه فالطبري أو البيان والبديع فالسكاكي والجزري أو النحو فالجياني العكبري أو التصوف فالجنيد والسري أو الأصول فالبحر العجاج والعارض الصيب أو الكلام فابن فورك وأبو الطيب أو الجدل والخلاف فالنسفي والعميدي يسلمان له فيه أو المنطلق فالخونجي والأبهري يتلقيانه من فيه مع عقل وافر ونسل طاهر
أقام بالقاهرة قريبا من ثلاثين سنة يلقي دروسا يدير من المعارف على أهل العوارف كئوسا إذا طلع الفجر خرج من مسكنه للصلاة بسكون ووقار ثم يستمر في إفادة الطلبة إلى منتصف النهار
انتهى
وذكر أن شيخ الإسلام ابن دقيق العيد قال إنه يطلق على القونوي اسم الفاضل استحقاقا قال وناهيك بابن دقيق العيد من عالم متضلع ومحتاط بما يقوله متورع
قلت لا شك أن هذه من ابن دقيق العيد منقبة للقونوي عظيمة
درس بدمشق بالمدرسة الإقبالية ثم قدم القاهرة وأقام بها مدة في غاية من الفقر مع عزة النفس إلى أن ولي تدريس الشريفية ومشيخة الخانقاه الصلاحية
وصنف شرح الحاوي واختصر منهاج الحليمي وشرح كتاب التعرف في التصوف واختصر المعالم في الأصول
ثم ولي قضاء الشام وأقام دون عامين إلى أن مات في رابع عشر ذي القعدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة وعمره اثنتان وستون سنة
ومن شعره أبيات أجاب بها سائلا قصد الطعن في الشريعة ذكرناها في ترجمة الشيخ علاء الدين علي بن محمد الباجي الرسباني
أنشدنا الحافظ أبو المعالي محمد بن رافع بقراءتي عليه قال أنشدنا قاضي القضاة علاء الدين القونوي لنفسه في الشجاج

مناظرة بين الشيخ علاء الدين والشيخ الإمام الوالد رحمهما الله

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 10- ص: 132

علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي العلامة علاء الدين. ولد بقونية من بلاد الروم سنة ثمان وستين وستمائة، وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، فدرس بالإقبالية، ثم قدم القاهرة، فولى مشيخة سعيد السعداء.
سمع أبا الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر، والأبرقوهي، والدمياطي، وابن دقيق العيد، وأبا حفص عمر بن القواس، وابن الصواف، وابن القيم، وغيرهم ولازم الشمس الأيكي، وتقدم في معرفة علم التفسير والفقه والأصول والتصوف وكان محكما للعربية، قوي الكتابة. له يد طولى في الأدب، أقام ثلاثين سنة يصلي الصبح جماعة، ثم يقرأ إلى الظهر، ثم يصليها، ويأكل شيئا في بيته، ثم يذهب إلى عيادة مريض أو تهنئة أو نحو ذلك، ثم يرجع وقت حضور الخانقاه الصلاحية ويشتغل بالذكر إلى آخر النهار.
وولي تدريس الشريفية. وتخرج به جماعة في أنواع من العلوم.
قال الإسنوي: وكان أجمع من رأيناه للعلوم خصوصا العقلية واللغوية، لا يشار فيها إلا إليه، وكان قليل المثل من عقلاء الرجال، صالحا كثير الإنصاف، طاهر اللسان، مهيبا وقورا. وكان الناصر يعظمه ويثني عليه.
ولي قضاء الشام فباشره بعفة وصلف، ولم يغير عمامته الصوفية، خرج له الذهبي جزءا حدث به، وسمعه منه أبو إسحاق التنوخي، ولما استقر في القضاء أخرج من وسطه كيسا فيه ألف دينار بحضرة الفخر المصري وابن جملة، وقال: هذه حضرت معي من القاهرة، ثم طلب الإقالة من القضاء فلم يجب.
صنف «شرح الحاوي»، و «مختصر منهاج الحليمي»، و «شرح التعرف في التصوف»، و «اختصر المعالم في الأصول»، وفيه يقول ابن الوردي:

مات في منتصف ذي القعدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة، بعد أن مرض أحد عشر يوما بورم الدماغ، وتأسف الناس عليه، رحمه الله تعالى وإيابا.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 398

