الزاهي علي بن إسحاق بن خلف، أبو القاسم أو أبو الحسن القطان، المعروف بالزاهي: شاعر، وصاف محسن، كثير الملح، من أهل بغداد. أكثر شعره في آل البيت النبوي. وهو صاحب الأبيات التي منها:
#سفرن بدورا، وانتقبن أهلهـ ، ومسن غصوبا، والتفتن جآذرا
وله مدائح في سيف الدولة والوزير المهلبي وغيرهما.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 263
الزاهري اسمه علي بن إسحاق بن خلف.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 42
أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف البغدادي المعروف بالزاهي الشاعر المشهور
ولد يوم الاثنين لعشر ليال بقين من صفر سنة 318 وتوفي يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة 352 ببغداد ودفن في مقابر قريش كذا عن عميد الدولة أبي سعيد بن عبد الرحيم في طبقات الشعراء وفي تاريخ بغداد قال لي التنوخي مات الزاهي بعد سنة 360 والزاهي بزاي فألف فهاء فياء في أنساب السمعاني هذه النسبة إلى قرية زاه ويقال لها الزاه أيضا من قرى نيسابور نسب إليه محمد بن إسحاق وأبو الحسن علي بن خلف الشاعر المعروف بالزاهي، لا أدري هو من هذه القرية أم لا غير أنه بغدادي وكان حسن الشعر في التشبيهات وغيرها وبعضهم قال إنما لقب الزاهي لأنه أول من زها في شعره وذكره ابن شهراشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت (عليهم السلام) المجاهرين فقال أبو القاسم الزاهي الشامي وصاف وذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال علي بن إسحاق بن خلف أبو الحسن الشاعر المعروف بالزاهي حسن الشعر في التشبيهات وغيرها واحسب شعره قليلا أنشدنا التنوخي أنشدنا محمد بن عبيد الله بن الكاتب النصيبي أنشدني علي بن إسحاق ابن خلف الزاهي البغدادي القطان لنفسه وكان دكانه في قطيعة الربيع:
قم نهنئ عاشقين | أصبحا مصطلحين |
جمعا بعد فراق | فجعا منه وبين |
ثم عادا في سرور | من صدود آمنين |
فهما روح ولكن | ركبت في جسدين |
صدودك في الهوى هتك استتاري | وعاونه البكاء على اشتهاري |
ولم اخلع عذاري فيك إلا | لما عاينت من حسن العذار |
وكم أبصرت من حسن ولكن | عليك لشقوتي وقع اختياري |
ولازوردية تزهو بزرقتها | بين الرياض على رزق اليواقيت |
كأنها فوق قامات ضعفن بها | أوائل النار في أطراف كبريت |
ومدامة لضيائها في كأسها | نور على فلك الأنامل بازع |
رقت وغاب عن الزجاجة لطفها | فكأنما الإبريق منها فارع |
وبيض بألحاظ العيون كأنما | هززت سيوفا واستللن خناجرا |
تصدين لي يوما بمنعرج اللوى | فغادرن قلبي بالتصبر غادرا |
سفرن بدورا وانتقبن أهلة | ومسن غصونا والتفتن جاذرا |
واطلعن في الأجياد بالدر أنجما | جعلن لحبات القلوب ضرائرا |
من عذيري من عذارى قمر | عرض القلب لأسباب التلف |
علم الشعر الذي عاجله | أنه جار عليه فوقف |
الريح تعصف والأغصان تعتنق | والمزن باكية والزهر معتبق |
كأنما الليل جفن والبروق له | عين من الشمس تبدو ثم تنطبق |
لولا عذارك ما خلعت عذاري | ولكنت في وزر من الأوزار |
ما كنت احسب إن أعاين أو أرى | تخطيط ليل في بياض نهار |
حتى نظرت إلى عذارك فاغتدى | سقم القلوب ونزهة الابصار |
وتركت قولي في الوعيد لأجله | وعزمت فيك على دخول النار |
الليل من فكري يصير ضياء | والسيف من نظري يذوب حياء |
والخيل لو حملتها علمي بها | لتركتها تحت العجاج هباء |
أحصي على دهري الذنوب بمقلة | لدموعها لا أملك الإحصاء |
عجبا لصرف الدهر كيف يخون من | غمر البرية نجدة ووفاء |
عدم الصباح فناب عنه بفكره | وعلت يداه فطاول الجوزاء |
أنا أحصي فيك النجوم ولكن | لذنوب الزمان لست بمحص |
وذات جسم من الكافور في ذهب | دارت عليه حواشيه بمقدار |
كأنها وهي قدامي ممثلة | في رأس دوحتها تاج من النار |
من كان آدم جملا في سنه | هجرته حواء السنين من الدمى |
أعاتب نفسي إذا قصرت | وافني دموعي إذا ما جرت |
لذكراكم يا بني المصطفى | دموعي على الخد قد سطرت |
لكم وعليكم جفت غمضها | جفوني عن النوم واستشعرت |
أمثل أجسامكم بالعراق | وفيها الأسنة قد كسرت |
أمثلكم في عراص الطفوف | بدورا تكسف إذا أقمرت |
غدت ارض يثرب من جمعكم | كخط الصحيفة إذ اقفرت |
وأضحت بكم كربلاء مغربا | لزهر النجوم إذا غورت |
كأني بزينب حول الحسين | ومنها الذوائب قد نشرت |
تمرع في نحره شعرها | وتبدي من الوجد ما أضمرت |
وفاطمة عقلها طائر | إذا السوط في جنبها أبصرت |
وللسبط فوق الثرى شيبة | بفيض دم النحر قد عفرت |
ورأس الحسين إمام الرفاق | كغرة صبح إذا أسفرت |
لست أنسى النساء في كربلاء | وحسين ظام فريد وحيد |
ساجد يلثم الثرى وعليه | قضب الهند ركع وسجود |
يطلب الماء والفرا قريب | ويرى الماء وهو عنه بعيد |
من مثلكم يا آل طه ولكم | في جنة الفردوس والخلد خطط |
حب سواكم نفل وحبكم | فرض من الله علينا مشترط |
قد نصب الله لكم مسددا | بالرشد والعصمة مأمون الغلط |
أحاط بالعلم ولا يصلح إن | يدعي إماما من بعلم لم يحط |
يا طود إفضال بعيد المرتقى | وبحر علم لم يكن يحويه شط |
كل الولاء إلا ولاك منحبط | وكل جرم بولاك منحبط |
بحر لديه كل بحر جدول | يغرق من تياره إذا اغتمط |
وليث غاب كل ليث عنده | بنظرة العقل حقيرا إن قلط |
باسط علم الله في الأرض ومن | بحبه الرحمن للرزق قسط |
سيف لو إن الطفل يلفى سيفه | بكفه في يوم حرب لشمط |
يغدو إلى الحروب فيه حاسرا | كم فيه قد قد من رجس وقط |
صنو النبي المصطفى والكاشف | الغماء عنه والحسام المخترط |
أول من صام وصلى سابقا | إلى المعالي وعلى السبط عبط |
وآية الأمة والقاضي الذي | أحاط من علم الهدى ما لم يحط |
والنبأ الأعظم والحجة والمصباح | في المحنة والخطب الورط |
حبل إلى الله وباب حطة الفاتح | بالرشد مغاليق الخطط |
والقدم الصدق الذي سيط به | قلب امرئ بالخطوات لم يسط |
ما زلت بعد رسول الله منفردا | بحرا يفيض على الوراد زاخره |
أمواجه العلم والبرهان لجته | والحلم شطاه والتقوى جواهره |
بات على فراش النبي آمنا | والليل قد طافت به حراسه |
حتى إذا ما هجم القوم على | مستيقظ ينصله إشماسه |
ثار إليهم فولوا فرقا | يمنعهم عن قربه حماسه |
فوجهك نزهة الأبصار حسنا | وصوتك متعة الأسماع طيبا |
رنا ظيبا وغنى عندليبا | ولاح شقائقا ومشى قضيبا |
أرى الليل يمضي والنجوم كأنها | عيون الندامى حين مالت إلى الغمض |
وقد لاح فجر يغمر الجو نوره | كما انفرجت بالماء عين على الأرض |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 163
الزاهي الشاعر علي بن إسحاق بن خلف البغدادي الشاعر المشهور، المعروف بالزاهي، كان وصافا محسنا أشار الخطيب إلى أنه كان قطانا، ودكانه في قطيعة الربيع ببغداد، ولد سنة ثمان عشرة وثلثمائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة، وكنيته أبو القاسم، وشعره في أربعة أجزاء، وأكثر شعره في أهل البيت، ومدح سيف الدولة بن حمدان، ومن شعره:
صدودك في الهوى هتك استتاري | وعاونه البكاء على اشتهاري |
وكم أخلع عذاري فيك إلا | لما عاينت من حسن العذار |
وكم في الناس من حسن ولكن | عليك لشقوتي وقع اختياري |
ولا زوردية أوفت بزرقتها | بين الرياض على زوق اليواقيت |
كأنها فوق طاقات صففن بها | أوائل النار في أطراف كبريت |
ومدامة لضيائها في كأسها | نور على تلك الأنامل بازغ |
زفت وغاب عن الزجاجة لطفها | فكأنما الإبريق منها فارغ |
وبيض بألحاظ العيون كأنما | هززن سيوفا واستللن خناجرا |
تصدين لي يوما بمنعرج اللوى | فغادرن قلبي بالتصبر غادرا |
سفرن بدورا وانتقبن أهلة | ومسن غصونا والتفتن جاذرا |
وأطلعن في الأجياد بالدر أنجما | جعلن لحبات القلوب ضرائرا |
من عذيري من عذارى قمر | عرض القلب لأسباب التلف |
علم الشعر الذي عاجله | أنه جار عليه فوقف |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 20- ص: 0
الزاهي الشاعر المحسن المجود، أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف البغدادي، مات شابا في جمادى الآخر سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة.
مدح الوزير المهلبي وسيف الدولة، وهو القائل:
سفرن بدورا وانتقبن أهلة | ومسن غصونا والتفتن جآذرا |
وأطلعن في الأجياد بالدر أنجما | جعلن لحياة القلوب ضرائرا |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 195