على بن إسمعيل بن يوسف القونوي علاء الدين الشافعي
ولد بقونية من بلاد الروم سنة 668 ثمان وستين وستمائة وقدم
دمشق سنة 693 فدرس بالإقبالية ثم قدم بالقاهرة فسمع من جماعة كابى الفضل بن عساكر وابن القيم والدمياطي وابن الصواف وابن دقيق العيد وقرأ في الأصول على تاج الدين الجيلاني وتقدم في معرفة التفسير والفقه والأصول وأقام على قدم واحد ثلاثين سنة يصلي الصبح جماعة ثم يقرأ إلى الظهر ثم يصليها ويأكل في بيته شيئا ثم يتوجه إلى زيارة صاحب أو عيادة مريض أو شفاعة أو تهنية أو تعزية ثم يرجع ويشتغل بالذكر إلى آخر النهار وكان السلطان الناصر يعظمه ويثني عليه ثم ولاه قضاء دمشق فتوجه إليها في سنة 727 فباشره أحسن مباشرة مع تصلب زايد وعفة لم يكن له في الحكم نهمة بل هو على عادته في الإقبال على العلم وكان كثير الفنون كثير الإنصاف كثير الكتب ولمااستقر بدمشق أعطى الشافعية ألف دينار وقال هذه حضرت معي من القاهرة وله مصنفات منها شرح الحاوي وشرح مختصر المنهاج للحليمي ثم طلب الإعفاء من القضاء فلم يجبه السلطان وكان يعظم الشيخ تقي الدين ابن تيمية ويذب عنه ويقال ان الناصر قال له إذا وصلت إلى دمشق قل للنائب يفرج عن ابن تيمية قال ياخوند لأي معنى سجن قال لأجل الفتاوى قال فإن كان راجعا عنها أفرجنا عنه فيقال كان هذا الجواب سببا لاستمرار ابن تيمية في السجن إلى أن مات لأنه كان لا يذعن للرجوع ولما خرج ابن القيم من القلعة وأتاه سربه وأكرمه ووصله وكان يثني على أبحاثه قال الأسنوي في ترجمته وكان أجمع من رأينا للعلوم مع الاتساع فيها خصوصا العقلية واللغوية لا يشار بها إلا إليه وتخرج به أكثر العلماء المصريين قال وتحيل عليه جماعة من الكبار في أن يبعد عن الديار المصرية لأغراض فحسن للسلطان توليته قضاء الشام ففعل فسأله السلطان في ذلك وتلطف به فاعتذر ومن جملة ما قال للسلطان أن له أطفالاً يتأذون بالحركة فقال له السلطان أنا أحملهم على كفي وبسط يده ومن شعره

وكان موته في رابع عشر ذي القعدة سنة 729 تسع وعشرين وسبعمائة بدمشق وتأسف الناس على فقده

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 439

علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي.

العلامة ولد بقونية من بلاد الروم سنة 668 وقدم دمشق سنة 693 فدرس بالإقبالية. سمع من أبي الفضل بن عساكر، والأبرقوهي، والدمياطي وكان له يد طولى في الأدب، وتقدم في معرفة التفسير، والفقه، والأصول، والعربية، والتصوف.

وكان أجمع من؟؟؟ للعلوم خصوصا العقلية ولي قضاء الشام فباشره بعفة.

صنف «شرح الحاوي» و«مختصر منهاج الحليمي» و«التصرف، في التصوف» وفيه يقول ابن الوردي:




توفي في منتصف القعدة سنة 729.

  • دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 3- ص: 0

علي بن إسماعيل بن يوسف.
قاضي القضاة علامى الدين أبو الحسن القونوى، ولد سنة ثمان وستين وستمائة، وقدم دمشق في أول سنة ثلاث وتسعين، فسمع من ابن النواس وغيره، ودرس وناظر ثم قدم القاهرة سنة سبعمائة، وسمع من الدمياطى والأبرقوهى واشتغل ودرس بالشريفية، وتولى مشيخة سعيد السعداء وتخرج به فضلاء، وكان متقناً بارعاً، ثم تولى قضاء القضاة بالشام، وحدث بدمشق، أخرج له مشيخة، سمع منه الذهبي وذكره في معجم شيوخه، وشرح الحاوي، واختصر منهاج الحليمى وشرح التعريف في التصوف، وصنف في حياة الأنبياء في قبورهم، وله مسئلة اللعن، مات بدمشق في منتصف ذى القعدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة، ودفن بالصالحية، ومن شعره: ما ذكره جوابا عن أبيات نظمها بعض يهود الشام -قبحه اللَّه- والذى قاله اليهودي:

فأجاب الشيخ بأبيات منها:

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1